إبراهيم عثمان: داعمو الحرب !
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
▪️ يعلم جماعة قحت أن ( داعمي الدعم السريع ) وصمة مؤذية أشد الأذى، ولهذا يحاولون نفيها عن أنفسهم، لكن نفيهم عادةً يأتي باهتاً، لأن حرصهم على دعم المتمردين أقوى من إرادة النفي، وهذا يحد من قدرتهم على المناورة اللغوية ويلزمهم بتبرؤ باهت ولا يخرج في أقوى صوره عن سقف التحالف ولغة التحالف !
▪️ ويعترفون ضمناً بتميز الجيش وداعميه، وهذا الاعتراف يمنعهم من استخدام تسمية ( داعمي الجيش ) فهي حسب قناعتهم الحقيقية – التي تراوغهم وتعبر عن نفسها رغم أنفهم – لا تؤدي وظيفة الهجاء .
▪️ لكن هذه اللعبة تحمل داخلها ما يبطلها، فلو أن الربط بين دعم الجيش ودعم الحرب قوي كما يزعمون لأدت تسمية ( داعمي الجيش ) وظيفة الهجاء تماماً كما تؤديها تسمية ( داعمي الدعم السريع ) !
▪️ الملاحظ أيضاً أنهم يحرصون أشد الحرص على إضافة كلمات أو جمل تؤكد أنهم يقصدون بتسمية ( داعمي الحرب ) داعمي الجيش حصراً خشية أن تتسع دلالتها وتشمل الدعم السريع وحلفاءه الصرحاء والخجلين وداعميه الأجانب !
▪️المؤكد أنهم سيمتنعون عن الإجابة على السؤالين : أيهما أحق بتسمية ( داعمي الحرب ) : المواطنون الذين فعل بهم المتمردون الأفاعيل فوقفوا ضدهم ودعموا الجيش أم السياسيون الذين يعتمد عليهم المتمردون في التغطية على، والتهوين من، حربهم على المواطنين ؟ أيهما أحق بهذه التسمية هؤلاء المواطنين أم الدول التي تدعم المتمردين بالسلاح والمرتزقة والسند الدبلوماسي والإعلامي وغير ذلك ؟
إبراهيم عثمان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عثمان يكتب : غسيل الانحياز أو ممسحة رباح!
في مقال لرباح الصادق المهدي قالت لزملائها في “تقدم” عن “إخوانهم الذين يزمعون الانخراط في حكومة الدعم السريع” :
“لقد كان وجودهم معكم أصلا سببا رئيسيا في شل حركتكم نحو وقف الحرب والتفاهم مع طرفيها فجلهم مربوط بالدعم بحبال سرية ومعلنة.”
“وجودهم معكم كان يطعن في مصداقيتكم ويجعل جسمكم بمقياس أهدافه ميتا، لن يستطيع أن يحقق منها شيئا. ”
وتمنت أن تكون هذه “مناسبة لتجسير الجفوة التي تنامت مع شعبكم بسبب مواقف زملائكم المفارقين وتصريحاتهم.”
▪️ لا أدري هل تؤمن رباح فعلًا بأن انحياز “تقدم” سببه الرئيسي مجموعة حكومة الميليشيا، أم إنها، بتفكير رغبوي لا يستند إلى الواقع، تريد أن ترى أن هذه هي الحقيقة، رغم الأدلة الكثيرة على عدم صحتها:
الهدف لقيام تحالف “تقدم”، عند أغلبية الناس، هو تجميع المجموعات الواقفة ضد الجيش، والقريبة من الميليشيا، على اختلاف درجة قربها، وخدمة أهداف الميليشيا، وتقديم السند السياسي والإعلامي، ودعم رؤيتها لإيقاف الحرب، وليس مجرد الوساطة لإيقاف الحرب، فالوساطات لا تصنع كيانات!
المواقف والتصريحات التي دلت على “الارتباط مع الميليشيا “بحبال سرية ومعلنة”, و”طعنت في المصداقية” و”صنعت الجفوة مع الشعب” كانت، ولا زالت، تصدر من الجميع في “تقدم”، وليس من مجموعة حكومة الميليشيا فقط، والبيانات كانت تعبر عن الجميع، بل إن “أغلب” التصريحات هذه صدرت عن المجموعة التي تقول إنها ضد تشكيل الحكومة، ولا تستطيع رباح أن تثبت العكس، وهي نفسها لم تكن، قبل قضية تشكيل الحكومة، تميز بين مجموعتين في “تقدم” إحداهما ليست منحازة للميليشيا!
بل إن أول المعترضين على ما قالته هم الذين أرادت أن تغسلهم من تهمة الانحياز للميليشيا، لأنهم جميعاً يتبنون كل مواقف “تقدم” في الفترة السابقة، ولا يسلمون لرباح بأنها كانت مواقف منحازة، ولا بأنها صنعت الجفوة مع الشعب، ولا بأن المسؤولين عنها هم مجموعة حكومة الميليشيا، ولم يعدوا بأنهم سيعدلون مواقفهم ويبتعدون من الميليشيا، ولذلك فإن ممسحة رباح لن تؤدي غرضها، ببساطة لأنها لن تجد من يتبناها حتى داخل “تقدم” نفسها!
قيادة حزب الأمة القومي نفسها متهومة من رباح، بأنها ( اتخذت مواقف منحازة) للميليشيا. والحزب نفسه، حسب قول رباح، صار فيه ( من يخاطب الناس من منصة الدعم السريع )، فهل ستذهب قيادة الحزب، ومن يخاطبون الناس من منصة الدعم السريع، مع مجموعة حكومة الميليشيا فيغتسل الحزب، عند رباح، بذلك من الانحياز للميليشيا، ويستعيد “مصداقيته” و”يجسر الفجوة مع الشعب” أم سيبقون، بمواقفهم هذه، في قيادة الحزب، وفي قيادة “تقدم”، وتغسلهم رباح من التهمة فقط بعدم اشتراكهم في تشكيل حكومة الميليشيا، أم سيبقى اتهامها لهم قائمًا؟!*
* *أن يتبنى مجموعة من قادة “تقدم” موقفاً أكثر انحيازاً لن يؤدي إلى غسيل سمعة مواقف “تقدم” المنحازة الثابتة التي لم تتغير، ولم تعد بتغييرها، هذه فكرة في غاية الضعف، ولن تنطلي على الناس. والواضح من بيان الانقسام أن العلاقة ودية، وأشبه بتوزيع الأدوار، وتحمل معنى أن الهدف واحد، وأنهم قد “اتفقوا” على أن يخدمه كل فريق على طريقته، مع استمرار التنسيق!*
* *المرجح أن تكون مواقف “تقدم” من حكومة الميليشيا، وهي عبارة عن تطوير للإدارات المدنية التي اتفقت مع الميليشيا على تشكيلها، هي ذات مواقفها السياسية من الميليشيا: ستحاول أن تبدو بعيدة عنها بمسافة محسوبة، حتى لا تكون مصادمتها للرأي العام جذرية، وستتعاون معها في ضرب الحكومة القائمة، وربما ستدعم أي نجاحات تحققها في نيل الاعترافات من الدول.
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب