تحمل القاعة التي استولى عليها طلاب في جامعة كولومبيا تاريخيا طويلا من الاحتجاجات الطلابية قبل عقود مضت، واللافت أن بعضها حدث أيضا في شهر أبريل.

ويعيد الطلاب المناهضون للحرب في غزة، الذين أعلنوا سيطرتهم على مبنى قاعة هاميلتون التاريخي، الذي يعود بناؤه إلى أكثر من قرن، التذكير بوقائع سابقة.

ويبدو أن هذا الأمر لم يكن من قبيل الصدفة، فقد أعلن بعض الطلاب أنهم دروسا بالفعل التكتيكات التي قام بها زملاؤهم السابقون وتعلموا منها.

المحتجون منعوا دخول القاعة

وافتتحت القاعة عام 1907، وقد سُميت على اسم ألكسندر هاميلتون، أول وزير خزانة للولايات المتحدة.

وسيطر عشرات المتظاهرين على القاعة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، وأغلقوا المداخل ورفعوا علما فلسطينيا من نافذتها، في أحدث تصعيد للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، التي كانت جامعة كولومبيا مركز انطلاقها.

المحتجون رفعوا علما فلسطينيا من نافذتها

وبثت مقاطع لعملية السيطرة على القاعة، وحثت منشورات على صفحة إنستغرام التابعة لمنظمي الاحتجاج، في منتصف الليل، الطلاب على حماية الاعتصام والانضمام إليهم في قاعة هاميلتون.

وكانت إدارة جامعة كولومبيا قد نفذت، الاثنين، عمليات توقيف للطلاب بعد أن فشلت المفاوضات بين الجانبين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

جامعة كولومبيا تباشر في تنفيذ تهديداتها بحق الطلاب المعتصمين احتجاجا على الحرب في غزة بدأت إدارة جامعة كولومبيا الاثنين في عملية فصل الطلاب المستمرين في التظاهر تأييدا للفلسطينيين والمطالبين بسحب الاستثمارات في الأصول التي تدعم الجيش الإسرائيلي، بعد أن فشلت المفاوضات بين الجانبين، بحسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية. 

وأعلنت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، الاثنين، فشل المحادثات مع المحتجين لإزالة الخيام التي نصبوها في حرم الجامعة، وحثتهم على إنهاء احتجاجهم طوعا وإلا سيُفصلون من الجامعة.

وتُعتبر جامعة كولومبيا نقطة انطلاق شرارة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات عدة في الولايات المتحدة.

ويرفض المتظاهرون إنهاء احتجاجهم قبل تلبية 3 مطالب هي سحب الاستثمارات، والشفافية في ما يتعلق بالشؤون المالية للجامعة، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين خضعوا لإجراءات تأديبية بسبب دورهم في الاحتجاجات.

وأظهرت لقطات مصورة متظاهرين في الحرم الجامعي بمانهاتن داخل جامعة كولومبيا يشبكون أذرعهم أمام قاعة هاميلتون، الثلاثاء، ويحملون أثاثا وحواجز معدنية إلى القاعة.

وتكمن المفارقة في كون القاعة واحدة من بنايات عدة سيطر عليها المتظاهرون خلال الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام عام 1968 داخل الحرم الجامعي.

القاعة شهدت احتجاجات عام 1968

بل كانت "هاميلتون" تحديدا أول مبنى يسطر عليه مئات الطلاب في أبريل 1968 خلال الاحتجاجات على حرب فيتنام والعنصرية، وخطط بناء صالة للألعاب الرياضية في حديقة مورنينغسايد القريبة، التي قال شطاء إنها سيتم فصلها عنصريا.

وبعد السير إلى موقع بناء صالة الألعاب وهدم السياج الخاص بها، عاد المتظاهرون إلى الحرم الجامعي وتحصنوا داخل القاعة، مما منع العميد بالإنابة، هنري كولمان، من مغادرة مكتبه، وفق رويترز.

وبحلول صباح اليوم التالي، طلب الطلاب السود من الطلاب البيض المغادرة لضمان سماع شكاواهم المحددة.

ونقل الطلاب البيض بالفعل مظاهرتهم إلى مبان أخرى في الحرم الجامعي، وفق نيويورك تايمز.

وبعد أسبوع من السيطرة على القاعة، استدعت الجامعة الشرطة التي دخلت المبنى عبر أنفاق وأخرجت الطلاب.

وغادر الطلاب السود المتحصنين بالقاعة بسلام، واتجهوا مباشرة إلى شاحنات الشرطة التي كانت تنتظرهم، لكن الطلاب في المباني الأخرى اشتبكوا بعنف مع الشرطة، وأصيب العديد منهم بجروح، وتم اعتقال المئات، وفق الصحيفة.

ويشير أرشيف جامعة كولومبيا إلى أنه عندما دخلت الشرطة القاعة في الساعات الأولى من يوم 30 أبريل، تجنب الطلاب الاشتباك معها، وخرجوا بهدوء من المدخل الرئيسي للمبنى إلى شاحنات الشرطة الواقفة لاعتقالهم.

وخلال احتجاجات جديدة، جرت في مايو 1968، احتل حوالي 250 طالبا قاعة هاميلتون مرة أخرى، قبل أن تخرجهم الشرطة من المبنى بعد حوالي 10 ساعات.

وفي أبريل 1972، أغلق الطلاب الأبواب على أنفسهم داخل القاعة لمدة أسبوع خلال الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام..

وأخذ المتظاهرون الأثاث من الفصول الدراسية والمكاتب لاستخدامه حواجز، وأغلقوا الأبواب بالسلاسل عندما طلب منهم المسؤولون المغادرة.

وأخلت الشرطة المبنى من المتظاهرين بعد حوالي أسبوع، بدعما دخلت عبر ممر تحت الأرض.

ولم يصب أحد أو يعتقل، لكن الجامعة قررت محاكمة الطلاب بتهمة التعدي وازدراء أمر قضائي يحظر احتلال مباني الجامعة.

وفي عام 1985، أغلق متظاهرون القاعة بالسلاسل، وطالبوا الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي كانت تمارس أعمالا في جنوب أفريقيا التي كانت تمارس الفصل العنصري.

وأنهى المتظاهرون، الذين أطلقوا على المبنى اسم "قاعة مانديلا"، على اسم زعيم المعارضة المسجون آنذاك، نيلسون مانديلا، مظاهراتهم في نفس اليوم الذي أمر فيه القاضي الطلاب بإزالة السلاسل والأقفال من الأبواب الأمامية للقاعة.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، صوت مجلس أمناء جامعة كولومبيا على بيع جميع أسهم الجامعة في الشركات الأميركية التي تعمل في جنوب أفريقيا.

وفي عام 1992، حاصر الطلاب قاعة هاميلتون احتجاجا على خطط الجامعة لتحويل مسرح وقاعة أودوبون، حيث اغتيل مالكولم أكس في عام 1965، إلى مجمع أبحاث للطب الحيوي.

واستمر الحصار أقل من يوم واحد.

وفي عام 1996، قام الطلاب الذين يطالبون بإنشاء قسم للدراسات العرقية في جامعة كولومبيا بإضراب عن الطعام، واحتل حوالي 100 متظاهر قاعة هاميلتون لمدة أربعة أيام.

Seemingly forgotten in all of this is the 1996 hunger strike (14 days) and 5-day takeover of Hamilton Hall to establish Ethnic Studies at #ColumbiaUniversity .

The students won. pic.twitter.com/6amYD1BOBo

— Moustafa Bayoumi (@BayoumiMoustafa) April 19, 2024

ولم تلب الجامعة طلبهم في ذلك الوقت، لكنها وافقت لأول مرة على توفير مساحة فعلية لبرامج الدراسات الآسيوية واللاتينية.

وبعد ثلاث سنوات، تم إنشاء مركز دراسات العرق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: جامعة کولومبیا الحرم الجامعی التی کانت فی عام

إقرأ أيضاً:

جامعة بنها الأهلية تعقد اجتماعاتها لاختيار المرشحين لمديري البرامج للكليات

عقدت لجنة القيادات بجامعة بنها الأهلية، اجتماعاتها، برئاسة الدكتور جمال السعيد رئيس مجلس الأمناء، وحضور الدكتورة سهير شعراوي نائب رئيس مجلس الأمناء لاختيار المرشحين لمديري البرامج لكليات الجامعة.
 

جاء ذلك بمشاركة أعضاء اللجنة الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، والدكتور محمود محيي الدين أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة القاهرة، والدكتور صفي الدين خربوش أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة هيرتفوردشاير بالعاصمة الإدارية ورئيس جامعة المنصورة السابق عضوًا من الخارج، والدكتور محمود مسلم رئيس مجلس ادارة جريدة الوطن وعضو مجلس الشيوخ.


وأكد الدكتور جمال السعيد رئيس مجلس أمناء جامعة بنها الأهلية، أن اللجنة قامت بإختيار المرشحين لمديري البرامج لكليات الجامعة بعد الإنتهاء من اجراء المقابلات الشخصية لهم أمام اللجنة المختصة، مشيراً إلى أن 90 مرشحا قد تقدموا لمناصب مديري 9 برامج بكليات الجامعة وتم اجراء المقابلات الشخصية ممن تنطبق عليهم الشروط  طبقا للمعايير المطلوبة.


وكان مجلس أمناء جامعة بنها الأهلية قد أعلن عن فتح باب التقدم لشغل عدد من المناصب والمواقع القيادية والأكاديمية بالجامعة وهي منصب  رئيس الجامعة ، ونواب رئيس الجامعة، ومديرو البرامج، وذلك نظراً لانتهاء الفترة الانتقالية لتأسيس الجامعة الأهلية وذلك خلال الفترة من يوم الإثنين الموافق 15/01/2024 وحتى يوم الاثنين الموافق 05/02/2024، وطبقاً للقواعد والشروط المعلنة ، وتم نشر الإعلان على نطاق واسع ووقت كاف حتى يتسنى للراغبين التقديم وتجهيز المستندات المطلوبة لشغل المناصب المعلن عنها.


يذكر أن جامعة بنها الأهلية إحدى الجامعات الأهلية الواعدة في مجال التعليم العالي ومقرها مدينة العبور والمنشأة عام 2022 من خلال جامعة بنها الحكومية بهدف تقديم خدمات تعليمية متميزة بتكلفة مناسبة، وتسعى الجامعة إلى التميز الأكاديمي وتحقيق مكانة إقليمية ودولية متقدمة من خلال تقديم برامج دراسية حديثة تواكب متطلبات سوق العمل المحلي والدولي وشراكات وتعاون مع جامعات دولية مرموقة.

مقالات مشابهة

  • فريق بجامعة المنصورة يقدم عرضًا حيًا على الهواء لجراحة قسطرة مخية
  • جامعة أكسفورد تمهل الطلاب المؤيدين لفلسطين إلى يوم غد لتفكيك اعتصامهم (شاهد)
  • جامعة أكسفورد تمهل الطلاب المؤيدين لفلسطين ليوم غد لتفكيك اعتصامهم (شاهد)
  • «الحاسبات والذكاء الاصطناعي» بجامعة القاهرة تنظم مسابقة للسيارات الصغيرة
  • جامعة أكسفورد العريقة تهدد المعتصمين المؤيدين للفلسطينيين بإجراءات قانونية
  • مشاريع تخرج طلاب كلية الزراعة جامعة كفر الشيخ تحت شعار "نبتكر لنستدام"
  • طلاب جامعة ملبورن الأسترالية المؤيدون لفلسطين مهددون بالطرد
  • طلاب مؤيدون لفلسطين مهددون بالطرد من جامعة مالبورن الأسترالية
  • جامعة بنها الأهلية تعقد اجتماعاتها لاختيار المرشحين لمديري البرامج للكليات
  • بسبب قطع الكهرباء.. توافد طلاب الثانوية العامة على قاعات الأندية ومراكز الشباب بالدقهلية (صور)