موسكو/كييف-(رويترز)-(د ب ا)- أفاد مسؤول أوكراني كبير بوقوع قتال عنيف في شمال شرق البلاد أمس الأحد، مشيرا إلى أن قوات كييف تحافظ على مواقعها وتحقق مكاسب في بعض المناطق. وقال الجيش الروسي إنه أوقف القوات الأوكرانية في الشمال الشرقي. وأضاف أنه أسقط ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية حاولت قصف موسكو وألحقت أضرارا بمبنى شاهق يضم مكاتب حكومية.

واستهدف هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة مركزا للشرطة الروسية في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا ليل الأحد الإثنين، من دون أن يؤدي الى سقوط ضحايا، وفق ما أعلن مسؤول محلي. وقال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز إن “القوات الأوكرانية هاجمت خلال الليل مقاطعة تروبتشفسكي… أصابت طائرة مسيّرة مركز الشرطة في هذه المقاطعة. لا ضحايا”، مشيرا الى تعرّض النوافذ وسقف المبنى لأضرار جراء الهجوم. وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم أمس الأحد بأنه “يوم جيد.. يوم قوي” لا سيما بالقرب من باخموت حيث تقول القوات الأوكرانية إنها تعيد السيطرة على الأراضي التي فقدتها عندما استولت القوات الروسية على المدينة في مايو أيار. ولم تعلن أوكرانيا بشكل مباشر مسؤوليتها عن هجمات الطائرات المسيرة لكن زيلينسكي قال إن الحرب “تعود تدريجيا إلى الأراضي الروسية”. وشنت القوات الروسية أحدث هجوم في سلسلة الهجمات الجوية الليلية حيث قصفت ما وصفه المسؤولون بأنه “مبنى غير سكني” في مدينة خاركيف شمال شرق البلاد. وتسبب القصف في اندلاع حريق ولكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وقال زيلينسكي إن عدد القتلى جراء الضربة الروسية على مدرسة في بلدة سومي الشمالية يوم السبت ارتفع إلى اثنين بعد أن أزالت فرق الإنقاذ الأنقاض من الموقع. وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية “تحاول طردنا” من مواقع مرتفعة في الشمال الشرقي احتلتها موسكو بعد غزوها في فبراير شباط 2022 لكن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادتها لاحقا. وأوضحت أن القوات الروسية تكبدت “خسائر لا تقل عما تكبدته خلال المعارك المحتدمة في باخموت” التي سقطت في أيدي القوات الروسية بعد قتال دام أكثر من عشرة أشهر. واندلعت اشتباكات عنيفة أيضا حول مدينتي كوبيانسك وليمان في شمال شرق أوكرانيا. هذا ومن المقرر أن تبدأ كييف محادثات مع واشنطن خلال الأيام المقبلة من أجل الحصول على ضمانات أمنية والتي ستكون سارية في الوقت الذي لا يزال انضمامها لحلف شمال الأطلسي”ناتو” معلقا، وفقا لما قاله رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد. وقال أندرية يرماك عبر منصة تلجرام أن الهدف من المحادثات هو الحصول على إلتزامات ملموسة وطويلة الأجل من الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في الحرب ضد روسيا ومنع اي عدوان روسي مستقبلي. وتعهدت الدول الاعضاء في مجموعة السبع الاقتصادية الرائدة، خلال قمة الناتو في العاصمة الليتوانية، فلينيوس، في وقت سابق من شهر تموز/يوليو الجاري، بتوفير حماية طويلة الأجل لأوكرانيا. وقال يرماك إن المحادثات مع الولايات المتحدة ستتمحور حول الحصول على التزامات أمنية ثنائية لأوكرانيا في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد الانضمام إلى الناتو، مضيفا أن هذه ستكون الخطوة الأولى فقط. وتابع أن المحادثات يجب أن تشمل الدعم الدفاعي والتمويل بالإضافة إلى فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا. وقال إن أوكرانيا تعمل أيضًا على إبرام اتفاقيات ثنائية مع حلفائها الآخرين. كما أكد رئيس مكتب زيلينسكي أن قمة الممثلين الدوليين في السعودية ستعقد الأسبوع المقبل. وسيركز الاجتماع على تطبيق “صيغة السلام” التي طرحها زيلينسكي لحل النزاع. وتتمحور صيغة السلام على طلب انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا. ولا تشارك روسيا في منح ضمانات أمنية كما أنها لا تشارك في إجتماع السعودية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن المملكة العربية السعودية ستستضيف محادثات السلام مع ممثلين من 30 دولة في مدينة جدة يومي 5 و 6 آب/أغسطس المقبل. إلى ذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الاثنين عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن البلاد ستواصل الحوار مع كل من الصين والبرازيل وشركاء أفارقة بشأن آفاق التوصل لحل سلمي للأزمة الأوكرانية. جاء البيان عقب قمة روسية أفريقية عقدت مؤخرا وشهدت حث بعض القادة الأفارقة الرئيس فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة القوات الروسیة

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تطالب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي للصواريخ الروسية

كييف (أوكرانيا)"أ ف ب": طلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين تزويدها أحدث جيل من أنظمة الدفاع الجوي لحماية نفسها بعد تعرضها لهجوم بصاروخ بالستي فرط صوتي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة بإنتاجه على نطاق واسع، متوعدا بالوقوف بحزم في وجه أعداء بلاده.

وأعلنت روسيا أنها قصفت للمرة الأولى منذ بدء الحرب موقعا لمجمع صناعي عسكري في دنيبرو بوسط أوكرانيا الخميس بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر) وأطلق عليه اسم أوريشنيك واستخدم "بنسخته غير النووية". وأطلق الصاروخ من منطقة أستراخان في جنوب غرب روسيا.

وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن "وزير الدفاع الأوكراني تواصل مع شركائنا من أجل (الحصول على) أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديدا نوع من الأنظمة يمكنه حماية الأرواح بمواجهة أخطار جديدة".

وأوكرانيا مجهزة خصوصا بأنظمة باتريوت الأميركية وتقول إنها اعترضت بالفعل العديد من صواريخ كينجال الفرط صوتية التي وصفها الكرملين بأنها "لا تقهر"، وبأنظمة "سامب/تي" الفرنسية الإيطالية للدفاع الجوي، لكن بأعداد قليلة جدا لا تتيح حماية جميع مدنها.

وقالت روسيا مجددا إن صاروخ أوريشنيك يستحيل اعتراضه وقادر على الوصول إلى كل دول أوروبا.

وأشاد بوتين بـ"قوة" هذا الصاروخ الجمعة خلال لقاء مع مسؤولين عسكريين بثه التلفزيون، وأمر بإنتاجه بأعداد كبيرة.

وقال بوتين "سنواصل هذه الاختبارات، خصوصا في الأوضاع القتالية، حسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا"، ما يثير خشية من ضربات جديدة ضد أوكرانيا التي استهدفت الأراضي الروسية هذا الأسبوع بصواريخ أميركية وبريطانية.

وأجازت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي استهداف عمق الأراضي الروسية، مبررة ذلك خصوصا بنشر الآلاف من الجنود الكوريين الشماليين للقتال إلى جانب القوات الروسية.

وقلل مسؤول أميركي رفيع الجمعة من التهديد الذي يشكله الصاروخ الروسي الجديد. وقال طالبا عدم كشف هويته "إنه سلاح تجريبي تمتلك روسيا عددا محدودا منه ولا تستطيع استعماله بانتظام في ساحة المعركة".

من جهته، دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أقرب حليف لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي، الجمعة إلى عدم الاستهانة بتهديدات روسيا، الدولة المجهزة "بأكثر الأسلحة تدميرا في العالم" والتي "تبني سياستها ومكانتها في العالم بشكل عام على القوة العسكرية".

من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني أن استعمال روسيا صاروخا من الجيل الجديد لقصف أوكرانيا "يشكل سخرية من مواقف دول مثل الصين وبعض القادة الذين يدعون في كل مرة إلى ضبط النفس".

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم أن بلاده تتوقع أن آلافا من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا سيشاركون "قريبا" في القتال ضد القوات الأوكرانية.

ويقدّر وزير الدفاع الأميركي أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودون في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئيا من جانب قوات كييف، وقد تم "دمجهم في التشكيلات الروسية" هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ "بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماما أن أراهم يشاركون في القتال قريبا" في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.

وحمّل بوتين في خطاب إلى الأمة ألقاه مساء الخميس الغرب مسؤولية تصعيد النزاع، معتبرا أنّ الحرب اتخذت "طابعا عالميا" وهدد بضرب الدول المتحالفة مع كييف.

ويعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا محادثات في بروكسل الثلاثاء للبحث في الوضع، وتقول كييف إنها تتوقع قرارات "ملموسة" من حلفائها.

ميدانيا، يتقدم الجيش الروسي تدريجا منذ أشهر رغم تكبده خسائر فادحة في شرق أوكرانيا.

وأقر مصدر رفيع في هيئة الأركان العامة الأوكرانية الجمعة بأن القوات الروسية تتقدم مسافة "200-300 متر يوميا" قرب كوراخوف، وهي من المواقع المهمة التي قد تسقط قريبا.

وفي دلالة على هذا التقدم، أعلن الجيش الروسي الجمعة سيطرته على بلدة نوفودميتريفكا شمال كوراخوف. وتضم هذه المنطقة خصوصا رواسب كبيرة من الليثيوم.

في المقابل، أكد المصدر أن الوضع "لم يتغير عمليا خلال الشهرين الماضيين" في مناطق قرب بوكروفسك التي تشكل مركزا لوجستيا رئيسيا للقوات الأوكرانية.

رغم التقدم الروسي في الشرق، فإن القوات الأوكرانية التي تفتقر إلى الجنود والعتاد، لا تنوي في هذه المرحلة الانسحاب من منطقة كورسك الروسية الحدودية التي لا تزال تسيطر على "نحو 800 كيلومتر مربع" منها، بحسب المصدر.

وأعلنت موسكو الجمعة أن نحو خمسين من سكان كورسك تمكنوا من العودة إلى روسيا بعد مفاوضات نادرة مع أوكرانيا.

و في كييف، أفاد نواب أوكرانيون وكالة فرانس برس بأن البرلمان "ألغى" جلسة بسبب تلقي "إشارات إلى زايد خطر وقوع هجمات ضد المنطقة الحكومية في الأيام المقبلة".

وتقع هذه المنطقة في قلب كييف حيث مقر الرئاسة والحكومة والبنك المركزي، والتي كانت بمنأى حتى الآن من القصف، ويفرض الجيش على دخولها رقابة مشددة.

وفي مدينة دنيبرو في وسط أوكرانيا التي كان عدد سكانها قبل الحرب 970 ألف نسمة، بدا سكان التقتهم فرانس برس الجمعة في حالة صدمة، رغم أنهم اعتادوا الضربات الروسية المنتظمة.

وقالت جنا (49 عاما) التي تعمل في أحد الأسواق "نحن خائفون دائما، لكن الأمر كان مختلفا".

وروى الكاتب إيان فاليتوف سماعه "هديرا قويا" و"سلسلة انفجارات".

ولم تبلغ السلطات الأوكرانية عن سقوط ضحايا في هذا الهجوم والتزمت الصمت بشأن الأضرار المادية. واستهدف الهجوم مصنعا تابعا لمجموعة بيفدينماخ التي تنتج خصوصا مكونات الصواريخ.

لم يتمكن صحافيو فرانس برس من تأكيد استهداف المصنع. لكن ساحة المنشأة كانت خالية الجمعة.

في موسكو، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة أن "الرسالة الرئيسية هي أن القرارات والأفعال المتهورة التي تتخذها الدول الغربية التي تنتج الصواريخ وتزود أوكرانيا بها ثم تشارك في ضربات على الأراضي الروسية، لا يمكن أن تمر دون رد فعل من روسيا".

من جانبها، دانت عواصم غربية إطلاق الصاروخ الروسي ووصفته بأنه "تصعيد" خطير ونددت بخطاب موسكو "غير المسؤول" بشأن استخدام الأسلحة النووية، فيما دعت الصين إلى "ضبط النفس".

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تطالب بأنظمة دفاع جوي حديثة للتصدي للصواريخ الروسية
  • زيلينسكي: الهجمات الروسية أضرت بموانئ أوكرانيا
  • رشيد يطالب بحل عادل “للقضية الكردية”في تركيا
  • القوات المسلحة تقصف قاعدة “نيفاتيم” في النقب بصاروخ “فلسطين 2”
  • بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية
  • الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية تتكبد خسائر جسيمة على محور كورسك
  • بعد استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى | محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية أخذت منعطفا خطيراً
  • القوات الروسية تدفع القوات الأوكرانية مسافة 10 كيلومترات بعيدًا عن ليسيتشانسك
  • أوكرانيا تتهم مجددا القوات الروسية بقتل أسرى حرب
  • الغارات الجوية الروسية الأخيرة على أوكرانيا تهدد بـ”انقطاع كارثي للكهرباء”