أنقرة (زمان التركية) – قال زعيم حزب الرفاه من جديد، فاتح أربكان، إن حزب العدالة والتنمية يساوم عمد البلديات للانتقال إلى حزبهم.

وأوضح فاتح أربكان، رئيس حزب الرفاه من جديد، الذي ضاعف أصواته في الانتخابات البلدية وتجاوزت 6 في المائة في جميع أنحاء تركيا، أن حزب العدالة والتنمية يساوم رؤساء البلديات للاستقالة من حزبهم.

وأضاف فاتح أربكان: “للأسف، هذا ما يحدث الآن مع رؤساء بلدياتنا. كانت هناك بعض المفاوضات والضغوط عليهم للانضمام إلى الحزب الحاكم والاستقالة من حزبنا…”.

وعلق أربكان على الاجتماع المرتقب بين الرئيس أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزال، حيث أوضح أنه كان إيجابيًا، وقال أربكان إنهم سيطلبون مقابلة أردوغان بأنفسهم.

وأضاف أربكان: “نأمل أن تكون هذه اللقاءات مفيدة، عندما بدأنا حزب الرفاه من جديد العمل، قلنا إننا سنضفي اللطف والأناقة على السياسة ونمارس السياسة المهذبة، وسيكون الحوار والتفاوض المتبادل مفيدا، ففي نهاية المطاف، الأحزاب السياسية ليست أعداء لبعضها البعض، يصوت الناس لإنجاز العمل، وبالنسبة لنا ونأمل أن تكون بيئة الحوار هذه مفيدة”.

وقال أربكان إن حزب الرفاه من جديد أصبح الحزب الثالث في تركيا، وأنه يخطط للقاء أردوغان وأوجور أوزال ورؤساء الأحزاب الأخرى.

Tags: أربكانأردوغانأنقرةإعادة الرفاهتركيا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أربكان أردوغان أنقرة تركيا فاتح أربکان

إقرأ أيضاً:

السياسة في زمن الرمادة والعته

في زمن الرمادة يصيب القحط كل شيء حتى العقول والألسنة، فتستبدل اللغة الدبلوماسية بلغة جديدة تخرج الكلمات فيها من غير مخرجها الطبيعي. هذه اللغة الجديدة وصفها العرب قديما بأنها "بعرة خرجت من غير مخرجها"، فأحدثت دخانا يحجب الرؤية، ورائحة تزكم الأنوف، فإن كنت جادا في التعرف على هذه اللغة الجديدة فمن فضلك "سد أنفك" واستعد:

اللغة الجديدة اسمها لغة "أولاد الكلب"، والمصطلح الجديد: "أولاد الكلب" هو مفردة من مفردات ثقافة العبث والعته السائدة في مجتمعاتنا، ولكن نظرا لصدوره من مستوى سياسي كبير يحتل "مسمى رئيس" في نظر البعض فإنه قطعا سيسجل في موسوعة "أدب الكلاب" كبراعة اختراع، وسيدون أيضا كمبادرة حرة تدعو إلى السلام ونبذ العنف لدى بعض الأطراف المتصارعة.

- في عالم السياسة دائما يختفي الصدق ويحل محله الكذب.

- وتختفي الصداقات لتحل محلها المصالح.

- وتختفي البراءة وحسن النية ليحل محلها الخبث واللؤم المنمق.

"أولاد الكلب" هو مفردة من مفردات ثقافة العبث والعته السائدة في مجتمعاتنا، ولكن نظرا لصدوره من مستوى سياسي كبير يحتل "مسمى رئيس" في نظر البعض فإنه قطعا سيسجل في موسوعة "أدب الكلاب" كبراعة اختراع، وسيدون أيضا كمبادرة حرة تدعو إلى السلام ونبذ العنف لدى بعض الأطراف المتصارعة
- وتختفي الأحقاد والضغائن لتحل محلها الابتسامات البلاستيكية المصطنعة.

- وتختفي أخوّة الوطن أو أخوة الدين ليحل محلها العناق المتكلف.

- وفي تقاليد وأعراف أولاد الكلب ليس من العار ولا من الجريمة أن تنتقل الإنسانية من صف البشر المكرم إلى صف الوحوش، فهذا تدوير عكسي مستحب ولا بأس به.

يقول خبراء الخيانة والخنوع والذل: إن نظرية "أولاد الكلب" تشكل خلاصة لخبرة أصحابها في عالم السياسة وحنكتهم في عالم الحيوانات المستأنسة والمتوحشة معا.

من أطلق المصطلح وصرح به لم يكن يعبر عن نفسه فقط، وإنما كان مجرد متحدث جريء عن رموز ضالة استطاعوا أن يعقدوا صفقات مع الوحوش وكل حيوانات الغابة؛ يتولون هم بمقتضى تلك الاتفاقيات تدريب الفريسة على استسلام الشجعان حتى تؤكل في سكون وأمان. وضمن مهام أصحاب هذه النظرية الكشف عن كل حر أبي شريف من "أولاد الكلب"، والتحريض عليهم والتعريض بهم وإغراء الأطراف الأخرى بالقضاء عليهم كلما هب هؤلاء بالدفاع عن أهليهم وأرضهم، وكرامة شعوبهم، وحماية أطفالهم، وأعراضهم، ونسائهم.. ليس في غزة وحدها وإنما في عموم الوطن الكبير وربوعه كلها.

يقول الخبراء أيضا: إن نظرية "أولاد الكلب" قناعة جيل جديد من الرموز شديد المكر إلى حد الخبث، لديه حساسية الاستشعار عن بعد ضد كل رجولة وبطولة، فيحدث ضجيجا كلما استشعر في الأمة وعيا أو يقظة، ويطلق مصطلحاته وفق خبرته العبقرية في التحذير عند اكتشاف الرجولة، فيحذر فورا من "أولاد الكلب" الذين يدافعون عن أرضهم وكرامتهم وحياة شعوبهم المسلوبة. ومن ثم يجب أن تكون مواطنا شريفا ومسالما، ولا تقاوم الاحتلال واغتصاب الأرض وحرق البيت والحقل الذي يلغي الوجود ويجلب الجنون والإحباط واليأس، حتى لا تحسب ضمن "أولاد الكلب".

بعض البشر تكاليف الحرية ثقيلة عليهم حتى ليخيل إليك أنهم ولدوا ليكونوا عبيدا، حتى لو وصلوا لقمّة الهرم الاجتماعي مالا وسلطة، فهم دائما يبحثون عن سيد. وهؤلاء عند أصحاب نظرية" أولاد الكلب" هم الأدباء والعقلاء والنبلاء وأهل الذوق الرفيع والمناضلون.

تعبير عن السياسة والعته في زمن الرمادة، وهي تنكيس للفطرة، وتزييف للتاريخ وقلب لكل الحقائق، وذلك كله لا يحرر الأرض، ولا يعلم الجاهل، ولا يطعم الجائع، ولا يفك الحصار عن شعب. والرضا بقلب الحقائق لن يردع الطامع، ولن يحيل سمسار عقارات أو مختل بائع لدينه وأمته إلى حكيم الزمان ولو كان رئيسا لسلطة بائسة أو حتى رئيسا لدولة
وبعض الناس ولدوا أحرارا، فالحرية بالنسبة لهم هي نسيم الوجود وإكسير الحياة، حتى لو بدلوا من سعة الأرض قضبان السجن، فهم يعيشون دائما أحرارا ولو كانت القيود والأغلال في أيديهم وأعناقهم. وهؤلاء هم "أولاد الكلب" عند أصحاب هذه النظرية.

ووفقا لنظرية أولاد الكلب فإن المفاهيم في نظرهم يجب أن تصحح:

- فالقاتل مثلا لا يجب أبدا أن يحاكم.

- والضحية يجب أن يلام.

- ومن العار أن يفلت المقتول من العقاب لمجرد أنه خسر وجوده في تلك الحياة.

والخلاصة:

إذا كانت السياسة في نظر البعض تعني فن الكذب، وتجيد تغليف الشر بغلاف مزركش بحيث يبدو مغريا ومثيرا، فإنها تطورت في أساليب الخداع والتمويه وتجريف العقول فسوغت وسوقت مفهوم الأضداد، فصورت حالات القتل الجماعي بأنها إفراط في القوة، وأطلقت على الثوار الأحرار وطلاب الحرية وصف المتمردين، وصنفت كل مقاومة وطنية شريفة بأنها إرهاب، ووصفت الملتزم بدينه بأنه متشدد، ومن يحافظ على هويته ويلتزم بالحلال في طعامه وشرابه بأنه انعزالي يجب أن يراقب. وظهرت بوضوح في الأزمة الحالية في غزة صورة الخذلان المخزي من كل شعوب العالم الإسلامي.

وهكذا تستعمل المصطلحات المضللة في عكس معناها. وهذا الخداع ليس جديدا، فقد نبه إليه مفكرون كثر، منهم العالم النابه سعيد النورسي حين قال: "لقد وضع الظلم على رأسه قلنسوة العدالة، ولبست الخيانة رداء الحمية، وأطلق على الجهاد اسم البغي، وعلى الأسر اسم الحرية، وهكذا تبادلت الأضداد صورها".

كما عبر عنها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي بقوله: "مصطلحات السياسة لها معنيان، أحدهما معناها المعجمي المتعارف عليه، والثاني معناها الذي يخدم استراتيجية الأقوى، ومن ثم فالحرب هي السلام، والحرية هي العبودية، والجهل هو القوة". وهكذا تتبادل الأضداد أدوارها.

إن نظرية "أولاد الكلب" تعبير عن السياسة والعته في زمن الرمادة، وهي تنكيس للفطرة، وتزييف للتاريخ وقلب لكل الحقائق، وذلك كله لا يحرر الأرض، ولا يعلم الجاهل، ولا يطعم الجائع، ولا يفك الحصار عن شعب. والرضا بقلب الحقائق لن يردع الطامع، ولن يحيل سمسار عقارات أو مختل بائع لدينه وأمته إلى حكيم الزمان ولو كان رئيسا لسلطة بائسة أو حتى رئيسا لدولة.

مقالات مشابهة

  • مفيدة شيحة تشعل نقاشًا حول أحقية الفتاة في هدايا الخطوبة
  • السياسة في زمن الرمادة والعته
  • الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا: مستمرون في إجراءاتنا القضائية لضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم
  • تمهيدا لمحاكمته بـ "الجزائية المتخصصة".. الحوثيون ينقلون "المياحي" إلى سجن خاضع لأبو علي الحاكم
  • الثلاثاء فاتح شهر ذي القعدة لعام 1446 هجرية بالمغرب
  • أعطى الحب بسخاء ودون مقابل.. رسالة وداع من مفيدة شيحة لـ أمح الدولي
  • الأوقاف : فاتح شهر ذي القعدة لعام 1446 هجرية غداً الثلاثاء 29 أبريل 2025
  • أسطورة خالدة| مفيدة شيحة: محمد صلاح رجل فولاذي أسكت الألسنة
  • نقابة CDT في الجماعات تشارك في فاتح ماي بشعار:"لا شرعية لقوانين ومخططات تكرس الفساد"
  • هل يسعى بلال أردوغان لخلافة والده؟