محللان: هناك لعبة كبرى يسعى نتنياهو إلى حسمها لصالحه
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
بينما تنتعش آمال البعض بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، يجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته باجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بصفقة أو بدونها، كما قال، فعلى ماذا يراهن نتنياهو؟
بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب، فإن نتنياهو الذي "نجح بطريقة مذهلة" في إطالة أمد الحرب، يقوم بابتزاز كل الأطراف، ويراهن على غياب ضغوط فعلية عليه، سواء من جانب من الدول الإقليمية أو من قِبل الولايات المتحدة الأميركية.
كما يراهن نتنياهو على ما يُعرف بالورقة المصرية للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما يقول أيوب، لتحقيق إنجازات سياسية ستوفر عليه الكثير من العناء إذا اختار الذهاب إلى عملية عسكرية في رفح أو القبول بصفقة مع المقاومة الفلسطينية.
ويرى أن المعركة السياسية التي تدور وراء عملية التفاوض من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة هي الأكثر أهمية في هذه المرحلة، "فالولايات المتحدة الأميركية لا تزال تصر على أن بوسعها أن تمضي في عملية الترتيب الإقليمي بإنشاء تكتل إقليمي في مواجهة إيران، وعملية تطبيع بين السعودية وإسرائيل".
ولا يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن تكون هناك "لعبة سياسية كبرى يريد نتنياهو أن يحسمها لصالحه من خلال ابتزاز الأميركيين والمصريين والأطراف الإقليمية"، مشيرا إلى أن الأطراف العربية التي اجتمعت بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اجتماع السداسية العربية لم تتحدث عن أي خطوات أو تلويح باتخاذ أي إجراءات تجاه إسرائيل، إذا لم توافق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وقال إن وزير الخارجية الأميركي سيحاول، خلال زيارته إلى إسرائيل، إقناع نتنياهو بالمقترح المصري الذي وجّه له صفعة، كما أضاف أيوب.
العامل الداخلي
وفي قراءاته لتصريحات نتنياهو التي قال فيها "سندخل رفح بصفقة أو بدونها"، يرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن مثل هذه التصرحات موجهة لليمين المتطرف من أجل طمأنته، الذي يضغط عليه في هذا الاتجاه، مؤكدا أن نتنياهو يعيش أصعب لحظاته السياسية منذ اندلاع الحرب في غزة، ولذلك هو بحاجة لإصدار مثل هذه التصريحات.
وبينما يشير إلى أهمية العامل الأميركي في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما بخصوص العملية العسكرية في رفح، يشدد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية على أن العامل الداخلي هو الضاغط الأكبر وهو الحاسم، خاصة في ظل ارتفاع أصوات من داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية تقول إن الذهاب لعملية عسكرية في رفح لن يحقق الهدف الإستراتيجي لإسرائيل، وإنما سيكون مجرد عملية سياسية لرئيس الوزراء، وهو موقف رئيس "معسكر الدولة" بيني غانتس ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت.
ويتوقع الدكتور مصطفى أن تندلع ثورة اجتماعية كبيرة جدا ضد نتنياهو ووزرائه المتطرفين في حال تم إفشال الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال البيت الأبيض، في وقت سابق، إن المقترح الأخير لصفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل يتضمن وقف القتال 6 أسابيع، في حين تعكف الحركة على بحث ردها على مقترح لوقف إطلاق النار، بعد أن غادر وفدها القاهرة.
وتتمسك حركة حماس بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة بشكل كامل كمقدمة لأي اتفاق أو صفقة للأسرى، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، والسماح بعودة النازحين إلى شمال غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تنعى منفذ عملية حاجز تياسير وتدعو لمواصلة المقاومة
نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، منفذ عملية حاجز تياسير العسكري الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، ودعت الفلسطينيين إلى التصدي للاحتلال ومقاومته.
وقالت الحركة، في بيان، إنها "تزف لجماهير شعبنا وأمتنا الشهيد المجاهد محمد دراغمة من طوباس، منفذ عملية تياسير النوعية، التي وقعت صباح أمس" (الثلاثاء).
ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من عسكرييه، أحدهما ضابط، وإصابة 8 آخرين، بينهم اثنان بجروح خطيرة، بعملية إطلاق نار جرت صباحا عند موقع عسكري له يقع بالقرب من حاجز تياسير بمنطقة الأغوار الشمالية.
وأضافت الحركة أن "استمرار عمليات المقاومة يؤكد قدرة شعبنا على التصدي للاحتلال، وفشل كل محاولات إخمادها وتكبيل يدها في الضفة".
وأوضحت أن "ثمن تصاعد الجرائم الإسرائيلية في الضفة سيكون المزيد من ضربات المقاومة".
ودعت الفلسطينيين بالضفة إلى "مواصلة المواجهة والتصدي للاحتلال والتشبث بخيار المقاومة حتى نيل الحرية".
وجاء هذا الهجوم في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة المتواصل منذ أكثر من أسبوعين، والذي طال محافظات جنين وطوباس وطولكرم.
وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها، أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيا.
إعلانووسّع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال الضفة لتصل إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه حيث استشهد 4 فلسطينيين، فيما بدأ الأحد عملية عسكرية في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس.
وبين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.