السوربون الفرنسية تلتحق بركب حراك الجامعات المؤيد لفلسطين
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
باريس – للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، اضطرت الشرطة الفرنسية للتدخل داخل حرم جامعي ضد طلاب يعربون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، في إشارة واضحة إلى انتقال المظاهرات المؤيدة لفلسطين من جامعات أميركية إلى أوروبا، تزامنا مع دخول حرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة شهرها السابع.
وبعد إخلاء جامعة العلوم السياسية في باريس الأربعاء الماضي، نصب الطلاب نحو 40 خيمة في فناء جامعة السوربون الشهيرة أمس الاثنين، قبل أن تقتحمه قوات الأمن بناء على طلب رئيس الوزراء غابرييل أتال، الذي طلب الاستجابة السريعة "لاستعادة النظام العام".
وبدعوة من تنسيقية لجان دعم فلسطين في جامعة السوربون وباريس 1 بانتيون السوربون، واصلت الأصوات الداعمة لقطاع غزة وقفتها الاحتجاجية أمام مبنى الجامعة بهتافات مثل "نتنياهو أنت انتهيت.. الانتفاضة في الشارع"، و"إسرائيل مجرمة.. ماكرون متواطئ"، و"فلسطين حرة"، و"إنها إبادة جماعية وليست حربا".
الطلاب رفعوا شعارات متنوعة مؤيدة لفلسطين ومنددة بجرائم إسرائيل (الجزيرة) جيل شابشارك عدد من النواب عن حزب "فرنسا الأبية" في هذه الوقفة الاحتجاجية، بمن فيهم ديفيد غيرو الذي اعتبر أنه من المهم دعم صوت هذا الجيل الشاب الذي لا يقبل مشاهدة الإبادة التي يتعرض له الشعب الفلسطيني دون أن يحرك ساكنا، ويسعى إلى نشر رسالة التضامن واحترام القانون الدولي وضمان الحق في تقرير المصير والكرامة.
وقال غيرو، في حديث للجزيرة نت، إن الطلاب حددوا بوضوح أنه "يتعين علينا ممارسة الضغط على إسرائيل، وأن الأمر لن يتوقف عن طريق المطالبة بلطف بوقف الإبادة الجماعية"، مؤكدا على ضرورة التنديد والضغط وفرض العقوبات.
كما أشاد زميله توماس بورت بالأصوات الشابة التي تطالب بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتطالب بالسلام ووقف إطلاق النار، وقال "نحن فخورون بوجودنا هنا إلى جانبهم، هؤلاء الشباب يكشفون على الملأ مدى تقاعس الحكومة الفرنسية وتواطؤها في الجرائم التي تحدث في غزة".
وسبق أن نظمت اتحادات طلاب جامعة السوربون مظاهرة في ساحة البانثيون الخميس الماضي بالتزامن مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الجامعة عن مستقبل أوروبا، فنددوا بموقف الحكومة من الحرب على قطاع غزة، وعبّروا عن انعدام ثقتهم في سياستها الخارجية.
Gaza Gaza Sorbonne est avec toi ✌️????????
On rejoint le mouvement international dans les facs pour la fin du génocide ! On ne se taira pas ! Rejoignez-nous ! pic.twitter.com/go1wLxTGJU
— Ariane Anemoyannis (@AAnemoyannis) April 29, 2024
قمع الأصواتوقد استنكرت الطالبة عائشة، التي كانت من الطلاب الذين أجلتهم الشرطة خارج فناء الجامعة، قمع أصواتهم المسالمة، وقالت "يقولون لنا إننا في بلد حرية التعبير لكنهم يمنعوننا من الهتاف باسم فلسطين، أو وصف ما يحدث في قطاع غزة بالإبادة الجماعية، لأنها ليست مجرد حرب عادية".
وأضافت، في حديث للجزيرة نت، أن مطالبهم لا تختلف عن مطالب طلاب جامعة العلوم السياسية، "يجب أن تنهي السوربون شراكاتها مع الجامعات الإسرائيلية الموجودة في الأراضي المحتلة، لأنه أمر غير مقبول".
بدوره، جاء الطالب السبعيني كريستوف للمشاركة في المظاهرة لدعم القضية الفلسطينية والاحتجاج ضد موقف الحكومة الفرنسية، معتبرا أن اتهامات "معاداة السامية" التي يتعرض لها بعض النواب "فضيحة"، وأكد في حديثه للجزيرة نت أنه "متفائل جدا بما نشهده اليوم في فرنسا والولايات المتحدة لأن ذلك يتسبب في جنون بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة".
ولفت النائب عن حزب فرنسا الأبية توماس بورت إلى وجود محاولات حقيقية لإسكات كل من يثير مسألة القانون الدولي، قائلا "رأينا ذلك بعد اتهام المحامية الفلسطينية ريما حسن وزميلتنا في الحزب ماتيلد بانو والأمين العام لنقابة سي جي تي، فضلا عن طلاب ومدرسين وناشطين آخرين، بتهم تمجيد الإرهاب".
وذكر بورت، في حديث للجزيرة نت، أن القضاء الفرنسي بدأ في التحقيق، لكنه أكد رفضه الصمت، وتساءل "من يظن أننا سنبقى صامتين عندما يُقتل 34 ألف فلسطيني؟ من يستطيع أن يظن أننا سنصمت عندما تكون هناك إبادة جماعية؟ لا شيء سيجعلنا نستسلم ولن نستسلم أبدا".
المتظاهرون طالبوا بقطع شراكات جامعة السوربون مع الجامعات الإسرائيلية (الجزيرة) وقف التمويلوفي رد فعل مفاجئ، أعلنت رئيسة المجلس الإقليمي لمنطقة "إيل دو فرانس" فاليري بيكريس أمس الاثنين تعليق تمويل جامعة العلوم السياسية "إلى أن تتم استعادة الهدوء والأمن".
وقالت في تغريدة على صفحتها على منصة إكس إن "أقلية من الأشخاص المتطرفين الذين يدعون إلى الكراهية المعادية للسامية، والذين استغلهم حزب فرنسا الأبية وحلفاؤه اليساريون الإسلاميون، لا يستطيعون إملاء قانونهم على المجتمع التعليمي بأكمله".
ويأتي وقف هذا الدعم الإقليمي للمؤسسة الباريسية المرموقة -الذي تصل قيمته لمليون يوروـ ردا على حشد الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية، في حين التزمت إدارة الجامعة مساء الجمعة بتنظيم نقاش داخلي وتعليق الإجراءات التأديبية المتخذة ضد المتظاهرين.
وعلق النائب الفرنسي جيروم لوغافر على ذلك بقوله إن الحكومة الحالية خصوصا لا تزال تحاول قمع كل الأصوات المتضامنة مع فلسطين، وشبّه القمع بما يحدث في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، واصفا ذلك بـ"المناخ المقلق الذي يشكل خطرا على الديمقراطية".
وتحدث للجزيرة نت عن التهم الموجهة إليهم بالتحريض على "الإرهاب ومعاداة السامية"، واستدعائهم من قبل الشرطة بشكل مستمر بسبب مطالبتهم بوقف المذبحة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ووقف إطلاق النار فورا، وقال "القمع البوليسي وإخلاء الأماكن والجامعات هو جزء من هذا السياق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات جامعة السوربون للجزیرة نت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
التزام بدعم الطلاب.. رد حاسم من التعليم العالي بعد وقف منح الوكالة الأمريكية
حالة من الجدل أثيرت عبر إعلان أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف جميع المنح والقروض الاتحادية، وذلك بدءا من أمس الثلاثاء، في قرار شامل قد يعطل برامج التعليم وبرامج الرعاية الصحية، ومساعدات الإسكان والإغاثة من الكوارث، وطائفة من المبادرات الأخرى التي تعتمد على مليارات الدولارات الاتحادية.
حل مشكلة جميع الطلاب المصريين المقيدين على منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليةوخرجت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات، بقرار حسم الأمر بعد عقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مساء أمس الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا للمجلس الأعلى للجامعات بحضور الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات والسادة أعضاء المجلس ، والدكتور إيهاب عبدالرحمن وكيل الشئون الأكاديمية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، وذلك بنظام "أونلاين".
معرض الكتاب يناقش "فهارس المقامات والألحان" ضمن برنامج "ضيف الشرف"الرئيس الكينى يشيد بجهود السيسى وقيادته الحكيمة للوضع في غزة وتعزيز استقرار المنطقةوقد أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في إطار حرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على المستقبل الأكاديمي لطلاب المنح الدراسية ودعمهم، على التزام الوزارة بمساندة أبنائها من طلاب هذه المنح في مختلف الجامعات في مصر ، مشيرا إلى التعاون الوثيق بين الوزارة والجامعات بما يخدم مصلحة الطلاب في مواصلة مسيرتهم الأكاديمية، باعتبار أن التعليم ركيزة أساسية لبناء مستقبل مشرق لهم وللوطن.
وقد تم خلال الاجتماع مناقشة مشكلة الطلاب المُلتحقين بالجامعات المصرية على منح مقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، عقب قرار تعليق جميع برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على مستوى العالم لمدة 90 يومًا.
وناقش الاجتماع موقف 1077 طالبًا في مرحلة البكالوريوس على منح الوكالة موزعة على الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية (877 طالبًا) والجامعة الأمريكية بالقاهرة (200 طالب).
فقد أكد الدكتور عادل عبد الغفار المتحدث الرسمي للوزارة، أن الاجتماع انتهى إلى ضرورة تذليل أي معوقات تواجه طلاب المنح كالتالي، من بينها التأكيد على مراعاة مستقبل أبنائنا من طلاب المنح في كافة الجامعات المصرية (الحكومية والخاصة والأهلية) التي تندرج تحت إشراف المجلس الأعلى للجامعات من تداعيات هذا القرار المؤقت.
واضاف أنه سوف تلتزم الجامعات بكافة المخصصات و المصروفات الدراسية التي كانت تخصصها الوكالة الأمريكية لأبنائنا الطلاب حتي انتهاء الفصل الدراسي الثاني ، كما ستظل الوزارة والجامعات ملتزمة بدعم هؤلاء الطلاب لمواجهة أي تحديات مستقبلية .
كما وأحيط المجلس علما بقيام الجامعة الأمريكية بتحمل نفقات الطلاب المصريين المسجلين بالمنحة (200 طالب) خلال الفصل الدراسي الثاني، مع استمرار التنسيق مستقبلا مع الوزارة في هذا الشأن.