كيف يدبّر المعتصمون في الجامعات الأميركية احتياجاتهم؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
نيويورك- بمجرد دخول مكان الاعتصام في كلية مدينة نيويورك يمكن ملاحظة طاولات مصطفة بجوار بعضها، ممتلئة بأصناف من الأطعمة والمشروبات، كالطعام الصيني، والباكستاني، والعربي، والحلويات، والمشروبات الباردة والساخنة، ويتشابه هذا المشهد مع خدمات منظمة لحراك الطلاب في جامعة كولومبيا، وغيرها من الجامعات الأخرى.
وإزاء ذلك، يتبادر إلى الأذهان سؤال: مَن يأتي بكل هذه الأصناف؟ وكيف يُدار هذا المكان؟ وهو التساؤل الذي دفع مغردين ووسائل إعلام للتشكيك في نزاهة الاعتصامات، وتساءلوا عمن يمول ويدعم هذه الاحتجاجات، في تلميح لتدخل جهات خارجية.
لذا، تحدثت الجزيرة نت مع مجموعة من المنظمين لهذه الاعتصامات عن كيفية إدارتها وتدبير احتياجات المعتصمين.
Wonder who bought all of these tents, and why are they so similar? Looks like it was sourced from one location pic.twitter.com/o7xAYqxdTL
— Tom (@ThomasJ79x) April 24, 2024
قوة المجتمع"هذا الاعتصام يديره المجتمع"، هكذا علّق عبد الرحمن حسين، وقال "إذا كنا بحاجة إلى شيء، فإننا نعلن عن احتياجاتنا على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، فنجد أفراد المجتمع يُسارعون بتلبيتها"، مؤكدا أن هذا الأمر يشمل الأغطية والخيم، والطعام، وحتى الأدوية، وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
ويضيف عبد الرحمن، مصور جاء متطوعا من واشنطن إلى نيويورك لمشاركة أصدقائه مكان الاعتصام، للجزيرة نت، أن "كثيرا من العائلات المحيطة بمكان الاعتصام تساهم بانتظام في تلبية ما نحتاج إليه".
ويوضح أن المعتصمين أنفسهم يساهمون بالمال، كما يجلب المتطوعون القائمون على أمور التنظيم بقية الاحتياجات بمجرد إبلاغهم عنها، فالمجتمع هو الركيزة الأساسية لدعم الاعتصام.
ويتشابه الحال مع جامعة كولومبيا، لكنها تحديدا تخضع لتضييق أمني على بواباتها من قِبل شرطة نيويورك، لذا فإن الطلبة والأساتذة فقط هم المخولون بالدخول للجامعة، ويتكفل بتوفير متطلبات الاعتصام مَن يستطيع الدخول للجامعة حصرا.
ويؤكد رايان شافون، أستاذ في كلية نيويورك، أن الروح التي يجدها في مكان الاعتصام تدلل على أن هذا المجتمع قادر على إدارة نفسه واتخاذ القرارات الأفضل، ويقول للجزيرة نت إنه فخور بأن يكون عدد من هم في أعمار طلبته يملكون زمام القرارات، وأنه سعيد بتبعيته لإدارتهم وتنظيمهم.
وتشدد الاجتماعات العامة في مخيمات الاعتصام على أن تكون الروح السائدة في المكان هي روح التعاون وليست عقلية الإلزام، فالجميع أتى لمكان الاعتصام طواعية ورغبة منهم في تحقيق الأهداف، التي يسعى المعتصمون للوصول إليها.
ويقول سايد ميوليك، أميركي من أصول بوسنية، للجزيرة نت، أن هذا الاعتصام يجمع أفرادا من مختلف الإثنيات والأديان والطبقات الاجتماعية والاقتصادية، للوصول إلى أهداف الاعتصام بوقف حرب الإبادة الجماعية على غزة، ولهذا فإن الجميع يتضامنون فيما بينهم.
اللجان الاختصاصيةفي رأي سارة عبد العزيز، واحدة من القائمين على تنظيم الاعتصام في كلية مدينة نيويورك، أن التحدي الأساسي الذي يواجه أي عمل تطوعي منظم لا يقتصر على جلب الاحتياجات، بل في كيفية إدارتها وتقسيمها بما يتلاءم واحتياجات المكان.
وتقول إن إحدى السمات الرئيسية للعمل الطلابي الجامعي هي اللجان الاختصاصية التي توزع الأدوار وفق التخصص، ويكون لكل لجنة دور منوط بها، وتتكون من قائد فريق ومجموعة من المتطوعين الذين تحدد لهم المهام بصيغة واضحة.
فإحدى اللجان الأساسية المتواجدة في كافة الاعتصامات تقريبا هي لجنة المفاوضات، والمنوط بها التواصل مع إدارة الجامعة لتحقيق الأهداف المرجوة من الاعتصام، ففي كلية مدينة نيويورك، يقود فريق من المتطوعين مسار النقاش والتفاوض مع إدارة الجامعة لتحقيق مطالبهم.
أما لجنة اللوجستيات والطعام، فتحرص على توزيع التدفق المستمر للاحتياجات في أماكنها الملائمة، كتخزين الفواكه والخضراوات، ووضع الأطعمة التي تحتاج لأماكن باردة في أماكن مخصصة لها، وتحرص على توفير المشروبات الباردة والساخنة وتوزيعها بطريقة منظمة تلائم احتياجات الزائرين والقاطنين.
أما الأطعمة التي قد تقارب على الفساد، فترسلها اللجنة لجهة اعتصام أخرى بإحدى الجامعات في المدينة ممن يحتاجون لدعم إضافي.
ويوضح شريف، أحد المنظمين للاعتصام في جامعة كولومبيا، أن هذه اللجنة تعمل على مدار اليوم لتلبية كافة احتياجات الطلبة.
كما أن هناك لجنة الأمن والحماية، التي تحوي متطوعين يحرصون على سلامة المكان، وإبقاء مجموعة مستيقظة حين نوم المعتصمين، بالإضافة لتوعية الطلبة بالسلوكيات التي يجب عليهم القيام بها في حال حدوث فض للاعتصام، أو حضور الشرطة للمكان.
وتقوم أستاذة في كلية نيوريوك، تحدثت للجزيرة نت ولم ترغب الإفصاح عن اسمها، بإعطاء دورة تخصصية بهذا المجال للمنضمين الجدد للاعتصام.
وتعنى هذه اللجنة أيضا بتنسيق العمل الإعلامي، والرد على وسائل الإعلام، كما يقول الناشط مايكل، أحد المسؤولين عن تنظيم عملية التواصل مع وسائل الإعلام، للجزيرة نت، إن بعض الوسائل المعادية للتظاهرات المؤيدة لحق الفلسطينيين تسعى لالتقاط الأشخاص غير المدربين، لذا يحرص المنظمون على أن يقود الرد على هذه الوسائل أشخاص مدربون ومؤهلون.
ويضيف مايكل أن الطلبة باتوا واعين بالأجندة التي تحاول تشويه سمعتهم، ويردون على الادعاءات التي تحاول ربطهم بأجندات خارجية، أو تصورهم كمعادين للسامية.
كما تتواجد لجنة المستلزمات الطبية والصحية، ويقول رايان شافون، إنه يأتي متطوعا مع الطلبة في خيمة المستلزمات نظرا لتخصصه، حيث تتوفر فيها احتياجات العناية الطبية والشخصية، بدءا من مسكنات الألم، ووصولا لمعدات النظافة مثل مزيل العرق ومعجون الأسنان، ومستلزمات التعامل مع الدورة الشهرية للنساء.
وتدير هذه الخيمة مجموعة من المتطوعين، الذين يتناوبون وفق أوقات محددة ومهام واضحة لكل متطوع، لتكون عملية التسليم والاستلام واضحة للجميع دون ارتباك، كما أن غالبية المتطوعين في هذه اللجنة هم من العاملين في مجال الصحة، حسب ما توضح سارة عبد العزيز.
وإضافة لكل ذلك، ثمة لجنة لتنظيم برنامج اليوم، تتولى مهمة استقبال المتحدثين، وفتح باب المشاركات للزائرين والمعتصمين في المخيم، وتنظيم إقامة الصلاة في أوقاتها.
ويضيف الطالب شريف، للجزيرة نت، أن التنظيم هو العامل الأساس في إنجاح كل هذه المُدخلات، فهناك توجيهات مثلا بأن لا يحتك المعتصمون بالمظاهرات المضادة لهم، وألا ينساقوا وراء الاستفزازات التي تلاحقهم.
وتستدعي التحديات المتصاعدة، والمدخلات الكثيرة التي يمكن أن تغير المشهد، سواء التهديدات التي تصل الطلبة بقرب اقتحام مكان المخيم، أو القرارات التي تتخذها إدارة الجامعة تجاههم، وعيا وقدرا من المسؤولية وتنظيما عاليا، وهو ما يمكن ملاحظته في مختلف الجامعات، التي أفرزت قيادات طلابية قادرة على إدارة الاعتصامات.
وتؤكد سارة، للجزيرة نت، أنه بسبب كل تلك العوامل، يتم تنظيم اجتماع يومي، وفيه يتم عرض المستجدات، وتُحدد عضوية كل لجنة، ويوزع فيه الأفراد بوضوح لتبعية قائد كل لجنة، وهؤلاء القادة هم من يحددون المهام للمتطوعين، ويستقبلون المتطوعين الجدد.
كل هذا التنظيم يجعل مكان الاعتصام مكانا حيا وقادرا على التعامل مع المتغيرات المختلفة، في سبيل ما يعتبرونه الطلبة طريقا لتحقيق أهدافهم، وهي وقف حرب الإبادة على غزة، وأن تسحب الجامعة استثماراتها في الشركات العسكرية الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات للجزیرة نت فی کلیة
إقرأ أيضاً:
هيئة الدواء: ضبط 46 مكانًا غير مرخص ومخالفات دوائية بقيمة 57 مليون جنيه خلال شهرين
قامت هيئة الدواء المصرية، خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين، بتكثيف جهودها بحملات تفتيشية موسعة على المنشآت الصيدلية العامة والخاصة، والأماكن غير المرخصة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرقابية والأمنية المختلفة.
شمل المرور ما يزيد على 30 ألف مؤسسة صيدلية من "الصيدليات العامة والخاصة بالمستشفيات، ومخازن الأدوية وشركات التوزيع ومصانع الأدوية"، وتنفيذ حملات تفتيشية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بعدد يزيد عن 450 حملة مشتركة، حيث تم ضبط ما يزيد عن 3 آلاف مخالفة تنوعت ما بين ضبط أدوية مجهولة المصدر وغير مسجلة بهيئة الدواء المصرية، ومستلزمات طبية مجهولة المصدر، وذلك قبل تداولها بالأسواق، وأدوية مخدرة وأدوية مؤثرة على الحالة النفسية، وعدم تواجد المدير الصيدلي المسئول أو من ينوب عنه، ومزاولة مهنة الصيدلة بدون ترخيص، وأماكن غير مرخصة تفتقد الاشتراطات الصحية اللازمة للحفاظ على المستحضرات الطبية.
كما تمكن مفتشو هيئة الدواء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية من ضبط 46 مكان غير مرخص، حيث تم ضبط مكاناً غير مرخص بمحافظة القاهرة لتعبئة وتغليف وتخزين المستلزمات الطبية والأدوية والمطهرات ، وآخر غير مرخص بمحافظة الغربية لتصنيع الأدوية البيطرية له مخزن تابع غير مرخص لتخزين المنتج النهائي، وضبط مكاناً غير مرخص بمحافظة الدقهلية لتخزين الأدوية الإستراتيجية والمدرجة على قوائم نواقص الأدوية وحجبها عن التداول بالأسواق بداخله كميات كبيرة من عبوات من أدوية المضاد الحيوي والإنسولين والفوارات ومسكنات الآلام، بالإضافة إلى ضبط عدد من المخازن غير مرخصة لتخزين نواقص الأدوية بمحافظات الإسكندرية والإسماعيلية والمنوفية والسويس والشرقية، وضبط مخزن غير مرخص بمحافظة الغربية لتخزين الأدوية مجهولة المصدر، وآخر لتخزين المواد الخام والأدوية والمكملات الغذائية.
كما تم التنسيق مع إدارات العلاج الحر بمديريات الشئون الصحية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والأسكندرية وكفر الشيخ والغربية للمرور على العيادات والمستشفيات الخاصة، وتم ضبط عدداً من الأدوية مجهولة المصدر والغير مسجلة بهيئة الدواء المصرية، ومستلزمات طبية مجهولة المصدر، وأدوية مخدرة وأدوية مؤثرة على الحالة النفسية، ومزاولة مهنة الصيدلة بدون ترخيص، وأماكن تخزين غير مرخصة، وضبط بمحافظتي سوهاج والفيوم عدد 4 صيدليات غير مرخصة، بالإضافة إلى ضبط عدد من الباعة الجائلين بمحافظة القاهرة بحوزتهم كمية من الأدوية منتهية الصلاحية، وضبط سيارتين واحدة بمحافظة الدقهلية والأخرى بمحافظة الأقصر محملة بكميات من الأدوية إلى أماكن غير معروفة لحجبها عن التداول بالأسواق، وتنفيذ حملة على محال المستلزمات الطبية المخالفة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بمحافظتي الجيزة والقاهرة، وبلغت القيمة التقديرية للمضبوطات بأكثر من 57 مليون جنيه مصري.
وجود مخالفات بخصوص تداول الأدويةوتهيب هيئة الدواء المصرية بكافة الصيادلة والمواطنين التواصل معها عبر سبل التواصل المختلفة، في حال وجود مخالفات بخصوص تداول الأدوية، من خلال الخط الساخن ١٥٣٠١ أو موقع الهيئة الرسمي.
يأتي ذلك في إطار جهود هيئة الدواء المصرية الخاصة بضبط سوق الدواء ، والحفاظ على جودة وفاعلية وأمان المستحضرات الدوائية، والمستلزمات الطبية المتداولة بالمؤسسات الصيدلية، كذلك متابعة أماكن التخزين والتداول ومداهمة الأماكن غير المرخصة.