مُزحة الموسم .. في زمن الموت والتدمير وانقلاب المعايير..!!
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
مرتض الغالي
أحدهم (وهو معروف لديّ|) أطلق تسجيلاً صوتياً مليئاً بالسباب للحرية والتغيير..واتهمني أنا شخصياً بالعمالة..والحكاية أنه غاضب من الكلام الذي كتبته عن خطاب مندوب السودان بالأمم المتحدة..!
وأنا هنا يهمني ما أقوله عن نفسي وليس الدفاع عن أحرار الحرية والتغيير..وأقول أولاً إن صاحب التسجيل قال عني مقولتين متناقضتين؛ الأولى إنني موقع تبجيل واحترام.
الأمر الآخر إن الرجل يطالبني لأنني موضع تبجيل واحترام أن اسحب كلامي الذي ذكرته عن السفير مندوب حكومة البرهان في الأمم المتحدة..وأنا انتهز هذه السانحة لأؤكد كل ما قلته عن هذا الرجل وخطابه أمام مجلس الأمن..وقد كتبت ما كتبت بإرادتي وأنا في كامل قواي العقلية ولن اسحب منه حرفا واحداً...!
وصاحب التسجيل لم يذكر كلمة واحدة عن ما أخذته أنا على خطاب هذا الرجل..بما فيه قوله الفج بأن علاقة السودان بإيران لا تهدد امن إسرائيل..! وقد كان مجمل خطابه أمام العالم مضحكة وتزييف وتشويه لواقع الحرب وحال الوطن..بل كان خطابه خطبة سياسية ينحاز فيها للاخونجية ومواقفهم وحربهم وهو يهاجم قوى سياسية مدنية وطنية لحساب الكيزان..وقد أظهرنا تهافت خطاب الرجل لأنه يتحدث باسم السودان..وليس في الأمر قضية شخصية فانا لا اعرف هذا السفير ولا هو يعرفني..!
والمعلوم للكافة أن الإنقاذ والانقلاب ملأوا وزارة الخارجية وسفاراتها بكثير من (الخبوب والعبوب) فهل تماري في ذلك..؟!
الأمر الثالث أنا أقول للحقيقة وليس لصاحب التسجيل إنني كتبت ثلاثمائة مقال (300) منذ بداية عام الحرب وحتى الآن وأتحدى بوقار صاحب التسجيل وكل مواقع الفلول وترساناتهم وصحفهم وتسجيلاتهم أن يأتوني بسطر واحد أو نصف سطر أو كلمة واحدة أؤيد فيها الدعم السريع..!!
هيا فالأرشيف موجود حتى يعلم الناس هذا التخليط المقصود والكلام السفيه الذي يحاول الافتئات على الناس بالكذب والتلفيق.. إنما هي رياح فاسدة يطلقونها في العواء ويهربون..!
ألم تسمع تسجيلي في المقابلة المنتشرة صورة صوت والتي سمعها السودانيون في الداخل والخارج والتي أوضحت فيها رأيي الصريح عن جيش البرهان وعن الدعم السريع..؟! لا بد انك سمعتها وأنت تعلم ما قلته؟! والآن يمكن الرجوع إلي هذه المقابلة إذا لم تسمعها حتى تتساقط كل ترهات الفلول وسخافاتهم وأكاذيبهم المقصودة لذاتها..!
ثم أقول لصاحب التسجيل إنني لا اسمح لنفسي إذا كنت موجوداً في دولة الإمارات أو غيرها أن يكون لأي دولة (كائنة ما كانت) أن تحدد لي موقفي تجاه ما يدور في وطني..! جفّت الأقلام وطويت الصحف..! وقد يرى بعض الناس الأمر غريباً وأنا أراه من ألف باء ما تربيت عليه. وأرى أن ذلك ركناً محورياً من كرامتي الشخصية وكرامة عائلتي..!
ثانيا اقسم لنفسي وليس لصاحب التسجيل؛ والله العظيم وكتابه الكريم وبحرمة مرقد أبي وأمي وجدي "حاج العاقب" في دار الخلود إنني شخص (غير قابل للبيع والشراء)..!
ثم أقول لصاحب التسجيل إن أسرتي وأبنائي وبناتي وإخواني وأهلي لا يقبلون بي ولا يضعون أيديهم في يدي إذا قبلت لنفسي إن أكون عميلاً لدولة أو لأحد..أو إذا قبلت بأن يدخل عليّ مال حرام أو رشوة أو إذا حملت إلى بيتي مال سُحت..! أنا لا أتحدث هنا عن الضمير أو عزّة النفس..أنا أتحدث عن ضوابط عادية هي شأن كل أسرة متعففة في السودان تضع كرامة أبنائها فوق كل اعتبار..! يا رجل الحكاية عندنا ليست (مطلوقة) هكذا...هناك مجلس عائلة حتى لا يجلب الشخص لأسرته العار والعيب..! إنهم لا يقبلون بمثقال ذرة من جنوح حتى إذا سوّلت لي نفس أن أحيد عن هذا الصراط يمنة أو يسارا ..(وهيهات لي أن اخرج عن هذه النواميس).. والله على ما أقول شهيد..!
ثم نحن يا سيدي نعيش منذ أكثر من أربعين عاما وسط أسرة صحفية ضخمة لنا فيها أساتذة وزملاء وتلاميذ..فهل يقبلون مني أن أكون عميلاً دنيئاً متاجراً بكرامتي ومواقفي أو قابض رشوة من دولة أو فرد أو تنظيم أو جماعة...؟؟ .يا راجل..!!
..ثم إن كاتب التسجيل يعلم إنني لست في حاجة للمال الحرام أو الحلال .ونحن والحمد لله في غني عن كل حاجة تجعلنا نقع فريسة لمال عمالة أو مال سُحت وإذلال...!!
لقد بدا صاحب التسجيل كلامه بأبيات شعر قال أنها منحطة عن الانتكاس و(الانفناس) قبل أن يبدأ شتيمة قيادات الحرية والتغيير وقبل أن يعرّج على اتهامي بالعمالة..وقد قصد أن يخلط الأمر حتى لا يعلم السامع المقصود بهذه الشتيمة هل هو شخص محدد أو هو يقصد جماعة الحرية والتغيير ومن يسميهم (ناس أديس ابابا)..!! هذا الكلام عن الانحطاط والانفناس مردود حتى يوضح صاحبه الجهة التي يقصدها (عديييل) وليس بإطلاق الدخاخين..!
ألطف ما في الأمر أن صاحب التسجيل يهددنا بأن الشعب سوف يهاجمنا ويقتلنا في الشوارع حتى إذا انتهت الحرب..! ونحن نترك مثل هذا الكلام..وهو لغو قديم سمعناه لسنين من فلول الإنقاذ وجماعة الانقلاب من باب الترهيب..ونقول لصاحب التسجيل إنها بضاعة كاسدة..ونحن عندما نتحدث في الشأن العام نعرف الضريبة..ونعرف المستوى الذي يمكن أن يهبط إليه إعلام الفلول..ولكن لن تجدي مصفوفة البذاءات والترهيب والترغيب ولن تفلح في إسكاتنا وصرف النظر عن جرائم الانقلاب والكيزان..فقد عرفناهم وعرفونا لمدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمان..!
كثيرون من الإخوة نصحونا بعدم الرد على صاحب التسجيل لأن الأمر واااااضح...فقلنا لهم لا والله لن نترك إعلام الفلول الذي يجلس في بؤرة العفن يتفسح ولو قليلاً بترديد الأكاذيب واتهامات العمالة وسنكتم على الأنفاس النتنة بحكمة هندية وهي حكاية رمزية موجزة تقول: أن عصفوراً في متشجان كان مبتهجاً يتطاير هنا وهناك..وجاء الشتاء وكان عليه أن يتجه للجنوب ..ولكنه تكاسل وتباطأ إلى أن تجمدت أجنحته وسقط على الأرض...فجاءت بقربه بقرة وتبرّزت عليه برازاً ثقيلاً كثيفاً..فشعر العصفور بالدفء وتحرر جناحاه من الصقيع..وأصبح يغرّد من تحت ركام البراز ولكنه لم يستطع النهوض..واستمر يزقزق من داخل البراز..فجاءت قطة وسمعت الزقزقة وكشفت غطاء البراز وافترست العصفور..!
تقول خلاصة الحكمة الهندية: ليس كل من يلقى عليك الروث هو عدوك..وليس كل من يخرجك من البراز صديقك..والأهم انك عندما تكون تحت البراز عليك أن تغلق فمك..!
الرجل صاحب التسجيل هو "محمد محمد خير"...إنا لله وإنا إليه راجعون..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
لازاريني: "إسرائيل" تعمل من جانب أحادي على تغيير المعايير الراسخة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
صفا
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن "إسرائيل" تعمل من جانب أحادي على تغيير المعايير الراسخة لحل النزاع "الفلسطيني الإسرائيلي"، في تحدٍ صريح لميثاق الأمم المتحدة، وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، والأوامر الملزمة لمحكمة العدل الدولية.
وأضاف لازاريني في خطابه أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه خلال الشهر الماضي، أقر البرلمان الإسرائيلي تشريعًا يمكن أن ينهي عمليات الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة في فترة أقل من ثلاثة أشهر.
وشدد لازاريني على أن هذا من شأنه أن يحقق هدفًا للحرب في غزة تم التعبير عنه صراحًة.
وقال لازاريني في وقت سابق، إن تقييد وصول المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، وفي الوقت نفسه تفكيك الأونروا، سيزيد من المعاناة، منوهًا إلى أن الإرادة السياسية وحدها هي القادرة على وضع حد للوضع الذي صنعته السياسة.
وكان الكنيست صادق بالقراءة النهائية، بعد دعم 92 عضواً ومعارضة 10 فقط، على قانون يحظر أي أنشطة لـ"أونروا" داخل الكيان الإسرائيلي.
وينص القانون على حظر ووقف نشاطات "أونروا" بـ"المناطق السيادية في "إسرائيل" بما في ذلك القدس الشرقية".