نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين مصريين قولهم إن إسرائيل أطلعتهم على خطة تظهر مناطق متعددة في مدينة رفح جنوبي  قطاع غزة، يعتزم الجيش الإسرائيلي استهدافها، ويزعم أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يختبئون في أنفاق داخلها.

ونقلت الصحيفة أيضا عن مسؤولين أميركيين قولهم إن المحادثات التي تتم بوساطة عربية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لم تسفر بعد عن نتائج، وإن الولايات المتحدة تبحث أيضا مع المسؤولين الإسرائيليين خطط إسرائيل للحد من المخاطر التي سيتعرض لها المدنيون في رفح إذا ما مضت قدما في الهجوم الذي تتوعد بشنه على هذه المدينة.

وقالت إن المسؤولين الأميركيين يرون أن خطة إسرائيل لحماية المدنيين في رفح تحتاج مزيدا من العمل، ولذلك فإن واشنطن تريد من إسرائيل أن تطلعها على السبل التي ستوفر من خلالها المأوى والغذاء والرعاية الطبية لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين سيؤدي الهجوم البري على رفح إلى تشريدهم.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صرح أمس الاثنين بأن بلاده لا يمكنها دعم عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح دون وجود خطة فعالة لحماية المدنيين، مؤكدا أن إسرائيل لم تقدم تلك خطة بعد.

10 أيام لإجلاء سكان رفح

ويشكل التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح (آخر ملاذ لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين) قلقا دوليا، وقد نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أممي كبير -لم تسمه- قوله إن إجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح إلى أجزاء أخرى من قطاع غزة سيستغرق 10 أيام على الأقل.

وفي السياق ذاته، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن إسرائيل لم تطلب إخلاء رفح من المدنيين حتى الآن، في تصريح ينفي ادعاءات نتنياهو بأن عملية إجلاء سكان المدينة قد بدأت بالفعل.

وأضاف -في إحاطة صحفية، اليوم الثلاثاء، بثتها وسائل إعلام عربية ودولية- أن ثمة قلقا كبيرا في غزة من هجوم عسكري إسرائيلي على رفح إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.

وعلى عكس ما ادعاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق اليوم، أكد لازاريني أنه حتى الآن لم يُطلب من الناس إخلاء رفح، لكن هناك مخاوف أن يحدث ذلك فعلا إذا لم يتم التوصل لاتفاق هذا الأسبوع لوقف لإطلاق النار.

وكانت مصادر نقلت عن نتنياهو تأكيده بأنه تم البدء فعلياً بإجلاء الفلسطينيين عن منطقة رفح استعدادا لعملية قريبة هناك، وأن العملية تحظى بموافقة أعضاء مجلس الحرب.

"فرصة أخيرة"

وفي سياق المفاوضات الرامية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين ومصريين قولهم اليوم إن إسرائيل مستعدة لإرسال وفد إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث وقف الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى ضغوط وسطاء عرب على حركة حماس لقبول شروط وقف النار قبل العملية العسكرية الوشيكة في رفح.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل قالت إن مقترح الهدنة الذي قدم لحماس هو الفرصة الأخيرة لتأجيل الهجوم البري الذي تخطط تل أبيب لشنه على رفح، ويأمل مسؤولوها أن يدمر ما تبقى من الوحدات العسكرية لحماس.

وقال البيت الأبيض اليوم إن المقترح الأخير لصفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل يتضمن وقف القتال 6 أسابيع، وأوضح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن مقترح صفقة التبادل الموجود لدى حماس تم التفاوض عليه مع إسرائيل "بنوايا جيدة".

ودافع كيربي عن إسرائيل قائلا "لا يمكن أن يكون هناك شك في جدية الإسرائيليين في التفاوض على مقترح اتفاق الرهائن الجديد" مشيرا إلى أن رد حماس على المقترح ينبغي أن يكون بنعم.

وأضاف "لا نود رؤية اجتياح كبير لرفح يعرض حياة أكثر من مليون شخص للخطر".

وتعكف حماس على بحث ردها على المقترح، وذكرت وسائل إعلام مصرية أن وفد حماس -لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة- غادر العاصمة القاهرة بعد أن تسلم المقترح.

ووفق وكالة رويترز -نقلا عن مصدر مطلع على المحادثات- فإن المقترح يشمل اتفاقا لقبول إطلاق أقل من 40 محتجزا مقابل الإفراج عن فلسطينيين من سجون إسرائيلية، ومرحلة ثانية من هدنة تشمل "فترة هدوء مستدام" وهو رد إسرائيل على مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.

وبعد المرحلة الأولى، ستسمح إسرائيل بحرية الحركة بين شمال وجنوب قطاع غزة، وانسحاب جزئي لقواتها من القطاع.

ونقلت رويترز عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه قوله "لدى حماس بعض التساؤلات والاستفسارات فيما يتعلق بالرد الإسرائيلي على مبادرة الحركة الذي تسلمته من الوسطاء يوم الجمعة".

"سنجتاح رفح بصفقة أو بدونها"

ورغم التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة ستنجر لا محالة عن اجتياح رفح المكتظة بالنازحين، يبدو أن إسرائيل مصممة على اجتياح هذه المدينة.

وقد صرح نتنياهو اليوم بأن لا تغيير في أهداف الحرب على غزة، وإن إسرائيل لن تقبل بتسوية بخصوص رفح، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ستدخلها سواء تم التوصل إلى وقف النار وصفقة تبادل أم لا.

وأكد نتنياهو -خلال لقائه ممثلين عن عائلات المحتجزين في غزة حسبما نقل عنه مكتبه- أن "فكرة أنّنا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها ليست خيارا مطروحا. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".

وأوضح نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا كبيرة من أعضاء حكومته المتطرفين لاجتياح رفح ومواصلة حربه المدمرة على غزة، أنّ احتمال التوصل إلى صفقة تبادل ضئيل، معللا ذلك بالقول إن حركة حماس ما زالت تتمسك بمواقفها، وإسرائيل لن تقبل بالانسحاب المطلق من قطاع غزة.

كان وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير قال في وقت سابق اليوم إن نتنياهو وعده خلال اجتماع بينهما بدخول الجيش إلى رفح وعدم إنهاء الحرب على غزة.

كما دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تدمير رفح ودير البلح والنصيرات "بالكامل" واعتبر أنه "من السخرية التفاوض مع شخص لم يكن المفترض أن يكون موجودا".

ويأتي ذلك، بينما يواصل جيش الاحتلال حربه المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، مما استدعى محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات إطلاق النار إن إسرائیل وول ستریت قطاع غزة على غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

كاتس يتحدث عن آفاق سماح إسرائيل بعودة حماس لحكم غزة و”خطر” قيام دولة فلسطينية

إسرائيل – ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد أن الحكومة لن تسمح بعودة حركةالفصائل الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة، داعيا إلى تفكيكها وإيجاد بديل لها.

وقال كاتس: “لن نسمح بعودة الفصائل الفلسطينية لغزة، يجب تفكيك الحركة وإيجاد بديل لها وإعادة الرهائن الإسرائيليين”.

وسبق أن اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أن إقامة دولة فلسطينية تعني “إقامة قاعدة إيرانية في غزة والضفة الغربية، وفي لبنان واليمن وسوريا والعراق”.

كما هدد “بتفكيك السلطة الفلسطينية وحلها إذا استمرت في تحركاتها ضد إسرائيل على صعيد الأمم المتحدة” حسبما نقل الإعلام الإسرائيلي، ودعا إلى التعامل مع مخيم جنين في الضفة الغربية “كالتعامل مع غزة” بعد “إخلائه من المدنيين”.

وقال كاتس إن “مخيمات اللاجئين هي بؤر للشر لا تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية وإنما تخضع لإيران، يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من المدنيين ومن ثم التعامل معه كما التعامل مع قطاع غزة”.

ويواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق النازحين في قطاع غزة، حيث وسع هجماته الجوية والبرية والبحرية على القطاع، الأحد، وذلك مع دخول الحرب على غزة يومها الـ394، وسط قصف مدفعي ونسف مباني سكنية، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

وواصلت القوات الإسرائيلية، الأحد، حملتها العسكرية في شمال القطاع، حيث تعرض غرب بيت لاهيا إلى قصف بالمدفعية الثقيلة، فيما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارتين على وسط وشمال مدينة رفح جنوبي القطاع.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: تفعيل صفارات الإنذار في بلدة دلتون ومحيطها بالجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعطل إبرام صفقة تبادل أسرى
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو مستعد لدفع ملايين الدولارات مقابل كل أسير في غزة
  • محمود عباس يطالب بمحاسبة إسرائيل في الأمم المتحدة: غزة دُمرت بنسبة 80%
  • إسرائيل.. اعتقال مساعد نتنياهو وسط اتهامات بشأن تسريب معلومات استخباراتية
  • كاتس يتحدث عن آفاق سماح إسرائيل بعودة حماس لحكم غزة و”خطر” قيام دولة فلسطينية
  • فتح تشير إلى "مباحثات إيجابية" مع حماس في القاهرة
  • تحقيق: إسرائيل لم تقدم أدلة على وجود حماس بمستشفيات غزة
  • حماس تتمسك بعدم تجزئة المفاوضات.. إسرائيل قد تعود للحرب
  • حماس تمسك بعدم تجزئة المفاوضات.. إسرائيل قد تعود للحرب