دعوة برلمانية فرنسية للاعتراف بـإبادة الآشوريين وأنقرة تندد بتشويه التاريخ
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) أمس قرارا يدعو الحكومة إلى الاعتراف بما اعتبرته "مذابح ارتكبتها السلطات العثمانية ضد الآشوريين الكلدانيين" قبل نحو 109 أعوام، على أنها "إبادة جماعية"، بينما سارعت أنقرة للتنديد بالقرار واعتبرته "باطلا ولاغيا"، ويفتقد لأية أسس قانونية أو تاريخية.
وصوّت جميع النواب لمصلحة القرار -باستثناء أعضاء "حزب فرنسا الأبية" اليساري الذين امتنعوا عن التصويت- على القرار الذي لن يكون ملزما للحكومة، بشأن تلك الطائفة المسيحية.
وجاء في نص القرار: "بين عامي 1915 و1918، تعرض السكان الآشوريون في شمال بلاد ما بين النهرين (المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا الحالية والمنطقة الشمالية الغربية من إيران) للذبح والتهجير القسري على يد القوات العثمانية والأكراد"، وتطرق أيضا إلى ما اعتبره "تحولا قسريا إلى الإسلام نظمه "النظام العثماني".
ويدعو القرار الحكومة إلى الاعتراف رسميا بأن "الإبادة الجماعية، والترحيل، وقمع التراث الثقافي لأكثر من 250 ألف آشوري كلداني لها طابع إبادة جماعية" داعيا الحكومة أيضا إلى "إدانة هذه "الإبادة الجماعية" وفق وصفه.
وقدم القرار رئيس كتلة النهضة (الغالبية الرئاسية) سيلفان مايار، تلبية لطلب متكرر من هذه الطائفة بشأن هذا الاعتراف، على غرار "الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن".
وشارك في التوقيع عليه نواب من المعارضة خصوصا في صفوف الجمهوريين (يمين) وهو مُشابه لنص اعتمده مجلس الشيوخ الفرنسي بغالبية كبرى في فبراير/شباط عام 2023.
وورد في نص القرار: "في حين أن الإبادة الجماعية للأرمن معترف بها من جانب كثير من الدول والمنظمات الدولية، على أنها واحدة من عمليات الإبادة الجماعية الأربع المقبولة رسميا في الأمم المتحدة، وتحيي فرنسا ذكراها في 24 أبريل/نيسان من كل عام؛ فإن مذبحة الآشوريين تعاني عدم الاعتراف بها على أنها إبادة جماعية".
تركيا تنددوعقب تصويت البرلمان الفرنسي على القرار سارعت أنقرة للتنديد بالقرار واعتبرته "اتهامات ليس لها أساس قانوني وتاريخي"، مؤكدة أن القرار "باطل ولاغ".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها إن "البرلمانات ليست لديها أي سلطة لتفسير التاريخ، أو إصدار حكم عليه"، مضيفة أن النص "يشوّه أحداثا تاريخية باسم مصالح سياسية".
مساندة غربيةويبدو أن ثمة أصوات غربية تساند تلك المساعي التي أفرزت قرار البرلمان الفرنس. وقالت صحيفة "لاكروا" الفرنسة الكاثوليكية الفرنسية في تقرير لها: "لطالما اعتبر أفراد المجتمعات الآشورية الكلدانية، وغيرها من الطوائف الآشورية خونة في الإمبراطورية العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى، لا سيما بسبب معتقدهم المسيحي الذي كانوا يتقاسمونه مع أعداء الإمبراطورية الروس".
يذكر أن الآشوريين مجموعة عرقية عاشت في المقام الأول في مناطق من إيران، والعراق، وسوريا، وتركيا، التي تعود جذورها إلى الإمبراطورية الآشورية التي حكمت بلاد ما بين النهرين قبل ظهور المسيحية بقرون طويلة.
ويقدر عدد السكان الآشوريين في جميع أنحاء العالم ما بين 3 و5 ملايين نسمة، مع وجود مجتمعات كبيرة في إيران والعراق وسوريا وتركيا. وتشمل المكونات الأساسية للهوية الآشورية الحديثة لغة وثقافة متميزة عن تلك الخاصة بالشعوب المجاورة، بما في ذلك العرب والفرس والأكراد والأذر.
ويتحدث العديد من الآشوريين اللغة الآرامية، التي تم التحدث بها في منطقة بلاد ما بين النهرين بشكل مستمر منذ حوالي 3 آلاف سنة.
وتشير الموسوعة البريطانية إلى الانقسامات الطائفية بين المجتمعات الآشورية، بما في ذلك كنيسة المشرق الآشورية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية، والتقاليد المسيحية البروتستانتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الإبادة الجماعیة ما بین
إقرأ أيضاً:
جيل ستاين: هاريس خسرت الأصوات بسبب دعمها للإبادة الجماعية في غزة
اعتبرت المرشحة الرئاسية الأمريكية عن حزب "الخضر" جيل ستاين أن خسارة الديمقراطية كامالا هاريس يرجع إلى سياساتها "غير المقنعة"، ودعمها "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.
وحظيت ستاين بتأييد الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، كما حذرت تلك المجموعة من أن الناخبين المسلمين، وهم كتلة تصويتية كبيرة في ميشيغان وهي ولاية متأرجحة رئيسية، سيبتعدون عن هاريس ما لم "تغير مسارها بشكل هادف" بشأن سياستها تجاه الحرب في غزة.
وردا على سؤال في مقابلة مع وكالة "الشرق" بشأن مواقفها الواضحة من القضية الفلسطينية والعرب والمسلمين، وإذا كانت واجهت معارضة من المجتمع اليهودي رغم أنها يهودية، أجابت: "في الواقع كان لدي مواقف غير تقليدية بالنسبة للمجتمع الصهيوني، فنحن لا نتحدث عن اليهود بل نتحدث عن الصهاينة، الذين لديهم مشكلة مع رأيي".
وأضافت: "هناك الكثير من اليهود الذين يشاركونني الرأي، وهم أيضا غاضبون بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكب في فلسطين. طبيعي أن الصهاينة لا يوافقونني الرأي، ولكن هذا لا ينطبق على الكثير من اليهود الذي يشاركونني الرأي".
وأكدت "تربيت بعد الإبادة الجماعية لليهود، ومجتمعنا تصالح مع هذا الأمر عبر الالتزام بعدم ارتكاب إبادة جماعية ضد أي أحد، لأننا ضحايا إبادة اجتماعية كيهود، وبالتالي لذلك أنا ناشطة اجتماعية ضد الإبادة الجماعية، وهناك الكثير من اليهود مثلي".
وتابعت: "أحاول أن أثقف الناس، وأقول لهم إننا لا نتحدث عن نزاع ديني لأنه عندما أتى الصهاينة قاموا بإبادة جماعية وبتطهير عرقي، ليس فقط بحق المسلمين، بل أيضا والمسيحيين، وحتى بعض اليهود في الشرق الأوسط، لذلك المشكلة هي الصهيونية، وليست مشكلة دينية بحد ذاتها أو نزاع ديني".
وأعلن صباح اليوم الأربعاء، فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على الرغم من التوقعات بصراع طويل ومكثف، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفقا لعدد من المصادر الإخبارية الرائدة التي تتنبأ بالنتائج، وأنه فاز في جميع الولايات الرئيسية، ثم خاطب ترامب أنصاره في فلوريدا وأعلن فوزه.
وبحسب شبكة "فوكس نيوز"، فاز ترامب بـ 277 صوتا انتخابيا متجاوزا 270 صوتا المطلوبة. كما تم اختياره الفائز من قبل صحيفة "أمريكان هيل" والمقر الرئيسي لخدمة التنبؤ بنتائج الانتخابات، وعرضت مجلة "تايم" دونالد ترامب خلال خطاب الفوز الذي ألقاه على غلاف عددها الثاني في نوفمبر.