#سواليف

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين حول الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل، بما في ذلك احتمالية استخدامها لقنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخّر أجساد الضحايا في إطار هجومها العسكري واسع النطاق على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن شهادات وثقها ومعلومات أولية جمعها كشفت جانبًا مخفيًا من المستويات المروعة للقتل الذي تمارسه إسرائيل في قطاع غزة، يتعلق بتُبخر أو انصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تسقطها طائرات حربية إسرائيلية على المنازل السكنية.

وأوضح الأورومتوسطي أن لجوء الجيش الإسرائيلي إلى إحداث دمار هائل في مربعات سكنية بأكملها خلال هجماته على قطاع غزة يؤدي إلى أعداد ضخمة من القتلى والمصابين، يثير مخاوف من احتمال استخدامه “أسلحة حرارية” أو ما يعرف باسم “القنابل الفراغية”، والتي تشتهر في المجال العسكري بفاعليتها في تدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق الأرضية.

مقالات ذات صلة “خنساء الضفة الغربية” تروي بحرقة ومرارة تفاصيل استـ ـشـ ـهاد أبنائها 2024/04/30

وأشار إلى أن آلاف الضحايا ما يزالون في عداد المفقودين، إمّا لعدم القدرة على انتشالهم من تحت الأنقاض؛ لعدم توفر المعدات والإمكانات الفنية، أو لعدم العثور على جثامينهم في أماكن أزيلت منها الأنقاض، أو لإخفائهم قسرًا من الجيش الإسرائيلي.

ووثق المرصد الأورومتوسطي عدة حالات لضحايا قضوا في غارات إسرائيلية مدمرة لمبانٍ سكنية، ولدى محاولة انتشال جثثهم اتضح اختفاء البعض منهم أو احتمال تحولهم إلى رماد، وهو ما يثير علامات استفهام بشأن ماهية القنابل المستخدمة في هذه الهجمات.

ومن ذلك، ما أفاد به “أحمد عمر” الذي قُتل 15 شخصًا من عائلته، بينهم والداه، في قصف إسرائيلي على منزلهم في مدينة غزة يوم 15 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وقال “عمر” إن طواقم الدفاع المدني وأقارب العائلة قامت بمحاولات مضنية لانتشال جثث الضحايا بفعل الهجوم الإسرائيلي، إلا أن ثلاثًا منهم لم يُعثر على أي أثر لأجسادهم على الرغم من تواجدهم في المنزل نفس لحظة الهجوم الإسرائيلي، وهم كل من “رغد صالح فروانة” (14 عامًا)، وعلا صالح فروانة (7 أعوام) و”رهف أحمد قنيطة” (8 أعوام).

وقال “جمال عوني” الذي قُتل سبعة من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي في 6 كانون ثانٍ/ يناير، على منزل نزحت إليه العائلة في مدينة دير البلح وسط القطاع، إن كل المحاولات للعثور على جثمان ابنته “شيماء” (28 عامًا) باءت بالفشل وتبين لهم وكأن جثتها قد تبخرت.

يضاف إلى ذلك عدة تصريحات صدرت عن مسؤولين في جهاز الدفاع المدني في غزة بشأن تبخر جثامين ضحايا وتحولها إلى رماد، ومن هؤلاء ضحايا المقبرة الجماعية التي عثر عليها في مجمع “ناصر” الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة في نيسان/أبريل 2024. 

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أنه ينبغي فتح تحقيق دولي في استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليًا، بما في ذلك القنابل الحرارية التي يعتقد أنها تعمل باستخدام متفجرات تقليدية صغيرة لإنتاج سحابة من الجزيئات أو القطرات شديدة الاشتعال ومن ثم قيام عبوة ناسفة ثانية بإشعال سحابة المواد القابلة للاحتراق، ما يولد درجات حرارة عالية جدا تصل إلى 2500 درجة مئوية بما يؤدي إلى حرق شديد في الجلد والمناطق الداخلية من الجسم وبالتالي تفحم الجثث حد التبخر أو الانصهار الكامل، لاسيما في الأماكن التي تكون فيها سحابة التفجير أكثر كثافة.

ووفق التقديرات الأولية، فإن احتمال تحلل الجثث إلى رماد يتم بعد وقت من الوفاة بسبب توفر ظروف تخلقها القنابل الحرارية، وهو ما يستدعى فتح تحقيق دولي لتقديم وصف دقيق لنوعية السلاح المستخدم من إسرائيل.

ويحظر القانون الدولي الإنساني استخدام القنابل الحرارية لاستهداف مدنيين في المناطق المدنية المأهولة، وذلك وفقًا لاتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و1907 واتفاقيات جنيف لعام 1949، كما ويعتبر استخدامها جريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. 

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن لإسرائيل سجلًا حافلًا في ارتكاب انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني بما يشمل انتهاك مبدأ التمييز ومبدأ التناسب ومبدأ الضرورة العسكرية وقواعد الحماية في النزاعات المسلحة، لاسيما خلال هجومها العسكري المستمر على قطاع غزة، بما في ذلك شن هجمات عشوائية مدمرة دون إيلاء أي اعتبار لسلامة المدنيين وحياتهم.

وأبرز أن الجيش الإسرائيلي استخدم وما يزال أنواعًا مختلفة من الأسلحة والذخائر وقوة تدميرية غير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في انتهاك لقواعد الحماية للمدنيين وممتلكاتهم من مخاطر الحرب، والتي يوفرها القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب.

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن نتائج التحقيقات التي أجرتها بعض الجهات الدولية والأممية المختصة حول الهجوم الإسرائيلي المستمر وما خلفته من نتائج وآثار بإحصائيات مفزعة من أعداد الضحايا وشدة التدمير في قطاع غزة تؤكد أنّ ما فعلته إسرائيل قد يرقى إلى أن يكون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قائمة بحد ذاتها تتطلب تفعيل مستويات التحقيقات الدولية والقانونية والقضائية كافة وآليات المساءلة والعمل الجدي على محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب، وتعويض الضحايا وعائلاتهم وفقا لقواعد القانون الدولي.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المرصد الأورومتوسطی القانون الدولی بما فی ذلک قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الضحايا الـ7 اختبئوا في غرفة صغيرة.. مأساة حريق مصنع الشمع بشبرا الخيمة

استيقظ حي شرق شبرا الخيمة على مأساة مفجعة بعد نشوب حريق ضخم في مصنع لإنتاج الشمع بالطابق الأرضي من عقار، أسفر عن وفاة 7 أشخاص اختنقوا داخل غرفة كانت ملاذًا أخيرًا لهم هربًا من النيران والدخان الكثيف.  

بحسب رواية الجيران وشهود العيان: اندلع الحريق فجأة، وبدأ الدخان الكثيف يتصاعد من نوافذ المصنع الواقع بالدور الأرضي، أسرع الأهالي لاستطلاع الأمر، ومع اشتداد النيران هرعوا لاستدعاء سيارات الإطفاء، وقام البعض بالمساعدة باستخدام طفايات الحريق المتوفرة في سياراتهم.  

لم يكن الأهالي على علم بوجود العمال داخل المبنى، حيث كانوا قد اختبأوا في غرفة بالطابق الأرضي في محاولة للنجاة، لكن النيران والدخان حاصرتهم وأدت إلى وفاتهم.  

حضرت سيارات الإطفاء على الفور، وتمكنت القوات من السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المناطق المجاورة.  

أثناء التفتيش في أعقاب إخماد النيران، تم العثور على جثث العمال داخل غرفة في نهاية المصنع، بعد أن فارقوا الحياة بسبب الاختناق والحروق.  

تبين أن المصنع يعمل دون ترخيص ويقع على مساحة 120 مترًا، وأن العقار محل الحادث مكون من 5 طوابق، وكان الطابق الأرضي يُستغل كورشة لإنتاج الشمع، والطابق الثاني به غرف تُستخدم لتخزين الشمع أو للمعيشة.  

أمرت النيابة العامة بانتداب فريق من الطب الشرعي لتشريح الجثث وبيان سبب الوفاة، تم تكليف فريق من المعمل الجنائي للوقوف على أسباب الحريق، حيث أشارت المؤشرات الأولية إلى احتمال وقوع ماس كهربائي في إحدى الماكينات بالمصنع.  

حررت أجهزة الأمن محضرًا بالواقعة، وجارٍ التحقيق مع مالك المصنع بشأن تشغيله دون ترخيص وإهمال إجراءات السلامة.  

عبر أهالي الحي عن صدمتهم إزاء الحادث، مشيرين إلى أن المصنع كان يعمل بطريقة بدائية ودون توفير وسائل الأمان اللازمة.  

أكد الجيران أن الضحايا كانوا جميعهم من أسرة واحدة وأقارب مالك المصنع، مشيرين إلى طبيعتهم الهادئة وحرصهم على العمل لكسب رزقهم.  

تفاصيل الحادث

وكان 7 أشخاص لقيوا مصرعهم نتيجة حريق هائل شب في مصنع غير مرخص لإنتاج الشمع داخل عقار بحي شرق شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.  

تلقت غرفة عمليات النجدة بالقليوبية بلاغًا يفيد بتصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف من مصنع شمع داخل شقة بالطابق الأرضي من عقار مكون من خمسة طوابق بشارع ورشة النجارة، انتقلت قوات الحماية المدنية إلى الموقع برفقة سيارات الإطفاء والإسعاف.

وكشفت المعاينة أن الحريق تسبب في مصرع 7 أشخاص، بينهم زوجة مالك المصنع وابنه وعاملون من أقاربه.  

وفق المعاينة المبدئية، اندلع الحريق بسبب ماس كهربائي في إحدى ماكينات المصنع، ما أدى إلى انتشار النيران داخل المكان واحتراق غرفة بالطابق الثاني.  
 
تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى الطوابق العلوية أو العقارات المجاورة.  

تم نقل جثامين الضحايا إلى مشرحة مستشفى ناصر العام، فيما تحفظت النيابة على موقع الحريق وطلبت تشريح الجثث لبيان سبب الوفاة.  

بدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث، وكلفت فريقًا من المعمل الجنائي بفحص الموقع لتحديد سبب الحريق  كما تُجري تحقيقات مع مالك المصنع بشأن عدم حصوله على التراخيص اللازمة ومخالفته شروط السلامة المهنية.  

أعرب أهالي المنطقة عن حزنهم الشديد لفقدان الضحايا، ووجهوا مطالبات للأجهزة الأمنية بتشديد الرقابة على المنشآت غير المرخصة لضمان سلامة السكان والعاملين في مثل هذه المصانع الصغيرة.  

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يطالب سكان بيت حانون بالإخلاء الفورى
  • أستاذ في العلوم السياسية يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ غزة
  • الحوثي يطالب بعثة أونمها بتحمل مسؤولياتها وإدانة العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة
  • غزة - الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مستشفى كمال عدوان فورا
  • ليبرمان يطالب إسرائيل بمهاجمة بنية الطاقة للحوثيين في اليمن
  • تحقيق شامل وارتفاع الضحايا.. مستجدات هجوم الدهس في ماغديبورغ
  • سعرات حرارية منخفظة.. 7 أكلات مناسبة للرجيم
  • اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • الضحايا الـ7 اختبئوا في غرفة صغيرة.. مأساة حريق مصنع الشمع بشبرا الخيمة
  • وزير التعليم العالي الماليزي يطالب بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة