موقع النيلين:
2025-03-10@02:10:03 GMT

عصام الحسين: بـ (الإبـــــرة) !!

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT


*بعدما صار تدبير العربيد الطائش ـ وأخاه الذي حط به قدره وما شَّد له أزره وجنودهما القتلة الفجرة ـ إلى إفتضاح وانكشف مأتاهم المُفارق لأبسط مبادئ الإنسانية وأضحت عاقبة مُلكهم الذي أرادوه طلاقة بغير قيد من السماء إلى بوار، أغرى الله العداوة والبغضاء بينهم ونسوا حظاً مما ذُكروا به وهم يُكبِّرون الله عند كل (تصويرة) مسوحاً دينياً يخفي تلذذهم للدم ونصراً متصوراً يهدونه للهالك عند قبره أو لروحه في الجحيم.

*

أنظر كيف تأله القوم من دون الله وأكلوا أموال الناس بالباطل واجترحوا نحواً من الإذلال والسبي دون أن يهتدوا إلى متاب لأن تخلفهم في القيم كان هو الضامن لعموم جرائمهم وشواغلهم العنصرية المريضة والبغيضة فوَّطد هؤلاء الغزاة ـ ومن مدَّ لهم من الدعم والسند مدا ـ للإنسلاخ عن دين دولة (56) أساس الحُجة والإحترام والإحتكام لمشروعية عُرف دولة العطاوة وأضغاث أحلام عرب الشتات.

*ثم انظر كيف غدا مشروعهم مُستحقر وبغيض فلم يُستجب لديمقراطيتهم التمثيلية إلا كُرها وما غشاهم ميمماً وجهه نحوهم إلا فاجراً يتخذهم مطية لشيء في نفسه وحقد فلا تجد في صفوفهم إلا أراذل القوم وأحطهم قدرا ومقدارا، وفي غدرهم اللعين لم يُستطاب لمن أُجتيحت قراهم مقام عندهم فهم لا يماثلونه ولا يمثلهم، حقاً إنها فتنة أصابت الناس وسلطة إستعمارية استباحت حريتهم وحرائرهم فتنكب البعض عن الدفع والمدافعة رهبة وانفجر لِصدهم آخرون توكلاً ودماً مسكوباً ونساء كذلك حملن السلاح حملةً لشفاء الغيظ وسحقاً للعادين عليهن ظلما.*

ثم أُجلي النظر في قضاء الله بفناء مشروع آل دقلو الذي هو أقرب إستناداً واستمداداً إلى قوى خارجية كأهل الإليزيه ودويلة بن زايد الشر فدار غرض الأولى حول دفع الجنجويد إلى تشييد كيان عرب الشتات ليخلوا لهم وجه الأرض الغنية بالثروات بدول غرب إفريقيا، أما الثانية فنشدت إغوائهم بعرض من الدنيا قليل فيقع عليهم السطو والهيمنة ووضع اليد على إطلالة البلاد البحرية فتختل توازنات الحياة تعطيلاً لعزيمة المدافعة عن الأرض ومحقاً لمعناها في النفوس.

*هكذا أُريد للجنجويد علوا إلى أجل مًسمى وهم أرادوها نعيماً ومُلكاً لا يُبلى فأدركتهم لعنة الثكالى واللائي أُستُبحن أبشع استباحة والذين هاموا على وجوههم وتقطعت بهم الأسباب وكادت تنحل عُرى الرابطة لو لم ينفتح الناس بالمناصرة أو يثوروا على طاغية رأى في المنام أنه الأعلى لا سلطان عليه من الله ولا قيد عليه في دين، فهلك ومن معه إلا قليل حصادهم يتم (بالإبرة) بعون الله.*

عصام الحسين

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رمضــان.. تجــارب أولى وذكريات تبقــــى وزمــن لا يعــود

لو سألت أحدًا من أصدقائك أو أقربائك أو كائنًا من يكون عن سر حبهم لشهر رمضان الفضيل، ستجد بأن هناك تقاربًا في الإجابات والردود السريعة، والبعض قد يتحدث عن رمضان وما يعنيه له باستفاضة كبيرة سواء من حيث البدايات أو الذكريات التي مرت عليه في هذا الشهر الفضيل، وقد يحكي لك البعض عن أسرار العلاقات الأولى بهذا الشهر وتجاربه الأولى مع صيام شهر رمضان المبارك في مراحله الأولى من حياته، وكيف كان يحاول أن يصوم أوقاتا متفاوتة من اليوم ويفطر في أوقات أخرى بدون أن يخبر أحدا من أهله ويصر على أن يكون أول الجالسين على المائدة الرمضانية وقت الإفطار، والبعض قد يستخرج لك العديد من المواقف التي لا ينساها مثل الصعوبات التي واجهها في بداية مشوار الصيام وتزامنها مع أوقات الدراسة وارتفاع في درجات الحرارة، وقد يقصُّ عليك البعض حال الناس في فترة زمنية بعيدة وكيف كانوا يحتفلون بقدوم شهر التوبة والغفران، وكيف كان الناس يتجمعون في المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وكأن الأطفال مصدر قلق للمصلين لحداثة أعمارهم وعدم التزامهم بخفض الصوت أو الحركة أثناء الصلاة، وعدد آخر سيتناول جانبا مهما من حياته ويخبرك بأنه لا يزال حتى يومنا هذا يحن للعودة إلى الوراء ويلتقي بنفس الوجوه الراحلة والأماكن التي لم تعد كما كانت في حقبة زمنية ماضية مثل دكان القرية الذي كان متنفسا مهما لهم في شراء الحلويات وغيرها بعد أداء صلاة العشاء.

ترى، هل هناك سر ما يخفيه هذا الشهر الفضيل في قلوب الناس؟ الإجابة ليست سرًا واحدًا، وإنما هناك أسرار كثيرة، بعضها أصبح مجرد ذكريات دفنت في قعر الذاكرة، ولكنها لا تزال تنبض بالحياة حتى وإن تغيرت تفاصيل الحياة، وتبدلت الوجوه والأحوال وذهبت الأيام الصعبة والظروف القاسية، لكن -كما قلت- لا تزال الذاكرة البشرية محملة بعبق الماضي وفصول من ذكريات وأحداث قديمة، ومهما توالت الأجيال ورحلت وجوه أخرى إلى بارئها، لا يزال رمضان يعيش في مخيلة الصائمين كعبق ينثر شذاه في هيئة رموز لا تنسى سواء «للمكان أو الزمان أو الأشخاص» الذين غيبهم الموت، لكن كل ذلك وغيره بقي صامدا رغم كل ما تعانيه ذاكرة الإنسان من النسيان والضياع لبعض التفاصيل المهمة في الحياة.

أن تعيش لحظات الإيمان والسلام والاستقرار النفسي في شهر رمضان المبارك هي نعمة عظيمة يمنحك الله إياها فلا تضيعها، ولذا على المسلم الصائم أن يحرص على التمسك بأسباب المغفرة والرضوان وذلك بالحفاظ على أداء صيامه وقيامه وقراءة للقرآن وأداء للواجبات المفروضة عليه، وأن يبتعد عن أسباب الطرد والحرمان بارتكاب المعاصي والآثام في رمضان وبعد رمضان ليكون من الفائزين.

في كل عام يأتينا شهر رمضان الفضيل فيعيد لنا بعضا من الذكريات، ويقربنا إلى الله بالطاعات، وذلك تأسيا بنبينا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد عن ابن القيم -رحمه الله- أنه قال: «وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف.. وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة».

هذا القول يؤكد تأكيدا يقينا على أهمية الحرص على استغلال أيام شهر رمضان المبارك بما فيه من «قراءة للقرآن الكريم، والتهجد، والتعبد، وفعل الطاعات، والبعد عن المعاصي والذنوب».

ومن الأشياء التي وجبت الإشارة إليها هي تلك التي وردت في السيرة النبوية الشريفة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث الآخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر» رواه مسلم.

لقد ربط علماء الدين والفقهاء الكثير من نصوص الأحاديث الشريفة على أنها المغفرة الموعودة للصائمين من الله عز وجل، ولكن ربطها بثلاثة شروط - كما ورد ذكرها في الكثير من كتب التفسير والتبيين، ومن بينها ما استندت إليه في موقع «الإسلام سؤال وجواب» ووجدتها مدونة في بعض الأماكن والمصادر وهي-: الشرط الأول: أن يصوم رمضان إيمانا، أي إيمانا بالله ورسوله وتصديقا بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر. الشرط الثاني: أن يصومه احتسابا، أي طلبا للأجر والثواب، بأن يصومه إخلاصًا لوجه الله تعالى، لا رياءً ولا تقليدا ولا تجلدا لئلا يخالف الناس، أو غير ذلك من المقاصد، بل يصومه طيبة به نفسه غير كاره لصيامه ولا مستثقل لأيامه، بل يغتنم طول أيامه لعظم الثواب.

أما الشرط الثالث والأخير: أن يجتنب الكبائر، وهي جمع كبيرة، وهي كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو ترتب عليه غضب ونحوه، وذلك كالإشراك بالله وأكل الربا وأكل مال اليتيم والزنا والسحر والقتل وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وشهادة الزور واليمين الغموس، والغش في البيع وسائر المعاملات، وغير ذلك، قال تعالى: «إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريما»، فإذا صام العبد رمضان كما ينبغي غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها إذا اجتُنبت كبائر الذنوب وتاب مما وقع فيه منها.

إذن شهر رمضان شهر التوبة والغفران من الذنوب، تخلص المؤمن الصائم من عوالق الخطايا، فحري بنا أن نجدد في هذا الشهر ونتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وطلب العفو والغفران.

مقالات مشابهة

  • لو سـاد الـحُـب لما احـتجـنا لـلـقـضـاء
  • بالفيديو.. إبراهيم الهدهد: الكبر هو أصل الفساد في الأرض
  • عبد السلام فاروق يكتب: صراع العمالقة بين الإبرة والمطرقة
  • إبراهيم الهدهد: أخطر أشكال الفساد في الأرض هو استغلال النعم
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس.. سواء المطيعون أو العصاة
  • هكذا علّق العدوّ الإسرائيليّ على استهداف السيارة قبل قليل في جنوب لبنان
  • الحاج حسن: الدولة مدعوة للقيام بدورها لناحية تحرير الأرض
  • تحرمك من البركة والتوفيق.. عالم أزهري يكشف أعظم صور الظلم
  • رمضــان.. تجــارب أولى وذكريات تبقــــى وزمــن لا يعــود
  • التأكيد على المضي على النهج الذي سار عليه الفقيد وما كان يمثله من فكر وخلق آل البيت عليهم السلام