حيروت – متابعات

 

نفذت مؤسسة رصد لحقوق الإنسان يوم أمس الإثنين 29 نيسان / إبريل 2024 حدثاً إفتراضياً موسعاً بمناسبة إطلاق التقرير الحقوقي والفيلم الوثائقي اللذان يحملان عنوان ” أخاف من الفضيحة ” والذي سيتم من خلالهما تسليط الضوء عن العنف الجنسي الذي يتعرض له الأطفال في النزاع المسلح في اليمن.

 

المؤسسة خلال الندوة التي اقامتها بالتعاون مع معهد Dt institute تحت عنوان ” كشف الواقع .

. مواجهة العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن” بهدف رفع مستوى الوعي حول قضية العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن وتعزيز الدعم لضحايا تلك الجرائم وحماية الأطفال اليمنيين من الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أثناء النزاع المسلح، كشفت عن نماذج لقصص واقعية تم توثيقها من قبلها، وتناولها الفيلم الوثائقي الذي تم استعراضه عن ضحايا الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي المرتكب ضد الأطفال خلال فترة النزاع في اليمن.

 

الندوة بدأت بعرض تقديمي للسيد أكرم الشوافي رئيس مؤسسة رصد لحقوق الإنسان والذي أشار إلى أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسة أنشطة تنفذها المؤسسة منذ عام ونصف في إطار مشروع تعزيـز الوعـي وضمـان حقـوق الأطفال خلال النزاع في اليمـن SAFE. والـذي يهـدف إلى توحيـد الجهـود لحمايـة الأطفـال اليمنـيين مـن الانتهـاكات الجسـيمة لحقـوق الإنسـان أثنـاء النـزاع المسـلح مـن خلال تعزيـز الاعتراف بهـم محليـا ودوليـاً وتسـهيل مسـاءلة الجنـاة.

 

موضحاً أن النـدوة تسعى إلى تسـليط الضـوء على أحـد أخطـر الانتهـاكات ضـد الأطفـال وهـو العنـف الجـنسي، وأهمية محاسبة الجناة وممارسة الضغط لتحقيق العدالة والحماية للأطفال المتضررين. والكشف عن فظاعة هذه الجريمة التي لطالما كان مسكوت. بينما تغض الأطراف المتصارعة الطرف عنها وتفشل في العمل على إيجاد حل أو محاسبة مرتكبيها.

 

كما أكد سعي المؤسسة إلى أن يكتسب المشاركون في الندوة فهمًا شاملاً للقضايا المتعلقة بالعنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن وسيقومون بوضع توصيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى مكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال بشكل فعال. وسوف يستفيدون من الأفكار المستفادة من الندوة عبر الإنترنت للمساهمة بنشاط في الجهود الرامية إلى زيادة الدعم للضحايا ومحاسبة الجناة. وتمكين المشاركين بالمعرفة العملية لمكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال وضمان العدالة للأطفال المتضررين في اليمن.

 

تناولت الندوة الافتراضية التي أقامتها المؤسسة وضمت أكثر من مائة مشاركاً من النساء والرجال وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي ذات الصلة والمؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية والصحفيين والقانونيين، خمسة عروض تقديمية بدأت بعرض الفيلم الوثائقي والتقرير الحقوقي ” أخاف من الفضيحة “.

 

حيث أوضحت المؤسسة بأن هذا العنوان مقتبس من شهادة أحد الناجين، حين سُئل لماذا لم تخبر أمك بما حدث لك؟ قال: “لأنني أخاف منها وأخاف من الفضيحة” وهو عنوان بالغ التكثيف للوصم الذي يشعر به الضحايا ويمنعهم من الإبلاغ.

 

تم من خلال الفيلم استعراض قصص واقعية عن بعض جرائم الاغتصاب وغيره من اشكال العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن والتي وثقتها المؤسسة، تبع ذلك اطلاق التقرير الإستقصائي تقرير حقوقي يوثق انتهاك العنف الجنسي المرتكب ضد الأطفال خلال النزاع في اليمن. ووضحت رصد بأن هذا التقرير هو الأول الذي يصدر عنها حول العنف الجنسي ضد الأطفال.

 

استعرض التقرير الذي تم اطلاقه على وجه التحديد حالات العنف الجنسي ضد الأطفال خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة من أبريل 2022 إلى ديسمبر 2023. وعرض نتائج التحقيق عن حوادث العنف الجنسي ضد الأطفال خلال النزاع، الذي قام بها باحثين في (9) محافظات يمنية خاضعة لسيطرة مختلف الصراع في اليمن. ويورد عدد من نماذج الحوادث المحققة. وكشف نتائج التحقيق في (13) حادثة عنف جنسي، نتج عنها (18) ضحية، بينهم (3) فتيات. وبين أن العدد المحدود للفتيات لايشير إلى حقيقة الواقع، بل إلى أن الوصول إليهن أكثر صعوبة من الوصول الى الفتيان. علاوة على ذلك، يتطرق التقرير إلى التداعيات الاجتماعية التي يعاني منها الأطفال الضحايا، بما في ذلك الوصم الاجتماعي.

ووضح التقرير تعرض أغلب الضحايا الـ (16) للإغتصاب، و(2) لمحاولة اغتصاب، والتزويج القسري. وصاحب ارتكابها أشكال أخرى من بينها- إجبار الأقارب على الاغتصاب، والتعري القسري، والاستغلال في الدعارة، والتصوير الجنسي، والابتزاز والإخضاع للممارسة الجنسية. وفي الوقت نفسه أكدت النتائج أن نصف الضحايا ارتُكبت ضدهم هجمات جسيمة أخرى، نتجت عن كونهم ضحايا عنف جنسي. حيث عُومِلو كمنحرفين، ولُفقت لبعضهم تُهم التحرش الجنسي بأطفال أخرين، أو الاشتراك في جرائم قتل. فلا يزال (5) ضحايا محتجزين بتهم مختلفة، و(3) أُفرج عنهم بعد احتجازهم، و(1) ضحية قُتِل من فاعل الاغتصاب خوفاً من الإنكشاف.

للاطلاع على التقرير كاملاً من خلال الرابط التالي:

http://watch4hr.org/files/Report_I%E2%80%99m_Afraid_of_Scandal_Ar.pdf

 

كما استعرضت المؤسسة، خلال الندوة، عدد من أوراق العمل والتي قدمها عدد من الخبراء المحليين والدوليين وتناولت التعريف بآليات المساءلة الدولية لضحايا العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، وفرص جبر الضرر للضحايا والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ، وقضية العنف الجنسي في سياق العدالة الإنتقالية في حالات النزاع وما بعد انتهاء النزاع.

 

وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات الموجهة لأصحاب المصلحة والتي كانت أبرزها أهمية محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة والحماية للأطفال المتضررين باعتبارها من أخطر القضايا التي يتعرض لها الأطفال في اليمن خلال فترة النزاع المسلح، والتأكيد على أن تفشي الإفلات من العقاب، وتزايد حالات العنف الجنسي والهجمات الجسيمة الأخرى ضد الأطفال، يحتم أن تقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي امام مسؤوليته، والعمل من أجل تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم الخطيرة، بما فيها المرتكبة ضد الأطفال. وكذلك إدراج الشواغل المتعلقة بالأطفال في محادثات السلام، واعتبار تحقيق العدالة والتعويض وجبر ضرر الضحايا أولوية في محادثات إنهاء النزاع، والتأكيد على أن تحقيق العدالة والمساءلة هي الجسر الآمن للعبور باليمنيين إلى السلام الدائم والضامن لعدم تجدد دورات العنف في المستقبل.

 

الجدير ذكره أن رصد لحقوق الإنسان Watch4HR هي منظمة حقوقية يمنية مستقلة. منذ تأسيسها كمبادرة ناشطة شبابية في عام 2016، انخرطت في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ عليها والتثقيف بشأن حقوق الضحايا وتعزيز المساءلة والدعوة إلى العدالة والسلام في اليمن. من خلال توثيق الانتهاكات وحشد الدعم لجهود الحد منها والكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم، والدعوة إلى المساءلة أمام المؤسسات اليمنية والدولية.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

15 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 36شهيدًا وجريحاً ودمار للبنى التحتية في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثلِ هذا اليوم 13 ديسمبر خلالَ عامي 2015م، و2016م، و2017م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ ومخلفاته العنقودية، المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية والبنى التحتية والأسواق، والصورة والمصور في محافظتي صنعاء وصعدة.

ما أسفر عن 26 شهيداً و10 جرحى، جلهم أطفال ومتسوقين ومصورين، ومسعفين، ونفوق عشرات المواشي، ودمار وخسائر وأضرار واسعة في المنازل والمحال التجارية والمنشآت الصحية والخدمية، وسيارات المواطنين ومزارعهم، وترويع النساء والأطفال، وحرمان عشرات الأسر من معيليها، ومأويها ومصادر أرزاقها، وتفاقم الأوضاع المعيشية، ومحاولة لتغييب الحقيقة وحجب صور الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، ومشاهد مأساوية تهز ضمير الحي.

15 ديسمبر 2015.. استشهاد طفل باستهداف غارات العدوان ومدفعيته على مناطق متفرقة بصعدة:

في الخامس عشر من ديسمبر 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الوحشية ممتلكات المواطنين في مناطق متفرقة بمديرية باقم الحدودية، وفي اليوم ذاته منطقة غافرة بمديرية غافرة باستهداف مدفعي، أسفر عن استشهاد طفل واضرار في الممتلكات، وترويع الأهالي.

غارت العدوان المستهدفة للممتلكات حولت القرى الأمنة إلى جحيم، وأجبرت المواطنين على ترك منازلهم خلف ظهورهم، حاملين معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه، يتلفتون إليها وهي تقصف وتدمر امام أنظارهم، في مشهد مأساوي يندى له الجبين.

أحد أهالي باقم يقول: “انا أحد سكان منطقة ليقدوار أول ما حصل ضربنا طيران العدوان في منطقة الشامية حسيناها دون ما شاهدناها ، وبعدها عاود بعد العشاء وضربنا بـ4 غارات وشاهدناها محلقة حتى وقت الفجر، وأكثر الناس ما يجلسون في البيوت ، خشية من استهدافهم”.

يقول جد الطفل الشهيد بكلمات تخنقها الغصة ودموع هاطلة على جثة رضيعة البريء: “المدفعية والطيران يضرب منازلنا، هذا حفيدي بشار محمد استشهد، ونفقت مواشينا، جريت بعد الضرب حاولت أسعفه مشيت به بالسيارة وفارق الحياة في الطريق “.

بدورة يقول والد الطفل الشهيد” أبني استشهد بقصف العدوان لمنطقة غافرة، بمدفعية هاون، نقلناه من غافرة، جابوا له شاش، وما نفع نزلناه الملاحيط واستشهد في الطريق، أبني عمرة سنة رضيع أيش ذنبه يا عالم، أين الأمم المتحدة وحقوق الطفولة والإنسان؟”.

15 ديسمبر 2016.. غارات عنقودية للعدوان تستهدف جسر النمصة ومزارع وممتلكات المواطنين بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة، مستهدفاً جسر النمصة ومزارع وممتلكات المواطنين، بغارات وحشية في منطقة الجعملة بمديرية مجز محافظة صعدة.

مشاهد الدمار واعاقة حركة السير وترويع الأهالي، وبقاء العنقوديات التي لم تتفجر بعد تمثل جريمة حرب، امتدت تداعياتها على تأخر وصول الخدمات والسلع والمواد الغذائية، وتدمير البنية التحتية والأعيان المدنية، وترويع النساء والأطفال.

يقول أحد الأهالي: “طيران العدوان استهدف جسر ومنطقة النمصة ، هذا اليوم ، وخوف المواطنين، وسواقين السيارات والمزارعين، والرعيان، وهذه الشظايا شاهدة، والدمار ، كان الاستهداف وقت العصر ، واستمرت انفجارات الغارات العنقودية لأكثر من ساعتين ، والحمد لله على سلامة المواطنين، رغم أن المنطقة مزدحمة بالسكان”.

15 ديسمبر 2017..35 شهيداً وجريحاً في 3 جرائم حرب متفرقة لغارات العدوان على صعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، اركب العدوان السعودي الأمريكي، 3 جرائم حرب متفرقة بغارته الوحشية وقنابله العنقودية، على سوق شعبية ومنازل وممتلكات الأهالي في مديريات منبه والظاهر وسحار، محافظة صعدة، أسفرت عن 25 شهيداً، و10 جرحى، ودمار واسع في الممتلكات، وتوريع النساء والأطفال وذوي الضحايا.

منبه: 29 شهيداً وجريحاً في جريمة إبادة جماعية

ففي مديرية منبه أستهدف طيران العدوان سوق آل الشيخ، وسيارات المتسوقين والمسعفين والمصور الموثق للجريمة، مخلفاً 23 شهيداً و6 جرحى، في مشهد أجرمي يندى له جبين الإنسانية، وخسائر في المحلات التجارية والممتلكات، وترويع أهالي الضحايا، وتحويل التسوق إلى جحيم.

هذا الاستهداف ليس الأول ولا الأخير بل، أستهدف لأكثر من مرة، وبات قصف أسواق منبه مهمة شبه يومية للعدوان، الذي حول سوق آل الشيخ إلى مكان دسم للممارسة الإبادة، كما حرص على “استهداف الاعلاميين” لإخفاء جرائمه البشعة بحق أبناء اليمن، وتوالت غاراته على السوق وعلى المنقذين مباشرة، لمنع نجاة أي شخص أو إسعاف الجرحى.

مشاهد الدماء والجثث والأشلاء والدمار هنا وهناك وحيث ما يقع بصرك، واحتراق المحال التجارية وممتلكات المواطنين وسياراتهم، ونفوق عدد من مواشي المتسوقين وبضائعهم، باتت مشاهد يومية تعود عليها المدنيين في اليمن، كما تعود صمت العالم أمامها.

أحد المسعفين: البعض يموت ولا نستطيع أن نعمل شيء لأن العدوان يتربص بنا جميعاً”.

كما يقول أحد المتسوقين الناجين: “هذا سوق استهدفه طيران العدوان الغاشم النيران مستمرة والتحليق مستمر وما استطعنا اسعاف الجرحى، ها هي الجثث في كل مكان، مزقهم أشلاء، هذا شبة وهذا حمار وهذا طفل وهذا قات، وهذا محلات أيش ذنب هؤلاء يا عالم، هذه رجل مواطن أين هو جسده الباقي تمزق أشلاء، أي وحشية هذه؟ أين العالم العربي والإسلامي؟ أين العالم الحر؟ لماذا يصمتون عن هذه الإبادة التي تهز الوجدان، بعض الجثث تتفحم الآن فوق سيارة مواطنين”.

جريمة سوق آل الشيخ إبادة جماعية بكل المقاييس، ولم تمر دون حساب، وعلى الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية القيام مسئوليتاهما القانونية والأخلاقية، وسرعة وقف العدوان ورفع الحصار ومحاكمة مجرمي الحرب، وتحقيق العدالة لأسر وذوي الضحايا، كي لا يكون صمتهم مشاركة في الجريمة ودافع لاستمرار العدوان على الشعب اليمني.

الظاهر: شهيدتان وجريحة ونفوق عدد من المواشي

اما في مديرية الظاهر استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منزل المواطن يحيى القيسي في منطقة والبة، بغارات مباشرة، أسفرت عن استشهدا امرأتان وجرح الثالثة، وتدمير المنزل على رؤوس ساكنيها، ونفوق عدد من المواشي، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الناجين، وموجة نزوح وتشرد ومضاعفة المعاناة.

سيناريو الإجرام ترسمه قنابل الأمريكان، وعند المجرمين لا حرمة للمرأة والطفل، فكان منزل المواطن يحيى القيسي وأخيه هدفاً لغارات لا ترحم، مزقت أشلاء النساء بين ركام المنزل المدمر، وقضت على ما بقي من ممتلكات، وامتدت إلى أروح الأعاجم من الماشية، دون ذنب.

يقول أحد الأهالي وهو يجمع الأشلاء إلى فوق طربال: “في هذا اليوم صباح الجمعة استهدف العدوان منزل المواطن يحيى القيسي، استهدف النسوان وهن في المطبخ يحضرن الصبوح، وهذه أشلاء، المنزل تدمر بالكامل، وجثث الأغنام والأبقار باقية تحت الركام، هذه رجل إحدى الشهيدات، ماذا نسمي هذه الجرائم بحق المدنيين، حتى الدجاج ما سلمت، لو كانوا رجال الجبهات، لو يقوم القيامة ما نتراجع عن الصمود؟ “.

اختلطت أشلاء الشهيدتان مع أشلاء ولحوم البقر والبهائم والأغنام، وتحليق الطيران مستمر لساعات، والطريق مقطوع على المنطقة، التي يعتمد سكانها في نقل أمتعتهم على الحمير، حسب قولهم.

شيعت الجثامين وخيم الحزن على المنطقة وتحرك الرجال صوب الجبهات للرد على جرائم العدوان المستمرة بحق النساء والأطفال والمواشي والمنازل والمزارع وكل جميل في الحياة ومقوماتها.

استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان وإبادة ضد الإنسانية عن سابق أصرار وترصد ، تتطلب تحرك أممي ودولي لمحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة بشكل فوري.

سحار: عنقودية العدوان تغتال الطفولة

وفي مديرية سحار تفجرت قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان في منطقة بني معاذ، ما أسفر عن 3 جرحى، وترويع الأهالي، وتعطيل حركة الحياة خشية من العنقوديات المنتشرة في المزارع والطرقات وجوار المنازل.

ومن آثار القنابل العنقودية المحرمة دولياً أنها تتأخر عن الانفجار وتخادع الطفولة وتغتال البراءة بأشكالها وألوانها البراقة، من بين الأشجار وعلى الطرقات، في صورة كنز أول لعبه أو آنية أكل أو قنينة شراب، وحين يقترب الضحية منها تنفجر بوجهه وتمزق جسده بشظاياها التي لا ترحم.

3 أطفال كانوا في أمان يلهون ويلعبون ويساعدون أهاليهم، لكن فضولهم وقوة حرمانهم دفع ببصر أحدهم نحو عنقودية ماكرة اسالت لعباهم وأججت رغباتهم قبل أن تسيل دمائهم ودموعهم ودموع ذويهم، فتحولت بسماتهم البريئة إلى صراخ وبكاء وآلام ومعاناة، وتحولت المنطقة برمتها برجالها ونساؤها وأطفالها إلى محطة للهم والحزن والخوف من كل ما تقع عليه الأبصار، وتدوس بقربة الأقدام وتتحرك صوابه الخطوات.

أسعف الأطفال إلى المستشفى وأهاليهم يترجون الله تضرعاً وخفية وجهراً بأن يحميهم ويعيدهم إليهم سالمين، ومرت الأعوام والأيام والشهور ولا تزال آثار الجريمة وبصمات العدوان على أجسادهم البريئة.

يقول أحد الأهالي: “هؤلاء 2 أخواني جرحى والثالث أبن جارنا معهم، حربي ناصر زوبع وأحمد ناصر زوبع ، حالاتهم خطرة، كانوا في مقطع الحجار فانفجرت فيهم العنقودية”.

استخدام العدوان الأسلحة المحرمة دولياً لضرب الشعب اليمني، جريمة حرب مركبة تتطلب تضامن أممي ودولي وعالمي لمحاسبة مجرمي الحرب ومنع الدول المصنعة من بيعها، ومحاسبتها على المشاركة في مختلف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الأبرياء عبر هذا السلاح المحرم.

15 ديسمبر 2021.. غارات العدوان تستهدف مستشفى اليتيم والمعهد الفني بصنعاء:

وفي اليوم والعام ذاته 15 ديسمبر 2017م استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، مستشفى اليتيم، والمعهد الفني للتدريب التابع لوزارة الكهرباء، بصنعاء بغارات مباشرة تستهدف الأعيان المدنية والبنى التحتية، وتنتهك القوانيين والمواثيق الدولية، في جريمة حرب مكتملة الأركان.

مستشفى اليتيم هدفاً عسكري للعدوان:

ففي غارات العدوان المستهدفة لمستشفى اليتيم، حرم مئات المرضى من حقهم في الرعاية الصحية، وعشرات الأطباء والممرضين من مستقبل واعد لهم ولأسرهم، وخسائر مالية بعشرات الملايين للمستثمرين، ووأد مصدر رزقهم، وموجة من الخوف والفزع في أوساط سكان الأحياء المجاورة، وتخويف الأطفال والنساء، والمارة، وأضرار واسعة في المحلات والمنازل والممتلكات المجاورة.

يقول أحد المجاورين للمستشفى: “أنا عامل في معمل خياطة أول ما سمعنا الغارات هربنا من المعمل، كلنا والأضرار والرعب في كل الحي، العدوان ما عرف أيش يستهدف مستشفى مدني”.

بدوره يقول أحد المتضررين: ” الساعة 8 وربع استهدف الطيران المستشفى بجوارنا ، وانتشرت الشظايا إلى فوق بيوتنا ، بيتي فقد البيبان والنوافذ، وأطفالي وعائليتي نزحوا من المنزل، عمري 71 عام الآن ساكن في الشارع، كنا سامرين، ما سلم أي حاجة كل شيء تدمر ارعبونا الأطفال كانوا يصرخون والنساء كذلك، هذه حارة اليتيم”.

المعهد الفني للتدريب على قائمة أولويات العدوان:

وفي مديرية بني الحارث طيران العدوان الأمريكي السعودي يستهدف المعهد الفني للتدريب، التابع لوزارة الكهرباء والطاقة، فطالت الأضرار أقسام المعهد كما امتدت إلى جامع العبادة والمدرسة في الجوار، ومنازل المواطنين والكثير من الممتلكات، أثارت الرعب في نفوس الأهالي.

يقول أحد المواطنين: “كنت في البدروم وجت الغارات دمرت المبنى ومحتوياته والمحلات المجاورة له، فافزع المواطنين الأمنين، في منازلهم ومحلاتهم، والأضرار واسعه، وهذا دليل على حقدهم وغيضهم على الشعب اليمني، يضربون الأحياء والمنشآت “.

استهداف غارات العدوان للمنشآت الخدمية والبنى التحتية، جريمة حرب لن تسقط بالتقادم، وستضل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة حتى إعادة الأعمار ودفع التعويضات وجبر الضرر وانهاء كل أشكال المعاناة والمآسي المترتبة على العدوان المتواصل منذ 9 أعوام على اليمن.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. «التنسيقية» تعقد ندوة بعنوان «تقرير مصر أمام المراجعة الدورية الشاملة»
  • بسبب جرائم حرب في غزة..مقاضاة جندي إسرائيلي فرنسي في باريس
  • مؤسسة المرأة الجديدة تنظم المؤتمر الختامي لمشروع مرصد ألوان
  • "القومى لحقوق الإنسان" يناقش تعزيز استقلاليته من خلال المعالجات الإعلامية
  • هيومن رايتس ...الدعم السريع ارتكب جرائم اغتصاب شملت قاصرات بالسودان
  • عصام الأمير: الإعلام لا يزدهر إلا بحرية الرأي وحقوق الإنسان
  • «هيومن رايتس»: الدعم السريع ارتكبت جرائم اغتصاب واستعباد جنسي في جنوب كردفان 
  • “الوطنية لحقوق الإنسان”: فوضى انتشار السلاح بـ”الزاوية” يدفع ثمنه المواطنين
  • 15 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 36شهيدًا وجريحاً ودمار للبنى التحتية في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
  • النائب حازم الجندي: القيادة السياسية تواصل ترسيخ حقوق الإنسان كمسار استراتيجي شامل