مؤسسة رصد لحقوق الإنسان تطلق أول تقرير حقوقي وفيلم وثائقي يوثقان جرائم اغتصاب الأطفال في اليمن
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
نفذت مؤسسة رصد لحقوق الإنسان يوم أمس الإثنين 29 نيسان / إبريل 2024 حدثاً إفتراضياً موسعاً بمناسبة إطلاق التقرير الحقوقي والفيلم الوثائقي اللذان يحملان عنوان " أخاف من الفضيحة " والذي سيتم من خلالهما تسليط الضوء عن العنف الجنسي الذي يتعرض له الأطفال في النزاع المسلح في اليمن.
المؤسسة خلال الندوة التي اقامتها بالتعاون مع معهد Dt institute تحت عنوان " كشف الواقع .
الندوة بدأت بعرض تقديمي للسيد أكرم الشوافي رئيس مؤسسة رصد لحقوق الإنسان والذي أشار إلى أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسة أنشطة تنفذها المؤسسة منذ عام ونصف في إطار مشروع تعزيـز الوعـي وضمـان حقـوق الأطفال خلال النزاع في اليمـن SAFE. والـذي يهـدف إلى توحيـد الجهـود لحمايـة الأطفـال اليمنـيين مـن الانتهـاكات الجسـيمة لحقـوق الإنسـان أثنـاء الحرب التي عطفت باليمن مـن خلال تعزيـز الاعتراف بهـم محليـا ودوليـاً وتسـهيل مسـاءلة الجنـاة.
موضحاً أن النـدوة تسعى إلى تسـليط الضـوء على أحـد أخطـر الانتهـاكات ضـد الأطفـال وهـو العنـف الجـنسي، وأهمية محاسبة الجناة وممارسة الضغط لتحقيق العدالة والحماية للأطفال المتضررين. والكشف عن فظاعة هذه الجريمة التي لطالما كان مسكوت.
كما أكد سعي المؤسسة إلى أن يكتسب المشاركون في الندوة فهمًا شاملاً للقضايا المتعلقة بالعنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن وسيقومون بوضع توصيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى مكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال بشكل فعال. وسوف يستفيدون من الأفكار المستفادة من الندوة عبر الإنترنت للمساهمة بنشاط في الجهود الرامية إلى زيادة الدعم للضحايا ومحاسبة الجناة. وتمكين المشاركين بالمعرفة العملية لمكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال وضمان العدالة للأطفال المتضررين في اليمن.
تناولت الندوة الافتراضية التي أقامتها المؤسسة وضمت أكثر من مائة مشاركاً من النساء والرجال وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي ذات الصلة والمؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية والصحفيين والقانونيين، خمسة عروض تقديمية بدأت بعرض الفيلم الوثائقي والتقرير الحقوقي " أخاف من الفضيحة ".
حيث أوضحت المؤسسة بأن هذا العنوان مقتبس من شهادة أحد الناجين، حين سُئل لماذا لم تخبر أمك بما حدث لك؟ قال: "لأنني أخاف منها وأخاف من الفضيحة" وهو عنوان بالغ التكثيف للوصم الذي يشعر به الضحايا ويمنعهم من الإبلاغ.
تم من خلال الفيلم استعراض قصص واقعية عن بعض جرائم الاغتصاب وغيره من اشكال العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن والتي وثقتها المؤسسة، تبع ذلك اطلاق التقرير الإستقصائي تقرير حقوقي يوثق انتهاك العنف الجنسي المرتكب ضد الأطفال خلال الحرب التي شنت على اليمن ووضحت رصد بأن هذا التقرير هو الأول الذي يصدر عنها حول العنف الجنسي ضد الأطفال.
استعرض التقرير الذي تم اطلاقه على وجه التحديد حالات العنف الجنسي ضد الأطفال خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة من أبريل 2022 إلى ديسمبر 2023. وعرض نتائج التحقيق عن حوادث العنف الجنسي ضد الأطفال خلال النزاع، الذي قام بها باحثين في (9) محافظات يمنية . ويورد عدد من نماذج الحوادث المحققة. وكشف نتائج التحقيق في (13) حادثة عنف جنسي، نتج عنها (18) ضحية، بينهم (3) فتيات. وبين أن العدد المحدود للفتيات لايشير إلى حقيقة الواقع، بل إلى أن الوصول إليهن أكثر صعوبة من الوصول الى الفتيان. علاوة على ذلك، يتطرق التقرير إلى التداعيات الاجتماعية التي يعاني منها الأطفال الضحايا، بما في ذلك الوصم الاجتماعي.
ووضح التقرير تعرض أغلب الضحايا الـ (16) للإغتصاب، و(2) لمحاولة اغتصاب، والتزويج القسري. وصاحب ارتكابها أشكال أخرى من بينها- إجبار الأقارب على الاغتصاب، والتعري القسري، والاستغلال في الدعارة، والتصوير الجنسي، والابتزاز والإخضاع للممارسة الجنسية. وفي الوقت نفسه أكدت النتائج أن نصف الضحايا ارتُكبت ضدهم هجمات جسيمة أخرى، نتجت عن كونهم ضحايا عنف جنسي. حيث عُومِلو كمنحرفين، ولُفقت لبعضهم تُهم التحرش الجنسي بأطفال أخرين، أو الاشتراك في جرائم قتل. فلا يزال (5) ضحايا محتجزين بتهم مختلفة، و(3) أُفرج عنهم بعد احتجازهم، و(1) ضحية قُتِل من فاعل الاغتصاب خوفاً من الإنكشاف.
للاطلاع على التقرير كاملاً من خلال الرابط التالي:
http://watch4hr.org/files/Report_I%E2%80%99m_Afraid_of_Scandal_Ar.pdf
كما استعرضت المؤسسة، خلال الندوة، عدد من أوراق العمل والتي قدمها عدد من الخبراء المحليين والدوليين وتناولت التعريف بآليات المساءلة الدولية لضحايا العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، وفرص جبر الضرر للضحايا والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ، وقضية العنف الجنسي في سياق العدالة الإنتقالية في حالات النزاع وما بعد انتهاء النزاع.
وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات الموجهة لأصحاب المصلحة والتي كانت أبرزها أهمية محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة والحماية للأطفال المتضررين باعتبارها من أخطر القضايا التي يتعرض لها الأطفال في اليمن خلال فترة النزاع المسلح، والتأكيد على أن تفشي الإفلات من العقاب، وتزايد حالات العنف الجنسي والهجمات الجسيمة الأخرى ضد الأطفال، يحتم أن تقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي امام مسؤوليته، والعمل من أجل تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم الخطيرة، بما فيها المرتكبة ضد الأطفال. وكذلك إدراج الشواغل المتعلقة بالأطفال في محادثات السلام، واعتبار تحقيق العدالة والتعويض وجبر ضرر الضحايا أولوية في محادثات إنهاء النزاع، والتأكيد على أن تحقيق العدالة والمساءلة هي الجسر الآمن للعبور باليمنيين إلى السلام الدائم والضامن لعدم تجدد دورات العنف في المستقبل.
الجدير ذكره أن رصد لحقوق الإنسان Watch4HR هي منظمة حقوقية يمنية مستقلة. منذ تأسيسها كمبادرة ناشطة شبابية في عام 2016، انخرطت في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ عليها والتثقيف بشأن حقوق الضحايا وتعزيز المساءلة والدعوة إلى العدالة والسلام في اليمن. من خلال توثيق الانتهاكات وحشد الدعم لجهود الحد منها والكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم، والدعوة إلى المساءلة أمام المؤسسات اليمنية والدولية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
20 يناير خلال 9 أعوام.. قرابة 40 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بقصف غارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم التاسع والعشرين من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والحصار الجائر، بغاراتِه الوحشية وقصفه مرتزقته المدفعي، وقنابله العنقودية المحرمية دولياً على منازل ومزارع وممتلكات المواطنين والمدارس والأسواق والجوامع والمسجد والجسور، وخزانات المياه وشبكات الاتصالات، في مناطق متفرقة بمحافظات صعدة، والحديدة، وصنعاء وحجة.
ما أسفر عن أكثر من 20 شهيداً و20 جريحاً، جلهم أطفال ونساء، وتدمير وحرق عشرات المنازل، والمزارع، وتدمير معالم ومقومات الحياة، وحرمان عشرات الطلاب، من حقهم في التعليم، وعشرات الأسر من ماويها ومزارعها، وممتلكاتها، ومصادر رزقها، ومضاعفة المعاناة، وموجهة نزوح وحزن ومأسي متجددة، في ظل شحة المساعدات الإنسانية، وتواطؤ المجتمع الدولي المتاجر بمعناة الشعب اليمني، والعمل على استدامتها لتحقيق مكاسب ومصالح منظمات تدعي الإنساني وتمتهن اللصوصية والجاسوسية
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
29 يناير 2016..6شهداء وجريحان في جريمة حرب لغارات العدوان على منزل مواطن بصنعاء:
في التاسع والعشرين من يناير 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب تضافا إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً هذه المرة منزل أحد المواطنين في قرية قرمان بمنطقة عطان، بغاراته الوحشية، أسفرت عن 6 شهداء وجريحين، بينهم أم وأبنها، وتضرر عدداً من المنازل المجاورة بمديرية السبعين أمانة العاصمة صنعاء، إضافة إلى استهداف مصنع الشهاب للمناديل الورقية بمديرية بني الحارث، اسفرت عن احتراقه بالكامل، وترويع الأهالي وموجة من النزوح والتشرد والحرمان ومضاعفة المعاناة.
السبعين: 8 شهداء وجرحى في مجزرة قرمان
جمعت جثث وأشلاء الشهداء، وأسعف الجرحى، إلى المستشفيات، وبدأ سكان الحي بالعودة التدريجية إلى منازلهم، ورفع الدمار والخراب منها، وترميمها، فيما الأطفال والنساء، في حالة خوف ورعب لا يقبلون البقاء في منازلهم المهددة بالغارات.
يقول أحد الجرحى: “العدوان الغاشم استهدف المنزل، نحن مسلمين، نحن عرب، لماذا ما يشن عدوانه على كيان الصهيوني الغاصب؟ لكن نقول لسلمان المجرم، والله ما تسير دماؤنا وأرواحنا هدر، والشعب اليمني مقبرة الغزة”.
جريح أخرى يقول: “كنت راقد فوق السور وما دريت إلى بشظايا الغارة على أقدامي، ووقعت على الأرض، ما ذنبا، ما معيش أين أرقد كنت في الشارع “.
بني الحارث: مصنع شهاب للمناديل الورقية هدف لغارات العدوان
وفي جريمة استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، لمصنع الشهاب للمناديل الورقية، بمنطقة ذهبان مديرية بني الحارث، أسفرت عن احتراقه بالكامل، وترويع الأهالي، واضرار في الممتلكات، وقطع أرزاق العاملين وأسرهم، في جريمة حرب تستهدف الاقتصاد والمعايش.
مشاهد النيران المتصاعدة، واعمدة الدخان، وسط ظلمة الليل، أرعبت المواطنين، وأفزعت النائمين، وصنعت كثافة لهب استمرت إلى صباح اليوم التالي، وسط أحياء مكتظة بالسكان، في مشهداً مخيف أمتدن نيرانه لالتهام سيارات المواطنين والأشجار المجاورة، وبعض المنازل، واستمرت فرق الإطفاء والدفاع المدني لساعات حتى استكمال إطفاء الحرائق.
استهداف المدنيين في منازلهم، والاعيان المدنية، والمصانع، جريمة حرب وإبادة جماعية، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وتدعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى استشعار مسؤوليتهم القانونية، وسرعة التحرك الجاد لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، ومحاسبة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة.
29 يناير 2016.. جريحان وأضرار في المحلات والممتلكات بغارات العدوان على سوق العند بصعدة:
وفي اليوم والعام ذات، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، سوق العند بمديرية سحار، ومنازل المواطنين ومستشفى ومدرسة في وادي أبو جبارة بمديرية كتاف محافظة صعدة، بغارات وحشية، أسفرت عن جريحين وأضراراً واسعة في الممتلكات والمحلات التجارة، والأعيان المدنية، والبنى التحتية.
سحار: جريحان بغارات العدوان على سوق العند
ففي مديرية سحار أسفرت غارات العدوان على سوق العند عن جريحين ودمار واسع خسائر مالية، وترويع الأهلي في المناطق المجاورة، وتقييد حركة الحياة، ونقص الاحتياجات الضرورية، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وأثار نفسية وإنسانية، في جريمة حرب إضافة إلى سلسلة من الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في اليمن.
الجرحى من داخل المستشفى يتأوهون ويتألمون، وهاليهم يبحثون عنهم، ويلحقون بهم، يقول أحدهم: “كنت في المحل بالسوق، وسمعت الطيران محلق، ما فكرت أنه باء يستهدفنا، وفي لحظة ما دريت إلا بالبضاعة والجدران فوقي، اسعفوني، والحمد لله ما كنت متوقع أن أعيش، من شدة الضربة ومشهد الدمار الحاصل “.
كتاف: سلسلة غارات تستهدف البنية التحتية ومنازل المواطنين
وفي سياق متصل استهدف طيران العدوان مدرسة وعدد من المنازل ومستوصف بالقرب منا بوادي آل جبارة مديرية كتاف، بسلسلة غارات مباشرة، أدت إلى دمار وخراب واسع، وحرمان المنطقة واهاليها من حق التعليم والرعاية الطبية، والعيش في مأويهم.
مشاهد الدمار للمدرسة والطاولات ومقاعد الطلاب، والكتب، بما فيها القرآن الكريم، وآياته المقدسة، غدفي كومة واحدة، دفنت تحتها أحلام وأمنيات ومستقبل مئات الطلاب والطالبات من أبناء المنطقة، وحرمتهم من حقهم في التعليم.
يقول أحد الأهالي: “هذه بيوت المواطنين أكثر من 7 تم تدميرها بغارات مباشرة، وتضرر المستشفى، وتدمرت المدرسة، وهي المدرسة الوحيدة والمستشفى الوحيد في المنطقة، المواطنين سبق لهم النزوح من المنطقة ولكن رغم ذلك، لم تسلم من الاستهداف، لو كان الأهالي فيها لكان الضحايا كثير”.
29 يناير 2017..5 شهداء في جريمة حرب لغارات العدوان على سيارة أحد المواطنين بحجة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق المدنيين في اليمن، مستهدفاً سيارة أحد المواطنين، بغارة مباشرة على الطريق العام فوق جسر النشبة في بني حسن مديرية عبس ، أسفرت عن 5 شهداء، وتضرر منازل وممتلكات الأهالي المجاورة، وحالة من الخوف ، والنزوح والحرمان .
كان خمسة مواطنين فيهم مرأتان على متن سيارة عابرين من فوق جسر النشبة، قاصدين العودة إلى منزلهم، وأهلهم بعد رحلة علاجية في أحد المستشفيات، غير أبهين بأن غارات العدوان تترصد بهم الدوائر وتبحث في سماء اليمن عن ضحايا جدد، لأسلحتها الامريكية، والاستمرار في إبادة الشعب اليمني، وفي لحظة وصولهم فوق الجسر ألقيت عليهم 3 غارت جوية مباشرة لا ترحم رجل ولا امرأة، وكل يمني يقع تحت قصفها هدفاً يجب إبادته من الوجود، وفق شرائع الشيطان وجنده المجرمين والمستكبرين.
5 شهداء إعادتهم غارات العدوان إلى أهاليهم رماد وجثث متفحمة، وقطع جمعت في أكياس، ليتم تشييعهم، سوياً دون معرفة هذا من ذك، في مشهد، يندى له جبين الإنسانية، ومعاناة ورعب في قلوب أطفالهم وأهاليهم، ستضل عالقة في ذاكرتهم وذاكرة الشعب اليمني وكل أحرار العالم إلى القيامة.
يقول أحد شهود العيان: “هذا العدوان السعودي استهدف الجسر بـ 3 غارات، وضرب السيارة، وقطع الطريق، وقتل 5 مواطنين فوق السيارة، لعنة الله على المعتدين، المجرمين، هذه السيارة تفحمت على طول، وفيها بعض جثث الشهداء تحولت إلى رماد، فيهم تنتين نسوان “.
إلى ذلك استهدف طيران العدوان منازل المواطنين في القرى المجاورة للجسر بغارة عنقودية، أسفرت عن دمار وخراب وترويع الأهالي، وتلويث البيئة، ومشاهد لبقايا قنابل عنقودية محرمة لم تنفجر بعد، تهدد حياة النساء والأطفال، والمواشي وتقيد حركتهم، وتشكل كابوس خطر مميت في أي لحظة.
29 يناير 2018..5 شهداء وجريحان في جريمة إبادة ضد الإنسانية لغارات العدوان على منزل مواطن برازح صعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، باستهداف غاراته الوحشية المباشرة، منزل المواطن محمد علي مبرة بمنطقة بني معين مديرية رازح، محافظة صعدة، أسفرت عن 5 شهداء وجريحين، من أسرة واحدة بينهم أطفال ونساء، وحالة خوف ورعب، وموجة نزوح، وتضرر منازل ومزارع وممتلكات الأهالي المجاورة.
كانت أسرة المواطن محمد علي مبرة كغيرها من الأسر اليمنية لا تجد مأوى يحميها أو مكان تلوذ إليه من غارات العدوان، غير البقاء في منزلها بمنطقة بني معين، رازح، تعيش لحظاتها الحلوة والمرة بأمل وقف العدوان ورفع الحصار، وتحسن مستوى المعيشة، وانتهاء الخوف من مغبة العدوان، ولكن ذلك اليوم كان فاصلاً، ووضعها في مواجهة مباشرة مع غارات وحشية دمرت المنزل على رؤوس الأطفال والنساء، ليرتقي منهم الشهداء، ويجرح من تبقى، في مشهد إجرامي يعكس تعمد العدوان الممنهج في استهداف المدنيين.
منزل الأسرة تحول إلى مقبرة دفنت أهلها تحت الدمار، وهرع الأهالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبدأت مرحلة انتشال الجثث، وسكون الحزن في منازل وقلوب رازح، وعادت طائرة العدو المجرم لتتضخر بالقنابل والصواريخ مجدداً، وترجع مرة أخرى لقتل وإبادة الشعب اليمني وتدمير مقدراته، في أي منطقة حدد لها.
كانت الجثث متفحمة ومقطعة، بينهن نساء وأطفال، أسرة بكاملها، باتت في خبر كان، ومسحت من السجل المدني، وانتقلت إلى قوائم وكشوفات جرائم حرب العدوان، ومجازره بحق الشعب اليمني، والرفع بها إلى المحكمة الدولية والعدل الدولية، المختصة بملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للمحاكمة، وتحقيق العدل والإنصاف لذويهم.
يقول أحد شهود العيان من بين روضة الشهداء ونعوش الأسرة بجواره منتظرة لاستكمال الحفر ليتم دفنها “ما تشاهدونه يا عالم في هذا المكان هو لضرب غارات العدوان على منزل أخي محمد، الذي راح هو وأسرت بين شهيد وجريح، حسبنا لله ونعم الوكيل”.
أقيمت صلاة الجنازة في المقبرة نسفها، ودفنت الأسرة، وأسعف الجرحى طفل وأخته الطفلة دون معيل يواسيهم، أو يخفف من آلامهم وجروحهم، وأقيم العزاء، وبقيت الدماء مسفوكة في مطبخ البيت وغرفه وحجراته المدمرة، كما هو الحزن واليتم، والقهر، الإنصاف والعدل باق إلى أن يأخذ الشعب اليمني وجيشه وقيادته بحق كل مظلوم ومستضعف، ويقتصون من مجرمي الحرب، وقوى الاستكبار العالمي وطواغيتها.
20 يناير 2019.. شهيد وجريح بغارة لطيران العدوان على سوق المدلة بكشر حجة:
وفي العام 2019م، من اليوم ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة جديدة، مستهدفاً بغارة جوية سوق المندلة في منطقة بني حليس مديرية كشر محافظة حجة، أسفرت عن شهيد وجريح، ودمار في المحلات التجارية وممتلكات المواطنين، وترويع أهالي المناطق المجاورة.
الشهيد يوسف شعبين كان مطمأن البال لا يدرك ان طيران العدوان يترصد أنفاسه ويحصيها عدا، وفي لحظة التمام وقعت الغارة على جسده بشكل مباشر، نزعت روحه البريئة، وسفك دمائه، ومزقت أشلائه في مشهد صادم، وحملة المشيعون إلى دارة لتحضيره والصلاة على جثمانه الطاهر، مسجلين القضية على كيانات ودول اعتدت على اليمن وتبيد شعبه.
يقول أحد الأهالي: ” ما ذنب هذا المواطن المستضعف، مقوت، نزل جنب الدكان يبيع قات، كان في السوق يقصد الله على أسرته، لا علاقة له بأحد، اليوم أطفاله فقدوا معيلهم، أيتام، ندعو شعبنا اليمني، إلى النفير العام، والجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الوطن ونصرة للمستضعفين “.
29 يناير 2019.. شهداء وجرحى بقصف الغزاة والمحتلين وأدواتهم على مدينة الدريهمي بالحديدة:
وفي جريمة حرب نكراء، لغارا ت العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وادواتهم المنافقين، استهدفت منازل ومساجد وأسواق مديرية الدريهمي ، بغارات جوية، وقصف مدفعي وصاروخي ، أسفر عن شهداء وجرحى ، واضرار واسعة في الممتلكات، والأعيان المدنية، وموجة خوف ورعب في نفوس الأطفال والنساء، ونزوح عشرات الأسر ، ومضاعفة المعاناة وتضيق الحصار على من بداخلها.
الدريهمي بين الحصار والقصف المتواصل ليل نهار، منازلها محترقة ومدمرة، ومزارعها تحولت إلى رماد، ومساجدها لن تشفع لها المآذن ولا المصاحف لتقيها قصف المجرمين، والطغاة، تنظر يمين ويسار وفي كل أتجاه، كل شيء دمار، خزانات المياه، قصفت بصواريخ موجة، وسكانها يفتقرون لأبس مقومات الحياة، وخلال 8 أشهر، تحول بقائهم، دون خدمات ولا اتصالات ولا مياه وصحة، ومواد غذائية، كمن ينتظر الموت “.
هنا بشر يقتاتون على أوراق الأشجار، وما قدم لهم من قبل المجاهدين، وام تنوح قائلة بنتي وبنت أبني قتلتهن طائرات العدوان” وطفل يصرخ قائلاً قتلوا أموي وأبي وأختي وعمتي، هذا العدوان الغاشم، ويمسح الدموع بيده الصغيرة “.
تتنوع المشاهد المذيبة للجبال والمحزنة للقلوب، هنا حاج طاعن في السن بيده صحن صغير فيه مقدار دقيق أبيض يريد تحضيره للطعام، وهو لا يكفي وجبه لعائلته الكبيرة، فيبكي، ويقول إن هو العالم من هذه الإبادة!
يقول أحد الأهالي: “مرتزقة العدوان يقومون بضرب الهاوات على منازل المواطنين، ليلاً ما أدى إلى احتراق منازل المواطنين في الجاح الأسفل، واحرقوا المزارع، وقتلوا النساء والأطفال، وهجروا الأسر، معنا أمراض وجرحى ”
تقول أم الطفلة الشهيدة شفيقة ” العدوان السعودي المجرم قتل بنتي الصغيرة شفيقة، بقذيفة هاون وهي في البيت تلعب، وعلينا الدمار وموتونا، ونحن محاصرين لن نجد أكل ولا شرب ولا علاج، لا يجوز من الله، محاصرين لليوم 8 أشهر، من الجهات الأربعة، ويضربونا بالزنانة، والطيران، نحن نواجه الموت جوع وحصار وقصف ليل نهار” .
عشرات الشهداء والجريح، مساء وأطفال، وكبار سن، ومدنيين بمختلف الأعمار عاشوا الجحيم في ليالي وأيام متواصلة، دون أي دور أممي لإنقاذهم.
كان للدريهمين في مثل هذا اليوم، ألف قصة وقصة، ويبقى الأهم، هل حان الوقت لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، وهل حان وقت العدالة وملاحقة مجرمي الحرب؟ وهل حان نهوض محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية للقيام بمسؤوليتهما الأخلاقية والقانونية؟ وتبقى الإجابة حتى ينال أهالي وأسر الضحايا حقهم في العدالة والإنصاف!