القراءة متعة النفس .. والتحديات تعالج بأساليب حديثة
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
الثقافية – وهيب الوهيبي
وصف راشد الشعلان مشرف اللغة العربية بتعليم الرياض سابقا والمدرب في فن الاستمتاع بالقراءة للشباب
القراءة بمتعة النفس وملاذ الروح التى تفتح للإنسان أبوابا واسعة من المعرفة
والثقافة والأدب لافتا إلى أن من أسباب تأثير عمالقة الأدب العربي على مجتماعاتهم أمثال عباس العقاد وأحمد الزيات وطه حسين والشيخ علي الطنطاوي وغيرهم كانت بسبب شغفهم وحبهم للقراءة مؤكدا في هذا الصدد عبارة ( لن تجد مثقفا أو أديبا
مؤثرا الإ إذا كان قارئا نهما )
وعّد الشعلان في لقاء نظمته منصة نديم وأستضافه نادي الكتاب بمناسبة يوم التطوع القرائي بالعاصمة الرياض
التطوع في نشر ثقافة القراءة قيمة وطنية وسلوك إنساني لافت يعزز مفهوم العطاء في المجتمع
وقال : ما أجمل أن تجد مثقفا أو أديبا
يخصص جزءاً من وقته وجهده في التعريف بكتاب ثقافي أو يستعرض جانبا من سير الأدباء والمثقفين ويقدمها للآخرين بلغة سهلة وجميلة
واعتبر أن اطلاق المبادرات التطوعية في أروقة المدارس وداخل الأحياء السكنية في تنمية مهارات اللغة والكتابة والتشجيع على القراءة
صورة أخرى من صور التطوع التي
تحفز على القراءة والمطالعة
اقرأ أيضاًالمجتمعمجلس شؤون الأسرة والمشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس” يوقّعان مذكرة تفاهم
وأمام التقنيات الحديثة والهواتف الذكية والمنصات الالكترونية التي ساهمت في عزوف الشباب والأبناء
عن القراءة أكد الشعلان ضرورة مواجهة تلك التحديات و خلق أساليب حديثة في جذب الناشئة إلى القراءة
والمطالعة وتشجيعهم عليها من خلال
توفير الكتب المناسبة والقصص المشوقة التي تناسب أعمارهم في أماكن قريبة منهم ومن غرف نومهم وزيارة المكتبات بين فترة وأخرى واحاطتهم بالكتب المفيدة منها
إلى جانب تحفيزهم بالمكافأت والجوائز التشجيعية عند الانتهاء من قراءة الكتاب
وأوصى في هذا الصدد أن تصبح القراءة من عادات الشخص اليومية ومن هواياته المفضلة واختيار الكتب التي تناسب اهتماماته وتدوين الملاحظات على الكتاب واصطحاب
كتاب يقرأ فيه قبل أن يخلد إلى النوم مع مراعاة أن تكون سيرة المؤلف حسنة
وخلفيته الثقافية تستحق العناية
والاهتمام
وعلق الشعلان على كتابه ( حوارات ظريفة مع أبرز شعراء العرب ) بالقول عمدت فيه إلى أسلوب الخيال الأدبي ومحاورة عمالقة الشعرالعربي بأسلوب بسيط وخفيف يجمع بين المتعة و النكتة في ذات الوقت ويتناغم مع المرحلة التي يعيش فيها الشباب هذه الأيام سلطت فيه الضوء على أبرز محطات الشعراء وقصائدهم وفي مقدمتهم عنترة بن شداد وزهير والأعشى وطرفة ومجنون ليلى والفرزدق وجرير وأبي تمام وأحمد شوقي وغيرهم
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
هل تسهم المهرجانات الفنية في تعزيز الإبداع أم تروج للسلعة الثقافية؟
تعتبر المهرجانات الفنية أحد أهم الأحداث التي تجمع الفنانين والجمهور من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تقديم أعمال فنية متنوعة في مجالات السينما، والموسيقى، والفنون التشكيلية، والمسرح، وغيرها. ولكن مع ازدياد عدد المهرجانات الفنية وانتشارها في كافة أنحاء العالم، تطرح العديد من الأسئلة حول دور هذه الفعاليات: هل تسهم المهرجانات في تعزيز الإبداع الفني وتطويره، أم أنها أصبحت مجرد منصات تروج للسلعة الثقافية وتتحول إلى سوق تجارية؟ وبين هذه الأسئلة المعقدة، يظهر تساؤل أساسي: هل المهرجانات الفنية قادرة على حفظ قيم الفن الأصيلة أم أنها تسهم في تسليع الثقافة وتحويلها إلى منتج استهلاكي؟
في الأصل، كانت المهرجانات الفنية تهدف إلى تقديم الإبداع الفني في مجالاته المختلفة، ومنح الفنانين منصة لعرض أعمالهم وتبادل الأفكار والخبرات. كانت هذه المهرجانات تسهم في فتح أفق الجمهور على أشكال جديدة من الفن والثقافة، وتساهم في تعزيز الحوار الثقافي بين مختلف الشعوب والمجتمعات. ومن خلال هذه المهرجانات، كان يتم تسليط الضوء على أعمال فنية مبتكرة تساهم في تطوير الصناعة الفنية وتوسيع نطاق التأثير الفني على المجتمعات.
على سبيل المثال، مهرجان كان السينمائي أو مهرجان فينيسيا للأفلام يعكسان دور المهرجانات في دعم السينما والفنانين المستقلين، وتقديم فرصة لهم للوصول إلى جمهور عالمي. بينما المهرجانات الموسيقية مثل "مهرجان كوتشيلا" أو "غلاستونبري" توفر منصات للموسيقيين والفنانين الشباب لتقديم موسيقاهم، مما يعزز التنوع الثقافي ويسهم في خلق حوار بين مختلف الأجيال والأساليب.
مع مرور الوقت، وتحت ضغوط العولمة والتجارة، بدأت المهرجانات الفنية تتحول بشكل تدريجي من منصات إبداعية إلى سلع ثقافية تُروج وتُسوق. في العديد من الحالات، أصبحت المهرجانات تركز بشكل أكبر على جذب السياح والمستثمرين أكثر من تسليط الضوء على الفن نفسه. كما أن بعض المهرجانات تروج لنجوم الفن العالميين وتعرض أعمالًا تركز على جذب الجمهور، في حين تُغفل الأعمال الفنية المستقلة أو التجريبية التي لا تملك القدرة على جذب حشود ضخمة أو تحقيق إيرادات كبيرة.
هذه التحولات قد تؤدي إلى فرض قيود على الإبداع، حيث يصبح الفنانون مجبرين على تقديم أعمال تناسب متطلبات السوق وتواكب الاتجاهات السائدة. وبدلًا من أن تكون المهرجانات مساحة مفتوحة للابتكار والتجديد، تتحول إلى فعاليات تروج لمنتجات ثقافية تُسوق بطريقة تجارية.
إن أحد أبرز التحديات التي تواجه المهرجانات الفنية في العصر الحالي هو التوازن بين الفن والربح. فبينما يُعد الجانب التجاري جزءًا من أي حدث كبير في العصر الحديث، فإن المهرجانات الفنية التي تركز بشكل أكبر على الربح قد تؤدي إلى تهميش الفنون التي لا تجذب الانتباه الجماهيري أو التي لا تملك القدرة على تحقيق أرباح ضخمة.
المهرجانات التي تُركز على استعراض الأسماء الكبيرة، سواء في السينما أو الموسيقى أو المسرح، قد تساهم في تعميم فكرة أن الفن هو مجرد منتج قابل للاستهلاك. بدلًا من تكريم الأعمال التي تسعى لإحداث تغيير ثقافي أو اجتماعي، يتم تقديم الأعمال التي تتوافق مع الذوق العام وأذواق الجماهير الواسعة، مما يجعل المهرجانات أقل إبداعًا وأقل تحفيزًا للفنانين الجدد أو المبتكرين.
علاوة على ذلك، فقد تحول بعض المهرجانات إلى مناسبات تجارية موجهة نحو السياحة، حيث يهيمن الجانب التجاري على التنظيم والبرمجة. في هذا السياق، يتم التركيز على جلب الزوار، مما قد يؤدي إلى تقليص فرص الفنانين المحليين أو الجدد في عرض أعمالهم في تلك الفعاليات.
رغم هذه الانتقادات، تبقى المهرجانات الفنية أماكن مهمة لتسليط الضوء على التميز الثقافي والفني. فهي توفر فرصة للفنانين والمبدعين للتعبير عن أنفسهم والتفاعل مع جمهور عالمي، مما يعزز فهم الثقافات المختلفة. بعض المهرجانات، مثل "مهرجان القاهرة السينمائي" و"مهرجان دبي السينمائي"، على سبيل المثال، لعبت دورًا هامًا في دعم السينما العربية وتقديم أعمال مستقلة تحكي قصصًا متنوعة وتنقل رسائل قوية حول قضايا مجتمعية وإنسانية.
وتعتبر المهرجانات أيضًا منصات لتقديم الفنون التي تعكس الهويات الثقافية المختلفة وتساعد على الحفاظ عليها من الاندثار. ومن خلال التفاعل بين الفنانين والجمهور، يتم تبادل القيم الثقافية والفنية بين المجتمعات المختلفة، مما يساهم في بناء جسر من الفهم المتبادل.
على الرغم من الضغوط التجارية التي تواجهها المهرجانات الفنية، يمكن أن تسهم هذه الفعاليات في تعزيز الإبداع بشرط أن تبقى المهرجانات ملتزمة بمهمتها الأصلية في دعم الفن والفنانين بعيدًا عن الضغوط التجارية. يمكن للمهرجانات أن تخلق مساحة للفنانين الجدد والمبتكرين، وتساعد في تقديم أعمال فنية تثير النقاش والتفكير النقدي لدى الجمهور. في هذا السياق، فإن المهرجانات التي تركز على الجودة الفنية وتركز على تقديم أعمال متنوعة تجذب الجمهور من خلال الإبداع، لا تجلب الفائدة للفنانين وحسب، بل تساعد أيضًا في تطوير الثقافة والفنون في المجتمع.
من خلال توفير منصات لعرض الأعمال المستقلة والمبتكرة، قد تسهم المهرجانات في تحفيز الحوار بين الأجيال المختلفة، وتعزيز التنوع الثقافي. كما يمكن أن تركز المهرجانات على تسليط الضوء على الفنانين الذين يتناولون قضايا اجتماعية أو بيئية هامة، مما يساهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال الفن.
المهرجانات الفنية، في مجملها، تظل ساحة حيوية يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز الإبداع الثقافي والفني. ومع ذلك، فإنها لا تخلو من التحديات التي قد تؤثر في توازنها بين الفن والربح. إذا كانت المهرجانات تهدف إلى أن تكون منصات للفن الحقيقي والابتكار، فإنها بحاجة إلى الالتزام برسالتها الأصلية والتركيز على دعم الأعمال الفنية ذات القيمة الثقافية والفكرية، بدلًا من الاكتفاء بالتجارة والربح السريع. وفي النهاية، تظل المهرجانات الفنية بحاجة إلى التوازن بين إرضاء الجمهور وتحقيق الأرباح وبين الحفاظ على الأصالة الفنية وتشجيع الإبداع المتجدد.