سودانايل:
2024-11-07@10:06:12 GMT

الحرب ح تقيف متين؟

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

في باديء الأمر ظن بعضٌ/كثيرٌ من السودانيين و آخرين ، أو ربما خدعوا حتى ظنوا ، أن الحرب الدآئرة الآن في بلاد السودان هي قتالٌ بين مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة الرافضة للحل و الدمج و القوات المسلحة السودانية ”جيش السودان“ ، لكنه قد أصبح جلياً الآن أن الحرب قد نشبت بسبب تضارب المصالح و التنافس حول السلطة و النفوذ بين عناصر جماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان) في القوات المسلحة السودانية و أجهزة الأمن و العمليات و الشرطة و كتآئب الظل من جهة و مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و قآئدها محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدِتِي) في الجانب الآخر.

..
في بداية الأمر و عقب إنتفاضة/ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و خلع البشير في أبريل ٢٠١٩ ميلادية كان هدف و مبتغى الطرفين المتحالفين: الكيزان و الجنجويد هو القضآء على الثورة و الثوار و الحيلولة دون قيام حكم مدني و دولة أركانها القانون و العدل و المؤسسات التي تحكم و تحاكم و تعاقب المسيئيين و المفسدين ، ثم من بعد الإنقلاب على الثورة و إزاحة المكون المدني الشريك إسمياً في حكم الفترة الإنتقالية أصبح هم الطرفين الإفلات من العقاب ثم إنقلب إلى صراع حول السلطة و الإنفراد بها و ما يتبع ذلك من نفوذ و هيمنة و إمتيازات و إستغلال لموارد البلاد...
و قد إستخدم الطرفان كل الأساليب القذرة في إدارة الحرب بينهما من تجنيد المجرمين و المسجونين و المعتوهين و المهووسيين و المتطرفين دينياً و عرقياً و الأرزقية ، و قد أجاد الطرفان إستخدام العنف المفرط و الإرهاب و القتل العشوآئي و الذبح على طريقة ذبح بهيمة الأنعام و التمثيل بالجثث و التدمير العشوآئي للمباني الحكومية و ممتلكات المواطنين و الإعتقال و التعذيب و الإذلال و ممارسة الإغتصاب و نهب المواطنين و ترويعهم و سرقة ممتلكاتهم و تشريدهم...
و قد وظف الطرفان الإعلام و النشطآء و الوسآئط الإجتماعية في تسويقهم للعالمين و في تزييف الحقآئق و إنتاج الڨيديوهات عن الإنتصارات العسكرية و المكاسب الوهمية ، و قد وَثَّقَ الجنود من الطرفين الإنتهاكات و المجازر الجماعية و حوادث النهب و الإغتصابات دون موارة أو مداراة ، و قد تبارى الطرفان في بث خطابات الكراهية و التفرقة و التمييز العنصري و العرقي ، و في نشر الأكاذيب و الإشاعات و أحاديث الإفك المفبركة و بما يخدم أغراض الطرفين حتى ضاع الحق و اختلطت الأمور على السودانيين و المراقبين ، و كانت النتيجة أن أصبحت الحرب أكثر قذارة و تعقيداً حيث أضحى القتل يتم على الهوية و السحنة و لون البشرة و لهجة اللسان و الإنتمآء العرقي و الإعتقاد الديني و اللون السياسي...
و نتيجة لذلك مات ألاف من السودانيين و تَعَوَّق مثلهم أو أكثر ، و أصبحت جميع بقاع بلاد السودان غير صالحة للسكن الآمن المستقر ، و انقطعت الدخول و الموارد و قل الطعام و عم الخوف ، و أصاب الناس الفقر و البؤس ، و كانت المحصلة النهآئية النزوح و التهجير و اللجوء و إنتشار ملايين السودانيين في كل بقاع و أرجآء الأرض ، و أصبح السودانيون هآئمين في البقاع و الأنحآء و البلدان يحملون معهم آثار و إفرازات الحرب اللعينة و أثقال من مآسيهم و ألامهم و متاعبهم و معاناتهم الإقتصادية و العضوية و النفسية...
و يعلم كثيرون أن إنتصار أي من الطرفين لا يعني السلام ، بل يعني المزيد من المعاناة لجميع السودانيين ، فإنتصار العناصر الكيزانية في القوات المسلحة و جهاز الأمن و العمليات و كتآئب الظل تعني عودة الجماعة (الكيزان) إلى السلطة ، و هي شبه مستحيلة إن لم تكن حقاً مستحيلة ، و هي تعني أيضاً إستمرار/معاودة القمع و البطش و الإعتقال و التعذيب و القتل و الفساد و الخراب و الدمار على الطريقة الكيزانية المعروفة و مجربة ، أما تغلب مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) ، و هو أيضاً أمر غير وارد و بعيد الإحتمال ، فهو يعني حتماً نهاية دولة جمهورية السودان و تقسيمها إلى دويلات على خطوط/فواصل العرق و الأجناس ، و كذلك ضم بعض الأجزآء و النواحي من بلاد السودان إلى دول الجوار...
و ليست هنالك جهة سودانية غير ضالعة في الحرب بمقدورها إيقاف القتال ، و لكن هنالك الكثير من الجهات السياسية و المدنية السودانية و بعض/حفنة من دول الجوار و الإقليم و العالم تسعى جادة إلى إيقاف الحرب و إلى إيجاد حل و مخرج للأزمة السودانية ، و لكن يبدوا أن المجتمع الدولي لا تهمه كثيراً الحرب السودانية ففي طاولة المجتمع الدولي مشاكل و أمور هي أكثر أهمية من الحرب السودانية ، و الأرجح/الغالب هو أن الحرب السودانية لن تتوقف إلا من بعد الإرهاق التآم و من بعد أن يعدم الطرفان الحيلة و نُفَاخ النار ، و معلومٌ أن ذلك الأمر سوف يستغرق زمناً ، مما يعني أن الحرب سوف يطول أمدها ، لذا فإن على السودانيين تجهيز أنفسهم لعدة مواسم عجاف قادمات فيها الكثير من العذاب و المعاناة...
و من بعد توقف الحرب يجب أن لا تُنسِي مآسيها و معاناةُ النزوحِ و اللجوءِ و الإغترابِ و التهجيرِ و تطاولُ الأزمانِ السودانيين إنفاذَ عمليات تفكيك و إزالة. نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و تفعيل أليات العدالة و القانون التي تحاسب و تعاقب القتلة و المسيئيين و المفسدين ، أو أن يتقاعسوا عن إتخاذ الإجرآءات القانونية و التشريعية المناسبة و الضرورية التي تضمن إبعاد العسكريين و المسلحين عن ممارسة السياسة و الإقتصاد ، كما أن عليهم أن يصروا على أن تكون إدارة الحكومة الإنتقالية المنوط بها إعادة تأسيس مؤسسات الدولة السودانية الجديدة على دعآئم القانون و العدالة و المهنية من صميم عمل و مسئولية القوى المدنية السياسية و النقابية المنحازة و المؤيدة للثورة و التغيير...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة
fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن الحرب من بعد

إقرأ أيضاً:

السيسي يبلغ البرهان تعهدات عن الأوضاع في السودان وتوجيهات بشأن إقامة السودانيين والطلاب في مصر

القاهرة متابعات تاق برس – عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جلسة مباحثات مشتركة، بقاعة مركز الموتمرات الدولية بالقاهرة، اليوم الإثنين على هامش إنعقاد المنتدى الحضري العالمي.

 

 

وحسب بيان من مجلس السيادة أطلع البرهان، الرئيس المصري، على أخر تطورات الأوضاع في السودان، على خلفية ما اسماها البيان تمرد مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها.

من جانبه اكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار ووحدته.

وتعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وفق ما نقل بيان مجلس السيادة إلتزامه بحل كل العقبات التي تواجه السودانيين وخاصة الطلاب السودانيين في مصر.

ووجه الجهات المختصة بتسهيل كافة الإجراءات بما يتعلق بالأشقاء السودانيين .

و تناولت المباحثات، سبل تعزيز العلاقات ودعمها وتطويرها بما يخدم شعبي البلدين، ومجالات التعاون المشترك، إضافة إلى القضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين في كافة المجالات.

 

 

 

وأعرب رئيس مجلس السيادة،عن شكره وتقديره، للرئيس السيسي، على الدعوة التي قدمها له ،للمشاركة في أعمال المنتدى الحضري العالمي.

وأشار حسب بيان مجلس السيادة الى المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين والمساندة المصرية للحفاظ على سلامة وأمن وإستقرار السودان .

وعبر البرهان عن تقدير حكومة السودان، للدور الفاعل لجمهورية مصر بالمنطقة، تحت قيادة الرئيس السيسي .

و جدد رئيس مجلس السيادة، شكره للشعب المصري الشقيق، على إستقبالهم السودانيين وتقديم العون والمساعدة لهم.

 

كما قدم أيضاً شكره للرئيس السيسي على توجيهاته و إهتمامه بقضايا السودانيين المقيمين بمصر .

 

 

من جانبه شكر الرئيس المصري، الفريق أول ركن البرهان على تلبيته الدعوة.

 

ونقل بيان مجلس السيادة عن السيسي تاكيده على موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب الشعب السوداني لتحقيق الأمن والاستقرار ووحدته.

 

وأعرب السيسي عن تقديره البالغ لمستوى التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.

 

وأكد حرصه على توطيد وتمتين روابط الإخوة ودعم وتعزيز العلاقات بين السودان ومصر لتحقيق تطلعات الشعبيين الشقيقين.

 

واشار إلى إعتزاز مصر الكبير بما يربطها من وشائج متينة مع السودان على المستويين الرسمي والشعبي منوهاً إلى الأواصر التأريخية العميقة بين البلدين الشقيقين.

تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وفق ما نقل بيان مجلس السيادة إلتزامه بحل كل العقبات التي تواجه السودانيين وخاصة الطلاب السودانيين في مصر.

ووجه الجهات المختصة بتسهيل كافة الإجراءات بما يتعلق بالأشقاء السودانيين .

وحضر اللقاء من الجانب السوداني، وزير التخطيط العمراني أحمد فضل ووكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل وسفير السودان لدى جمهورية مصر العربية الفريق أول ركن عماد الدين عدوي.

مقالات مشابهة

  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
  • بيان مشترك من حركة العدل والمساواة السودانية والحزب الإتحادي الموحد
  • «العدل والمساواة» و«الاتحادي الموحد» يرفضان الحرب ويدعوان لحل شامل للأزمة السودانية
  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • السيسي يبلغ البرهان تعهدات عن الأوضاع في السودان وتوجيهات بشأن إقامة السودانيين والطلاب في مصر
  • السفارة السودانية تحل مشكلة رسوم الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية
  • البرهان للسيسي: نثمن الدور المصري لجهود التهدئة واستضافة السودانيين
  • سفارة السودان في القاهرة تعلن عن بشريات للطلاب السودانيين بالجامعات المصرية
  • استطلاع: 52% من السودانيين يفضلون التفاوض لإنهاء الحرب