القاهرة تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة| ماذا حدث؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
تلعب مصر دورا كبيرا في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وسكان قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر عام 2023، وتمثل حائط صد أمام محاولات تصفية القضية.
جهود مصرية لوقف إطلاق النار بغزةوفي هذا الصدد، التقى رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، حيث بحثا موضوع تمكين حكومة دولة فلسطين من تولي مسئوليات الحكم في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ضمن رؤية سياسية مبنية على حل عادل للقضية الفلسطينية، وضمن خطة إغاثة كبيرة وعاجلة، تشمل إعادة تأهيل الخدمات الأساسية في قطاعي الصحة والتعليم، ومن ثم التعافي الاقتصادي.
وأكد الأمين العام دعم جامعة الدول العربية لخطة حكومة دولة فلسطين، وعبر عن استعداده لوضع كامل إمكانيات الأمانة العامة للجامعة لدعم ومساندة دولة فلسطين وحكومتها على جميع المستويات السياسية والإغاثة.
حضر اللقاء كلٌّ من السفير منير غنام، سفير دولة فلسطين لدى دولة قطر، والسفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، والسفير فايز أبو الرب، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية.
من جانبه، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي جو بايدن بحثا فيه آخر التطورات بخصوص المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة ومخاطر التصعيد العسكري المحتمل في رفح.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان: "الاتصال تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة ووقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن".
وذكرت الرئاسة المصرية في البيان أن الرئيسين شددا خلال الاتصال على "خطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع فضلا عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة".
وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائنواتفق الزعيمان على ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين وعدم تهجيرهم خارج قطاع غزة، كما ناقشا الجهود الرامية إلى زيادة تدفق المساعدات.
وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ في العلوم السياسية، أهمية اتصال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، إذ جرى مناقشة آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار.
وقال بدر الدين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين رامي الحلواني ويارا مجدي، في برنامج «هذا الصباح»، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن هذا الاتصال يعكس أهمية مصر ودورها في المنطقة، وما تبذله من جهود مكثفة لنزع فتيل الأزمات التي يعاني منها الإقليم، وبالأخص الأزمة المثارة في غزة منذ 7 أشهر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن هذا الاتصال يؤكد العلاقات الوثيقة والمتميزة التي يطلق عليها علاقات استراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، موضحا أن التوقيت له دلالة، حيث إن هذا الاتصال يأتي في فترة يجرى فيها التصعيد العسكري من جانب إسرائيل في غزة، وتهديد باجتياح رفح الفلسطينية، وأشار إلى أن مصر قامت بدور مهم، بهدف التقرب بين وجهات النظر بين إسرائيل وحماس، وتبذل جهودا مكثفة من أجل التواصل إلى الهدنة، وإدخال المساعدات.
اقتراح جديد للتوصل إلى هدنةومنذ يومين، عرضت مصر اقتراحا جديدا للتوصل إلى هدنة بقطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس من شأنها أن تشهد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف مبدئي لإطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع، في محاولة لدرء هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، سوف تلتزم إسرائيل، بحسب مسئولين مصريين، بالدخول في مناقشات طويلة المدى بمجرد إطلاق حماس سراح المجموعة الأولى المكونة من 20 رهينة خلال الهدنة التي ستستمر ثلاثة أسابيع، وهي عبارة تهدف إلى التغلب على إحجام حماس عن إطلاق سراح أي رهائن دون أي احتمال لإنهاء الحرب.
وتمثل هذه الخطوة أحدث جهود الوسطاء لإحياء المفاوضات التي استمرت لنحو خمسة أشهر دون التوصل إلى اتفاق.
وفي هذا الإطار، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إنه يأمل في حدوث انفراجة في ملف غزة، حيث إن هناك بعض القوى الإقليمية تستفيد من استمرار الوضع كما هو دون حلول.
وأضاف العرابي، في تصريحات تلفزيونية له، أن هناك جهودًا كبيرة من مصر في هذا الشأن، وأن الطرفين لا يزالان يبحثان عن نص يرضي الجمهور بكلتا الأطراف.
وأشار إلى أن النجاح في هذه المفاوضات يحتاج إلى تغييرات ملموسة وتوازن في النقاط الضعيفة، لافتا إلى أن مصر أصبحت المحطة المركزية في الإقليم، وذلك بفضل التقدم التنموي المتسارع في المشروعات القومية.
جدير بالذكر أن التحرك والمفاوضات الأخيرة التى تقودها مصر تأتى فى وقت بالغ الأهمية وهى بمثابة الفرصة الأخيرة لمنع تداعيات كبيرة منها اجتياح رفح، لأن ذلك له تبعات كثيرة جداً على تدمير ما تبقى من قطاع غزة.
وبذلت مصر جهدا كبيرا خلال الساعات الأخيرة الماضية بعدما فشلت المبادرة والورقة الأمريكية فى التوصل إلى هدنة، حيث أعلنت المقاومة أن كل ما لديها هو 20 إسرائيليا من النساء والأطفال والرجال الطاعنين فى السن، وهذا الرقم ساندت عليه القاهرة مع إصرار نتنياهو على أن تكون صفقة شاملة، وكان رد القسام مقطع الفيديو الذى ظهر فيه بعض الأسرى فى رسالة مفادها "الوقت ينفد".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة مصر القضية الفلسطينية الشعب الفلسطيني وقف إطلاق النار السيسي إطلاق النار دولة فلسطین للتوصل إلى قطاع غزة فی قطاع فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل 9 وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على غزة
أحمد عاطف (القاهرة وكالات)
أخبار ذات صلةقتل تسعة فلسطينيين على الأقل، بينهم ثلاثة صحفيين محليين، وأصيب آخرون أمس في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وذكر مسؤولون بقطاع الصحة أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة إثر استهداف الغارة لسيارة، مع وجود إصابات داخل السيارة وخارجها.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن من بين القتلى ثلاثة صحفيين محليين على الأقل.
وصرح المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع، أمس، بأن إسرائيل قتلت أكثر من 150 فلسطينياً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، بينهم 40 خلال الأسبوعين الماضيين.
وتعليقاً على مقتل الفلسطينيين التسعة، اتهمت حركة حماس إسرائيل في بيان بمحاولة الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، وحثت الوسطاء على إلزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه والمضي قدماً في تنفيذ مراحل وقف إطلاق النار وعمليات تبادل الأسرى والتي تتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تعطيلها.
ومنذ انتهاء المرحلة الأولى المؤقتة من وقف إطلاق النار في الثاني من مارس، ترفض إسرائيل البدء في المرحلة الثانية من المحادثات، والتي ستتطلب منها التفاوض على إنهاء دائم للحرب.
تزامنت هذه الغارة مع زيارة وفد بارز في «حماس» القاهرة لإجراء المزيد من محادثات وقف إطلاق النار بهدف حل نزاعات مع إسرائيل قد تُنذر باستئناف القتال في القطاع. وأعلنت حركة حماس، أمس، أنها لن تفرج عن رهينة أميركي إسرائيلي وأربعة جثامين لرهائن آخرين إلا إذا قامت إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار القائم في قطاع غزة، واصفة إياه بأنه «اتفاق استثنائي» يهدف إلى إعادة الهدنة إلى المسار مجدداً، مؤكدة أن «الكرة في ملعب إسرائيل» حالياً.
وقال مسؤول بارز في الحركة إن المحادثات التي تأجلت لفترة طويلة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن تبدأ يوم الإفراج عن الرهينة، ولا تستمر أكثر من 50 يوماً، مضيفاً أنه يتعين على إسرائيل أيضاً التوقف عن منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا الاستراتيجي على طول حدود غزة مع مصر.
إلى ذلك، كشف مدير عام الإحصاءات الاقتصادية الفلسطينية، محمد قلالوة، عن أن الاقتصاد في غزة يعاني انهياراً كاملاً، حيث تكبدت القطاعات الاقتصادية خسائر تجاوزت 3 مليارات دولار خلال العام الماضي.
وقال قلاولة في تصريح لـ«الاتحاد»، إن التأثيرات الاقتصادية السلبية العميقة التي تعرض لها القطاع، أدت إلى انهيار العديد من القطاعات الحيوية، وفاقمت الأوضاع المعيشية للسكان.
وأضاف أن القيود المفروضة على المعابر أدت إلى توقف أكثر من 80% من المصانع عن العمل كلياً أو جزئياً، بينما يعاني قطاع الإنشاءات من شلل شبه كامل بسبب نقص مواد البناء.
وأشار إلى ارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 50%، وتجاوزت النسبة بين الشباب 70%، وهو ما أدى إلى زيادة معدل الفقر إلى 65% من إجمالي سكان القطاع في ظل غياب أي حلول فاعلة.