أكد تحليل أممي أن الأطفال في اليمن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الناجمة عن الصدمات المناخية والبيئية، وضعفهم أمام تلك الصدمات بسبب محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية للمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) في "تحليل المشهد المناخي وتأثيره على الأطفال في اليمن"، إن الأطفال أكثر عرضة للخطر بسبب التعرض لصدمات المناخ والبيئة، و"تشير التقديرات إلى أن 12,2 مليون طفل في البلاد يعيشون في مناطق معرضة لواحد أو أكثر من الأمراض المنقولة بالنواقل".

وأضاف التحليل إنه ووفقا لمؤشر "يونيسف" الخاص بتعرض الأطفال لمخاطر المناخ، فإن اليمن تحتل المرتبة 26 من بين 163 دولة، أي أنه في مرتبة (خطورة شديدة للغاية)، حيث يكون الأطفال أكثر عرضة للخطر بسبب التعرض لصدمات المناخ والبيئة وضعفهم أمام تلك الصدمات بسبب محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية للمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة.

وأشارت "يونيسف" إلى أن الأطفال في اليمن لا يزالون يموتون أساساً بسبب أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها بسهولة مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والملاريا، وغالباً ما يكون سوء التغذية السبب الكامن وراء الوفيات بينهم، و"لكن من الممكن أن تساهم درجات الحرارة المرتفعة والسيول - التي تهيئ الظروف الملائمة لتكاثر البعوض - في ارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا وحمى الضنك، وبالتالي زيادة الوفيات في أوساطهم".

وتوقع التحليل ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال في اليمن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض المحمولة بالنواقل، وتواتر الأحداث المناخية القاسية، وتفاقم حالات سوء التغذية بسبب موجات الجفاف والسيول التي تؤثر على الزراعة، وتقلّص توافر المياه المأمونة.

ودعت منظمة "يونيسف" إلى ضرورة مراجعة أوضاع المناخ والبيئة والطاقة والحد من مخاطر الكوارث وتأثيراتِها على الأطفال وتوفير الحماية والبيئة الآمنة لهم، والعمل على تعزيز استمرار الخدمات الاجتماعية في مجالات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي والتعليم، من أجل بناء عالم أفضل للأطفال.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الأطفال فی الیمن

إقرأ أيضاً:

صندوق أممي: 1.5 مليون فتاة يمنية لم تلتحق بالتعليم خلال سنوات الصراع

يواصل التعليم في اليمن التراجع بوتيرة مقلقة، حيث كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن واقع مأساوي تعيشه الفتيات اليمنيات، مشيرًا إلى أن نحو 1.5 مليون فتاة لم تلتحق بالتعليم خلال العقد الماضي، في واحدة من أكثر الأزمات التعليمية حدة على مستوى العالم.

وذكر الصندوق في تقرير حديث له أن الفقر والعنف والنزوح وانهيار الخدمات الأساسية ساهمت جميعها في إقصاء ملايين الفتيات عن المقاعد الدراسية، مؤكدًا أن هذا الغياب لا يحرمهن فقط من فرص التعليم والعمل في المستقبل، بل يعرضهن لمخاطر جسيمة مثل زواج الأطفال والحمل المبكر، وما يرافق ذلك من مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد حياتهن.

ويأتي هذا التحذير في وقت تشير فيه تقارير محلية إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات زواج القاصرات، خاصة في أوساط الأسر النازحة التي فقدت مصادر دخلها وتعاني من ضعف الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية، ما يدفع الكثير منها إلى تزويج بناتها في سن مبكرة كخيار اضطراري في مواجهة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار التقرير إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل بالشراكة مع منظمة اليونيسف و"اتحاد نساء اليمن" على تنفيذ مبادرات تستهدف الحد من ظاهرة زواج الأطفال، أبرزها فصول محو الأمية للفتيات، والتي تشمل الفتيات اللواتي أجبرتهن الحرب أو النزوح أو العنف الأسري على مغادرة المدرسة.

ويستفيد من هذه المبادرات أكثر من 738 فتاة في 22 فصلًا دراسيًا موزعة على خمس محافظات يمنية. إلا أن هذه الجهود تواجه تهديدًا بالإغلاق الوشيك بسبب نقص التمويل الحاد، وهو ما وصفه الصندوق الأممي بأنه "انتكاسة كارثية" لبرامج الحماية والتنمية الموجهة للفتيات في اليمن.

في هذا السياق، أطلق الصندوق نداءً عاجلًا لتوفير 70 مليون دولار لتمويل استجابته في اليمن لعام 2025، إلا أن التمويل المتوفر حتى الآن لا يتجاوز ربع المبلغ المطلوب، ما يُنذر بحرمان آلاف النساء والفتيات من برامج حيوية تشمل التعليم والدعم النفسي والرعاية الصحية الأساسية.

ويحذر الصندوق من أن استمرار هذا العجز المالي سيقود إلى تفاقم معاناة النساء والفتيات، وسيقضي على آمالهن في استعادة جزء من حياتهن الطبيعية في بلد تحوّل فيه التعليم إلى رفاهية نادرة.

ويأتي هذا التحذير الأممي في سياق أزمة مركبة تعصف باليمن، حيث تسبب النزاع المسلح بانهيار مؤسسات الدولة، ودمار البنية التحتية، وتفشي الفقر والجوع، مما فاقم الأعباء على الأطفال والفتيات بشكل خاص.

وبينما تزداد التحديات التي تواجه الفتيات اليمنيات في سبيل الحصول على التعليم، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة وغير كافية لمواجهة حجم الكارثة، في وقت يحتاج فيه اليمن إلى تحرك عاجل وجاد لإعادة الأمل إلى جيش من الفتيات اللاتي حُرمن من أبسط حقوقهن الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الأطفال بعد الإصابة بكوفيد-19.. هل هم في أفضل حال؟
  • فلوريدا تقاضي سناب شات بسبب الأطفال والمراهقين
  • تقرير جديد يكشف عن جهود مكافحة تغير المناخ في اليمن
  • أكثر من 55 مليون مسافر مغربي ومغربية اختاروا القطار في 2024
  • "الاستثمار الأوروبي" يعتزم ضخ 60 مليون دولار لدعم التكنولوجيا الخضراء في أفريقيا وآسيا
  • الصحة: تدريب أكثر من 13 ألف طبيب امتياز وتقديم خدمات توعية لـ2 مليون مواطن
  • قومي المرأة: النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النادرة
  • صندوق أممي: 1.5 مليون فتاة يمنية لم تلتحق بالتعليم خلال سنوات الصراع
  • باكستان تطلق حملة تطعيم لحماية 45 مليون طفل من شلل الأطفال
  • أكثر من 3 مليون.. إيرادات فيلم "سيكو سيكو"