سواليف:
2025-03-18@20:29:14 GMT

بلا مجاملة

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

#بلا_مجاملة د. #هاشم_غرايبه

يكثر الحديث عن فشل الإسلام السياسي، لكن عند مراجعة القائل بذلك، نجده يقصد فشل حزب الإخوان الإسلاميين في الحكم.
طبعا لن تسأله: لماذا يعتبر حزبا سياسيا اعتمد برنامجه على انتهاج الإسلام ممثلا وحيدا للإسلام، فيما لا يعتبر حزب البعث مثلا الذي اعتمد القومية العربية ممثلا للأمة، ولا الحزب الشيوعي في الكيان اللقيط ممثلا للشيوعية، لأنه سيبهت ويقول كلاما معلبا عن الماضوية والتخلف عن ركب التقدم العالمي المتمثل برأيه بالليبرالية، ليتبين لك أنه حافظ لمقولات لم يبذل جهدا في فهمها ولا التحققق منها.


وإذا أصر على ترديد العبارات الخشبية ذاتها بالقول أنه يعاديهم ليس لأنهم يريدون تطبيق الإسلام بل لأنهم عملاء للغرب.
ستتغاضى عن تناقضه الصارخ، فلا تسأله إثباتا لمقولته، لأنك تعلم أنه داعم ومؤيد لأنظمة عربية تعلن جهارا نهارا ولاءها للغرب، بل وتمارس العمالة بلا مواربة تحت مسمى التحالف والتنسيق الأمني، فتكتفي بسؤاله: هل هنالك نظام حكم في أي بلد في العالم يحكمه الإخوان، أو هل لديك واقعة تاريخية تسلموا فيها الحكم يمكننا فحصها تثبت رأيك؟.
بالطبع سيرتبك، لأنه لن يجد غير التمسك بالقول: هم فاشلون وهذا شيء معروف لا يحتاج الى دليل.
أي هي عنزات ولو طاروا!.
من ناحيتي، فلست في معرض الدفاع عن حزب الإخوان المسلمين، ولا عن غيرهم من الأحزاب، ولو كنت مقتنعا بأن هذا الحزب أو ذاك سيحقق لأمتنا ما تصبو اليه من استقلال وعزة لانتسبت إليه، فأنا احترم التزام المرء بأي إطار جبهوي منظم، يهدف لإخراج أمتنا من حالها البائس الراهن، لكن الممارسات التنظيمية للأحزاب الحالية منفرة لمن يحب العمل العام، ويغلب عليها الشخصانية، اي اتخاذ التنظيم وسيلة لارتقاء الشخص وتحقيق الأمجاد والمكاسب الفردانية، وليس الإرتقاء بالفكر والبرنامج.
ولعل ذلك من أهم أسباب فشل العمل الحزبي، فالأنانيات التنظيمية جعلت التنافس البيني بين الأحزاب مقدما على التناقض الرئيسي مع السلطة القامعة لكل من يعارض ويطالب بالإصلاح، كما أسهم القمع الداخلي داخل الحزب ذاته في تمسك القيادات بالمنصب، مما أدى الى عدم تجدد الدماء الرافدة، فترسخت الأخطاء، مما أوقف التصحيح الذاتي، وعطل تطوير البرامج وفق المستجدات.
يثبت صحة ما سبق، استمرار المنحنى الهابط في حال الأمة، مقارنة بالصعود المتسارع لدى الأمم التي تماثلنا في تعرضها لظلم الغرب وهيمنته، مثل الصين والهند وروسيا وسنغافورا.. وحتى في الدول المتخلفة كرواندا التي أنهكتها الحروب الأهلية أكثر منا.
لم تنهض تلك الأمم إثر انقلاب عسكري، ولا بعد انتفاضة شعبية، بل عندما تولت السلطة إدارة نالت شرعية الحكم من إخلاصها لبلدها، وليست لولائها للغرب وتنفيذها لإملاءاته، لأن تقديم الأنظمة العربية الولاء لأمريكا ثمنا لبقائها في الحكم، ضريبته المباشرة تقديم مصالح الراعي الأعلى على مصالح الرعية، فرأينا خيرات البلاد تضيع بلا تحقيق أي مردود يحقق الاستقلال، سواء تلك الفاسدة التي أفقرت شعوبها لإجباره على التطبيع المهين، أو تلك التي أضاعت الموارد الهائلة ما لا ينفع، وبذرت على مظاهر البذخ العمراني، فيما هي لا تقوى على حماية عماراتها إلا بالاستعانة بقواعد عسكرية غربية، لتبقى على الدوام مستعمرة مهانة.
من ابتدع مصطلح الإسلام السياسي هو الغرب المستعمر وعملاؤه الخانعون، بهدف شيطنة الداعين الى اتباع الساسة لمنهج الله، فالإسلام منهج حكم وليس مجرد طقوس تعبدية، ونظام سياسي اجتماعي اقتصادي متكامل، لا يقبل التجزيء، وبالطبع فمن ينتهجه سينجح قطعا، لأنه الوصفة الإلهية المطلقة الصحة لتحقيق كرامة الأمة، وإرساء العدالة والأخوة البشرية والمساوة.
ولما كانت أنظمة (سايكس – بيكو) هي وسيلة المستعمر الغربي لفصل الأمة عن منهجها، فلا يتوقع أن تسمح بعودته بإرادتها، بل بالنضال.
وبناء على ذلك، فكل حزب يسعى مخلصا للتحرر من هذا الواقع، عليه أن يضع برنامجه مرتكزا على تطبيق منهج الله.
والقول بأن الإخوان يحتكرون الدين حجة ساقطة، فديننا ليس مؤسسة كنسية تحتكر صكوك غفران، ولا إمامة فقيه يوزع مفاتيح الجنة، فالاجتهاد لاستنباط برنامج سياسي منه متاح لكل عاقل مؤمن.
بعد كل التجارب والأخطاء آن لنا أن نميز بين الغث والسمين، فمن يريد خيرا لهذ الأمة، لن ينفعه برنامج مستورد، بل ما يستمد من الإسلام، فقط لاغير.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

سحر البيان في تناسب آي القرآن


واستضافت الحلقة الدكتور محمد عبد الفتاح الخطيب، وهو أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر ورئيس لجنة الوقف والابتداء بمصحف الأمة.

يقول الله عز وجل في سورة البقرة "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون".

ويوضح الدكتور الخطيب أن المسلم حينما يقرأ القران الكريم في غيبة المعنى وفي غيبة اليقظة لا يكون له أثر في حياته ولا في تحركه في الحياة، ويذكّر بأن الله عز وجل يقول في سورة ص: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب".

ويشير إلى أن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، وهو أحد الصحابة الذين تنتهي إليهم أسانيد القرآن الكريم، يقول فيما رواه عنه الهيثمي في زوائده وابن الأثير في غريبه "من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين".

ويقال في اللغة ثورت الأرض أي قلبتها وحرثتها وجعلت ظاهرها باطنها وباطنها ظاهرها.

ويلفت إلى أن الأمة الآن بكل ما يحيط بها من تحديات ومصاعب تحتاج إلى تثوير حياتها، وأن تبدأ بالقرآن الكريم، بمعنى أن تحسن التلقي عن الله عز وجل فهما وتنزيلا، ويبرز أن كل آية في القرآن الكريم هي في الموضع الذي أراد الله عز وجل أن تكون فيه، وكل سورة هي في موضعها الذي أراد الله عز وجل أن تكون فيه، وكل اسم لسورة هو في موضعه الذي أراد الله عز وجل أن يكون فيه.

إعلان

ويقول الخطيب إن المسلم عليه أن يتساءل عن سبب تسمية سورة البقرة مثلا بهذا الاسم، هل لأن حادثة بني إسرائيل شيء غريب وعجيب كما ذهب بعض العلماء؟ أم إن هناك سرا وحكمة أخرى؟

ثم إن القرآن الكريم يكرر كثيرا من القصص، مثلا قصة آدم عليه الصلاة والسلام مع إبليس وردت في سورة البقرة وفي الأعراف والحجر و"ص" والكهف، لكن القرآن الكريم يختار لكل سورة من ملامح القصة مشهدا يختلف عن كل المشاهد.

ويذكر الخطيب أن العلماء والشيوخ الكبار يقولون إن كل شيء في القرآن الكريم هو مناسب لما وضع فيه، لا اختلال ولا تغاير ولا تنافر، وإنما هو كما أراده الله سبحانه وتعالى.

وفي توضيحه لمعنى التناسب في الآيات، يوضح أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر أن أطول سورة في القرآن الكريم هي البقرة، وهي فسطاط القرآن، أي الخيمة، وتشتمل على كل معاني القرآن الكريم، وتسمى أيضا سنام القرآن لأن فيها كل معنى يريد الله عز وجل أن يربي الأمة به وأن تتحرك به.

ويدعو الخطيب المسلمين إلى التمعن في الآيات، وأن لا تمر عليهم وهم في عجلة وفي غفلة عن اليقظة التامة، ويدعو المسلم إلى أن يسأل نفسه مثلا عن سورة البقرة وسبب تسميتها بهذا الاسم، وعن سبب الانتقال من الحديث عن قصة الخلق إلى الحديث عن بني إسرائيل.

ويجيب حول سبب الانتقال بأن بني إسرائيل في ذلك الوقت كانوا هم الأمة الوحيدة والمجموعة الفريدة التي تمتلك القصة الحقيقية للخلق كما أنزلها الله عز وجل في التوراة قبل أن يحرفوها، وكانوا أيضا هم الأمة الفريدة قبل نزول الوحي التي تمتلك الخارطة الأصلية لهذا الوجود، ثم كان العبث منهم بقصة الخلق.

16/3/2025-|آخر تحديث: 16/3/202506:15 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • جماعة الإخوان المسلمين تدين تجدد العدوان على قطاع غزة وتوجه رسالة للدول العربية
  • مصدر أمني يكشف حقيقة تضرر مواطنين من أحد المكاتب النموذجية للأحوال المدنية بالإسكندرية
  • الإخوان المسلمون تدين تجدد العدوان على قطاع غزة وتوجه رسالة للدول العربية
  • مصدر أمنى ينفى مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية حول الأحوال المدنية
  • مصدر أمني يكشف حقيقة منع مواطنين من إنهاء معاملتهم بمكتب للأحوال المدنية في الإسكندرية
  • مصطفى بكري يكشف أكاذيب «الإخوان الإرهابية» حول واقعة ضابط نجع حمادي
  • «أبو إسحاق الحويني».. الداعية السلفي الذي فضح «الإخوان الإرهابية»
  • الداخلية الفرنسية: الإخوان الإرهابيون يقتحمون الدولة من بوابة التعليم
  • سحر البيان في تناسب آي القرآن
  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني