المصلحة العليا للاردن العظيم تتطلب الانخراط والاستثمار في التجربة السياسية

دعا حزب الميثاق الوطني القوى السياسية والراغبين بخوض الانتخابات النيابية المقبلة إلى الاقدام على الاستحقاق القادم والتحلي بالروح الايجابية بما يليق بمنظومة التحديث السياسي التي اختطاها وطننا العظيم نهجا للمئوية الثانية من عمر الدولة.

وأضاف الميثاق الوطني عقب الاجتماع الدوري 56 الذي عقده المكتب السياسي للحزب برئاسة أمينه العام الدكتور محمد حسين المومني اليوم الثلاثاء أن المصلحة العليا للاردن العظيم تتطلب الانخراط والاستثمار في التجربة السياسية الجديدة التي تاتي بناء على قانون انتخاب جديد عصري ومتطور يمنح الأحزاب فرصة الوصول لقبة البرلمان من خلال القائمة الحزبية العامة والتي خصص لها 41مقعدا، بالإضافة إلى إمكانية الفوز بمقاعد خصصت للدوائر المحلية على امتداد الوطن والبالغ عددها 18دائرة انتخابية يتنافس الراغبين بالترشح من خلالها على 97 مقعدا.

اقرأ أيضاً : البدور : انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات "بروفه" للانتخابات النيابية

كما أكد الميثاق الوطني أهمية توسيع المشاركة الشعبية بالعملية الإنتخابية، ومشاركة النساء والشباب مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية الأردنية التي نعتز بها؛ معنية اليوم بتشجيع الناخبين على الذهاب للانتخاب واختيار الأفضل والاقدر.

ونوه الميثاق الوطني إلى أنه كحزب وطني وكباقي الأحزاب السياسية المؤمنة بالعمل الديمقراطي والعمل الحزبي يسير بخطوات ثابتة وهادفة من خلال النشاطات التي ينظمها، واللقاءات التي تجمعه بمختلف أبناء المجتمع الأردني بهدف التعريف بقانونِ الانتخاب والأحزاب، وأهمية الاستفادة من هذه التجربة والانتقال من الأقوال إلى الأفعال، سيما وأن جلالة الملك عبدالله الثاني أكد منذ تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية عام 2021 مع دخول الدولة المئوية الثانية أنه الضامن للتحديث السياسي، كما أكد جلالته خلال زيارته للهيئة المستقلة للانتخاب مؤخرا ضرورة بذل الجهود من قبل مجلس المفوضين وكوادر الهيئة لإنجاح العملية الانتخابية، والعمل لمنع أية تجاوزات بكل حزم، قائلا "أن الأردن أمام محطة مهمة من عملية التحديث السياسي، التي تشكل بداية مرحلة جديدة من العمل الحزبي والبرلماني البرامجي"، مشيرا الحزب إلى أن هذه ضمانة أخرى لسير العملية وفق أحكام الدستور والقوانين والأنظمة النافذة.

وشدد الميثاق الوطني التأكيد على أن الأردن يمر في ظروف صعبة نتيجة للحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة خاصة في ظل العدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة والأحداث في الضفة الغربية والقدس الشريف، ووطننا العظيم يستحق منا الكثير لخدمته، ما يتطلب منا كأردنيين إدارك أهمية المشاركة بالانتخابات واختيار الأفضل وتشجيع الناخبين الذهاب لصناديق الاقتراع واختيار الحزب أو المرشح الأنسب لمصلحة الوطن والمواطن.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: قانون الاحزاب الانتخابات النيابية الانتخابات الاردنية الانتخابات الأحزاب الأحزاب السياسية المیثاق الوطنی

إقرأ أيضاً:

زنزانة 65: الدراما كسلاح لمواجهة النسيان السياسي

في زمن ينتج فيه السيسي الاختيار، حيث يزيف الحقيقة جهارا نهارا في رمضان في حضرة يوتيوب وكاميرا الديجيتال والبث المباشر، وحيث يصبح التاريخ ساحة معركة لإعادة صياغته وفق مصالح القوى المسيطرة.. في هذا السياق، كان مسلسل "زنزانة 65" كعمل درامي يعيد الاعتبار للأصوات المهمشة، ويقاوم محاولات طمس المعاناة التي تعرض لها المعتقلون السياسيون. من خلال حبكة وشخصيات تنهش بقاياها عتمة السجن وظلم النظام، يفتح المسلسل نافذة على تجربة الاعتقال السياسي وما تخلفه من ندوب نفسية وجسدية، محاولا استعادة ذاكرة جمعية أُريد لها أن تُنسى.

شهدت السنوات الأخيرة موجة متزايدة من الأعمال الدرامية التي تعيد قراءة الأحداث السياسية بطريقة تخدم أجندات النظام، وتلجأ إلى إعادة رسم صورة الجلاد كحامٍ للوطن، فيما يتم تشويه صورة الضحايا وتغييب الحقائق. هذا النهج يفرغ الدراما من رسالتها الأخلاقية ويحولها إلى أداة تطبيع مع القمع.

يأتي "زنزانة 65" ليعيد التوازن ويمنح صوتا لفئة سعى النظام جاهدا لتغييبها عن المشهد ومحو وجودها، كما محا بعضهم من سجلات الدولة وحقهم في المواطنة. من خلال الاستناد إلى شهادات حقيقية وتجارب موثقة، يكشف المسلسل الوجه الحقيقي للسجون السياسية وما تمثله من آلة قمعية تهدف إلى سحق الكرامة الإنسانية
على النقيض من ذلك، يأتي "زنزانة 65" ليعيد التوازن ويمنح صوتا لفئة سعى النظام جاهدا لتغييبها عن المشهد ومحو وجودها، كما محا بعضهم من سجلات الدولة وحقهم في المواطنة. من خلال الاستناد إلى شهادات حقيقية وتجارب موثقة، يكشف المسلسل الوجه الحقيقي للسجون السياسية وما تمثله من آلة قمعية تهدف إلى سحق الكرامة الإنسانية. ولا يكتفي المسلسل بعرض المأساة، بل يتجاوز ذلك إلى مساءلة الصمت الاجتماعي والتواطؤ السياسي الذي يسمح باستمرار هذه الانتهاكات.

لا يمكن قراءة "زنزانة 65" بمعزل عن سياقه السياسي، فالعمل يُعرّي بشكل مباشر ممارسات الأنظمة القمعية التي جعلت من السجون وسيلة لإسكات الأصوات الحرة. من خلال مشاهد دقيقة التفاصيل، يُبرز المسلسل كيف يتم تفكيك شخصية المعتقل ومحاولة تحطيم إرادته، وإعادة تفكيك شخصية الضابط النفسية وما تحمله من تشوهات ونقص مريض يتحول لممارسات وأفعال؛ يعكس من خلالها نفسية النظام السياسي واختلاله إنسانيا في معاملته لهذه الفئة تحديدا وانتقامه منها في خصومة سياسية تجاوزت عقدا من الزمن.

كما يتناول المسلسل أيضا البنية السياسية التي تنتج القمع وتغذيه. فالسجون ليست مجرد مبانٍ، بل هي امتداد لنظام سياسي قائم على الهيمنة وإخضاع المجتمع.

يركز المسلسل بشكل عميق على الأثر النفسي والاجتماعي الذي يتركه الاعتقال على الأفراد وعائلاتهم. عبر شخصيات متعددة، يقدم "زنزانة 65" صورة شاملة للمعاناة: هناك من يُكسر تماما تحت وطأة القهر، وهناك من يحوّل الألم إلى طاقة مقاومة. ومن خلال هذه الثنائيات، يتحدى المسلسل الصور النمطية التي تصوّر المعتقلين إما كأبطال خارقين أو ضحايا عاجزين.

في وقت تحاول فيه الأنظمة القمعية كتابة تاريخ بديل يمحو معاناة الضحايا، يأتي "زنزانة 65" كشهادة حية ضد النسيان، يُذكّرنا بأن لكل معتقل قصة يجب أن تُروى، وأن معركة الحرية ليست شأنا فرديا، بل هي مسؤولية جماعية.

الحكايات التي تُروى، والأصوات التي تعلو رغم القمع، تظل شواهد على مقاومة لا تنكسر. وبهذا المعنى، يتجاوز المسلسل كونه عملا دراميا إلى كونه أداة توثيق ومقاومة
يُبرز المسلسل أن القمع مهما كان ممنهجا وشرسا، لن ينجح في محو الحقيقة بالكامل. فالحكايات التي تُروى، والأصوات التي تعلو رغم القمع، تظل شواهد على مقاومة لا تنكسر. وبهذا المعنى، يتجاوز المسلسل كونه عملا دراميا إلى كونه أداة توثيق ومقاومة.

وعلى الرغم من قلة الإمكانات والتحديات الإنتاجية، إلا أن المسلسل كان تحديا في ذاته أن تكون القصة في هذا الحيز المحدود وفي مسارات قصص متوازية مع خلق رتم رشيق للأحداث دون ملل أو مط، حاولنا أن نوصل رسالتنا بما توفر لنا من إمكانات تحترم المشاهد وتحترم من أردنا أن نوصل صوتهم.

وسعينا أن نستخدم الدراما كسلاح في مواجهة السلطة؛ هذا النوع من الدراما الذي لا يسعى إلى الترفيه فقط، بل يحفز التفكير النقدي ويدفع المشاهدين إلى طرح أسئلة صعبة حول العدالة والحرية والمسؤولية.

في النهاية، أردنا أن نؤكد أن الدراما، حين تكون صادقة في طرحها وملتزمة بجوهر الحقيقة، تمتلك القدرة على اختراق الحواجز، وكشف المستور، وإبقاء ذاكرة المظلومين حيّة في وجه كل محاولات الطمس والإخفاء.

مقالات مشابهة

  • لا تتوقفوا ولا تنظروا للخلف.. الرئيس السيسي يطمئن المصريين ويوجه رسائل مهمة
  • المسيلة: الدرك الوطني يوقف متهماً بانتحال صفة ويدعو الضحايا للتبليغ
  • ‏سباق مع الزمن.. المال السياسي يثير القلق مع اقتراب الانتخابات
  • مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكية الفكرية يعقد اجتماعه الـ35
  • عبدالوهاب عبدالرازق: نقف جميعًا خلف قيادتنا السياسية
  • جيه بي مورجان يتوقع خفض "المركزي المصري" الفائدة 4% خلال اجتماعه القادم في أبريل
  • التنمر السياسي في العراق: السلطة والمجتمع
  • أموريم: مانشستر يونايتد عليه التحلي بالتواضع أمام ليستر سيتي
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • زنزانة 65: الدراما كسلاح لمواجهة النسيان السياسي