البوابة نيوز:
2025-04-15@09:47:55 GMT

تامر أفندي يكتب: لحظة ضجر في الحظيرة!

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعطلت بي سيارتي.. فوقفت على الطريق “أشاور” لأي سيارة ولم يستجب لاستغاثتي سوى “عربجي” فركبت معه وأخذ يتحدث في كل شيء “اقتصاد.. سياسة.. طب.. هندسة.. علاقات اجتماعية.. أبحاث بيولوجية.. ويُحلل ويضع روشتات إصلاح”.. ثم فاجأني بأنه يقول: "إنت عارف يا بيه أنا أزمتي إيه؟ إن الناس بتجادل في كل شيء! 

كنت تذكرت ما سألني عليه "الحاج حسن" صديقي الغالي قبل أسابيع، عن السبب في أننا نصب جام غضبنا على "الحمار" وأن أي نقصٍ أو خطأ نلصقه به؟.

. فاستغليت الفرصة وقلت سأجد الإجابة حتماً لدى “العربجي”.. فضحك حتى ابتلع فاهه اللجام وقال بتوأدة وثقة، لأنه حمار يا بيه.

تبسمت وقلت له لا ولكن لأن الحمار هو المخلوق الوحيد الذي ليس له "وجهة نظر".. ليس له رأي.. "تابع لصاحبه أينما وجهه".. يركض ويرقد حسب الحالة المزاجية لصاحبه.
وقصصت عليه ما حدث أول مرة حينما غضب الحمار بعدما بالغ صاحبه في إهانته، خرج من الحظيرة وأطلق نهيقه عالياً، فارتجف صاحبه لأنه لم ير "حماره" على تلك الحالة من قبل، واحتار كيف يُراضيه.. لكن الحمار "تمرغ" في الأرض ثم نهض منكفئ الرأس ودخل مرة أخُرى إلى الحظيرة.. فعرف صاحبه أن هذا مٌنتهى غضبه فبات يُهينه ولا يبال بنهيقه!

ثم أردفت: مع أن الحمار هذا كان من المُمكن أن يُغير وضعيته بين أمم الحيوانات والبشر، إذا أدرك قيمته التاريخية ودون تلك المشاهد التي لم يرها حيوان غيره. 

جذب حديثي انتباه “العربجي” فأخذ آخر حارة في اليمين وهدأ وقع الحدوات ليستمع للحكايات فقلت له: "أكثر من مرة ذُكر الحمار في القرآن وكان لزاماً عليه بعد ذلك على الأقل أن يغتر.. أن يُحاول أن يعقل الفعل والقول ولو كان الأمر صعباً.. أن يكون له رأي ولو لمرة.. أن يكون قد اكتسب ولو حكمة واحدة.. لكنه لم يفطن ولم يتعلم.. فحكايات كثيرة تعرض لها معشر الحمير كانت كفيلة أن تٌغير منهج تفكيرهم وتضعهم في مصاف معاشر الحيوانات، فقد عاصروا أنبياء وملوك وحكماء وفراعنة وسافروا إلى كل مكان وعاملوا كل الصنوف لكنهم لم يستفيدوا من كل تلك الأحداث، ولم يفطنوا إلى قيمة ما مروا به من تجارب. 
أخرج من “جيب الصديري” علبة الدخان ولف واحدة في ثوان وقال لي: “عفر يا باشا”.. فقلت له أنني حينما قابلت أشهر حًمارٍ قال لي: "لا تُحدث جلبة في الحظيرة أيها الجحش! فبكيت وتبسمت وقلت: "لا عليك.. إنه مجرد ضجر!. فنحن الحمير نشأنا على ألا يكون لنا "رأي".. وأن صمتنا "صبراً" سنؤجر عليه يوماً بزيادة "العليقة". 

ثم صمت وقلت لصديقي “العربجي”.. هل تعرف حمار علي الكسار؟.. في كل مرة أتطرق فيها لسيرة الحمار، أتذكر علي الكسار حينما خدعه أحد اللصوص وسرق حماره ووضع اللجام حول رقبته، وحينما استدار له الكسار أخبره أنه كان "بني آدم" ولما أغضب أمه دعت عليه فتحول إلى حمار، فأعتقه الكسار وقال له: "روح وأوعى تزعل أمك تاني".. وفي اليوم التالي حينما ذهب إلى السوق ووجد حماره معروضاً للبيع هرول نحوه ومال على أذنه وقال له: "الله يخربيتك إنت زعلت أمك تاني يا حمار!".. ومن يومها ولم يُغضب أحداً فينا أمه.. ورغم ذلك نُسخط كل يوم لحمير.

قاطعني “العربجي” قائلاً: “تعرف يا بيه إن سلالة الحمير بتاعتنا أحسن واحدة في الدنيا وأرخص سعر كمان”.. تباهيت وانتشيت وتبسمت “كجحش”.. وضاع الوقت ولم أصل.

 




 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سيارة تامر أفندي

إقرأ أيضاً:

أيمن رياض يكتب: المواطن أولاََ.. مواصلات بكرامة

منذ توليه مسؤولية محافظة المنيا، أثبت اللواء عماد كدواني أن المواطن يأتي أولاً، وأن كرامته وراحته على رأس أولوياته، وفي خطوة طال انتظارها لعقود، جاء قراره الجريء والحاسم باستبدال سيارات الـ"بيك أب" أو ما تُعرف بـ"الربع نقل" بوسائل نقل آدمية تتمثل في سيارات الميكروباص، كأحد أبرز القرارات التي لاقت ترحيبًا شعبيًا واسعًا، واستجابت إلى مطلب جماهيري تم تجاهله من محافظين سابقين.

هذه السيارات، التي لطالما كانت بمثابة "علبة سردين" متنقلة، تفتقد لأدنى شروط السلامة أو الكرامة، وتُستخدم في غير موضعها، إذ أن مالكها يعلم علم اليقين تراخيصها لنقل البضائع لا الركاب.

وبرغم ذلك تعد وسيلة التنقل الوحيدة لآلاف من المواطنين البسطاء في القرى والمدن، ما جعل معاناتهم لا تُحتمل.

إضافة إلى ممارسات سائقي هذة السيارات، فسائق السيارة يلزم الركاب بأن لا يتحرك من الموقف، إلا أن يكون 6 أشخاص على الكرسي الواحد، واثنين في المنتصف، ووصل جشعه وعدم إنسانيته إلى 2 على الباب ليصل عدد الركاب داخل السيارة إلى 16 فردا، بالإضافة إلى الوقوف على الأبواب والتسطيح، فكانت بمثابة “علبة  سردين”، ولهذا يستغرق وقت التحميل ما يقرب من نصف ساعه وأكثر، سواء في البرد القارس بفصل الشتاء أو الحر الشديد في الصيف، ومفرش السيارة لا يسمن ولا يغني من برد أو حر، بالإضافة إلى حوادثها المتكررة والتي يروح ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء ما بين موتي ومصابين.

ومن المبكيات المضحكات أن تحجز كابينة السيارة لأصحاب السعادة والصفوة، وأن يحاسب بأجرة مضاعفة، كل ما سبق كان جزءا من معاناة المواطنين البسطاء من سيارات الربع نقل، التي لا تليق أبدا بالمواطن المنياوي.

إن القرار الذي اتخذه المحافظ بإلغاء هذا النوع من النقل غير الآدمي واستبداله بميكروباصات حديثة؛ يعكس حرصه الشديد على تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتوفير وسيلة نقل تليق بآدميتهم.

فليس من المقبول أن يتحمل المواطن كل هذا العناء، بينما يحق له أن ينعم بوسائل مواصلات آمنة، ومحترمة، وحضارية.

كما أننا نشرنا على مدار سنوات.. عشرات التحقيقات الصحفية في الصحف والمواقع الإخبارية لنقل صوت المواطنين ومعاناتهم من مساوئ هذه السيارات واستبدالها بمنظومة نقل حضارية تليق بالمواطنين، وقدمنا حلولاََ لهذة المأساة لعدم توافر الميكروباص، بأن يتم تخصيص أوتوبيسات من مشروع النقل الجماعي للمحافظة لكل قرية رأفة بطلاب المدارس وطلاب الجامعات والموظفين، فالطلاب والموظفين يجلسون وسط الأغنام والماعز والدواجن التي يتم نقلها من القرية إلى سوق المدينة، هذه المساويء جزء مما نشاهده ونرصده يومياً من سيارات "الربع نقل" فبعض أهالي القرى كانوا يحسدون قرى أخرى لوجود ميكروباص بقراهم، وصلنا إلى هذا الوضع بالفعل، وكان القرار بعيد المنال.. حتى جاء اللواء عماد كدواني، ليضع حدًا لهذه المأساة التي استمرت لعشرات السنين، وبدأ بالفعل في تطبيق منظومة نقل حضارية، تسعى لتغطية كافة القرى والنجوع، لتُصبح المواصلات جزءًا من كرامة المواطن لا عبئًا على يومه.

واليوم، نرى الحلم يتحقق، لتصبح وسائل المواصلات في المنيا راقية وحضارية.

شكرًا للواء عماد كدواني الذي استمع لمطالب المواطنين، واستجاب، وقرر.

مقالات مشابهة

  • مؤلم ما يحدث في الفاشر مثلما كان مؤلما حينما حصل في قرى الجزيرة والدندر والخرطوم
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • عادل الباز يكتب: عروة.. “غاب بعد طلوع.. وخبا بعد التماع” (1)
  • ناجي الكرشابي يكتب.. ألا يستحق الأهل بمعسكر زمزم هذا (..)!؟
  • لم يكتب التاريخ عدوا اكثر نذالة وخسة من الجنجويد
  • أيمن رياض يكتب: المواطن أولاََ.. مواصلات بكرامة
  • الجزائري آيت نوري يكتب التاريخ مع وولفرهامبتون
  • مصر.. النيابة تُخلي سبيل شاب واقعة ضرب الحيوان والشارع يتعرف على السائحة
  • استدعاء سائحة أجنبية لسماع أقوالها .. القبض على بطل واقعة «تعذيب الحمار» بمنطقة الهرم
  • حمار مدندش