سليمان شفيق يكتب : أربعاء أيوب فيه شفاء للناس
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نحتفل بعد أيام بعيد القيامة المجيد وشم النسيم، ومن قبلهما أسبوع الآلام الذي يحتوي على أحداث وتذكارات كثيرة، تأملت عادات المصريين الاحتفالية وعلاقتهم التحتية ببعضهم البعض، وكعادتي كنت أعيش تلك الأيام بمسقط رأسي بالمنيا (220 كيلو جنوب العاصمة)، في أربعاء أيوب كان البائع ينادي بصوت ريان: “،”رعرع أيوب بالشفا يا ناس“،” التف حول البائع الصبية يهتفون:“،”رعرع أيوب يشفي من المرض يخفف الذنوب“،” هرولت إلى الشارع سريعا كانت طفولتي تركض أمامي، ذلك الصباح اقتربت من الصبية، وقلبي يكرر الهتاف معهم سألت أحدهم، وهو يناول البائع جنيها ويأخذ حزمة “،”ما اسمك يا حبيبي؟“،” أجاب: “،”محمود“،” عاودت السؤال: ابن مَنْ؟ أجاب: ابن أحمد العجلاتي واشتري له الرعرع لأنه مريض، تركت الصبية، واتجهت إلى المنزل فتحت كتاب: “،”مقدمة في الفولكلور القبطي“،” للصديق عصام ستاتي رحمه الله.
وقد ارتبط هذا اليوم ونسب إلى أيوب النبي، وهناك وجهتا نظر لتفسير هذا الارتباط، إحداهما وتمثل وجهة النظر الدينية، حيث تقرأ في الصلوات الكنسية التي تقام في مساء هذا اليوم قصة أيوب البار، كما ذكرها العهد القديم (التوراة)، وترمز قصة هذا البار إلى السيد المسيح، في الآلام والتجارب، وأيضًا في النهاية السعيدة، لذا ينسب هذا اليوم له فيُقال أربعاء أيوب، وتحرص الجماعات القبطية على أداء هذه الممارسة وتمسكهم بها، ولعل ذلك يرجع إلى إحساسهم بمشاركة أيوب أفراحه بالشفاء بعد طول مرض أو كأنهم بهذا الاغتسال، وبهذا العشب يطلبون الشفاء من أمراضهم واستكمال الصحة الجيدة، كما حدث مع أيوب، وهنا ليس شفاء جسديًا فقط بل شفاء معنويًا، شفاء بمعنى التخلص ليس من المرض ولكن من الذنوب، ولعل استخدام رموز لها مكانتها الشعبية يدعم هذا الاعتقاد ويقويه. كما أنهم لا يتخلصون من الماء بسهولة فهو يرش في المنزلليبقى أطول فترة ممكنة فيه طلبًا لقوته وفاعليته الصحية والمنوية.
وفي الخميس العهد والجمعة العظيمة كانت تعد زوجة أخي الفول والطعمية في أكياس وذهب ابن أخي الفنان والمونتير ميشيل يوسف لتوزيع هذه الأكياس على أصدقائنا من المسلمين الذين في سبت النور يردون التحية بإرسال الترمس واللحم، وفي شم النسيم البيض الملون، تذكرت والدتي رحمها الله التي أورثتنا عن أجدادنا تلك العادات النبيلة، تبادل التهنئة وتبادل الطعام اللحم في عيد الأضحى الحلو في عاشوراء الكحك في عيد الفطر، والشيء بالشيء يذكر، وفي يوم الأحد عيد القيامة لايكف التليفون عن الرنين ولا المنزل من الزوار للتهنئة وتبادل الذكريات، بالمناسبة كل المهنئين من أشقائنا المسلمين الذين غمرونا بالحب الغريزي الالهي، مع الاعتذار لفتاوى أشقائنا السلفيين الذين أفتوا عن جهل بالمصريين بعدم جواز تهنئة المسيحيين.
يزدحم المنزل في يوم العيد جعلني أعتقد أن كل من أفتى تلك الفتاوى لا يجهل فقط الشعب المصري ولا الإسلام فحسب بل يجهل الفطرة الإنسانية، كل مهنئينا من أشقائنا المسلمين يدركون المعنى الحقيقي للقيامة، وهو قيامة الوطن والانتصار على الموت الذي تريد بعض أبواق الظلام فرضه علينا كشعب واحد وجسد واحد لا يعنيهم الخلاف العقيدي بل جاءوا ليؤكدوا أن الوطن لن يقوم من مواته إلا بالانتصار على الكراهية والفقر والظلم والمرض، هذا هو شعبنا العظيم الذي يؤكد دائما أن مثل تلك الفتاوى خطر حقيقي على مصر، وكل عام وأنتم بخير
سليمان شفيق
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شم النسيم أسبوع الآلام المنيا هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!
نتحدث عن البطالة، ونتحدث عن إرتفاع مؤشراتها، والحلول التى تقدم حلول حكومية، حيث هناك مثل شعبى قديم يقول ( إن فاتك الميرى إتمرغ فى ترابه ) وهذا ينطبق على عصور قديمة، حينما كانت الوظيفة الحكومية محترمة !!
وظلت هذه العادة مترسخة فى الضمير المصرى حتى تكدست المصالح الحكومية "بملايين ستة " من الموظفين وهو عكس ما يحدث فى كل إدارات المصالح فى دول العالم بالتنسيب لعدد السكان، وربما قرأنا وسمعنا عن عشرات ومئات الوظائف الخالية الباحثة عن قدرات ومهارات بشرية غير متوفرة حيث لا صلة بين مخرجات التعليم وسوق العمل فى "مصر"!!.
وهذا ربما جعل بعض الوزراء يخلق أسواق موازية للتعليم والتدريب فنجد وزارة الصناعة والتجارة قد أنشئت مركز تدريب وتحويل المهارات العلمية الخارجة من الجامعات، إلى مهارات جديدة يحتاجها سوق العمل فى الصناعة وهو نفس ما يتم فى وزارة السياحة ووزارة النقل ووزارة البيئة ووزارة الإستثمار وغيرها من الهيئات والشركات، كل هذه الجهات الحكومية وبعض الخاصة، أنشأت وزارات صغيرة للتربية والتعليم والتعليم العالى لكى تعمل
على سد الحاجة فى مجال تخصصها من خريجى جامعات غير مناسبين لأسواق العمل المتاحة !!.
والجديد فى الأمر أن "مصر" تعانى من نقص شديد فى المهن الحرة الصغيرة مثل السباكين والنقاشين والمبيضين ومركبى السيراميك والكهربائية وغيرهم من المهنيين
هذا القطاع الضخم من السوق العقارى لا يجد أى عمالة مدربة إلا على بعض (قهاوى) "الإمام الشافعى أو فى السيدة زينب وسيدنا الحسين"، وحتى هذه الطوائف إنقرضت، فأصبح المهنى الذى تستدعيه للعمل فى صيانة أى منشأة حسب حظك وحسب قدراته، وحسب ما يتراءى للطرفين من إتفاق شفهى على أتعاب شيىء من الخيال !!
والسؤال هنا، لماذا لا نساعد على انتشار مكاتب مقاولين صغار؟؟، مقاول صيانة صغير خريج هندسة، دبلومات (الصنايع) المدارس الصناعية، لماذا لا نخلق مكاتب لمهندسين صغار ونؤهلهم ونزودهم بشهادات خبرة للعمل فى مجالات الصيانة(تراخيص بالعمل من جهات ذات صلة بالخدمة).
نحن فى أشد الإحتياج لعشرات الآلاف من هذه الفئات بشرط أن نضمن مهارة، ونضمن سمعة ونضمن، أن لا نستعين (بغبى) أو (حرامى)، من المسئول عن مثل هذا القطاع فى البلد !!؟؟
[email protected]