#سواليف

ركزت الصحف الإسرائيلية -الصادرة اليوم الثلاثاء- على قضيتين تشغلان المجتمع الإسرائيلي، وهما صفقة تبادل الأسرى في ضوء المقترح المصري الذي قُدم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعلاقة ذلك باجتياح رفح، وتأثيراته المحتملة على الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى التخوف من صدور أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

ولم تغب أيضا قضية تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأميركية ضد الحرب على غزة، والتي بدأت بالانتقال إلى أوروبا.


فقد هاجمت افتتاحية “هآرتس” تحت عنوان “صفقة الآن وفورا” وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذين يعارضان صفقة تبادل الأسرى ويهددان بالانسحاب من الحكومة إن تمت.

مقالات ذات صلة وزير التربية يكشف عن قرارات مهمة 2024/04/30

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن “هذا هو سلم القيم المشوه لليمين المتطرف، فهو يفضل حربا أبدية وفرصة للاستيطان في غزة على حياة المخطوفين. كما أنه يعرف جيدا مواضع ضعف نتنياهو كونه زعيما بلا عمود فقري، والأمر الوحيد الذي يقف أمام ناظريه هو بقاؤه السياسي، وعليه فرجال اليمين يهددون بشيء يخيف نتنياهو أكثر من أي شيء آخر: الانسحاب من الحكومة”.

مطالبة بضغط مضاد على نتنياهو
وطالبت “هآرتس” رئيس “معسكر الدولة” بيني غانتس ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت -اللذين يؤيدان التوصل للصفقة وتأجيل اجتياح رفح- بممارسة ضغط مضاد على نتنياهو.

وذكّرت الصحيفة غانتس بتصريحاته التي قال فيها “إذا ما تحقق مقترح مسؤول لإعادة المخطوفين ووافق عليه جهاز الأمن ولا ينطوي على إنهاء الحرب، وتم منعه من الحكومة فلن يكون لها الحق في مواصلة الوجود وقيادة المعركة”.

وأضافت أن “غانتس وآيزنكوت ملزمان بالتهديد بالانسحاب. مع أن الحكومة يمكنها أن تواصل العمل حتى بدونهما، فستكون هذه إشارة للجمهور بأن نتنياهو ورفاقه قرروا ترك المخطوفين لمصيرهم نهائيا. كما أن هذا هو السبب الذي يجعل عائلات المخطوفين توجه الضغط الآن على غانتس وتتظاهر أمام بيته”.


أزمة مزدوجة
أما الكاتب السياسي المعروف بن كسبيت فكتب في صحيفة “معاريف” تحت عنوان “تعيش إسرائيل دراما مزدوجة” بين صفقة مخطوفين تهز الحكومة وأوامر اعتقال تهز إسرائيل.

وناقش بن كسبيت المعضلة التي يعيشها نتنياهو بالقول “دراما مزدوجة: واحدة إسرائيلية، وهي تدور بين مجلس الحرب والمجلس الموسع، وفي المستوى الشخصي بين نتنياهو وسجانيه سموتريتش وبن غفير، والثانية دولية وترتبط بالمعلومة الحساسة التي وصلت لإسرائيل الأيام الأخيرة، وبموجبها ينظر المدعي العام في الجنائية الدولية في لاهاي بجدية في أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان وشخصيات أخرى في القيادة الإسرائيلية.

وتطرق الكاتب بعد ذلك إلى الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها نتنياهو بالقول “هذا الحدث هز عالم نتنياهو، الذي يصفه أناس يعملون معه بأنه مفزوع”. وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو يمارس كل ما في وسعه لحثّ مسؤولين دوليين للضغط على المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان.

تدحرج كرة الثلج
وأضاف الكاتب أن الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ هو الآخر يدير اتصالات من جانبه في محاولة لوقف كرة الثلج قبل أن تبدأ بالتدحرج في المنحدر، إذ طُرح الموضوع أيضا في مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن نهاية الأسبوع. وفي أعقاب المكالمة نشر مجلس الأمن القومي الأميركي بيانا بأنه ليس للمحكمة الجنائية أي صلاحيات للبحث في موضوع غزة، لكن نفوذ أميركا وإسرائيل على المحكمة ليس كبيرا لأنهما ليستا أعضاء بها.

ووصف هذه الأوامر المرتقبة بأنها “أمسكت بإسرائيل في مفاجأة إستراتيجية” مشيرا إلى أن كريم خان لا يُعتبر معاديا لإسرائيل، بل وربما العكس. فقد وصل إلى إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بدعوة من لجنة عائلات المحتجزين، وتجول في الغلاف المدمر، والتقى ناجين ومحتجزين محررين “وتأثر عميقا”.

وأضاف بن كسبيت أن إسرائيل تحاول الآن وقف هذا الانجراف “فإذا ما صدرت أوامر الاعتقال سيلحق الأمر بإسرائيل ضررا إستراتيجيا غير مسبوق وجسيم على نحو خاص”. وهذه خطوة ستكون الأولى من نوعها، ويمكنها أن تؤدي لردود فعل متسلسلة ومنحدر سلس ستجد إسرائيل نفسها نهايته في مكانة دولة منتهكة للقانون او منبوذة “وهذا بالفعل سيكون انتصارا مطلقا، لكن ليس لنا، بل لأعدائنا”.

صفقة التبادل أهم
وفي هذا السياق أيضا، كتب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هريئيل عن الظروف التي استجدت وتعزز التوجه نحو صفقة تبادل، ولكنه شكك في قدرة نتنياهو على المضي في الصفقة بسبب تمسكه بشركائه اليمينيين، حيث قال “منذ فترة طويلة كان التهديد باحتلال رفح كلاما فارغا. والاستعدادات العسكرية تقدمت ببطء ونتنياهو لم يحث الجيش على العمل، والتصريحات حول عملية قريبة في رفح صدقتها فقط حفنة من أتباعه المهووسين الذين صدقوا أيضا وعد النصر المطلق”.

وفي الأسابيع الأخيرة تغير شيء ما -كما يقول المحلل العسكري- فالعمليات العسكرية أصبحت ملموسة أكثر، وحماس أيضا بدأت في الشعور بخطر معين. ربما أن هذه هي خلفية الإشارات عن المرونة من قبل (حماس) حتى لو كانت ما تزال ضئيلة جدا. ومع ذلك، هناك تحفظات أميركية على احتلال رفح، ومثلها أيضا طلبات واشنطن من إسرائيل لضمان إجلاء الفلسطينيين بسلام من المدينة كشرط لبدء العملية العسكرية.

وأورد المحلل العسكري استدلالات على عدم تحمس جيش إسرائيل لاجتياح رفح قائلا “يكفي الاستماع لأقوال الجنرال احتياط إسرائيل زيف، المحلل المطلع على مواقف هيئة الأركان في القناة 12 بأن أي صفقة تبادل تسبق العملية أهم من العملية في رفح، التي من الأفضل ألا تحدث أبدا. رفح غير مهمة بشكل خاص من أجل تدمير حماس، والشرك الإستراتيجي الذي ينتظرنا هناك يمكن أن يؤدي لنتائج صعبة. ونتنياهو يتفاخر بالتوجيه، لكنه لا يرى الحفرة التي قد يقع فيها هو وإسرائيل”.


مطالب حماس
وتطرق المحلل السياسي لتفاصيل تتعلق بالمقترح المصري الذي يجري التفاوض عليه الآن، قائلا إنه وحتى الآن فإن الصعوبة الأساسية في المفاوضات تكمن في مطالبة حماس بأن تشمل الصفقة الوقف الكامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وهو الطلب الذي وجد نتنياهو صعوبة في استيعابه.

وفي صحيفة “إسرائيل اليوم” كتب يوآف ليمور عن العملية العسكرية في رفح، وقال إن نتنياهو يحاول المناورة، ويتجه، في حال تأخرت صفقة المخطوفين، نحو حملة محدودة في رفح بحيث يحافظ على مصداقيته وسط الجمهور الإسرائيلي بشأن تعهده للعملية في هذه المدينة، ولكنه في المقابل سيمتنع عن المواجهة المباشرة مع الأسرة الدولية التي تعارض بشدة هذه العملية.

وأشار الكاتب في نفس الوقت للأزمة التي يواجهها نتنياهو في حال نجاح الصفقة، وفي ضوء المسعى الأميركي لإنهاء الحرب، والمضي في عملية التطبيع في المنطقة، حيث قال “كجزء من صفقة كهذه ستكون إسرائيل مطالبة بأن تبحث في مستقبل قطاع غزة وفي الجهات التي ستحكمه نهاية الأمر. وهنا أيضا سيتمزق نتنياهو بين الصقور في حكومته الذين يرفضون في هذه اللحظة كل اقتراح وكل فكرة لا تتضمن سيطرة إسرائيلية في المنطقة، وبين أغلبية القيادة السياسية الأمنية التي تسعى لنقل المسؤولية لجهة أخرى.

تغريدة نتنياهو
أما فيما يتعلق بالمخاوف الإسرائيلية من موضوع المحكمة الجنائية، فقد أوردت صحيفة معاريف في خبرها الرئيسي التالي “انتقدت جهات رفيعة المستوى في إسرائيل التغريدة التي انتقد فيها نتنياهو المحكمة الدولية. وقالت إن مجرد إصدار نتنياهو هذه التغريدة أمر خاطئ، وبالتأكيد في هذه الفترة والوضع اللذين توجد فيهما إسرائيل. كل قول من شأنه أن يعقد الوضع المعقد أصلا، ولا مجال لإطلاق رسالة للمحكمة من شأنها أن تفسر كتهديد”.

وكان نتنياهو كتب يوم الجمعة “تحت قيادتي لن تقبل إسرائيل أبدا أي محاولة من المحكمة الجنائية للتشكيك في حقها الأساس بالدفاع عن نفسها. التهديد ضد جنود الجيش والشخصيات العامة في إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط والدولة اليهودية الوحيدة في العالم، فضائحي. لن نستسلم له”.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف صفقة تبادل فی رفح

إقرأ أيضاً:

اعتقال 3 إسرائيليين بتهمة استهداف منزل نتنياهو في قيساريا

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، اعتقال ثلاثة أشخاص للاشتباه بتورطهم في استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، بإطلاق قنابل ضوئية، جاء ذلك بعد يوم من إعلان الشرطة وجهاز الأمن العام "الشاباك" عن سقوط قنبلتين مضيئتين في باحة المنزل. 

 

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المحكمة المختصة أصدرت قرارًا بحظر نشر تفاصيل التحقيق وهويات المشتبه بهم لمدة 30 يومًا للحفاظ على سرية التحقيقات وضمان سيرها بشكل صحيح. 

 

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الشرطة والشاباك، وقع الحادث يوم السبت في حوالي الساعة 7:30 مساءً، حيث رصدت قنبلتين مضيئتين أُطلقتا باتجاه منزل رئيس الوزراء وسقطتا في الباحة، وأكد البيان أن رئيس الوزراء وأفراد عائلته لم يكونوا متواجدين في المنزل وقت الحادث. 

 

وأشارت الشرطة إلى أن الحادث يشكل "تصعيدًا خطيرًا"، مؤكدة أنها ستتخذ كافة الإجراءات التحقيقية اللازمة لتحديد مصدر القنابل ودوافع المتورطين. 

 

وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وصف الحادث بأنه "تقويض لأساس الديمقراطية الإسرائيلية"، داعيًا سلطات الأمن إلى التحرك سريعًا لاحتواء التهديدات قبل أن تتفاقم، من جانبه، صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قائلا: "اليوم أُلقيت قنبلة ضوئية، وغدًا قد يكون رصاص حي"، في إشارة إلى خطورة التصعيد. 

 

الحادث الأخير دفع السلطات إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول منزل نتنياهو، خصوصًا أنه يأتي بعد شهر من هجوم بطائرة مسيرة على المنزل، أعلن حزب الله مسؤوليته عنه، وأكدت مصادر في مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو وزوجته لم يكونا متواجدين وقت وقوع الحادث الأخير. 

 

تستمر التحقيقات في الحادثة التي أُثارت جدلًا واسعًا وأثارت مخاوف بشأن سلامة الشخصيات السياسية في ظل تزايد التوترات الداخلية والإقليمية.

 

اعتقال منفذ عملية الطعن في كلية شرقي الصين ومقتل 8 أشخاص

 

أعلنت الشرطة الصينية، الأحد، اعتقال مرتكب عملية الطعن التي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 17 آخرين في كلية تدريب مهني بشرق البلاد، وتعد هذه الحادثة واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة. 

 

وقع الهجوم في كلية "ووشي المهنية للفنون والتكنولوجيا" الواقعة في مدينة ييشينج، التابعة لإقليم جيانجسو شرقي الصين، ووفقًا للشرطة، ألقت القبض على الجاني، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، في مكان الحادث، حيث اعترف بارتكابه الجريمة. 

 

وأشارت الشرطة إلى أن المشتبه به أقدم على الهجوم بدافع الغضب والإحباط نتيجة رسوبه في أحد الاختبارات، ما حال دون حصوله على شهادة التخرج. 

 

الهجوم الذي وقع باستخدام سكين خلف حالة من الصدمة بين الطلاب والعاملين في الكلية، وتسبب في استنفار أمني واسع النطاق، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، بينما لا تزال التحقيقات جارية لكشف المزيد من التفاصيل حول دوافع الجاني. 

 

يُذكر أن حوادث الطعن، رغم ندرتها، أثارت قلقًا متزايدًا في الصين خلال السنوات الأخيرة، وغالبًا ما تُعزى هذه الحوادث إلى مشاكل نفسية أو نزاعات شخصية، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد.

مقالات مشابهة

  • ما نوعية الصاروخ الذي ضرب تل أبيب؟ وما أسباب الفشل باعتراضه؟
  • ما هو صاروخ" فاتح 110" الذي استهدف تل أبيب؟
  • اربيل.. اعتقال حلّال المشاكل الاسرية الذي هدد بنشر صور وفيديوهات ضحاياه
  • إعلام إسرائيلي: مشاورات نتنياهو اليوم تأتي بعد رفض مقترحات عقد صفقة المحتجزين
  • مستجدات قضية مستشار نتنياهو والتسريبات الأمنية
  • إسرائيل الآن.. مظاهرات أمام منزل نتنياهو والمعارضة تعلن الحرب على الحكومة (فيديو)
  • تمديد اعتقال الناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية في قضية التسريبات
  • اعتقال 3 إسرائيليين بتهمة استهداف منزل نتنياهو في قيساريا
  • إسرائيل.. متظاهرون يغلقون مدخل مكتب نتنياهو مطالبين بإسقاط الحكومة وإبرام صفقة تبادل
  • اعتقال 3 إسرائيليين بتهمة استهداف منزل نتنياهو