طلاب الجامعات التركية يعتصمون لأجل غزة وفلسطين
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
إسطنبول- نظمت، اليوم الثلاثاء، حركة "ألف شاب لأجل فلسطين" سلسلة من التجمعات الطلابية في خمس من أكبر الجامعات التركية بمدينتي إسطنبول وأنقرة، تنديدا بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأعلنت هذه الحركة انضمامها للحراك الطلابي العالمي من أجل فلسطين، ومواصلة أنشطتها حتى تحقيق "انتفاضة من أجل فلسطين" في الجامعات التركية، وطرد شركاء الاحتلال الإسرائيلي منها.
وتوسّع الحراك -الذي انضمت له مؤسسات تركية أخرى- ليشمل طلاب وأكاديميي الجامعات في بورصة وباتمان وإغدير ومدن أخرى، في إطار دعم الطلبة المعتصمين في ساحات الجامعات الأميركية.
وفي بيانهم، أفاد الطلاب بأن إدارات الجامعات والشرطة الأميركية -التي وصفوها بأنها "أدوات للصهيونية"- لم تقف مكتوفة الأيدي فيما يتعلق بالمظاهرات التي يقوم بها الطلاب في أميركا، بل تم حتى الآن اعتقال مئات الطلاب وإيقاف العشرات منهم عن الدراسة، مما جعل دعمهم وتوجيه التحية لهم واجبا.
وأضاف البيان "نعلن تضامننا مع جميع الأكاديميين والطلبة الذين يتحلون بضمير حر وروح نبيلة، ويتحملون مسؤولية الدفاع عن حقوق المظلومين".
وتابع "سنواصل إيصال رسائل الدعم لجميع الأكاديميين والطلاب الذين يمثلون صوت الشعب الفلسطيني المظلوم في العالم، سواء عبر وسائل التواصل أو البريد الإلكتروني. وندعو أيضا المجتمع الأكاديمي الدولي إلى إدانة الوحشية الإسرائيلية والوقوف ضدها".
وأوضحت بشرى كاراداغ الناشطة في حركة "ألف شاب لأجل فلسطين" -للجزيرة نت- أن الإعلان عن هذا الحراك الطلابي اليوم يمثل تصعيدا في الجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية وشعبها، خاصة منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وشددت على أن حركتهم طالبت وضغطت بشكل جدي منذ بدء الحرب بقطع العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل، وأنهم مستمرون في ذلك حتى قطعها بالكامل. وبحسب تأكيد كاراداغ، فإن الطلاب المشاركين بالحركة يرون أن الطريقة الوحيدة لإسماع صوتهم المنادي بوقف الحرب على غزة من خلال الاعتصامات والتجمعات العامة في الميادين.
وشدد الطلبة على ضرورة التجاوب مع مطالب حراكهم الاحتجاجي، وقالوا إنه سيمتد إلى كافة الجامعات التركية حتى تتوقف المجازر التي تُرتكب ضد الفلسطينيين.
وعن دوافع المشاركة بهذه الاحتجاجات، قال ياسين أرسلان، وهو طالب بجامعة الشرق الأوسط التقنية، إنه كان لزاما عليهم الخروج اليوم والتعبير عن رفضهم للظلم الذي يُعاني منه إخوانهم في فلسطين.
وأضاف للجزيرة نت أنهم كانوا مخطئين عندما ظنوا أن الزعماء والقوانين الدولية يمكن أن تحد من تجاوزات إسرائيل، وأنهم يدركون الآن أهمية ضغطهم، هم الطلاب، لإجبار هؤلاء القادة على التدخل العاجل لوضع حد لهذه الإبادة.
من جانبها، أعلنت جمعية "شباب الأناضول" -أمس الاثنين- إطلاقها حراكا طلابيا يشمل ما يعرف بـ"المناوبة" في جميع الجامعات التركية، بطريقة تحاكي الاعتصامات الطلابية التي تشهدها الجامعات الأميركية منذ فترة.
ونصب عدد من الطلاب الأتراك، في جامعات إزمير وباليكسير وقارص، الخيام في ساحات جامعاتهم، الاثنين، منددين بالانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
ويواصل الحراك توسعه وانضمت إليه عدة جامعات حكومية اليوم، مع توقعات بانضمام جامعات أخرى خلال الأسبوع الجاري.
بدوره، أوضح يحيى عدوان الطالب في جامعة كارادينيز، وأحد المشرفين على الحراك الطلابي فيها، أن الهدف الأساسي من نصب هذه الخيام هو تجربة جزء بسيط من المعاناة التي يعيشها النازحون في غزة، حيث أصبح أكثر من 60% من سكانها بلا مأوى، ويعيشون في الخيام تحت ظروف الطقس القاسية لأكثر من 7 أشهر.
وأضاف أنهم يهدفون إلى دعم الجهود "المذهلة" التي يبذلها طلاب الجامعات في أميركا وأوروبا "الذين رغم اختلاف الدين والعرق، انتفضوا لقضيتنا بشكل غير متوقع، مطالبين بقطع العلاقات بين جامعاتهم ودولة الكيان المحتل".
وأكد عدوان أن فعالياتهم ستستمر حتى نهاية الظلم والعدوان على الشعب الفلسطيني وحتى توقف آلة القتل والدمار، لافتا إلى أنهم وعلى مدى فترة الحرب، حاولوا تنظيم هذا النوع من الفعاليات التي لم تكن مألوفة من قبل، ورغم التحديات الأولية في التنسيق تمكنوا من تنفيذها بنجاح.
يُشار إلى أن 25 جامعة تركية أدانت بشدة، الأسبوع الماضي، استخدام الشرطة الأميركية العنف المفرط ضد طلاب مشاركين في احتجاجات مناصرة لقطاع غزة في الولايات المتحدة.
ونشرت الجامعات التركية -على حساباتها في منصات التواصل- بيانا مشتركا داعما للمتظاهرين بالتركية والإنجليزية. وقالت إنه تم ارتكاب أعمال عنف ضد طلاب جامعيين "يحتجون سلميا على الوحشية المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر وتهدف إلى القضاء على الأبرياء الذين يعيشون في غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الترکیة
إقرأ أيضاً:
ترامب يريد ترحيل بعض الطلاب الأجانب.. وجماعات ناشطة تساعده
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أوامر تنفيذية تستهدف أجانب قيل إنهم تبنوا أيديولوجية الكراهية ومعاداة السامية، وخاصة الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات الجامعية المناصرة للفلسطينيين.
وبالنسبة لجماعات ناشطة منها (أمهات ضد معاداة السامية في الجامعات)، و(تحالف شيكاجو اليهودي)، إلى الأجنحة الأمريكية لمنظمة (بيتار)، وشبكة (شيريون للمراقبة الجماعية)، قدمت الأوامر ما قالوا إنه أداة طال انتظارها للمساعدة في كبح معاداة السامية في الجامعات.
وقالت إليزابيث راند، مؤسسة (أمهات ضد معاداة السامية في الجامعات)، على فيس بوك في 7 فبراير (شباط) الجاري: "إذا كان هنا طلاب بتأشيرات ويقومون بمضايقة أولادنا، فيجب ترحيلهم بالتأكيد".
???????????? Trump's Executive Orders Target Foreign Students in Pro-Palestinian Campus Protests
Full Story → https://t.co/Ugh3N9mWE1 pic.twitter.com/d19AOC2ABn
وذهبت منظمة بيتار التي صنفتها رابطة مكافحة التشهير اليهودية، على أنها منظمة متطرفة إلى أبعد من ذلك، إذ قالت إنها قدمت أسماء طلاب وأعضاء هيئة تدريس أجانب إلى إدارة ترامب لترحيلهم. ولم تقدم منظمة بيتار أي دليل على وجود مثل هذه القائمة، لكن المتحدث باسمها دانيال ليفي قال عن عمليات الترحيل الموعودة "نحن سعداء لأن هذه العملية بدأت الآن".
ولم ترد وزارات العدل والخارجية والأمن الداخلي الأمريكية على طلبات للتعليق. ولم يكن للأوامر حتى الآن تأثير حظر السفر الذي فرضه ترامب في ولايته الأولى، حين منع مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، مما أثار حالة من الفوضى في المطارات قبل أن تقضي محكمة اتحادية بعدم دستوريته.
ولكن محامين متخصصين في الحقوق المدنية، قالوا إن الأوامر ربما تنتهك الحقوق الدستورية في حرية التعبير، في حين قالت جماعات الأمريكيين العرب إنها مستعدة لتحدي هذه السياسة أمام القضاء.
وأظهرت الأوامر التنفيذية والاستجابة لها، استعداد بعض الناشطين اليهود للعمل مع إدارة ترامب. لكن عدداً قليلاً من أعضاء منظمة أمهات ضد معاداة السامية في الجامعات، قالوا إنهم تركوا المنظمة لأن الإبلاغ عن الأجانب يعيد إلى الأذهان الإبلاغ عن اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، وفقاً لمنشورات على فيس بوك.
ورحبت جماعات بارزة مدافعة عن الأمريكيين اليهود، مثل رابطة مكافحة التشهير واللجنة اليهودية الأمريكية بأوامر ترامب، لكنها امتنعت عن مطالبة الناس بالإبلاغ عن الطلاب الأجانب للحكومة.
وأدى هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة، إلى أشهر من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.
ووثقت جماعات للحقوق المدنية، ارتفاعاً حاداً في جرائم الكراهية والحوادث الموجهة ضد اليهود والمسلمين والعرب، وغيرهم من الأشخاص الذين تعود أصولهم لدول بالشرق الأوسط. وعلى شبكة الإنترنت، شهّرت جماعات من الأمريكيين اليهود وجماعات مؤيدة لإسرائيل، بطلاب وأعضاء هيئة تدريس أمريكيين وأجانب اتهمتهم بدعم حماس، ونشرت صورهم ومعلوماتهم الشخصية. كما استخدمت جماعات مؤيدة للفلسطينيين وسائل مماثلة لانتقاد المدافعين عن إسرائيل.
حرية التعبير في الحرم الجامعيومنذ تولي ترامب منصبه، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن خطط لتشكيل فريق عمل لمحاربة معاداة السامية في المدارس والجامعات، في حين قالت وزارة التعليم إنها تحقق مع 5 جامعات في اتهامات بمضايقات على خلفية معاداة السامية.
وفي الوقت نفسه، حددت الأوامر التنفيذية الطلاب والموظفين الذين يحتمل ترحيلهم. ودعا الأمر الصادر في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى تشديد عمليات فحص الطلاب الأجانب من المناطق أو الدول التي تشكل "مخاطر أمنية"، لضمان عدم السماح للذين "يتبنون أيديولوجية الكراهية" بدخول البلاد، أو إلغاء تأشيراتهم.
ودعا الأمر الصادر في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى إجراء تجميع لانتهاكات الحقوق المدنية المزعومة المرتبطة بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، وهو ما قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات للتخلص من "طلاب وأعضاء هيئة تدريس أجانب".
وقالت بعض جماعات الحقوق المدنية، إن هذه الأوامر ستواجه على الأرجح طعوناً قضائية إذا تم اتخاذ إجراءات بناء عليها. وقال بن ويزنر المتخصص في حرية التعبير والخصوصية في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية "يجب ألا يتورط الرئيس في مراقبة حرية التعبير في الحرم الجامعي".
وقالت لجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية، إن عدداً من الطلاب الفلسطينيين تم إلغاء تأشيراتهم منذ تولي ترامب منصبه. وقدمت اللجنة لوكالة رويترز لقطات شاشة من رسالتها الإلكترونية إلى وزارة الخارجية، بشأن طالبة من غزة تم إلغاء تأشيرتها هذا الشهر، وصورة للوثيقة الملغاة.
وقال مدير اللجنة عابد أيوب، إن "الطالبة القادمة من غزة لم تشارك في الاحتجاجات الجامعية، وكانت مستهدفة فيما يبدو بسبب أصلها".
وكانت لجنة مكافحة التمييز من بين الجماعات التي حذرت من أن أمر ترامب الصادر في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، وضع الأساس لإعادة فرض حظر دخول المسلمين، وقال متحدث باسم اللجنة إن المجموعة تخطط لمقاضاة الإدارة بمجرد تنفيذ القرار بالكامل، وقال أيوب "هذا يحدث، طلابنا وطلابنا الدوليون مستهدفون".
ونفى كثير من المحتجين المناصرين للفلسطينيين دعم حماس أو الانخراط في أعمال معادية للسامية، وقالوا إنهم إنما كانوا يحتجون على الهجوم الإسرائيلي على غزة حيث تقول السلطات الصحية إن أكثر من 47 ألف شخص قتلوا.
وقال أليكس موري نائب رئيس مؤسسة الحقوق الفردية وحرية التعبير، إنه لكي تدين الحكومة شخصاً ما بمساعدة منظمة إرهابية أجنبية فعلياً، فإنه يتعين عليها إثبات ارتكابه أفعالاً مثل تحويل الأموال، وليس مجرد الدعم اللفظي.
وقال زعماء الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في نيويورك، إن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل نظمها ونفذها أمريكيون بشكل أساسي، وأضافوا أن الطلاب الأجانب الذين يدرسون هناك بتأشيرات لا يتحمسون غالباً للمشاركة في أي عمل، قد يغامر بمصير تسجيلهم في الجامعة أو يؤدي إلى اعتقالهم.