وجد باحثون أن حفرة "تام جا الزرقاء" التي اكتُشفت عام 2021 تحت الماء قبالة السواحل المكسيكية الشرقية، هي أعمق حفرة مكتشفة حتى الآن.

وأشارت القياسات الجديدة إلى أنّ الحفرة التي تقع في خليج "شيتومال" يمتد عمقها نحو 420 مترا تحت مستوى سطح البحر، علمًا بأنّ الباحثين لم يصلوا إلى قاعها بعد. ويتجاوز هذا العمق بفارق 146 مترا ما وثّقه العلماء في البداية عندما اكتشفوا الحفرة الزرقاء أوّل مرة في 2021.

وبعد هذا التقدير الجديد لعمق الحفرة، تصدرت "تام جاء الزرقاء" الترتيب الأول لأعمق حفرة مكتشفة، بعد أن كانت حفرة "سانشا يونغل الزرقاء" الواقعة في بحر الصين الجنوبي وتحمل اسم "حفرة التنين"، هي الأعمق بعمق 301 متر.

وذكر الباحثون في الدراسة التي نشرت يوم 29 أبريل/نيسان الحالي في مجلّة "فرونتيرز إن مارين ساينس" الدورية، أنّ رحلة غوص واستكشاف أُرسلت للتعرّف على الظروف البيئية في الحفرة العميقة، وأجرت قياسات باستخدام أداة لقراءة الموصلية الكهربائية ودرجة الحرارة والعمق (سي تي دي)، وهو جهاز يحتوي على مجموعة من المُستشعرات التي تقرأ وتنقل خصائص الماء إلى السطح عبر كابل.

وشوهد عبر الجهاز أنّ ثمة طبقات مختلفة من الماء داخل الحفرة، بما فيها طبقة تقع على عمق 400 متر، حيث كانت درجة الحرارة والملوحة فيها تشبه تلك الموجودة في البحر الكاريبي وبحيرات الشعاب المرجانية الساحلية القريبة، وهو ما يشير إلى أنّ هذه الحفرة ربما تكون متصلة بالمحيط الأطلسي عبر شبكة مخفية وضخمة من الأنفاق والكهوف.

حفرة "تام جا الزرقاء" تقع غرب البحر الكاريبي داخل خليج شيتومال وتفصلها عن المناطق السكنية مسافة قصيرة (شترستوك) كهوف عمودية في أعماق البحار

والحفر الزرقاء -أو الثقوب الزرقاء- تُطلق على الكهوف العمودية الممتلئة بالماء، وتوجد في المناطق الساحلية حيث يتكوّن حجر الأساس من مواد قابلة للذوبان مثل الحجر الجيري أو الرخام أو الجبس. ويؤدي تسرّب الماء الموجود على السطح عبر الصخور إلى إذابة المعادن وحدوث انهيارات صخرية. وهناك العديد من الأمثلة لتلك الثقوب الزرقاء مثل حفرة "دين الزرقاء" في جزر الباهاما، وحفرة "دهب الزرقاء" في مصر، والحفرة الزرقاء العظيمة في بليز (شمال أميركا الوسطى).

وصدرت القياسات الأولية لحفرة "تام جا الزرقاء" عام 2021 باستخدام مسبار الصدى، وهو جهاز يرسل موجات صوتية إلى قاع المسطحات المائية فيقيس سرعة عودتها لحساب المسافات. لكنّ هذا الجهاز يواجه مشكلات عدّة في قراءة التقلبات والتغيرات في كثافة الماء والأسطح الجانبية للحفرة، وكثيرا ما تكون الحفر الزرقاء عمودية تماما فلا يمكن الوصول إلى أي تصوّر عن جدرانها.

ولم تكن الفرصة مواتية في المرّة الأولى للوصول إلى قاع الحفرة بسبب قيود الأدوات المستخدمة، وحتى في هذا العام فشل جهاز "قراءة الموصلية الكهربائية ودرجة الحرارة والعمق" في الوصول إلى قاع الحفرة، لأنّ هذا الجهاز لا يعمل إلا على عمق 500 متر تحت سطح البحر فحسب.

ويعتقد الباحثون أنّه بسبب انجراف الكابل تحت الماء وربّما اصطدامه بحافة ما، توقف الجهاز في مساره عند عمق 420 مترا. ويخطط الباحثون لإعادة الكرّة مجددا للوصول إلى العمق الحقيقي للحفرة الزرقاء ودراسة السطح وتشكيلات الجدران، وربما استكشاف التنوّع البيولوجي في تلك البقعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

"طائر القطا".. جزء من ثقافة جازان وملهم الشعراء والأدباء

تشكل منطقة جازان موطنًا للعديد من الطيور المهاجرة والمستوطنة، ومن بينها طائر القطا الذي يحمل رمزية خاصة في التراث الشعبي والأدب العربي، ومن أبرزها القطا المتوج، والقطا المخطط، والقطا النغاق.
ويتميز هذا الطائر بجماله اللافت، وقدرته الفريدة على التكيف مع البيئة الصحراوية، ما جعله مصدر إلهام للعديد من الشعراء والأدباء.

القطا في قصائد الشعراء

منذ القدم، تغنى الشعراء بطائر القطا، مستلهمين من رحلته الطويلة في الصحراء معاني الصبر والتحمل والوفاء، في الشعر الجاهلي كان يُستخدم القطا رمزًا للرحيل والاشتياق.
بينما في العصر الحديث، استمر الأدباء في استلهام معانيه، إذ ربطوه بالغربة والحنين إلى الأوطان، يقول الشاعر العربي: "ترد القطا ماء فتبكي بدمعها.. فهل من قطاةٍ قد بكت مثلما بكيتُ".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طائر القطا في جازان.. رمزٌ للجمال والإلهام في الشعر والأدب - واس
وفي الأدب السعودي، أشار بعض الكتاب إلى القطا كرمز للروح الحرة التي لا تستكين، والتي تسافر بعيدًا، لكنها تعود دائمًا إلى موطنها الأصلي، ومنهم الشاعر محمد بن علي السنوسي أحد رواد الشعر في جازان الذين تناولوا في قصائدهم صورًا مستوحاة من البيئة الجازانية، ومنها الطيور مثل القطا، ففي إحدى قصائده يقول: "ويا طير قُطا البيدِ هل لك عودة فإني غريب، والديارُ بعيدةُ".

أخبار متعلقة الخارجية الفلسطينية: نتعرض إلى أبشع أشكال أنظمة الفصل العنصري الاستعماريةالبديوي: دول مجلس التعاون كانت ولا تزال داعمًا رئيسًا للشعب السوريالقطا في الأمثال الشعبية

ولا يقتصر تأثير القطا على الأدب فقط، بل يمتد إلى الأمثال الشعبية والموروثات الشفهية، إذ يُضرب به المثل في سرعة التنقل والبحث عن الماء.
كما أنه كان دليلًا للصيادين والرحالة، إذ يُقال: "إذا رأيت القطا فاعلم أن الماء قريب".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طائر القطا في جازان.. رمزٌ للجمال والإلهام في الشعر والأدب - واس
وتحتضن جازان طائر القطا، خاصة في مواسم الهجرة، وتبلغ سرعة طيران القطا من 60 إلى 70 كيلومترًا في الساعة، ما يساعده على التنقل بين البيئات الصحراوية بسرعة، إذ يقطع القطا مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا يوميًا بحثًا عن الماء والغذاء.
ويستطيع القطا حمل ما يصل إلى 15 ملليلترًا من الماء في ريشه، لينقله لصغاره لمسافات بعيدة، ما يعكس صورة رائعة عن العناية والرعاية في عالم الطيور.
ويبقى طائر القطا في جازان جزءًا من ثقافة المكان، وملهمًا للشعراء والأدباء، وشاهدًا على جمال الطبيعة وتنوعها في المملكة./

مقالات مشابهة

  • أعمق من الأخدود العظيم.. واديان عملاقان على سطح القمر يثيران التساؤلات
  • أفضل رجيم في رمضان
  • البيض.. تسمم 6 أشخاص بالغاز المنبعث من سخان الماء 
  • ورقلة.. تسمم 3 أشخاص بالغاز المنبعث من سخان الماء 
  • وزيرة البيئة من إيعات: طلبنا أن يتضمن البيان الوزاري التعافي البيئي ضمن الخطة الشاملة
  • الداخلية تكشف ملابسات تداول فيديو يتضمن ضرب ولية أمر لمعلمة في القاهرة
  • انطلاق بطولة البحر الأحمر الدولية لصيد الأسماك بمشاركة 9 دول
  • الداخلية تكشف ملابسات تداول فيديو يتضمن اعتداء مزعوم بالأسلحة البيضاء على الطلبة في المنصورة
  • "طائر القطا".. جزء من ثقافة جازان وملهم الشعراء والأدباء
  • اكتشاف مذهل في البحر المتوسط.. جسيم “شبحي” فائق الطاقة يصل الأرض من أعماق الكون