العفو الدولية “إسرائيل” استخدمت أسلحة أمريكية في جرائم حرب ضد الفلسطينيين
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
لندن-سانا
أكدت منظمة العفو الدولية أن كيان الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة زودته بها الولايات المتحدة في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في انتهاك فاضح للقوانين الدولية، مطالبة واشنطن بالوقف الفوري لعمليات ضخ الأسلحة لهذا الكيان.
وفي موجز بحثي جديد قدمته منظمة العفو إلى الإدارة الأمريكية ونشرته على موقعها الإلكتروني، بينت المنظمة تفاصيل بشأن “وفيات وإصابات” وقعت بين المدنيين الفلسطينيين بأسلحة أمريكية الصنع، فضلاً عن حالات أخرى تسلط الضوء على النمط العام للهجمات غير القانونية التي تشنها قوات الكيان الإسرائيلي.
وأوردت المنظمة أمثلة على الجرائم الإسرائيلية باستخدام الأسلحة الأمريكية، ومن بينها قيام قوات الكيان الإسرائيلي بشن هجمات باستخدام ذخائر الهجوم المباشر المشترك “جي دامس” والقنابل صغيرة القطر “اس دي بي اس”، حيث نفذت “إسرائيل” غارات في شهري كانون الأول والثاني الماضيين على مبان سكنية في رفح، أسفرت عن استشهاد أكثر من 95 فلسطينياً، بينهم 40 طفلا على الأقل، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات وقعت في وقت كانت تزعم فيه سلطات الاحتلال أنها لن تستهدف رفح باعتبارها منطقة “آمنة”.
ومن بين الاعتداءات الأخرى التي استشهدت بها المنظمة واستخدمت فيها قوات الاحتلال ذخائر “جي دامس” الأمريكية غارات جوية على منازل سكنية مليئة بالمدنيين في قطاع غزة في تشرين الأول من عام 2023، ما أسفر عن ارتقاء 43 مدنياً، بينهم 19 طفلاً و14 امرأة، مبينة أن عمليات الاستهداف في هذه الغارات كانت إما مباشرة على مدنيين أو بشكل عشوائي.
كما أوضحت المنظمة أن “إسرائيل” استخدمت أيضاً الفوسفور الأبيض في جنوب لبنان في تشرين الأول عام 2023 في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة فتح تحقيق بكل ما سبق من اعتداءات باعتبارها جرائم حرب.
كما عرضت المنظمة الدولية توثيقاً مستفيضاً لانتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد ممارسات حماية المدنيين في أوقات الحرب ومواصلتها عمليات الاعتقال التعسفي وتعذيب الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وجددت المنظمة التأكيد على أن السياسات والممارسات الإسرائيلية المستدامة حالت دون وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأدت إلى مجاعة متعمدة وذلك ما وثقته محكمة العدل الدولية في الـ28 من آذار الماضي، مشيرة إلى أن القيود الخانقة، التي تفرضها سلطات الاحتلال أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحصار غير القانوني، الذي تفرضه على قطاع غزة منذ عام 2007، وهو ما يعتبر بحد ذاته شكلاً من أشكال العقاب الجماعي وجريمة حرب.
وتمثل الولايات المتحدة أكبر مورد أسلحة لـ”إسرائيل” بما يصل إلى 69 بالمئة من إجمالي أسلحتها المستوردة بين عامي 2019 و2023، وذلك وفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتشمل هذه الواردات مجموعة كاملة من الأسلحة التقليدية والذخائر والطائرات المقاتلة والمركبات القتالية المدرعة والقنابل الموجهة ومعدات توجيه القنابل والأسلحة الصغيرة، كما أنه بإمكان الكيان الإسرائيلي الوصول إلى صادرات الدفاع الأمريكية، بما في ذلك التمويل المسبق واستخدام المخزونات الأمريكية من الصواريخ والمركبات المدرعة وذخائر المدفعية الموجودة داخل الكيان.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مدعي “الجنائية الدولية”: لا نرى جهداً حقيقياً من إسرائيل للتحقيق في جرائم الحرب في غزة
#سواليف
دافع المدعي العام لـ “ #المحكمة_الجنائية_الدولية” كريم خان عن قراره بتوجيه اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو بارتكاب #جرائم_حرب، قائلاً إن إسرائيل لم تبذل “أي جهد حقيقي” للتحقيق في الاتهامات بنفسها.
وفي مقابلة مع رويترز، تمسك خان بقراره إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، رغم تصويت مجلس النواب الأمريكي، الأسبوع الماضي، على فرض عقوبات على المحكمة احتجاجاً على ذلك، في ما وصفه بأنه خطوة “مرفوضة ومؤسفة”.
وأصدر قضاة “المحكمة الجنائية الدولية”، ومقرها لاهاي، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، والقيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، في نوفمبر تشرين الثاني، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الصراع في غزة.
مقالات ذات صلة العمل: القرار المتداول يخص العمالة السورية لنهاية 2025 2025/01/17ولم يرد مكتب نتنياهو على طلب للتعليق على تصريحات خان لرويترز.
ورفضت إسرائيل اختصاص المحكمة بنظر القضية وتنفي ارتكاب جرائم حرب.
والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ليست عضواً في المحكمة، وانتقدت مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
خان: إنه لأمر مرفوض ومؤسف أن تتعرض مؤسسة هي نتاج نورنبيرغ… للتهديد بالعقوباتوقال خان لرويترز إن “الجنائية الدولية” هي “محكمة الملاذ الأخير… في الوقت الذي نتحدث فيه هنا، لم نر أي جهد حقيقي من جانب دولة إسرائيل لاتخاذ إجراء يتماشى مع السوابق القضائية المعتمدة، وهو التحقيق مع المشتبه بهم لارتكابهم السلوك المعني”.
وأضاف، في المقابلة التي أجريت معه أمس الخميس، بعد يوم من اتفاق إسرائيل و”حماس” على وقف إطلاق النار في غزة: “يمكن أن يتغير هذا، وأتمنى ذلك”.
وكان من الممكن أن يؤدي التحقيق الإسرائيلي إلى إحالة القضية إلى المحاكم الإسرائيلية بموجب ما يسمى “المبادئ التكميلية”. وقال خان إنه لا يزال بإمكان إسرائيل إظهار استعدادها للتحقيق حتى بعد إصدار مذكرتي الاعتقال.
و”المحكمة الجنائية الدولية”، التي تضم 125 دولة عضواً، هي المحكمة الدولية الوحيدة الدائمة ذات الاختصاص القضائي لمحاكمة الأفراد بتهمة ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية أو جرائم العدوان.
وذكر خان أن إسرائيل لديها خبرة قانونية جيدة جداً.
لكنه قال: “السؤال هو هل تم الاستفادة من هؤلاء القضاة وهؤلاء المدعين العامين؟ هل تم استخدام هذه الأدوات القانونية للتدقيق بشكل صحيح في الاتهامات التي رأيناها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في دولة فلسطين؟ أعتقد أن الإجابة هي ‘لا‘”.
عودة ترامب
أبرزت موافقة مجلس النواب الأمريكي على “قانون مكافحة المحكمة غير الشرعية”، في التاسع من يناير كانون الثاني، على الدعم القوي لحكومة إسرائيل بين أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وذكرت “المحكمة الجنائية الدولية” أنها تتابع التشريع بقلق، وحذرت من أنه قد يحرم ضحايا الأعمال الوحشية من العدالة والأمل.
فرضت إدارة ترامب، خلال ولايته الأولى، عقوبات على المحكمة، في عام 2020، بسبب التحقيقات في جرائم حرب في أفغانستان، ومنها اتهامات لمواطنين أمريكيين بممارسة التعذيب. لكن رُفعت هذه العقوبات خلال رئاسة جو بايدن.
قبل خمس سنوات، جرى تجميد بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية للمدعية العامة لـ “المحكمة الجنائية الدولية”، آنذاك فاتو بنسودا، وموظفين آخرين، وتقييد سفرهم إلى الولايات المتحدة. ومن المتوقع على نحو كبير أن تكون أي عقوبات أمريكية أخرى في عهد ترامب أكثر شدة وأوسع نطاقاً.
تأسست “المحكمة الجنائية الدولية” عام 1998 بهدف تولي عمل المحاكم المؤقتة في جرائم حرب وفقاً للمبادئ القانونية التي تأسست خلال محاكمات نورنبيرغ للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال خان: “إنه لأمر مرفوض ومؤسف بطبيعة الحال أن تتعرض مؤسسة هي نتاج نورنبيرغ… للتهديد بالعقوبات. يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه المحكمة ليست مملوكة للمدعي العام أو القضاة. لدينا 125 دولة”.
وأضاف أنها “مسألة يجب أن تثير قلق كل صاحب ضمير”. وأحجم عن مناقشة المزيد حول ما قد تعنيه العقوبات للمحكمة.