من الكوخ إلى المدينة.. هكذا يؤدي تغيّر المناخ إلى صِدام الثقافات في مدن العراق!
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة العراق عن من الكوخ إلى المدينة هكذا يؤدي تغيّر المناخ إلى صِدام الثقافات في مدن العراق!، بغداد اليوم متابعةيجبر تغير المناخ آلاف العراقيين على الهجرة إلى المدن الكبرى بحثا عن مستقبل أفضل، حاملين معهم أفكارهم وعاداتهم .،بحسب ما نشر وكالة بغداد اليوم، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات من الكوخ إلى المدينة.
بغداد اليوم - متابعة
يجبر تغير المناخ آلاف العراقيين على الهجرة إلى المدن الكبرى بحثا عن مستقبل أفضل، حاملين معهم أفكارهم وعاداتهم وموروثهم الثقافي ما قد يتسبب بصدامات ثقافية وأحيانا أعمال عنف في العاصمة بغداد والمدن الكبرى، فكيف ذلك؟
بشكل تلقائي، تقول مرام حبيب، الشابة العراقية التي تعيش في بغداد، إن المناقشات والسجالات الكلامية بين سكان العاصمة عادة ما تبدأ صغيرة.
وتضيف مرام، التي لم ترغب في الكشف عن اسمها الحقيقي، إن الأمر يأتي على عكس الوضع في مسقط رأسها في قرية قرب كربلاء، قائلة: "في قريتي، لا يقبل الناس جلوس الغرباء خارج منازلهم"لكن في المدينة، يفعل الجميع ذلك وبات الأمر مألوفا.
وتواصل كلامها بأنه "من المقبول جلوس الناس في الطرقات خارج منازلهم، لكن سكان قريتي لا يفهمون هذا، لذا فهم يعترضون على ذلك. وقد يتطور الأمر إلى الشجار".
ولا يتوقف الأمر على ذلك بل يشمل أيضا أشكالا عديدة من الصدمات الثقافية بين المناطق الرئيسية والمدن الكبرى.
وفي ذلك، تقول مرام إن "الأسر في القرى ليست معتادة على رؤية نساء يرتدين ملابس غربية مثل الجينز والملابس ذات الاكمام الفضفاضة، لكن هذا المشهد يعد مألوفا في بغداد".
وتشير وهي تؤكد على أنها متدينة ودائما ما تحرص على ارتداء الملابس المحتشمة، إلى أن النساء في القرى "يرتدين عباءات تغطي الجسم كاملا."
تقول مرام وعلى وجهها تعلو ابتسامة: "عندما ينتقل سكان القرى إلى العيش إلى المدن يعتقدون أن النساء اللواتي يرتدين ملابس غربية عاهرات. وقد يتسبب ذلك في مشاكل. أنا من قرية، لذا أفهم الخلفية الثقافية وراء ذلك وأحاول التحدث معهم. لكن ذلك قد يتسبب في مشاكل."
أكواخ عشوائية
ويرى خبراء أن هذا النوع من المشاكل المجتمعية من المرجح أن يزداد في بلاد الرافدين مع تفاقم تداعيات ظاهرة تغير المناخ خاصة مع تحذيرات أممية من أن العراق من أكثر خمس دول في العالم تضررا من تغير المناخ حيث أن حوالي 92٪ من الأراضي العراقية مهددة بالتصحر فيما تزداد درجات الحرارة ارتفاعا بمعدل سبع مرات أسرع من المتوسط العالمي.
وعلى وقع ذلك، فإن مستقبل مجال الزراعة غير محسوم ما يدفع العائلات التي تعيش في القرى إلى الهجرة إلى المدن الكبرى بحثا عن عمل وفرص عيش أفضل.
ويقول جيمس مون، مدير فرع منظمة "المجلس النرويجي للاجئين" في العراق، إن "القرى تواجه بالفعل عددا من القضايا"، مضيفا أنه بسبب طول أمد الصراع، فإن المناطق الريفية تعاني بالفعل من نقص الموارد.
ويشير إلى أن القرى "تعاني من نقص الوظائف وضعف البنية التحتية وندرة المياه وقلة المدارس والمستشفيات فيما يتفاقم ذلك مع تزايد شدة ظاهرة تغير المناخ. لذا يضطر كثيرون إلى الانتقال إلى المدن الكبرى".
ويكشف الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة بأن خلال الفترة ما بين يونيو / حزيران عام 2018 ويونيو / حزيران عام 2023، نزح ما لا يقل عن 83000 شخص "بسبب تغير المناخ والتدهور البيئي في وسط وجنوب العراق".
ويضيف أن موجات النزوح "تتم من المناطق الريفية إلى الحضرية وعلى مسافات قصيرة فيما تشهد المجتمعات المضيفة في المناطق الحضرية توترات".
وفي بعض الأحيان، ينتهي المطاف بالعديد من النازحين بسبب تغير المناخ إلى العيش في أكواخ أو تجمعات سكانية عشوائية في المدن الكبرى ومحيطها.
وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن "الوافدين الجدد يميلون إلى العيش على هامش نظام اعتاد عليه سكان المدن فيما يتم توظيف غالبية النازحين في وظائف ذات رواتب منخفضة في مجالات عمل غير رسمية في الأسواق والورش بينما يعمل سكان المدن في الغالب في وظائف حكومية."
ويجد النازحون أنفسهم في تنافس شديد مع سكان المدن للعيش في ظل بنية تحتية باتت حرجة مع نقص وسائل نقل ورعاية صحية وفرص للتعليم وتردي منظومة الصرف الصحي وأزمة مياه الشرب النظيفة. وفي ضوء ذلك، فإن فرص الإصابة بالأمراض العقلية وتعاطي المخدرات أكبر مع محدودية شبكات الدعم الاجتماعي.
الانقسام السياسي
يتزامن هذا مع ما أشارت إليه تقارير صدرت عن منظمات دولية حقوقية وأخرى معنية بمراقبة وسائل الإعلام، إلى أن وتيرة الكراهية تزداد بين القرى والمدن حيث يشكك سكان المدن في أن النازحين القادمين من القرى يميلون إلى ارتكاب جرائم وأعمال عنف ويصطحبون معهم خلافات قبلية فضلا عن أن الأطراف السياسية في المدن تميل إلى تقديم النازحين ككبش فداء لتقاعسهم عن حل أزمات المدن.
وقد لاحظ علماء الاجتماع منذ فترة طويلة تزايد الاختلافات السياسية بين سكان المدن الذين قد يكونون أكثر ليبرالية وتسامحا مع التنوع الثقافي من جهة وبين سكان القرى الذين يكونون أكثر تحفظا أو تدينا ما يعني أن الأمور البسيطة مثل قضية ملابس المرأة قد تتفاقم بشكل خطير.
وتضرب مدينة الصدر المثال الأوضح على ذلك حيث بُنيت في خمسينيات القرن الماضي لاستيعاب سكان القرى الذين نزحوا بسبب الجفاف والفقر والتهجير.
وفي ذلك، يقول هوما غوبتا، أستاذ الهندسة المعمارية في إحاطة عام 2021 لـ "مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط" ومقره الولايات المتحدة، إنه بمرور الوقت أقدم النازحون من القرى المناطق التي يعيشون فيها إلى بناء "مواقع للممانعة" مما عزز من قوة الشيوعيين والقوميين ولاحقا الأحزاب الشيعية.
وأضاف أن الهجرة الريفية إلى بغداد "أدت إلى تغيير المسار السياسي للعراق".
عدم الاكتراث
ويفرض ذلك تساؤلات حيال الخطوات التي يجب القيام بها للحفاظ على التماسك الاجتماعي في العراق وسط تزايد موجات النزوح جراء تغير المناخ.
ويدلي خبراء ومنظمات بدلوهم في تقديم الحلول لهذه الأزمة الخطيرة التي يواجهها العراق في قادم الأيام.
من جانبها، تقترح المنظمة الدولية للهجرة "أن تركز البرامج المستقبلية على دعم جهود التماسك الاجتماعي في المناطق التي يتم فيها تسجيل عدد كبير من نازحي المناخ فضلا
66.249.65.201
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل من الكوخ إلى المدينة.. هكذا يؤدي تغيّر المناخ إلى صِدام الثقافات في مدن العراق! وتم نقلها من وكالة بغداد اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس تغیر المناخ بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يعصف بأولويات الأمن العالمي.. تحذيرات من تداعيات بيئية تهدد جاهزية الجيوش حول العالم.. وخبراء يدعون إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع تحديات البيئة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر خبراء في مجال الأمن من أن تغيّر المناخ يمثل تهديدًا أمنيًا متزايدًا، مشددين على ضرورة ألا يُترك ليُصبح "نقطة ضعف استراتيجية"، وأن على الجيوش في العالم أن تتكيف مع التهديدات المتزايدة الناتجة عن الكوارث المناخية. وتأتي هذه التحذيرات في ظل تصاعد القلق من تراجع الأولويات المناخية، خاصة مع تركيز أوروبا على تعزيز قدراتها الدفاعية، وتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه حلفائها والملف البيئي. حسب ما أوردته شبكة فرانس 24.
تأثيرات مباشرة على الجيوش
وأشار الخبراء إلى أن الجيوش أصبحت بالفعل معرضة لتداعيات تغيّر المناخ، بدءًا من التعامل مع الكوارث الجوية وصولًا إلى المنافسة المتصاعدة في القطب الشمالي، الذي يشهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة. وأكدوا أن هذه التحديات لا يجب أن تتحول إلى "نقطة عمياء" في الاستراتيجيات العسكرية.
احتباس حراري يهدد الأمن القومي
وقد عبّرت عدة جهات دفاعية عن إدراكها المتزايد لهذه التهديدات، معتبرة أن الاحتباس الحراري يشكل تحديًا كبيرًا للأمن القومي، مما يتطلب من القوات المسلحة تكييف استراتيجياتها وعملياتها.
وقالت إيرين سيكورسكي، مديرة مركز المناخ والأمن في واشنطن: "هذا الأمر لا يمكن تجنبه. المناخ لا يعبأ بمن يكون الرئيس أو ما هي أهدافه السياسية الحالية". وأضافت: "التغيرات قادمة لا محالة، ويجب على الجيوش أن تكون جاهزة".
تجاهل أمريكي لقضية المناخ
وفي الوقت الذي تجاهلت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ظاهرة الاحتباس الحراري بحذفها من المواقع الرسمية، لم يتطرق آخر تقرير استخباراتي إلى التغير المناخي، ما أثار انتقادات حادة من المتخصصين.
وعلقت سيكورسكي على هذا قائلة إن هذه الفجوات الاستراتيجية تزداد خطورة، خاصة في ضوء التنافس مع الصين في مجال الطاقة المتجددة، والسباق نحو السيطرة على القطب الشمالي مع انحسار الجليد وفتح ممرات الشحن الجديدة والوصول إلى الموارد.
وأضافت: "ما يقلقني، بوصفي عملت طويلًا في مجال الأمن القومي، هو أن هذا الإغفال يشكّل تهديدًا فعليًا للولايات المتحدة".
تهديدات مناخية تُقلق الأمن القومي الأوروبي
وفي أوروبا، أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تجدد المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة، مما دفع العديد من الدول إلى تسريع خطواتها نحو مصادر الطاقة المتجددة. إلا أن خفض ميزانيات المساعدات الإنمائية مؤخرًا أثار تساؤلات بشأن قدرة الدول على الاستمرار في تمويل المبادرات المناخية في ظل التوجه نحو زيادة الإنفاق العسكري والتجاري.
وفي ألمانيا، أقرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في وقت سابق من شهر مارس بالوضع الجيوسياسي "بالغ التعقيد"، لكنها شددت على أن العمل المناخي يظل "أولوية عليا في السياسة الأمنية". وأعلنت برلين عن خطط لإنفاق نحو نصف تريليون دولار على التحديث العسكري والبنية التحتية، بالإضافة إلى 100 مليار يورو مخصصة لإجراءات المناخ.
وفي تقييم مشترك صدر في فبراير عن وزارتي الخارجية والدفاع في ألمانيا، ورد أن "أي شخص يفكر في الأمن عليه أن يفكر أيضًا في المناخ، فنحن نعيش بالفعل في أزمة مناخية". وأشار التقييم إلى أن التحديات المناخية بدأت تؤثر على "مجموعة كاملة من المهام العسكرية"، مع تصاعد المخاطر مثل فشل المحاصيل على نطاق واسع، وزيادة احتمالات النزاعات وعدم الاستقرار.
وفي بريطانيا، أوضح تقرير صادر عن وزارة الدفاع البريطانية في سبتمبر أن تأثير النشاط البشري على المناخ لا يزال يُحدث تداعيات واسعة النطاق، ويضغط على المجتمعات والاقتصادات، بل ويهدد بقاء بعض الدول.
استدعاء الجيوش في مواجهة الكوارث المناخية
وتشير بيانات مركز المناخ والأمن إلى أن الجيوش استُدعيت أكثر من 500 مرة منذ عام 2022 للاستجابة لحالات طوارئ مناخية حول العالم، مثل الفيضانات والعواصف وحرائق الغابات، مما يُشكل ضغطًا كبيرًا على قدراتها التشغيلية.
وذكرت سيكورسكي أن هناك محاولات من بعض الدول لـ"تسليح" الكوارث المناخية. فعلى سبيل المثال، تسببت الأمطار الغزيرة الناتجة عن العاصفة "بوريس" في فيضانات هائلة ببولندا العام الماضي، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية وإجلاء السكان. ورغم تدخل الجيش، أفادت الحكومة بارتفاع بنسبة 300% في المعلومات المضللة القادمة من روسيا، والتي استهدفت جهود الإغاثة.
وأضافت سيكورسكي أن الصين استخدمت أساليب مشابهة عقب فيضانات قاتلة ضربت فالنسيا في إسبانيا، حيث تدخلت القوات المسلحة للمساعدة.
وفي السياق ذاته، أشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الاحترار العالمي يحمل آثارًا مباشرة على العمليات العسكرية، مثل التسبب في مخاطر صحية للجنود أو تقليص القدرة على نقل البضائع بالطائرات نتيجة تغيّر الكثافة الجوية.
غياب الشفافية حول الانبعاثات العسكرية
ولا تُلزم الجيوش حول العالم بالإبلاغ عن انبعاثاتها من الغازات الدفيئة، ما يجعل تقدير تأثيرها الدقيق على التغير المناخي أمرًا صعبًا. ومع ذلك، قدر تقرير للاتحاد الأوروبي في 2024 أن البصمة الكربونية للقوات المسلحة عالميًا قد تصل إلى 5.5% من إجمالي الانبعاثات، في حين أشار التقرير ذاته إلى أن البنتاجون وحده ينتج انبعاثات تفوق تلك الصادرة عن دول بأكملها مثل البرتغال أو الدنمارك.
وأوضح الباحث دونكان ديبليدج من جامعة لوبورو، أن الجيوش كانت مدركة منذ عقود لمخاطر الاعتماد على الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن تلك المخاوف بدأت منذ أزمة النفط في سبعينيات القرن الماضي. ووفقًا لدراسة تعود لعام 2019، فإن الجندي الأمريكي كان يستهلك خلال الحرب العالمية الثانية نحو جالون وقود يوميًا، فيما ارتفع هذا الرقم إلى 4 جالونات في حرب الخليج، وقفز إلى 16 جالونًا بحلول عام 2006 خلال العمليات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وأكد التقرير الأوروبي أن هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري يُمثل "نقاط ضعف كبيرة" أثناء المعارك، حيث تكون قوافل الوقود أهدافًا سهلة للعبوات الناسفة، والتي تسببت في سقوط نحو نصف القتلى الأمريكيين في العراق وقرابة 40% في أفغانستان.
ورغم إمكانية تقليل هذه المخاطر من خلال الطاقة المتجددة، إلا أن التقرير أقر بأنها "لا تزال غير ملائمة تمامًا لظروف القتال".
وختم ديبليدج بالقول إن التحول العالمي السريع في مجال الطاقة لتفادي "كارثة مناخية" سيشكل تحديات كبرى للجيوش، وسيطرح تساؤلات جدية بشأن استمرار استخدامها للوقود الأحفوري. وأضاف: "أيًا كان المسار الذي سنتخذه، لم يعد لدى الجيوش خيار سوى التأقلم مع واقع عالمي يختلف تمامًا عما عهدته حتى اليوم".