الى من يهمه الامر السيولة ليست المشكلة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
الجديد برس| بقلم: د.حسين الملعسي|
زاد الحديث حول ازمة السيولة من النقود الورقية المحلية وبالذات بعد نقل مقر البنك المركزي الى عدن وازدادت حدة الجدل بعد طبع طبعة جديدة من الريال ورفض بنك صنعاء السماح بتداولها في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الامر الواقع هناك.
ان استخدام الملف الاقتصادي في الحرب قد أحدث ازمة مالية وأزمة سيولة في كل من صنعاء وعدن برغم اختلاف اسباب ومظاهر وتداعيات ازمة السيولة في كل من عدن وصنعاء.
في هذه المقالة سوف نتطرق بعجالة لازمة السيولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا فقط.
هناك خلط واضح في الاعلام حول اشكالية السيولة المالية من الريال الورقي من الطبعة الجديدة فلا توجد ازمة شح سيولة ولكن توجد ازمة فائض في السيولة، كما ان الازمة التي تعاني منها الحكومة ليست ازمة سيولة ولكن ازمة شحة في الموارد المالية المتحصلة من اجهزة الدولة. سنستعرض هاتين المشكلتين كالتالي:
– المسألة الاولى قضية السيولة.
يعاني اقتصاد المناطق الخاضعة لحكومة عدن من تخمة فائض من السيولة الورقية من ريال الطبعة الجديدة اضافة الى الطبعة القديمة والتي تم ضخها زيادة عن الحاجة والتي لم تراعي القيمة الحقيقية لقيمة الانتاج والسلع والخدمات المتداولة في السوق المستهدف مما ادى الى زيادة التضخم والاسعار وانهيار سعر صرف الريال.
ان زيادة العرض النقدي ليس مشكلة بحد ذاته فقط ولكن المشكلة الاكبر هي عدم القدرة على التحكم والسيطرة على الكتلة النقدية من قبل السلطات المختصة وهو ما ادى الى زيادة السيولة خارج الجهاز المصرفي وتحول النقد المتداول او المخزن الى مشكلة اقتصادية حيث ساعد على انتشار الاقتصاد الهامشي سريع الدوران والربحية في مجالات وانشطة اقتصادية غير منتجة او خزنة بعيدا عن الاستثمار او التداول الامر الذي يحول دون توظيفه في مجالات وانشطة اقتصادية منتجة ومفيدة.
ان ضخامة الكتلة النقدية في السوق او في المخازن ساعد على الاضرار بسعر صرف الريال وبناء مراكز تجارية والمضاربة بالعملة والاراضي وغيرها من الانشطة سريعة الربح بما فيها غسيل وتبييض الاموال وتهريب العملة وتجارة الممنوعات وغيرها.
– المسألة الثانية قضية الموارد المالية للدولة.
ان الحقيقة الواضحة هي ان الحكومة تعاني من شحة السيولة المالية من الريال الجديد حيث لا تستطيع توفير المصاريف التشغيلية او صرف الاجور او تقديم الخدمات الاساسية للسكان والسبب عدم القدرة على استعادة السيولة من السوق بعد صرفها على شكل اجور ونفقات ومصروفات هدفها الصرف لأغراض مبررة وغير مبررة اقتصاديا وذلك بسبب عجز مؤسسات الدولة الأيرادية عن القيام بمهامها في تحصيل الضرائب والرسوم والجمارك القانونية من الداخل والخارج وفي اغلب الاحوال يسود تبديد رسمي لتلك الموارد حيث اصبحت موارد الحكومة محل نهب علني من بعض اجهزة الدولة الرسمية وشبه الرسمية المناط بها تحصيل الموارد بسبب سوء التحصيل او محدوديته.
ان الحل الممكن لاستعادة السيولة الى الجهاز المصرفي يمكن القيام به من خلال القيام بعدد من السياسات والإجراءات المالية والنقدية من قبل السلطات المختصة ومنها بيع العملات الاجنبية واذونات الخزانة ورفع الفائدة على الودائع وضمان تسييل الحسابات المجمدة منذ فترة ما قبل الحرب وغيرها من محفزات جذب السيولة الى الحسابات المخصصة لها في البنك المركزي عدن.
ان السيطرة على السيولة يمكن ان يحول السيولة من مشكلة الى عامل ايجابي إذا تم إنفاقها في مجالات الاستثمار وخاصة في القطاعات الخدمية واعادة اعمار بعض البنى الأساسية المتهالكة حيث ستوفر فرص عمل وزيادة دخل الأسرة وتحويل الاستثمار من هامشي الى منتج وتشجيع الاستثمار الخاص وغيرها من السياسات والاجراءات التي تتناسب والوضع الاقتصادي الاستثنائي.
ان ذلك لا يمكن تحقيقيه دون اصلاح مؤسسات الدولة الايراديه وتوريد كل الموارد المالية للحكومة من المحافظات والمؤسسات المختلفة الى الحسابات المخصصة لها في البنك المركزي عدن.
نطالب الحكومة وبالتعاون مع البنك المركزي في السيطرة على السيولة وتسخيرها لخدمة تنشيط الاقتصاد وتحويل ازمة السيولة من مشكلة الى وسيلة حل لازمة موارد الحكومة وتنشيط الاقتصاد والحد من التضخم وتخفيض الاسعار ووقف تدهور سعر صرف الريال مقابل العملات الأجنبية.
وللعلم فان التمويل بالعجز عن طريق طباعة النقود هي سياسة معتمدة في كثير من الدول منها تخضع لاهداف اقتصادية واجتماعية منضبطة.
*رئيس مؤسسة الرابطة الاقتصادية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البنک المرکزی ازمة السیولة السیولة من
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتفقد أجنحة البنك المركزي و"الرقابة المالية" و"آي سكور" بمعرض Cairo ICT’24”
زار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، أجنحة البنك المركزي المصري، والهيئة العامة للرقابة المالية، والشركة المصرية للاستعلام الائتماني "آي سكور" ، خلال جولته بمعرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT’24” المقام تحت شعار"The Next Wave .
وخلال تواجد رئيس الوزراء بحناح البنك المركزي، استمع لشرح من المهندس أيمن حسين، وكيل أول محافظ البنك المركزي، حول تفاصيل إجراء تجربة حية لإتمام عملية شراء باستخدام منصة ترميز البطاقات على تطبيقات الهاتف المحمول لأول مرة، كما عرض فيديو مختصر عن جهود البنك المركزي في التحول الرقمي في الخدمات المالية الرقمية والتكنولوجيا المالية.
وتوجه رئيس الوزراء ومرافقوه لزيارة الجناح الخاص بالهيئة العامة للرقابة المالية، حيث استمع الدكتور مصطفى مدبولي لشرح من الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة، حول الجهود المبذولة لتطوير أول اطار تنظيمي وتشريعي واضح ومتكامل لتسريع وتيرة رقمنة المعاملات المالية غير المصرفية دعما لجهود الحكومة المصرية ورؤية مصر ٢٠٣٠؛ من أجل بناء اقتصاد رقمي قائم على المعرفة وذلك لتيسير وتسريع وتسهيل وصول وحصول المواطنين على الخدمات المالية غير المصرفية.
وقدم الدكتور محمد فريد عرضا تقديميا تطرق خلاله إلى مختلف الجهود التي قامت بها الهيئة لتسريع وتيرة رقمنة المعاملات المالية غير المصرفية، مشيرا إلى المختبر التنظيمي الذي دشنته الهيئة، وذلك كمختبر للقطاع المالي غير المصرفي يدعم ويساند ويرعي الشركات الناشئة التي تمتلك حلولا وأفكارا رائدة في المجالات المالية غير المصرفية.
ولفت الدكتور محمد فريد إلى ان الهيئة تشارك في المعرض كذلك من خلال الجهات الخاضعة لرقابتها وإشرافها كشركات التمويل وسوق رأس المال والتأمين، وذلك لتعريف المجتمع بالخدمات المالية غير المصرفية وفوائدها وكيفية الاستفادة منها والوصول والحصول عليها، بما يسهم في تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين.
كما تفقد رئيس الوزراء جناح الشركة المصرية للاستعلام الائتماني آي سكور (iScore)؛ حيث تم عرض موجز حول ما تم تنفيذه من خطة التوسع في تطبيقات المعلومات الائتمانية باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي، والتي تدعم توجهات الدولة والبنك المركزي المصري نحو التحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي، وخلال ذلك تم استعراض نبذة عن المنتجات الجديدة ومنها منصة الإنذار المبكر للمخاطر الائتمانية ومنصة تحليل الأسواق المالية ومنصة الربط التكنولوجي لقواعد البيانات الحكومية من خلال المحول القومي للبيانات لميكنة الخدمات المالية.
ويضم المعرض أيضا جناح مجموعة "إي فاينانس" للاستثمارات المالية والرقمية، التي تشارك تحت شعار "الممكن الرقمي لإتاحة الخدمات المالية وتعزيز الشمول المالي"، والتي تستعرض من خلاله سبل التمكين الرقمي التي تقدمها المجموعة للقطاعات الحكومية المختلفة والداعمة للاقتصاد الرقمي؛ في قطاعات: المالية، والزراعة، والسياحة، والصناعة، والتمكين الاقتصادي، والخدمات الحكومية والخدمات البنكية.
وتركز المجموعة، من خلال مشاركتها الأولى في معرض ومؤتمر AIDC، على استثماراتها المختلفة في البنية التكنولوجية ومجالات الحوسبة السحابية وما وصلت إليه من تطورات، بالإضافة إلى خدمات الأمن السيبراني والتركيز على الذكاء الاصطناعي.