~~~~~~~~~~~~~~~~

جبير بولاد

( اذا كنت تنشد العظمة ، فأنشد الحق ، تظفر بالأثنين معا )

.. تظل أنت يا ابوعركي أنت ، في ذات البهاء الملائكي الأسطوري، تظل انت و لما يزيد علي الأربعين عاما، تعطي النموذج و المعني للإنسان و الفنان، أنسان في معني الإنسان السوداني المنشود الذي في تاريخه و حاضره كان مشدودا نحو الكمال، و فنان بتجربتك التي ظلت ترفدنا بالجديد الخلّاق ، انحزت لأن تكون دوما الرائد و المختلف، لذلك ستكون دوما الشامة التي تجلس بأرتياح علي وجهنا الجمالي الموعود لأزمنة قادمة، أزمنة يتقاصر عنها هذا القبح الذي أستشري و غطي الطرقات و الفضاء، لكنك لم و لن تنحني لتعطي لمواقفك لاربعون عاما و نيف هذا البهاء الأسطوري.


.. ابوعركي و انت في بيتك الذي لم تغادره بالرغم من أنه مُحاط بكل أسباب الردي، لكن الردي يعرفك تماما، يعرفك لأنك عبرته هازئا منه في كل العهود التي جادلتها و صرعتها و انحنت لك و لم تنحني، يعرفك الردي حين أختطف منك رفيقة الحياة(العفاف) و هي تكافح من أجل مد أسباب الحياة، بعيدة عنك، لكنك لم تنحني و تغطيت بحزنك النبيل، لأنك كنت مُمسك بالأمل لأمة كاملة تصّعد من ثورتها لتنتصر علي الغيلان التي أشبعت الوطن تجريحا و تأليما ، كنت واقفا كجبل البركل حينما أشتد الحريق من حولك، و تزعزع الناس، أعتصمت كناسك بكعبتك( بيتك) و حيّك الذي بقي و بقيت فيه كلوحة للصمود كُتبت حروفها و شعّت الوانها برحيق الخلود.
.. من اي طينة انت يا عركي! لابد أنها طينة أنبياء آخر الزمان، في رسالة متصلة اتصال الإنسانية بالوجود، لا تفني الا إذا فني الوجود .
.. ستظل يا عركي قلعتنا الاخيرة، و الشاهقة، ستظل حجرنا الباقي من كل البناء ليكون حجر الزاوية في مرحلة إعادة البناء.. إعادة الحياة.
.. غنيت للحبيبة ( بستنشقك و اكتم هواك جواي علي مر السنين/ماخدة حاجات منكم )،و غنيت للوطن( جدودنا زمان و عازة ) ،و غنيت للحب( أغشي الحَبان في كل مكان)، و غنيت للحياة و السلام ( و في نهاية الغنوة ضماني السلام) و غنيت لشرف النضال ( تسقط آلاف القصائد لو نست شرف الكلام..لو هادنت حرب الظلام) ، و غنيت للرفيقة في كل الاحتمالات( معاي ساعة افتح الدكان.. معاي ساعة الدرب بالليل .. في ساعة التعب و الخوف) ، و غنيت للإبتسامة الصادقة( إبتسامة الزول بتنبع من شعورو..البقابلك يبتسم ليك من ضميرو) ،و غنيت لأحزاننا( احزانك صاحية دجت فيها حوافر الذكري النصلها حافي ) ...الخ ، اي معني للحياة لم تغنيه يا ابوعركي و تجسده رحلة حياة و تجربة!
.. ستظل يا عركي ذلك الرمز الذي يتزلفه المتسخين طمعا في طهارة و نقاء بعيدين عنهم بُعد المجرات ، و ستظل ذلك المعني المتبقي من الوطن و حجره الباقي للبناء مهما كان حجم الهدم و الدمار .
.. نحيّك و نحي جذوة النار و الأمل التي فيك و نتّعلم منك معني ان تكون سودانيا، مبدعا،مثقفا، بعيد عن كل زيف .

jebeerb@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«نساء مصر»: القاهرة ستظل مفتاح حل القضية الفلسطينية

استنكرت الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، التصريحات الإسرائيلية التي تحمل في طياتها تهديدًا مبطنًا للرئيس عبد الفتاح السيسي على خلفية مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ورفضه القاطع لمخططات التهجير القسري، قائلة إن التحريض ضد الرئيس السيسي بسبب رفضه تهجير الفلسطينيين ليس مجرد تجاوز دبلوماسي، بل هو تهديد مباشر لسيادة دولة كبرى في المنطقة تلعب دورًا رئيسيًا في إرساء الاستقرار ومنع تفجر الأوضاع نحو سيناريوهات كارثية. 

وأعربت العبسي عن استياءها من هذا التصعيد الإعلامي والسياسي من قبل إسرائيل، وقالت إنه يعكس مدى الإحباط من صلابة الموقف المصري الذي أغلق الأبواب أمام المخططات المشبوهة، مؤكدة أن الأمن القومي العربي ليس مجالًا للمساومات أو الضغوط.

ولفتت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر أن محاولات إسرائيل توجيه رسائل تهديد، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال مسؤولين سابقين وحاليين، تؤكد أن تل أبيب تسعى إلى خلق بيئة من التوتر لفرض خياراتها بالقوة، متجاهلة أن مصر ليست طرفًا ضعيفًا يمكن ابتزازه أو الضغط عليه.

وأضافت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، أن المجتمع الدولي، الذي طالما تغاضى عن الانتهاكات الإسرائيلية، يتحمل مسؤولية كبيرة في وقف هذا التصعيد الخطير، لأن استهداف القيادة المصرية بهذه الطريقة لا يمس مصر وحدها، بل يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

وأشادت العبسي، باليقظة التى يتمتع بها الشعب المصري وقالت إن اصطفافة بالألاف أمام معبر رفح ليعلن أمام العالم أجمع رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين هى أبلغ رد على الكيان الصهيوني بأنه لا تهاون مع الأمن القومي المصري

مقالات مشابهة

  • العدل والمساواة السودانية تترحم على شقيق وزير التنمية الاجتماعية
  • افتتاح كنيسة الروح القدس في ساو باولو البرازيل
  • مبادرة «أنتي الأهم» تنظم ندوة عن الروح الرياضية ونبذ التعصب بمعرض الكتاب 2025
  • «نساء مصر»: القاهرة ستظل مفتاح حل القضية الفلسطينية
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • وزارة الصحة السودانية تنعي نقيب الأطباء السابق خالد ياجي
  • "الروح الرياضية.. أهداف خارج الثلاث خشبات" لنجوى مصطفى في معرض الكتاب
  • علي جمعة: هناك ملائكة لم تذكر فى القرآن كـ ملك الرحم أو نفخ الروح
  • الشهيد القائد مظلومية قتلت الروح الانهزامية وانارت دروب الأحرار
  • لغة الروح وصوت القلب في بيت الشعر