دعوة إسرائيلية لإنجاز صفقة التبادل.. وتشكيك بجدوى عملية رفح
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
خرجت دعوات إسرائيلية بضرورة إنجاز صفقة تبادل الأسرى، خصوصا مع تزايد الحديث عن اختراق جديد تم تحقيقه في مفاوضات الصفقة مع حماس.
وأكد محلل الشؤون الأمنية والاستخباراتية رونين بيرغمان، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21" أن جدول الأعمال يتضمن خفض الحد الأدنى لعدد الأسرى الذين ستلتزم حماس بإطلاق سراحهم، وإزالة التقسيم بين أجزاء قطاع غزة، ما يعني أنه كان ممكنا إعادة الأسرى في وقت سابق لولا تعنت حكومة اليمين.
وشكك بيرغمان بجدوى عملية رفح وشعار "القضاء على حماس"، موضحا أنه "من الناحية العملية، فقد تستغرق عملية رفح وقتا أطول، وليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت تستحق ثمنها".
وشن بيرغمان هجوما على قادة الاحتلال في المستويين السياسي والعسكري، لأنهم يحاولون عبثاً إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن "المناورة البرية في رفح فقط هي التي ستجلب الرهائن من جديد، رغم أن حماس طرحت على الطاولة عرضا مماثلا تقريبا قبل خمسة أشهر، وربما أفضل لإسرائيل، قبل أن تقرر دخول غزة، دون أن تجد آذانا صاغية لديها، وبعد انفجار الصفقة الأولى، قبل خمسة أشهر، قالوا إن احتلال خانيونس فقط، سيضغط على حماس، ويدفعها لإطلاق سراح المختطفين، لكن ما ثبت أن هذا الاجتياح لم يفعل إلا التشدد في شروط الحركة".
وأضاف أن "قادة الاحتلال يقولون إننا فقط إذا اجتحنا رفح فسيتحقق النصر الكامل، بما فيه إطلاق سراح الرهائن، لكن من المشكوك فيه أن يبقى بعد رفح أي رهائن أحياء للتفاوض بشأنهم، رغم أن أوساطا في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن هناك حدًا لمدى ما يمكن للحكومة أن تحاول فرضه على الجمهور، لأنه سيأتي الوقت قريبًا الذي سيتم فيه الكشف عن كمية الانحرافات، إن لم تكن الأسوأ، التي تعرض لها الجمهور الإسرائيلي في الأشهر الستة الماضية، وربما سيفهم هذه المرة أن الحلول المزعومة لاستعادة الرهائن من حماس كانت سحرا كاذبا، وجرعة مضللة بدعم قطاعات واسعة من وسائل الإعلام".
وأكد أن "المزاعم التي دأب قادة إسرائيل على ترويجها تتركز في أن الضغط العسكري هو الوحيد الكفيل باستعادة الأسرى؛ وأنه من المستحيل إنهاء هذه الحرب دون القضاء على كتيبة حماس في رفح، ما يعني أن إسرائيل تواجه خيارين، خيارين فقط، إما أو، وليس هناك خيار وسط، لاستعادة جميع المختطفين، نساء وأطفال ومسنون وجنود، وإلا ستبقى إسرائيل تراوح مكانها في تفكيك البنية التحتية العسكرية والتنظيمية والسياسية لحماس، وهو الهدف المستمر منذ بدء الحرب، رغم أننا نعلم تماما أن لحظة الانتقام منها قد أتت، وقد دفعت، وحذرنا أن الحرب إذا لم تكن قصيرة وهادفة، فلن تحقق أيّاً من أهدافها".
وأشار إلى أن "أي إسرائيلي لم يكن عليه أن يكون ذكياً جداً ليكتب هذه الأمور، فقط كان مطلوباً منه أن يفكر بمنطق، ولا ينبهر بكلمات قادة المؤسسة الأمنية، وزير الحرب ورئيس الوزراء، بعيدا عن الشعارات المضللة حول "النصر المطلق" لأننا فعلا أمام "الجنون المطلق"، وسيتبين في النهاية أن إسرائيل وافقت على الشروط التي طرحتها حماس مرارا وتكرارا، رغم مزاعم المستوى السياسي أنها لا تريد اتفاقا، لكن الحاصل اليوم أنه إذا استمر كل شيء بالروح الإيجابية السائدة في الأيام الماضية، فسنكون أمام منصة اتفاق على المرحلة الأولى الإنسانية".
وتابع: "اتهام الوسطاء القطريين والمصريين لإسرائيل بأنها تطرح دائما الشروط التي تعرقل إنجاز أي صفقة، لم يقتصر عليهم فقط، فقد انضم إليهم أيضا كبار المسؤولين الإسرائيليين، الذين أتينا بتعليقاتهم في معظمها خلال الأشهر الأخيرة، فهم يتفقون معهم تماماً، بأن رئيس الوزراء وفريقه طرحوا شروطاً لا جدوى منها سوى الاستمرار في البقاء عالقاً في الهواء، حتى أنه طرد الضابط المسؤول عن إبرام الصفقة، وأرسل مستشاره السياسي أوفير فليك للتأكد من أن الممثلين الإسرائيليين لن يظهروا مبادرة مفرطة في محاولة تحرير المختطفين".
وأكد أنه "يمكن التقدير أن الطرفين يقتربان من الصياغة النهائية للصفقة، لأنه من المرجح أن توافق إسرائيل على جميع المطالب، مما يعني أنه كان من الممكن أن يوقعوا على الصفقة منذ وقت طويل، وكان من الممكن أن يكون هناك عدد أكبر من المختطفين على قيد الحياة، وكان من بقوا على قيد الحياة سيعانون أقل بكثير، في حين أن التأخير الأخير في الصفقة يجب أن يُعزى للجيش الذي أصر على عدم إزالة التقطيع في غزة قبل شهرين، ويكاد يدفع الآن في هذا الاتجاه، دون أن يتغير شيء في هذه الأثناء، باستثناء أقل خطورة".
وأوضح أن "إبرام الصفقة الجاري إنجازها يأتي بينما تتضرر مكانة إسرائيل الدولية، عقب استهداف موظفي مؤسسة "المطبخ العالمي" الذي شكل نقطة تحول في الحرب، وأسفر عن وقوع المزيد من الجنود القتلى، فيما الجيش الإسرائيلي يتخبط وسط حالة من الركود دون تغيير أي شيء مهم في ساحة المعركة منذ منتصف يناير، وما زال يخطط لاحتلال رفح، رغم أن الكثيرين في صفوفه يأملون بشدة في التوصل إلى صفقة، كي ينقذهم جميعاً من الاضطرار لاحتلال المدينة التي لم تكن أبداً معقلاً مركزياً لحماس، وبات الشعار الإسرائيلي أن النصر الكامل مرهون باحتلال المدينة التي أصبحت رمزا".
الخلاصة الإسرائيلية أن حماس سترفض إجراء المفاوضات أثناء القتال، وستطالب كشرط مسبق لوقفه، وحينها سيكون الاحتلال عند النقطة التي يعني فيها الخروج من رفح عودة عناصر حماس لإدارتها، وفي هذه الحالة ستحاول الحركة نصب كمين إعلامي عقب هجوم إسرائيلي محتمل على مخيم اللاجئين في المدينة، ما سيدفع العالم لممارسة ضغوط كبيرة على الاحتلال، والأهم من كل ذلك أن ثمن الصفقة لن ينخفض، لأنه ثبت أنه مع مرور الوقت، سيرتفع الثمن، وهو بعكس التسويق الذي يحاول الاحتلال تغذية وسائل الإعلام به الآن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صفقة الأسرى حماس رفح الاحتلال حماس صفقة الأسرى الاحتلال رفح صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رغم أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تذهب فقط نحو صفقة جزئية واحدة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تجريها حاليا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن هناك احتمالات كبيرة ألا تبرم صفقة التبادل قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن.
صفقة جزئية محدودةوقال المحلل العسكري للصحيفة رونين بيرغمان إنه حصل على رسالة وجهها مسؤول إسرائيلي كبير من الحكومة اليمينية المتشددة لعائلات الأسرى الإسرائيليين، حذرهم فيها من أن الصفقة ربما لا تشمل أبناءهم، لأنها لن تكون إلا جزئية ومحدودة، وربما لا تتبعها أي مراحل أخرى.
وقال بيرغمان، وهو أيضا صحفي استقصائي يعمل مع صحيفة نيويورك الأميركية، "في الأيام الأخيرة، أرسل مصدر سياسي رفيع المستوى في الائتلاف الحكومي المتشدد سلسلة من الرسائل عبر طرف ثالث إلى عائلات المختطفين الذين لا يفترض أن يتم إدراجهم في الصفقة الإنسانية".
وأضاف -نقلا عن عائلات الأسرى- أن هذه الرسائل "مخيفة ومقلقة للغاية".
وأشار المحلل العسكري إلى أن هذه المعلومات تتزامن مع معلومات واردة من مصادر عديدة تفيد بأن إسرائيل تحاول فصل مرحلة الاتفاق الإنساني من الصفقة عن أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، فضلا عن أن التزام الوسطاء بمواصلة المفاوضات بعد هذه المرحلة يضعف أيضا.
إعلانوحسب بيرغمان، فإن المخطط التفصيلي للصفقة -التي استؤنفت المفاوضات بشأنها الشهر الماضي- يتضمن إطلاق سراح النساء (بما في ذلك المجندات) والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما ضمن الاتفاق الإنساني (المرحلة الأولى)، في حين تعتبر حماس جميع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما "جنودا"، وأن الجدل لا يزال قائما بين الطرفين حول أي من هؤلاء الرجال سيتم تعريفه على أنه مريض وسيتم إدراجه في إطار الاتفاق الإنساني.
وعلق بيرغمان على مضمون رسالة المسؤول الكبير، بالقول "لا يوجد الآن سوى اتفاق جزئي واحد، لن يتضمن أي التزام صريح أو آلية واضحة حول كيفية مواصلة المفاوضات من أجل الإفراج عن البقية".
وأضاف: "وفقا للرسائل، فإن الصفقة ليست في الأفق بعد، ولا توجد فرصة لمعرفة ما سيحدث هذا العام، ومن المحتمل جدا ألا يحدث حتى في الوقت القصير المتبقي من عهدة الإدارة الأميركية الحالية بعد عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة".
وفي حين أكد أن الأطراف المتفاوضة منخرطة في صياغة إطار الهيكل التفصيلي للصفقة، فقد أشار إلى أن الخطوط العريضة لها "تشير فقط إلى بضع جمل وبطريقة غامضة للغاية إلى صفقة ثانية".
نتنياهو لا يوافق على إنهاء الحرب
ونقل المحلل العسكري عن رسالة المسؤول الكبير لعائلات الأسرى، التي دعتهم للضغط رفضا لتوجه الحكومة للذهاب نحو صفقة واحدة للجميع.
وفي حين أبدى بيرغمان تشككه في الهدف من توجيه هذه الرسالة، فقد أشار إلى اتساع دائرة تأييد الصفقة إلى أهالي الأسرى من معسكر اليمين والمستوطنين، الذين أسسوا أيضا مجموعات مختلفة مثل منتدى تكفا وغيرها.
ولفت إلى تغيير في موقف جزء من قاعدة الجزء اليميني المتطرف في ائتلاف نتنياهو لصالح الصفقة، بما في ذلك تأييد صفقة كاملة من شأنها أن تضمن عودة جميع المختطفين، أحياء وأمواتا، وتؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
إعلانكما أشار أيضا إلى أن مسؤولين كبارا جدا في الجيش الإسرائيلي والشاباك يدعمون صفقة واحدة، لكنهم يفهمون أيضا أن المستوى السياسي لن يوافق عليها بأي شكل من الأشكال.
وقال بيرغمان إن المفاوضات في السابق كانت تجري على أساس أن تضمن الدول الوسيطة استمرار وقف إطلاق النار خلال المفاوضات لإنجاز المرحلة الثانية، ولكن هذا الالتزام المحدود قد تقلص أيضا، "لدرجة أنه يكاد يكون معدوما".
وختم بالقول إن عائلات الأسرى تخشى من أن أبناءها سيتركون لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد أن يعود نتنياهو إلى القتال، ويرفض شروط حماس لإنهاء الحرب.