ألقت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون، كلمة لبنان في خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي عقد في قاعة الجمعية العامة في نيويورك.

وقالت: "قبل ثلاثين عاما وثق المؤتمر الدولي للسكان والتنمية للخلاصة التي توصلت إليها الخبرات في دول العالم، وهي أن التنمية لا تتحقق من غير احترام كرامة الأشخاص والإستجابة لحقوقهم.

مثل هذا الإقتناع تقدما في الفكر الحضاري، تجسد في إنجازات توصلت إليها الإنسانية خلال السنوات الثلاثين الماضية. لكن هذه الإنجازات تبقى مهددة، وتصطدم فيها الجهود المبذولة للتنمية بأخطار الكوارث والأزمات والحروب، وهذا ما سوف نتناوله في عرضنا لتجربة لبنان في المناقشة العامة. أما بمناسبة الإحتفال بالذكرى الثلاثين لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي رسم خريطة طريق لا تزال تستوحيها الدول في رسم سياساتها الإنمائية، فسوف نعدد أبرز ما تحقق على الأصعدة كافة."

وأضافت: "في لبنان، نبذل الجهود لمكافحة تمدد الفقر وتحسين شروط الحصول على الخدمات الصحية ومناهضة العنف ضد النساء والفتيات، مع إعارة اهتمام خاص في هذه المواضيع لتوعية الأجيال الشابة ومساعدتها على تخطي الصعوبات. فقد نفذنا خلال السنوات الماضية برامج عدة لمساعدة الأسر المحتاجة، ونجحنا في اعتماد قوانين تجرم التحرش الجنسي، وتحسن شروط حماية ضحايا العنف الأسري، وتفرض المساواة بين المضمونين والمضمونات في الإستفادة من تقديمات صندوق الضمان الاجتماعي.  وعلى الرغم من الصعوبات المالية التي تواجهها، اعتمدت السلطات المختصة في لبنان تدابير إجرائية عدة، بات ينفذ من خلالها برنامج الصحة الجنسية والإنجابية، إضافة إلى توفير الخدمات للناجيات والناجين من الإغتصاب من خلال المستوصفات والمستشفيات ومراكز خدمات الصحية الأولية، التي يطبق فيها أيضا بروتوكول لتقديم خدمات وقائية للكشف المبكر عن سرطان الجهاز التناسلي".

وتابعت: "على صعيد مناهضة العنف ضد النساء، نذكر أنه تمت مأسسة الرصد الشهري لحالات العنف ضد النساء والفتيات التي يتم تبليغها للقوى الأمنية، كما تم وضع ونشر سياسات للوقاية والإستجابة والمعاقبة على حالات التحرش الجنسي في إطار العمل، وتنفيذ حملات توعوية واسعة بين المراهقات والمراهقين حول سبل مواجهة التعرض للعنف. كذلك تم اختتام تنفيذ الخطة الأولى لتطبيق القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن، ووضع استراتيجية وطنية وخطة عمل تنفيذية للمرأة في لبنان لغاية العام 2030".

وختمت: "من شأن تنفيذ الإجراءات الواردة فيها، وفي استراتيجية الحماية الإجتماعية واستراتيجيات وخطط عمل عدة تم اعتمادها في مجالات الصحة ومناهضة العنف وزواج الأطفال ورعاية المسنين، أن تساعد على تحقيق تقدم ملموس في تعزيز الأوضاع الاجتماعية للسكان كافة، ذلك شرط أن يتم تفعيل التضامن الدولي في الجهود الآيلة إلى وقف الحروب، واستعادة السلام، وعودة النازحين إلى بلدهم".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عصور ما قبل الخدمات الصحية.. أستاذ علوم سياسية: الحوامل في غزة واجهن أوضاعا كارثية

تعاني النساء الحوامل في قطاع غزة من ظروف إنسانية وصحية مأساوية، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق والتصعيد العسكري المستمر، الذي أدى إلى تدمير المرافق الطبية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

ومنذ اندلاع الأعمال العدائية في أكتوبر 2023، تحولت فترة الحمل والولادة إلى محنة قاسية، حيث تواجه الأمهات تحديات جسيمة في الحصول على الرعاية الطبية الأساسية، والتغذية الكافية، وحتى المياه النظيفة، مما يزيد من المخاطر الصحية عليهن وعلى أجنّتهن.

وفي ظل الاكتظاظ الشديد في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيًا، تُجبر العديد من النساء على مغادرة المستشفيات بعد ساعات قليلة من الولادة، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية، الأمر الذي يعرض حياتهن وحياة أطفالهن لخطر الموت الذي يمكن تجنبه لو توفرت الرعاية الصحية اللازمة.

الدكتور أيمن الرقبماذا تواجه الحوامل في غزة؟

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، إن النساء الحوامل في قطاع غزة يواجهن أوضاعًا كارثية في ظل الحصار والعدوان المستمر، حيث يفتقدن أبسط مقومات الحياة من طعام، وأدوية، وحاجات شخصية. 

وأشار إلى أن البنية التحتية الصحية دُمرت بالكامل، إذ تم إعدام المنشآت الطبية، مما جعل النساء يلدن في ظروف بدائية دون رعاية طبية، حيث تُجبر نسبة كبيرة منهن على الولادة في المنازل، وهو ما يعيد غزة إلى عصور ما قبل الخدمات الصحية الحديثة.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هناك محاولات لإعادة الأمل لمستشفى الشفاء، رغم الدمار الذي طال أكثر من 70% من مرافقه، إلا أن الواقع الصحي يظل مأساويًا، حيث يفقد العديد من الأطفال حديثي الولادة حياتهم بسبب عدم توفر الحاضنات، أو حاجتهم لأجهزة التنفس، أو إصابتهم بالصفراء دون إمكانية علاجهم.

وأكد أن وفاة الأمهات الحوامل والإجهاض القسري أصبحا مشاهد متكررة نتيجة نقص الرعاية الطبية، مشيرًا إلى أن حظر الأونروا فاقم الوضع سوءًا، حيث لم يتم توفير بدائل حقيقية لتعويض الخدمات التي كانت تقدمها المنظمة.

وأشار الدكتور أيمن الرقب إلى وجود طلبات رسمية لتسهيل إدخال المساعدات الصحية، لكن التحديات لا تزال قائمة، محذرًا من أزمة صحية طويلة الأمد، حيث تتزايد معدلات انتشار الأمراض والأوبئة، إضافة إلى الأورام السرطانية والأمراض الجلدية بسبب استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دوليًا داخل القطاع.

واختتم تصريحه بالتأكيد على ضرورة التحرك الدولي العاجل لإنقاذ القطاع الصحي في غزة، وتقديم الدعم الإنساني والطبي للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، للحيلولة دون تفاقم الكارثة الصحية التي تعصف بالمدنيين الأبرياء.

مقالات مشابهة

  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • «عبدالجليل»: تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للنازحين في الكفرة
  • شروط وخطوات الحصول على كارت الخدمات المتكاملة 2025
  • تستهدف الأطفال من 6 إلى 18 عاما.. “أصحابي” حملة لمكافحة العنف الطلابي وتعزيز الصحة النفسية.. وأستاذ علم اجتماع: المراقبة الودية للأهل تساعد على اكتشاف السلوكيات غير الطبيعية للأبناء
  • عصور ما قبل الخدمات الصحية.. أستاذ علوم سياسية: الحوامل في غزة واجهن أوضاعا كارثية
  • بحث تقديم أفضل الخدمات الصحية لأطفال مرضى السرطان في سوريا ‏خلال اجتماع بوزارة الصحة ‏
  • اجتماع في الحديدة يناقش سبل تعزيز الإيرادات وتحسين الخدمات للمواطنين
  • شروط الحصول على منحة الزواج والمستندات المطلوبة
  • أكثر من 1.9 مليون مستفيد من برنامج “طبيب لكل أسرة” في مراكز الرعاية الصحية بمكة
  • جهاز مكافحة الإرهاب في عدن بقيادة شلال شايع يفرض شروط واجراءات جديدة ورسوم مالية على جميع واردات الموانئ