انطلقت فعاليات "ليالي الشعر"، إحدى أبرز فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، في الفترة من 29 أبريل الجاري إلى 5 مايو المقبل، حيث تستضيف هذه الفعالية نخبة من شعراء الإمارات، الذين أثروا الثقافة المحلية بمخزون من أجمل القصائد والصور الشعرية.

افتتحت "ليالي الشعر" موسمها الجديد بأمسية للشاعر سيف السعدي، حملت عنوان "عطر السحاب"، المستوحى من قصيدة شهيرة للشاعر، الذي يعد من أبرز شعراء الإمارات ودول الخليج العربي، إذ يتميز بإحساس عالٍ، وأسلوب متميز في القصيدة، ولديه مسيرة طويلة حافلة بالإبداع والعطاء، ولهذا استحق لقب "الشخصية الإبداعية" لجائزة "كنز الجيل"، التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية، بهدف تعزيز مكانة الشعر وخاصة النبطي وإبراز دوره في المجتمع.

وأمتع السعدي الجمهور، الذي ضمّ عدداً من الشعراء المحليين، بإلقاء عدد من قصائده، التي عبرت عن حسّه المرهف وفطرته في نظم الشعر وإلقائه، ودلّت على أنه كما يقول عن نفسه: "أنا لا أكتب القصيدة وإنما هي من تكتبني".

واستهل السعدي أمسيته بإلقاء أحدث قصائده التي يقول مطلعها:

هلّ منشول اليديل الفوضوي دام عين الشمس غطاها اليديل

واسقني كاس الغرام الأنثوي ولا تصحيني من الحلم الجميل

وفي الأمسية التي حاورته فيها الدكتورة عائشة الشامسي، أكد السعدي أهمية حضور المفردة المحلية في القصيدة. وقال "اللهجة البيضاء تضيع هوية القصيدة لأنني لا أستطيع أن أميز هوية شاعرها، لكن خصوصية المفردة المحلية تجعل المتلقي يعرف هوية قائلها، فاللهجة هوية، مثلها مثل الاسم، وإن نزع الشاعر لهجته فقدت قصيدته هويتها، وكلّ من يفقد هويته لا ينال التقدير"، موضحاً أن العمل في مجال الإعلام أثر على مسيرته الشعرية.

وقال "العمل الإعلامي سلاح ذو حدين وبالذات إذا كنت شاعراً، فالقصائد تظل عالقة في ذهنك، وعندما تريد أن تكتب شيئاً تشعر وكأنك كتبت قصيدة من القصائد التي قرأتها، لكن في الوقت نفسه فإنها تكسبك لغة شعرية ومفردات جديدة، كما أنك عندما تقرأ هذه القصائد والنصوص الشعرية تعرف مكانك ومكانتك بين الشعراء، وبالنسبة لي فإن وجودي في المجال الإعلامي دعم المجال الشعري لدي وأفادني".

سهرة حالمة عاشها جمهور السعدي، أعادته إلى ذكريات الزمن الجميل على وقع كلمات قصائده الغزلية الشهيرة، من بينها قصيدة "يا بو يديل" والتي غناها الفنان خالد محمد، وقال فيها:

يا أبو يديل مدلهمي تخجل بهاتك طلعة النور

أن ييتني لو مستهمي برحت عقب الضيق مسرور

ودعا السعدي المؤسسات الثقافية إلى تكريم الشعراء والاحتفاء بهم، من أجل تشجيعهم على تقديم المزيد من البذل والعطاء في المجال الثقافي والشعري.

وعبر السعدي في الأمسية، التي حضرها سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب وعدد من القائمين على المركز، عن شكره وامتنانه لهذا الصرح الكبير الذي كرمه، وقدم له مبادرة رائدة تمثلت في تسجيل ديوان صوتي انتهى من توقيعه قبيل بدء الأمسية، واختتم السعدي الليلة بإلقاء أبياتٍ من قصيدته الشهيرة "عطر السحاب"، التي يقول مطلعها:

عذب ولا يهمك عذب ولا أشتكيك

كثر ما أحبك استعذبت منك العذاب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض أبوظبي الدولي للكتاب مركز ابوظبي للغة العربية شعراء الإمارات الثقافة المحلية

إقرأ أيضاً:

فلكية جدة ترصد التباين الفلكي بين نصفي الكُرة الأرضية في ليالي مايو

جدة

تعيش الأرض في هذا الوقت من السنة, تباينًا فلكيًا بين نصفي الكرة الأرضية، ففي نصفها الشمالي تصبح الليالي أكثر دفئًا لكنها تتطلب البقاء مستيقظًا لفترات أطول لمراقبة السماء، مما يجعل من شهر مايو فرصة لمشاهدة مجموعة من الأجرام السماوية اللافتة, ومع اختفاء كوكبة الجبّار تبدأ كوكبات الصيف الباهرة في الظهور شيئًا فشيئًا.

وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أنه في أعلى الأفق الغربي يظهر كوكب المريخ بلون برتقالي خافت إلى جانب كوكبة التوأمان, ويستمر في انتقاله نحو كوكبة الأسد مرورًا بالسرطان, وقد ابتعد المريخ كثيرًا عن الأرض حتى تجاوزت المسافة بينهما 225 مليون كيلومتر، مما يجعل رؤيته بالتفاصيل شبه مستحيلة عبر التلسكوب, ليبدو فقط كنقطة حمراء صغيرة، إلا أن اقترانه بالقمر في الثالث من مايو, ومروره عبر عنقود خلية النحل “النثرة” النجمي خلال الأيام التالية يقدمان عرضًا رائعًا.

وأشار إلى أن كوكبة الأسد تحتل الأفق الجنوبي الغربي, وتتميز بشكلها المميز الذي يشبه علامة استفهام مقلوبة، ويتوسطها نجم قلب الأسد اللامع، وفي نصف الكرة الجنوبي تظهر الكوكبة مقلوبة أثناء عبورها السماء من الشرق إلى الغرب، في حين تظهر مجموعة نجوم المغرفة الكبرى مقلوبة في الأفق الشمالي من النصف الشمالي, وتُعد هذه النجوم من كوكبة الدب الأكبر, ويُمكن باستخدام الامتداد لمقبض المغرفة تحديد موقع النجم العملاق “الساطع”, ألمع نجوم كوكبة الراعي التي تهيمن على السماء الشرقية.

وقال: “إلى الجنوب الشرقي من كوكبة الراعي, تظهر كوكبة العذراء التي تتضمن نجم السماك الأعزل كألمع نجومها, وتضم الكوكبة مجموعة العذراء من المجرات على بُعد يزيد عن 50 مليون سنة ضوئية, ومن ضمنها المجرة الضخمة 87 التي كشفت صورها الأولى عن قرص الغبار الساخن المحيط بثقبها الأسود المركزي، وتحت قدمي العذراء توجد كوكبة الميزان التي تشهد في الثاني من مايو, مرور الكويكب “فيستا” في أقرب نقطة له إلى الأرض، حيث يُمكن رؤيته بسهولة باستخدام المناظير وسيواصل الكويكب تحركه السريع خلال الشهر، ويمكن متابعته لعدة ليالٍ متتالية”.

ويحل القمر في طور البدر المكتمل في الثاني عشر من مايو، ورغم جماله إلا أن ضوئه الساطع يخفي الكثير من الأجرام السماوية الخافتة، لذلك يُعد النصف الثاني من الشهر فرصة مثالية لرصد أعماق السماء.

وأضاف رئيس الجمعية الفلكية بجدة: أن من أبرز الظواهر المنتظرة في هذا الشهر, زخات شهب الدلويات التي تبلغ ذروتها بين الخامس والثامن من الشهر، وتُعد هذه الزخات من بقايا مُذنب هالي، وفي النصف الجنوبي من الأرض يُمكن مشاهدة مما يصل إلى 40 شهابًا في الساعة في المناطق المظلمة, أما في ساعات الفجر فستتاح الفرصة لرؤية كوكبي الزهرة وزحل في الأفق الشرقي، حيث يظهران قريبين من بعضهما في بداية الشهر, ثم يفترقان لاحقًا, وسيمر هلال القمر بين الكوكبين في 22 و 23 و 24 من مايو في مشهد فلكي بديع يستحق المشاهدة والرصد.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة أبوظبي للتراث يزور معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • حلقة نقاشية في «أبوظبي للكتاب» حول الموسوعة العلمية للشعر النبطي
  • “أبوظبي للتراث” تثري أمسيات معرض الكتاب بمشاركات نوعية
  • جلسة تناقش «مائة قصيدة وقصيدة مُغنّاة» في «أبوظبي للكتاب»
  • قصائد "العازي" و"المنكوس" تنثُر جمالياتها في "أبوظبي الدولي للكتاب"
  • فلكية جدة ترصد التباين الفلكي بين نصفي الكُرة الأرضية في ليالي مايو
  • إطلاق لائحة عندقت هوية.. هذا برنامجها
  • النيادي يوقع قصة نجم سهيل في معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية