الأنبا غبريال والأنبا بيجول يترأسان "البصخة المقدسة" في دير المحرق.. تفاصيل
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
ترأس الأنبا غبريال أسقف بني سويف، اليوم الثلاثاء، فعاليات "البصخة المقدسة" بدير السيدة العذراء مريم المحرق في أسيوط.
الكنيسة القبطية تهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد تحرير سيناء موعد وتفاصيل "البصخة المسائية" في كنيسة العذراء بالمريوطيةشارك في الفعاليات الأنبا بيجول أسقف ورئيس الدير، وألقى كل منهم اصحاح مخصص خلال سواعي وفعاليات البصخة.
ألقى أسقف بني سويف الإصحاح الأول من انجيل القديس متى بينما ألقى الأنبا بيجول الإصحاح الثامن والعشرون من الإنجيل ذاته بحضور الآباء الرهبان بالدير.
تعتبر من الطقوس المرتبطة بفترة أسبوع الآلام وتأخذ شكل مختلف عن القداس الإلهي اليومي طوال العام، ويظهر هذا التباين في طقس مختلف يعرف بـ"صلاة السواعي" المكونة من عشرة سواعي خلال اليوم تقام خمسة سواعي خلال البصخة الصباحية وخمسة آخرى خلال البصخة المسائية.
وعادة ما تأخذ طابع الحزايني طوال مدة أسبوع باستثناء أيام "الأحد والخميس والجمعة وقداس العيد".
البصخة المقدسة.. معناها وتفاصيلها العقائديةتعرف فترة أسبوع الآلام بـ" البصخة المقدسة" وبحسب ماجاء في عظة البابا تواضروس منذ عامين، والتي تناولت خصوصية تلك الأيام وأنها فترة تصلح لجميع البشر وعندما يدخل المُصلي إلى الكنيسة ويجد الريات السوداء معلقة فهي ليست للكنيسة بل هى للجميع وعندما يشارك المصلين في ألحان حزينة تكون على النفس الإنسانية فهذا الأسبوع هو ذكرى أخر أيام المسيح على الأرض والتي شهدت آلامه وصلبه وتقديم نفسه ذبيحة وفداء وصار مفعول هذه الذبيحة ممتد في الزمن إلى نهاية الأجيال، وكلمة "بصخة" هى كلمة معربة ذو أصل يوناني وتعني بالعبري "الفصح"، ويقصد بها العبور والإجتياز وهو المعنى الروحي والنفسي خلال أسبوع الآلام.
البابا شنودة عن أسبوع الآلام: فترة إعتكاف وخلوة مع الله
لم تمر هذه المناسبة على الكنيسة عبر السنوات دون أن يترك أباء الأقباط رسالتهم وكثيرًا ما يسترجع مركز معلم الأجيال التابع لكنيسة العذراء بالزيتون ذكريات وعظات البابا شنودة الثالث، الغائب الحاضر في حياة الأقباط، وفي أسبوع الآلام في عظة بطريرك الأقباط وضع لهم بعض التأملات والتعاليم التي يمكن أن تُحسن الجانب الروحي لأبناء الكنيسة، وتشتمر جملته الذي أوصى فيها "إعيدوا ترتيب أنفسكم للتناول في هذه الأيام المقدسة بإعتراف وتوبة صادقة أمام الله وعزيمة قوية على إنكم تسلكوا حسن".
ويوصى ببعض المفاهيم التي يجب أن تكون حاضرة في نفس المسيحيين وهى الشراكة أي يكون هنان إحساس مشترك بآلام المسيح وأن يكون هذا الاسبوع مخصصًا له لذا أفضل مايقوم به المسيحي هو الإعتكاف والخلوة مع الله والبعد عن التشتت والاحاديث.
الأحداث خالدة في اسبوع الآلام
يستهل اسبوع الآلام أحداثة بـ "سبت لعازة" وتم خلاله إقامة لعازر وذهاب يسوع المسيح إلى مدينة إفرايم، وذكرى"تطيب السيدة العذراء لإبنها المسيح بالطيب في بيت عنيا"، ثم يوم الأحد "أحد الشعانين" دخول المسيح أورشليم في موكب عظيم وطلب اليونانيين أن يروا يسوع، وفي يوم الإثنين، كانت ذكرى "شجرة التين غير المثمرة وتطهير السيد المسيح للهيكل للمرة الثانية"، وخلال يوم الثلاثاء كان تسعة أحداث، تأتي في مقدمتها قصة الشجرة اليابسة وسؤال الرؤساء عن سلطان المسيح وهناك ذكرى ثلاثة أمثال إنذار وأسئلة اليهود، وذكرى سؤال المسيح الذي لا يرد عليه أحدًا، وأيضًا شهد اليوم ذاته نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين وقصة الأرملة الفقيرة ورفض اليهود للمسيح، وفي يوم الأربعاء كان قصة سكب الطيب وخيانة يهوذا أحد تلاميذ المسيح.
وفي يوم "الخميس" تم العشاء الأخير وخطب المسيح الوداعية وصلاته الشفاعية ، ويوم الجمعة هو يوم الذي شهد تسليم المسيح للقضاء ومحاكمته أمام رؤساء اليهود ومحاكمتة من الوالي بيلاطس وصلبه وتعذيبه بشتى أنواع العذاب ثم دفنه في القبر، ويأتي يوم سبت النور في واقعة الحراس على القبر كما ورد في سفر (مت 26 : 72-66) ، وأخيرًا الأحد قيامة المسيح من بين الأموات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البصخة المقدسة المسائية البصخة المقدسة أسبوع الآلام
إقرأ أيضاً:
الأنبا إرميا «صوت الكنيسة الهادئ».. 28 عاماً من «حفظ التراث» ودعم التسامح
قبل نحو 28 عاماً، وضع البطريرك الراحل -البابا شنودة الثالث- يده على الراهب القادم من خلفية «أكاديمية علمية»، ليرفعه درجة كنسية من راهب إلى «قس» بدير مارمينا، بصحراء مريوط عام 1996.
ولم يكن يعلم وقتذاك الشاب الحاصل على بكالوريوس الصيدلة بجامعة القاهرة عام 1982، أن قدراً سيدفع به إلى جوار البطريرك كسكرتير خاص، ومخزن أسراره طوال 17 عاماً، فى الفترة من (1995-2012).
برسامته «قساً» بدأ «إرميا أفامينا» -الذى صار فيما بعد الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى- رحلة جديدة، تاركاً خلفه دراسته الأكاديمية، واضعاً نصب عينيه الحفاظ على التراث القبطى.
وبقليل من الجهد، حجز سكرتير المقر البابوى موقعاً فى ذاكرة الكنيسة، نظير ثقة تبديها ملامح يختلط دهاؤها، بهدوئها، ووجه ذى طلة دبلوماسية وقورة، قادرة بدقة على قراءة تفاصيل الأحداث، ووجوه صانعيها، ومتابعيها فى الرواق الكنسى.
بدأ «الأنبا إرميا» -الذى يحتفل المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بمرور 28 عاماً على رسامته قساً- رهبنته بدير «مارمينا» العامر، وكان رئيس الدير وقتذاك «الأنبا مينا أفامينا»، وهو الدير الذى لم ينل أحد من رهبانه درجة الكهنوت حتى موعد التحاقه عام 1984، بما يعنى عدم خروجه للخدمة العامة الكنسية خارجه.
لكن رغبة البطريرك الشاعر فى الدفع بدماء جديدة لخدمة الكرازة، من أصحاب الذكاء اللافت، والمؤهلات العلمية المناسبة، والتعليم الكنسى، عجلت برسامة «الراهب» الشاب فى غضون 10 أعوام من تاريخ رهبنته.
ويقول الأنبا إرميا: (دخلت هذا الدير بدافع الرهبنة، دون أية رغبة، أو توقع للخروج إلى الخدمة العامة، لكن ربنا له طرق، وتدابير أخرى).
ومبكراً، وبعد عام واحد من رهبنته، ظهرت ملامح شخصية الراهب الباحث عن حفظ التراث القبطى بتأسيسه مركزاً لتوثيق، وحفظ، وترميم المخطوطات بدير «مارمينا»، وظل مشرفاً عليه لمدة خمس سنوات منذ عام «1985-1990».
بهذا النشاط المنظم، واصل «إرميا» مسيرته كسكرتير للبابا، بالتوازى مع تأسيسه، وإشرافه على مركز البابا شنودة عام 2000، قبل أن يتبلور حلم المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى.
وأحاط الأسقف الذى رُسم عام 2004، بكثير من تفاصيل المقر البابوى، وكواليسه، لكنه ظل صامتاً، وإلى الآن، مفضلاً استعمال عبارات مقتضبة قصيرة، وابتسامة حال سؤاله عن شىء يخص فترة البابا شنودة الراحل.
وتظل كلمات البطريرك الراحل فى الحادى والعشرين من أكتوبر عام 2009 فى عظة شهيرة، شاهدة على عمق العلاقة بين الأستاذ، وتلميذه المقرب، وكاتم أسراره، إذ قال البابا شنودة: الأنبا إرميا إنسان مخلص، والكنيسة لا تستغنى عنه، نافياً ما أثاره فريق من كارهى نشاطه عن مخالفات إبان إنشاء المركز الثقافى القبطى، واستطرد قائلاً: «المشرف على المركز لجنة معينة من قبل المقر البابوى، وليس الأنبا إرميا».
ويمتاز الأسقف الهادئ «التكنولوجى» بعدم الالتفات إطلاقاً، منطلقاً، مطوراً، آخذاً بناصية الحفاظ على التراث القبطى بإنشاء مكتبة قبطية ضخمة تضم مخطوطات، وكتب، إلى جانب مكتبة البابا شنودة العامر بالمؤلفات الإسلامية، والمسيحية، وتأسيس أكاديمية تعليمية تعقد شراكات مع الجامعات المصرية، والمؤسسة العلمية المختلفة، ومتحف يضم مقتنيات البطريرك الراحل.
فالأسقف الذى يتزامن عيد رسامته قساً مع يوم ميلاده «15 نوفمبر عام 1959»، رفض طوال فترة ما بعد البابا شنودة «مارس 2012»، وحتى الانتهاء من الانتخابات البابوية «4 نوفمبر 2012»، الإدلاء بأى حوارات صحفية، أو التعقيب على مجريات الانتخابات فى فترة حرجة من تاريخ الكنيسة، حفاظاً على سلامها.
ومن زاوية الوفاء، أعد الأنبا إرميا جائزة باسم «البابا شنودة» تتزامن مع ذكرى رحيله، ويجرى الاحتفال بها سنوياً داخل المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بحضور أفراد من أسرة «البطريرك»، ومحبيه.
بجانب ذلك يشغل إلى جانب مهامه، منصب الأمين العام المساعد لـ«بيت العائلة المصرية»، منطلقاً من قناعته بضرورة قبول الآخر، والانفتاح على الثقافات الأخرى، تحت مظلة الحوار، والتسامح، ونبذ الطائفية، مستشهداً بثوابت التاريخ المصرى على امتداد عصوره.
وسبق أن شغل الأنبا إرميا رئاسة لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس عام 2013، وتحديداً لجنة العلاقات «الإسلامية - المسيحية»، يأتى ذلك للعلاقة المتفردة التى تربطه بالقيادات الإسلامية المصرية، وفى مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقيادات بيت العائلة المصرية من علماء الأزهر، والأوقاف.
ومؤخراً تضامن رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى مع دعوة وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى لإعلان موقفه من مؤسسة «تكوين»، فى بيان رسمى جاء نصه: «نعلن أننا نسعى جميعاً للحفاظ على الثوابت الدينية كما تسلمناها، دون أى تغيير، ونرفض بشدة، ولا نقبل إنكار السنة المشرفة، والتقليد الكنسى السابق للكتاب بعهديه القديم والجديد، الذى نقل لنا كل ما يحدث فى المسيحية من شعائر وصلوات.. إلخ».
يشار إلى أن المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى افتتح بشكل رسمى عام 2008، ومقره الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ويضم عدداً من الأنشطة، والكيانات الثقافية، والعلمية، والتكنولوجية، ويشهد تطوراً ملحوظاً منذ تاريخ تأسيسه، وحتى الآن تحت رئاسة الأنبا إرميا.