تل أبيب في وضع حرج.. صفقة تهز الحكومة أو اعتقال يزلزل إسرائيل
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
ركزت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم على قضيتين تشغلان المجتمع، وهما صفقة تبادل الأسرى في ضوء المقترح المصري الذي قُدم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلاقة ذلك باجتياح رفح، وتأثيراته المحتملة على الحكومة الإسرائيلية، بالإضافة إلى التخوف من صدور أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل محكمة الجنايات الدولية.
ولم تغب أيضا قضية تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأميركية ضد الحرب على غزة والتي بدأت بالانتقال إلى أوروبا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صحيفة إسبانية: ما السبب الخفي لسحب أوكرانيا دبابات "أبرامز" من ساحة القتال؟list 2 of 4واشنطن تشتري مقاتلات سوفياتية من حليف لروسياlist 3 of 4مؤرخ أميركي: حرية التعبير الأكاديمي في مرمى النيرانlist 4 of 4تحالف محامين أميركيين يحث بايدن على وقف تسليح إسرائيلend of listفقد هاجمت افتتاحية صحيفة "هآرتس"، تحت عنوان "صفقة الآن وفورا"، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذين يعارضان صفقة تبادل الأسرى ويهددان بالانسحاب من الحكومة إن تمت.
وقالت الصحيفة إن "هذا هو سلم القيم المشوه لليمين المتطرف؛ فهو يفضل حربا أبدية وفرصة للاستيطان في غزة على حياة المخطوفين. كما أنه يعرف جيدا مواضع ضعف نتنياهو، كونه زعيما بلا عمود فقري، والأمر الوحيد الذي يقف أمام ناظريه هو بقاؤه السياسي، وعليه فرجال اليمين يهددون بشيء يخيف نتنياهو أكثر من أي شيء آخر: الانسحاب من الحكومة".
مطالبة بضغط مضاد على نتنياهووطالبت "هآرتس" رئيس معسكر الدولة بيني غانتس ورئيس الأركان السابق غابي آيزنكوت -اللذان يؤيدان التوصل للصفقة وتأجيل اجتياح رفح- بممارسة ضغط مضاد على نتنياهو. وذكّرت غانتس بتصريحاته التي قال فيها "إذا ما تحقق مقترح مسؤول لإعادة المخطوفين ووافق عليه جهاز الأمن ولا ينطوي على إنهاء الحرب، وتم منعه من الحكومة فلن يكون لها الحق في مواصلة الوجود وقيادة المعركة".
وأضافت بأن "غانتس وآيزنكوت ملزمان بالتهديد بالانسحاب. مع أن الحكومة يمكنها أن تواصل العمل حتى بدونهما، فستكون هذه إشارة للجمهور بأن نتنياهو ورفاقه قرروا ترك المخطوفين لمصيرهم نهائيا. كما أن هذا هو السبب الذي يجعل عائلات المخطوفين توجه الضغط الآن على غانتس وتتظاهر أمام بيته".
أزمة مزدوجة
أما الكاتب السياسي المعروف بن كسبيت في صحيفة "معاريف"، فكتب بعنوان "تعيش إسرائيل دراما مزدوجة" بين صفقة مخطوفين تهز الحكومة وأوامر اعتقال تهز إسرائيل.
وناقش بن كسبيت المعضلة التي يعيشها نتنياهو بالقول "دراما مزدوجة: واحدة إسرائيلية؛ وهي تدور بين مجلس الحرب والمجلس الموسع، وفي المستوى الشخصي، بين نتنياهو وسجانيه، سموتريتش وبن غفير، والثانية دولية؛ وترتبط بالمعلومة الحساسة التي وصلت الى إسرائيل في الأيام الأخيرة، وبموجبها ينظر المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بجدية في أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس الأركان وشخصيات أخرى في القيادة الإسرائيلية.
وتطرق الكاتب بعد ذلك إلى الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها نتنياهو بالقول "هذا الحدث هز عالم نتنياهو، الذي يصفه أناس يعملون معه بأنه مفزوع". وأشار الكاتب أيضا إلى أن نتنياهو يمارس كل ما في وسعه لحثّ مسؤولين دوليين للضغط على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.
تدحرج كرة الثلجوأضاف أن الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ، هو الآخر، يدير اتصالات من جانبه في محاولة لوقف كرة الثلج قبل أن تبدأ بالتدحرج في المنحدر، إذ طُرح الموضوع أيضا في مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية الأسبوع. وفي أعقاب المكالمة نشر مجلس الأمن القومي الأميركي بيانا بأنه ليس للمحكمة الجنائية في لاهاي أي صلاحيات للبحث في موضوع غزة، لكن نفوذ أميركا وإسرائيل على المحكمة ليس كبيرا لأنهما ليستا أعضاء بها.
ووصف الكاتب هذه الأوامر المرتقبة بأنها "أمسكت بإسرائيل في مفاجأة إستراتيجية" مشيرا إلى أن كريم خان لا يُعتبر معاديا لإسرائيل، بل وربما العكس. فقد وصل إلى البلاد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بدعوة من لجنة عائلات المحتجزين، وتجول في الغلاف المدمر، والتقى ناجين ومحتجزين محررين "وتأثر عميقا".
وأضاف بن كسبيت أن إسرائيل تحاول الآن وقف هذا الانجراف، "فإذا ما صدرت أوامر الاعتقال سيلحق الأمر بإسرائيل ضررا إستراتيجيا غير مسبوق وجسيم على نحو خاص". هذه خطوة ستكون الأولى من نوعها، ويمكنها أن تؤدي الى ردود فعل متسلسلة ومنحدر سلس ستجد إسرائيل نفسها في نهايته في مكانة دولة منتهكة للقانون او منبوذة، "هذا بالفعل سيكون انتصارا مطلقا، لكن ليس لنا، بل لأعدائنا".
صفقة التبادل أهموفي هذا السياق أيضا، كتب المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هريئيل عن الظروف التي استجدت وتعزز التوجه نحو صفقة تبادل، ولكنه شكك في قدرة نتنياهو على المضي في الصفقة بسبب تمسكه بشركائه اليمينيين، حيث قال "منذ فترة طويلة كان التهديد باحتلال رفح يعتبر كلاما فارغا. والاستعدادات العسكرية تقدمت ببطء ونتنياهو لم يحث الجيش على العمل، والتصريحات حول عملية قريبة في رفح صدقتها فقط حفنة من أتباعه المهووسين، الذين صدقوا أيضا وعد النصر المطلق".
وفي الأسابيع الأخيرة تغير شيء ما، يقول هريئيل، فالعمليات العسكرية أصبحت ملموسة أكثر، وحماس أيضا بدأت في الشعور بخطر معين. ربما أن هذه هي خلفية الإشارات عن المرونة من قبل (حماس)، حتى لو كانت ما تزال ضئيلة جدا. مع ذلك، هناك تحفظات أميركية على احتلال رفح، ومثلها أيضا طلبات واشنطن من إسرائيل لضمان إخلاء الفلسطينيين بسلام من المدينة كشرط لبدء العملية العسكرية.
وأورد الكاتب استدلالات على عدم تحمس جيش الاحتلال لاجتياح رفح قائلا "يكفي الاستماع لأقوال الجنرال احتياط إسرائيل زيف، المحلل المطلع على مواقف هيئة الأركان في القناة 12 بأن أي صفقة تبادل تسبق العملية هي أهم من العملية في رفح، التي من الافضل ألا تحدث أبدا. رفح غير مهمة بشكل خاص من أجل تدمير حماس، والشرك الاستراتيجي الذي ينتظرنا هناك يمكن أن يؤدي الى نتائج صعبة. ونتنياهو يتفاخر بالتوجيه، لكنه لا يرى الحفرة التي قد يقع فيها هو واسرائيل".
مطالب حماس
وتطرق المحلل لتفاصيل تتعلق بالمقترح المصري الذي يجري التفاوض عليه الآن، قائلا إنه وحتى الآن فإن الصعوبة الأساسية في المفاوضات تكمن في مطالبة حماس بأن تشمل الصفقة الوقف الكامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وهو الطلب الذي وجد نتنياهو صعوبة في استيعابه.
وفي صحيفة "إسرائيل اليوم"، كتب يوآف ليمور عن العملية العسكرية في رفح، وقال إن نتنياهو يحاول المناورة، ويتجه، في حال تأخرت صفقة المخطوفين، نحو حملة محدودة في رفح بحيث يحافظ على مصداقيته وسط الجمهور الإسرائيلي يشأن تعهده للعمل في المدينة، ولكنه في المقابل سيمتنع عن المواجهة المباشرة مع الأسرة الدولية التي تعارض بشدة العملية في رفح.
وأشار ليمور في نفس الوقت للأزمة التي يواجهها نتنياهو في حال نجاح الصفقة، وفي ضوء المسعى الأميركي لإنهاء الحرب، والمضي في عملية التطبيع في المنطقة، حيث قال "كجزء من صفقة كهذه ستكون إسرائيل مطالبة بان تبحث في مستقبل قطاع غزة وفي الجهات التي ستحكمه في نهاية الأمر. هنا أيضا سيمزق نتنياهو بين الصقور في حكومته الذين يرفضون في هذه اللحظة كل اقتراح وكل فكرة لا تتضمن سيطرة إسرائيلية في المنطقة، وبين أغلبية القيادة السياسية الأمنية التي تسعى لنقل المسؤولية الى جهة أخرى.
تغريدة نتنياهوأما فيما يتعلق بالمخاوف الإسرائيلية من موضوع المحكمة الجنائية، فقد أوردت صحيفة معاريف في خبرها الرئيسي التالي: "انتقدت جهات رفيعة المستوى في إسرائيل التغريدة التي انتقد فيها نتنياهو المحكمة الدولية. وقالت إن "مجرد إصدار نتنياهو هذه التغريدة أمر خاطئ، وبالتأكيد في هذه الفترة والوضع اللذين توجد فيهما إسرائيل. كل قول من شأنه أن يعقد الوضع المعقد أصلا، ولا مجال لإطلاق رسالة للمحكمة من شأنها ان تفسر كتهديد".
وكان نتنياهو كتب يوم الجمعة: "تحت قيادتي لن تقبل إسرائيل ابدا أي محاولة من محكمة الجنايات للتشكيك في حقها الأساس في الدفاع عن نفسها. التهديد ضد جنود الجيش والشخصيات العامة في إسرائيل، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والدولة اليهودية الوحيدة في العالم، فضائحي. لن نستسلم له".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات صفقة تبادل فی رفح
إقرأ أيضاً:
لابيد: بهذا الشكل يحتال نتنياهو لعدم إبرام صفقة!
أكد زعيم المعارضة “الإسرائيلية”، يائير لابيد، اليوم الإثنين ، أن رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يريد صفقة في غزة بسبب سياسته. وقال لابيد في تصريحات صحفية: نتنياهو يمارس الحيلة نفسها ويبلغ وسائل الإعلام بعد تقدم المفاوضات أنه لن يوقف الحرب”. على حد وصفه. وأضاف: “رئيس الأركان” ورئيس “الشاباك” يجب أن يستقيلا، هم أشخاص جيدون لكنهم فشلوا ويجب عليهم العودة إلى منازلهم”. وفق قوله. من ناحيته، قال رئيس كتلة الديمقراطيين، يائير غولان، مهاجماً نتنياهو: “لو كان لدينا قائد جدير وليس شخصًا ضعيفًا يُداس عليه، لكان الأسرى قد عادوا إلى منازلهم منذ زمن”. بحسب قوله. يأتي ذلك في أعقاب الحديث عن تقدم كبير في المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية و”إسرائيل”، لإبرام لتفاق لوقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى. وكان نقل خبير الشؤون الاستخبارية بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين بيرغمان، عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على مفاوضات صفقة التبادل مع حماس، قوله إن “الجانبين أقرب من أي وقت مضى للاتفاق، لأن كليهما يتصرف بموجب موعد نهائي، وهو دخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، ما يعني أن القاسم المشترك لجميع الأطراف المعنية هو أن الوقت قد حان، ويجب أن ينتهي”. وفق قوله. وأضاف بيرغمان في مقال بـ “يديعوت أحرنوت”، أنه “رغم هذه التفاهمات، فلا تزال خلافات صعبة تتعلق بشكل رئيسي بهوية المحتجزين، وعددهم لدى حماس، والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يجعل التوقعات تتجاوز الأيام، إلى بضعة أسابيع على الأقل، وعند التوقيع على الصفقة، سيقول كل جانب إن الآخر تراجع، مع أنه ينبغي التذكير بأنهما كانا قريبين للغاية من التوصل لاتفاق محتمل في 3 يوليو الماضي عند تسليم الخطوط العريضة المقدمة من قطر”. بحسب قوله. وتابع: إنه “في ذلك الوقت لم يكن الاحتلال موجودا على الإطلاق في مراكز مدن قطاع غزة، مع أن الاتفاق في حينه هدف لإنهاء الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، لكنه تحدث عن صفقة جزئية، تشمل إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين، دون حديث عن الجزء الثاني من الصفقة، ثم أضافت (إسرائيل) كومة العقبات الخاصة بها، وتوقفت المفاوضات”.