#رسالة إلى المحبَطين والمحبِطين
م. #أنس_معابرة
مع قرب انتهاء الشهر السابع للهجوم البربريّ الصهيوني العالميّ على قطاع #غزة المنكوب؛ فترتْ عزيمة البعض، وتسلل الإحباط إلى قلوبهم ونفوسهم، وخبا ضوء الانتصار في عيونهم، وربما أصابهم اليأس والقنوط من انتصار المقاومة في فلسطين.
بينما علا صوت فئة أخرى من الناس، الفئة المتآمرة مع العدو الصهيوني، المعادية لفلسطين وقضيتها العادلة وأهلها، بقي رأسها في الطين لمدة ستة اشهر، ثم برزت من جديد، بعد أن توهمت انكسار المقاومة في غزة، وانتصار العدو الصهيوني، فرسالتي هذه للفئتين: الأولى المحبَطين، والثانية المحبِطين.
اذا كنت تعتقد أن المقاومة قد هُزمت في قطاع غزة، وانتصر العدو الصهيوني في هذه الحرب، فلقد احضرت لك مثالين من التاريخ الحديث، وبعض الشواهد التي حصلت خلال الأسبوع المنصرم لكي أنفي لك ذلك.
لنأخذ فرنسا على سبيل المثال، فرنسا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية منتصرة إلى جانب دول الحلفاء أمام المانيا النازية ودول المحور، ولكن كيف كان وضع فرنسا بعد الحرب؟
لقد وصلت القوات الألمانية إلى عمق الديار الفرنسية، ودمروا المدن هناك عبر القصف المدفعي الألماني الشرس، بالإضافة إلى الغارات الجوية التي لم تتوقف على باريس، ولم يبق هناك في فرنسا مبنى لم يسلم من الدمار الكلي او الجزئي.
وعلى الرغم من عدد القتلى الفرنسيين في الحرب، وحجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والمباني الخاصة والحكومية؛ إلا أنَّ فرنسا خرجت من الحرب العالمية الثانية منتصرة مرفوعة الرأس، وتم إعادة اعمار البلاد خلال مدة قصيرة بالتعاون مع حلفاءها.
وبالمقابل؛ خرجت الولايات المتحدة الامريكية مهزومة مدحورة من فيتنام، خرجت وهي تجر اذيال الهزيمة، على الرغم من أنها قد قتلت أكثر من مليون مواطن من فيتنام ولاوس وكمبوديا، وتبدلت قيادة المقاومة الفيتنامية اكثر من مرة، ولكن النهاية كانت لصالح المقاومة هناك، وفرضت كلمتها على القوات الامريكية عالية التجهيز والتسليح.
كما أن الولايات المتحدة الامريكية قد سارعت بتشريع قانون ينص على تقديم مساعدات عسكرية للعدو الصهيوني بقرابة ثلاثة وعشرين مليار دولار، تشمل معدات عسكرية وصواريخ وقنابل ودعم لآليات الدفاع الجوي، فلو أن وضع العدو الصهيوني في الحرب جيداً، فلماذا تبادر أمريكا إلى تبديد أموالها في حرب قد حُسمتْ؟
وشهد شاهد من أهلها حين قال الكاتب المُحتل آلون مزراحي: “إنَّ حركة المقاومة الإسلامية لم تهزم إسرائيل فحسب، بل هزمت الغرب بأكمله، وغيرت مسار التاريخ خلال الستة شهور الماضية، فلقد انتصرت في الميدان، وكسبت الرأي العالمي، وما زالت تحتفظ بجميع الأسرى لديها، وما زالت تعمل بكفاءة، على الرغم من حصارها في مكان صغير مدمر”.
نعم؛ حجم الدمار كبير في قطاع غزة اليوم، وعدد الشهداء هناك تجاوز حاجز الأربعة وثلاثين الفاً، وعدد الجرحى قارب المئة ألف، ولكن انتصار الجيوش لا يُقاس بحجم تدميرهم للبنية التحتية والمباني والمساجد، ولا بعدد الأشجار التي تم اقتلاعها، ولا بعدد القتلى اللذين سقطوا في الحرب من الجيش المقابل، ولا بعدد الجرحى الذين طالتهم أيدي عدوهم.
فاللهم إنا نسألك نصراً لإخواننا في غزة، نصراً تشفي به صدور قوم مؤمنين، نصراً تعيد به الامل إلى المحبَطين، وتخرس به السن المحبِطين من المتآمرين. مقالات ذات صلة من كل بستان زهرة (63) 2024/04/29
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: رسالة غزة العدو الصهیونی
إقرأ أيضاً:
10 نصائح ذهبية لمواساة شخص عزيز.. ابتعد عن فعل يجرح مشاعره
المواساة ليست مجرد كلمات بل أفعالًا، تعبر عن الدعم والمواساة الحقيقية، النابعة من القلوب الصافية والصادقة، لذا يجب التفرقة جيدًا بين التعاطف والإشفاق، فالثانية تؤدي إلى جرح المشاعر، لذا يجب الانتباه جيدًا، باتباع مجموعة من الخطوات المهمة.
وتقدم الكاتبة الصحفية هدى رشوان، مدير تحرير جريدة «الوطن»، عبر بودكاست «ستايل بوك» الخاص بـ«الوطن»، الخطوات الصحيحة لمواساة شخص عزيز.
الخطوات الصحيحة لمواساة شخص عزيزالاستماع بصدق، أي إعطاء الشخص المساحة والفرصة للحديث عما يؤلمه، أو للتعبير عما بداخله، دون مقاطعته أو محاولة التدخل في جميع مشكلاته.
عدم التقليل من مشاعره، حتى لا ينتج عن ذلك مشكلات، تؤدي إلى توتر العلاقة بين الطرفين، لذا ينصح بالامتناع التام عن إصدار الكلمات السلبية، لاعطائه الثقة والشعور بالأمان.
التعاطف مع المحب وليس الإشفاق عليهالتعاطف مع المحب وليس الإشفاق عليه، وهناك فرقًا كبيرًا بين الأمرين، لأن الشفقة تؤلم المشاعر، وتعطي الإحساس بالعجز والضعف، وعدم القدرة على حل المشكلة.
التواجد جسديًا وكلاميًا، حتى يشعر المحب بوجود السند في حياته، مع ضرورة الحديث بنبرة صوت هادئة، تعبر عن الدعم له.
يجب مراعاة مشاعر المحب، فلا يوجد شخص تتغير مشاعره بشكل سريع، بل يحتاج إلى بعض من الوقت، خاصة بين الأزواج، مع الابتعاد عن النصائح والأحاديث الإنشائية.
احترام مشاعر الشخص عند التعامل مع ألمهاحترام مشاعر الشخص عند التعامل مع ألمه، من معرفة ما يناسبه، لأن الجميع لا يعبرون عن آلامهم بنفس الطريقة، ويحتاج البعض إلى الدعم حتى بعد حل المشكلة.
عدم التحدث بكلمات وجمل جارحة، تؤدي إلى شعور الآخر بالذنب والندم، لأنه تحدث عما بداخله.
المواساة ليست بالكلمات أو رفع شعارات جامدة.
المساعدة العملية أمرًا مهمًا، فالمواساة ليست بالكلمات أو رفع شعارات جامدة، ليس لها محلًا من الإعراب.
عدم فرض التجربة الشخصية عليه، لأنها تختلف عن تجارب الآخرين، ويظهر ذلك في رد فعل كل شخص.