البوابة نيوز:
2025-03-16@07:35:26 GMT

تامر أفندي يكتب: لحظة ضجر في الحظيرة!

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعطلت بي سيارتي.. فوقفت على الطريق “أشاور” لأي سيارة ولم يستجب لاستغاثتي سوى “عربجي” فركبت معه وأخذ يتحدث في كل شيء “اقتصاد.. سياسة.. طب.. هندسة.. علاقات اجتماعية.. أبحاث بيولوجية.. ويُحلل ويضع روشتات إصلاح”.. ثم فاجأني بأنه يقول: "إنت عارف يا بيه أنا أزمتي إيه؟ إن الناس بتجادل في كل شيء! 

كنت تذكرت ما سألني عليه "الحاج حسن" صديقي الغالي قبل أسابيع، عن السبب في أننا نصب جام غضبنا على "الحمار" وأن أي نقصٍ أو خطأ نلصقه به؟.

. فاستغليت الفرصة وقلت سأجد الإجابة حتماً لدى “العربجي”.. فضحك حتى ابتلع فاهه اللجام وقال بتوأدة وثقة، لأنه حمار يا بيه.

تبسمت وقلت له لا ولكن لأن الحمار هو المخلوق الوحيد الذي ليس له "وجهة نظر".. ليس له رأي.. "تابع لصاحبه أينما وجهه".. يركض ويرقد حسب الحالة المزاجية لصاحبه.
وقصصت عليه ما حدث أول مرة حينما غضب الحمار بعدما بالغ صاحبه في إهانته، خرج من الحظيرة وأطلق نهيقه عالياً، فارتجف صاحبه لأنه لم ير "حماره" على تلك الحالة من قبل، واحتار كيف يُراضيه.. لكن الحمار "تمرغ" في الأرض ثم نهض منكفئ الرأس ودخل مرة أخُرى إلى الحظيرة.. فعرف صاحبه أن هذا مٌنتهى غضبه فبات يُهينه ولا يبال بنهيقه!

ثم أردفت: مع أن الحمار هذا كان من المُمكن أن يُغير وضعيته بين أمم الحيوانات والبشر، إذا أدرك قيمته التاريخية ودون تلك المشاهد التي لم يرها حيوان غيره. 

جذب حديثي انتباه “العربجي” فأخذ آخر حارة في اليمين وهدأ وقع الحدوات ليستمع للحكايات فقلت له: "أكثر من مرة ذُكر الحمار في القرآن وكان لزاماً عليه بعد ذلك على الأقل أن يغتر.. أن يُحاول أن يعقل الفعل والقول ولو كان الأمر صعباً.. أن يكون له رأي ولو لمرة.. أن يكون قد اكتسب ولو حكمة واحدة.. لكنه لم يفطن ولم يتعلم.. فحكايات كثيرة تعرض لها معشر الحمير كانت كفيلة أن تٌغير منهج تفكيرهم وتضعهم في مصاف معاشر الحيوانات، فقد عاصروا أنبياء وملوك وحكماء وفراعنة وسافروا إلى كل مكان وعاملوا كل الصنوف لكنهم لم يستفيدوا من كل تلك الأحداث، ولم يفطنوا إلى قيمة ما مروا به من تجارب. 
أخرج من “جيب الصديري” علبة الدخان ولف واحدة في ثوان وقال لي: “عفر يا باشا”.. فقلت له أنني حينما قابلت أشهر حًمارٍ قال لي: "لا تُحدث جلبة في الحظيرة أيها الجحش! فبكيت وتبسمت وقلت: "لا عليك.. إنه مجرد ضجر!. فنحن الحمير نشأنا على ألا يكون لنا "رأي".. وأن صمتنا "صبراً" سنؤجر عليه يوماً بزيادة "العليقة". 

ثم صمت وقلت لصديقي “العربجي”.. هل تعرف حمار علي الكسار؟.. في كل مرة أتطرق فيها لسيرة الحمار، أتذكر علي الكسار حينما خدعه أحد اللصوص وسرق حماره ووضع اللجام حول رقبته، وحينما استدار له الكسار أخبره أنه كان "بني آدم" ولما أغضب أمه دعت عليه فتحول إلى حمار، فأعتقه الكسار وقال له: "روح وأوعى تزعل أمك تاني".. وفي اليوم التالي حينما ذهب إلى السوق ووجد حماره معروضاً للبيع هرول نحوه ومال على أذنه وقال له: "الله يخربيتك إنت زعلت أمك تاني يا حمار!".. ومن يومها ولم يُغضب أحداً فينا أمه.. ورغم ذلك نُسخط كل يوم لحمير.

قاطعني “العربجي” قائلاً: “تعرف يا بيه إن سلالة الحمير بتاعتنا أحسن واحدة في الدنيا وأرخص سعر كمان”.. تباهيت وانتشيت وتبسمت “كجحش”.. وضاع الوقت ولم أصل.

 




 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سيارة تامر أفندي

إقرأ أيضاً:

حاج ماجد سوار يكتب؛ مراجعات الإسلاميين

مراجعات الإسلاميين منذ نشأة تنظيمهم قبل حوالي سبعة عقود ، و بدء مسيرتهم السياسية الممتدة لست عقود ، و تجربتهم في الحكم خلال فترة الإنقاذ يعتبر أمراً مهماً و ضرورياً لضمان إستمراريتهم و استمرار تأثيرهم ، و لكنه في ذات الوقت أمر يخصهم وحدهم و ليس (كرتاً) يرفعه في وجههم كل من يريد إقصاءهم و إزاحتهم من أمام طموحاته و طريقه في الوصول إلى السلطة .

و المراجعات سنة راتبة عند الإسلاميين ، و فيما يتعلق بتقييم تجربتهم في الحكم حتى سقوط نظامهم فهو أمر قد بدأ بالفعل منذ صدور كتاب شيخ حسن عليه الرحمة (عبرة المسير لإثني عشر من السنين) بعد المفاصلة ، و ما تزال بعض فرق المراجعة تعمل حتى الآن في مختلف المجالات من أجل التقويم و تصحيح المسار .

لقد كانت المراجعات عند الإسلاميين تتم بصورة راتبة و تبنى على نتائجها الإستراتيجيات و تصاغ الخطط و المشروعات و البرامج .

و لكل باحث عن الحقيقة فدونكم هذا الإستعراض المختصرللإنتقالات و التحولات الكبيرة في مسيرتهم السياسية و التنظيمية بدءاً من جبهة الميثاق الإسلامي كأول تيار سياسي تحالفي جمع تنظيمهم مع قوى إسلامية أخرى من الصوفية و أنصار السنة و غيرهم في ستينيات القرن الماضي ، و مروراً بالتحالف مع حزب الأمة و الحزب الإتحادي في الجبهة الوطنية ، ثم المصالحة الوطنية مع نظام مايو في أواخر السبعينات و الإنخراط في العمل السياسي عبر بوابة تنظيمها الأوحد (الإتحاد الإشتراكي) ، ثم تكوين الجبهة الإسلامية القومية في منتصف الثمانينات بعد سقوط نظام النميري كأكبر كيان إجتمع فيه أهل القبلة من مختلف خلفياتهم و نحلهم وجهاتهم ، ثم جاءت تجربة المؤتمر الوطني الذي جمع فأوعى و كان من بين مؤسيسه و قادته بالإضافة للإسلاميين و القادمين من خلفيات سياسية أخرى من ينتمون إلى المسيحية بمختلف طوائفها ، ثم كانت المراجعات الشهيرة التي خرجت منها عدة وثائق أبرزها وثيقة إصلاح الحزب و وثيقة إصلاح مؤسسات الدولة و التي مهدت لمشروع الحوار الوطني الذي استمر لأكثر من سنة و شاركت فيه عشرات الأحزاب الموالية و المعارضة و بعض حملة السلاح و قد نتج عن هذا الحوار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي مثلت أكبر حكومة متنوعة تقوم على أكبر قاعدة سياسية في تأريخ البلاد !!

و بعد إسقاط حكومة الوحدة الوطنية بواسطة اللجنة الأمنية و شركائها و بعد مراجعات سريعة كانت قرارات الإسلاميين كالتالي :
١/ التسليم بسقوط حكمهم .
٢/ عدم المواجهة مع السلطة الجديدة حفاظاً على أمن و استقرار البلاد .
٣/ الإنحناء للعاصفة أو (السردبة) كما أسماها عم أحمد عبد الرحمن عليه الرحمة .

٤/ الصبر و تحمل الأذى و الظلم الكبير الذي وقع عليهم و على قيادتهم من سلطات العهد الإنتقالي .
٥/ عدم المشاركة في مؤسسات الفترة الإنتقالية .
٦/ التعامل بإيجابية مع مؤسسات العهد الإنتقالي (معارضة مساندة) .

٧/ و عندما وقعت الحرب المفروضة على بلادنا تناسوا كل مراراتهم و كانوا في مقدمة المستجيبين لنداء الإستنفار قيادة و قاعدة .

و الآن فإن الإسلاميين بمختلف تياراتهم و تفرعاتهم يخططون لإنتقال جديد يجعل منهم القوة الأكثر تأثيراً في الساحة بإذن الله .
هذا ملخص مختصر لمراجعات الإسلاميين المستمرة !!

أما ممارستهم للسياسة فهو أحد أهم المبادئ و الحقوق الدستورية ، و لا تستطيع أي سلطة أو قوة أن تمنعهم أو تحول بينهم و بين هذا الحق !!
بعض قادة القوى السياسية و حملة السلاح ظلوا و بصورة مستمرة يطلبون من الإسلاميين القيام بمراجعات كشرط لعدم إقصائهم !!
من أعطاهم هذا الحق ؟؟

و هل قاموا هم بمراجعة تجاربهم السياسية و تمردهم على الدولة و حملهم للسلاح في مواجهتها ؟؟

و إذا فعلوا فلماذا لم يعلنوا نتائج مراجعاتهم على الشعب السوداني الذي وقع عليه أكبر الضرر من ممارساتهم السياسية و تمرداتهم العسكرية !!

فليعلم هؤلاء جميعاً و من هم في الداخل و الخارج بأنه و في صميم فكر الإسلاميين فإن ممارسة السياسة و الإنخراط في الحياة العامة خدمةً لشعبهم و وطنهم يعد أمراً واجباً قبل أن يكون حقاً دستورياً ، لذلك لا يستطيع أحد مهما أوتي من سلطة أو قوة أو سلاح أن يمنعهم من القيام بواجبهم

حاج ماجد سوار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فضل أبو غانم.. “حينما تضعف القبيلة تقوى الدولة” 
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| «عائلة الحاج متولي».. حينما أصبح تعدد الزوجات قضية الموسم
  • إبراهيم النجار يكتب: اتفاق الشرع قسد.. وماذا بعد؟!
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدعو وزير القطاعات الثلاثة مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين
  • وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدفع مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين
  • “بسطة خير السعودية”.. حينما يصبح التمكين قصة إنسانية
  • حاج ماجد سوار يكتب؛ مراجعات الإسلاميين