مبابي يصطدم بـ «الجدار الأصفر»!
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
دورتموند (أ ف ب)
يعوّل باريس سان جيرمان الفرنسي، على نجمه كيليان مبابي الذي يهجره نهاية الموسم، لمواصلة المشوار نحو أوّل لقب بتاريخه في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، عندما يحلّ «الأربعاء» على بوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب نصف النهائي.
وصدم مبابي، هداف «مونديال 2022»، ناديه، عندما أعلن خلال الموسم أنه لن يمدّد عقده الذي ينتهي الصيف المقبل، ومن المرجح انتقاله إلى صفوف ريال مدريد الإسباني.
وبعد إعلان قراره، شهدت مشاركته مع فريق العاصمة تقلبات، بعد استبعاده، استبداله أو حتى تركه على مقاعد البدلاء من قبل مدرّبه الإسباني لويس إنريكي.
لكن مبابي أثبت نجاعته، بحيث قاد سان جيرمان إلى لقبه العاشر في 12 موسماً في الدوري الفرنسي، واضعاً نصب عينيه تحقيق ثلاثية تاريخية قبل رحيله، في ظل استمراره أيضاً في مسابقة الكأس المحلية.
ولا شكّ أن مهمة متصدّر ترتيب هدافي المسابقة «8» بفارق هدف عن الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، ستكون صعبة أمام «الجدار الأصفر» الشهير في ملعب سيغنال إيدونا بارك.
رفع «كيكي» بهدفيه الأخيرين على أرض برشلونة الإسباني رصيده إلى 15 هدفاً في الأدوار الإقصائية خارج ملعبه، ووحده البرتغالي كريستيانو رونالدو يملك رصيداً أفضل «23».
بيد أن دورتموند لم يخسر في آخر عشر مباريات على ارضه في المسابقة «6 انتصارات و4 تعادلات»، تعود خسارته الأخيرة إلى 3 نوفمبر 2021 أمام أياكس أمستردام الهولندي 1-3.
وبعد أن أقصى سان جيرمان فريق دورتموند في ثمن نهائي نسخة 2020 «1-2، 2-0»، بفضل نجمه البرازيلي السابق نيمار، كاد أن يودّع البطولة هذا الموسم على يد دورتموند، عندما تخلّف 0-1 أمامه في دور المجموعات، بيد أنه عادل في الشوط الثاني.
تصدّر دورتموند مجموعة صعبة ضمّت ميلان الإيطالي، ونيوكاسل الإنجليزي، فيما تأهل سان جيرمان بصعوبة، علماً أنه فاز على أرضه على دورتموند 2-0.
قال مدرّب دورتموند إدين ترزيتش الذي يحتلّ فريقه راهناً المركز الخامس في الدوري الألماني، حيث اخفق بالفوز في آخر مبارتين «الآن نواجه باريس، لم تكن مباراتنا الأولى معهم جيّدة، في الثانية قمنا بالتعديلات المناسبة، وكنا أقرب إلى الفوز، أعتقد أن فريقنا أفضل اليوم، مقارنة مع دور المجموعات».
وهذا خامس نصف نهائي لدورتموند، والأوّل منذ 2013 عندما أقصى ريال مدريد ثم خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ 1-2.
ويملك دورتموند لقباً وحيداً في المسابقة القارية الأولى، أحرزه عام 1997 على حساب يوفنتوس الإيطالي 3-1 بأهداف كارل-هاينتس ريدله «2» ولارس ريكن.
في المقابل، يخوض سان جيرمان نصف النهائي الرابع، علماً انه بلغ النهائي مرّة يتيمة في 2020، عندما خسر أمام بايرن ميونيخ بهدف لاعبه السابق كينجسلي كومان.
بلغ سان جيرمان نصف النهائي، بعد إقصاء ريال سوسيداد الإسباني «2-0، 2-1»، ثم قلب تأخره أمام برشلونة 2-3 إلى فوز كبير إياباً 4-1.
أما دورتموند، فأقصى جاره أيندهوفن الهولندي «1-1، 2-0»، ثم قلب تأخره أمام أتلتيكو مدريد الإسباني 1-2 إلى فوز 4-2.
ويبدو هذا المسار أكثر سهولة من المسار الآخر الذي ضمّ العمالقة بايرن، ريال، مانشستر سيتي وبنسبة أقلّ أرسنال متصدّر الدوري الإنكليزي.
قال إنريكي بعد الفوز الأخير على فريقه السابق برشلونة: «الشيء الأجمل عندما تكون لاعباً أو مدرّباً أن تسعد الناس بعملك، لا يمكنك شراء هذا الشعور، علينا التأقلم الآن مع نصف النهائي ونحاول بلوغ المباراة النهائية».
وإلى مبابي، يعوّل سان جيرمان هجومياً على عثمان ديمبيليه والشاب برادلي باركولا، علماً بان الأوّل لن يلقى على الأرجح ترحيباً لطيفاً من جماهير دورتموند، بعدما أضرب عن اللعب معه قبل سبع سنوات من أجل الانضمام إلى برشلونة.
فيما ترتكز تشكيلة دورتموند على المبدع يوليان براندت، الإنجليزي جايدون سانشو، والنمساوي مارسيل سابيتسر أفضل ممرّر كرات حاسمة في البطولة «5»، ويفتقد الفريق الأصفر على الأرجح بطل أفريقيا مهاجمه الإيفواري سيباستيان هالر بسبب الإصابة في كاحله، رغم عودته أخيراً إلى التمارين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أبطال أوروبا باريس سان جيرمان بروسيا دورتموند كيليان مبابي
إقرأ أيضاً:
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
القدس المحتلة- عندما قرر المقدسي (ح. و) الزواج عام 2019، سكن فترة وجيزة في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية مع زوجته المقدسية، وقبل أن يستقبلا مولودهما الأول اضطرا للانتقال للعيش في حي كفر عقب خارج الجدار العازل المحيط بالمدينة، لكن داخل حدود بلدية القدس الإسرائيلية، خشية أن تطلب داخلية الاحتلال أدلة تثبت أن مركز حياتهما يقع في القدس ولا يتمكنان من إبرازها، وهو شرط للاعتراف بهم كسكان فيها.
لم يكن التأقلم سهلا في حي مكتظ بالسكان، ويعاني من الفوضى وانعدام تطبيق القانون بسبب إهماله من تلك البلدية، كما كافة الأحياء الواقعة خلف الجدار، وقال هذا الشاب إن وضعه الاقتصادي لا يسمح له باستئجار منزل في الأحياء داخل الجدار لأن التكلفة الشهرية باهظة.
"أنا متزوج منذ خمسة أعوام ونيّف وتنقلت حتى الآن بين 6 منازل في الحي ذاته هربا من عيوبها تارة، ومن ضريبة الأرنونا (ضريبة المسقوفات) المرتفعة تارة أخرى، ولا أشعر وزوجتي وطفلاي بالاستقرار أبدا" أضاف المتحدث ذاته.
حال هذا الشاب وزوجته كحال معظم الأزواج الشابة في القدس التي حرص الاحتلال على خلق بيئة طاردة لهم منها لدفعهم إلى السكن خلف الجدار العازل، أو خارج حدود بلدية القدس من أجل سلب حق الإقامة في المدينة منهم، بادعاء أن مركز حياتهم لا يقع بداخلها.
طرد صامت
الجزيرة نت سألت مدير مركز القدس للمساعدة القانونية رامي صالح عن أبرز السياسات الاحتلالية التي تخلق بيئة طاردة لأهالي المدينة وتضعهم بين خيارات أحلاها مرّ.
يطلق صالح على هذه السياسات اسم "الطرد الصامت"، ويقول إن هناك عدة معطيات تثبت ذلك منها ارتفاع مؤشر الهدم في المدينة المقدسة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 144 منشأة هُدمت عام 2022، و229 منشأة هُدمت عام 2023، و88 منذ مطلع العام وحتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ووفقا لصالح فإن 1447 مقدسيا ومقدسية شُردوا وفقدوا المأوى بسبب حالات الهدم هذه، واضطر معظمهم للعيش في الأحياء المقدسية الواقعة خلف الجدار خاصة في كفر عقب ومخيم شعفاط.
ووفقا لقانون الحق في الحصول على المعلومات فإن المركز طلب من بلدية الاحتلال معطيات تتعلق بمنح تراخيص البناء في المدينة، وأفصحت الأخيرة أنها وافقت في عام 2019 على بناء 21 ألفا و228 وحدة سكنية في شطرَي المدينة الشرقي والغربي.
واستنادا إلى معطياتها فإن حصة المقدسيين كانت 1470 وحدة سكنية، بنسبة لا تتجاوز 7.5% من الرخص التي مُنحت رغم أن الفلسطينيين يشكلون ما نسبته 39%من عدد سكان القدس.
"لا بد من الإشارة إلى أن تقارير البلدية تؤكد أن هناك احتياجا لألفي وحدة سكنية للمقدسيين كل عام من أجل مواكبة النمو السكاني.. هذا يعكس بدون شك سياسة التمييز العنصري بحق أهالي المدينة" وفق الحقوقي الفلسطيني.
وبالتطرق إلى الإجراءات التعسفية التي ازدادت وتيرتها بعد اندلاع الحرب الحالية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكد صالح أن المركز لاحظ تشديدات كبيرة خلال متابعة قضايا المستفيدين في وزارة الداخلية.
"يتم رفض ملفات المواطنين لأتفه الأسباب وبالتالي تتعثر معاملات لم الشمل وتسجيل الأطفال وإثبات مركز الحياة لكثير من المقدسيين، وتعرّض بعضهم لخطر سحب حق الإقامة منه لأن موظف الداخلية لم يقتنع بكمية استهلاكه لخدمة الكهرباء في المنزل الذي يقطنه.. الجميع يعيش تحت رقابة المؤسسات الإسرائيلية ويجب على المقدسي أن يثبت للاحتلال دائما أنه يعيش داخل المدينة" أردف رامي صالح.
حسم الديمغرافيا
مدير مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس منير نسيبة استهل حديثه للجزيرة نت بالقول إن الاحتلال الإسرائيلي سيطر على غربي القدس إبّان النكبة عام 1948 وطرد الفلسطينيين من كافة أحيائها وقراها، وبمجرد احتلاله شرقيّها عام 1967 بدأ باتباع سياسات تهدف لخلق بيئة طاردة للفلسطينيين وجاذبة للمستعمرين الإسرائيليين ليقطنوا في شرقي المدينة حتى يغيروا الوضع الديمغرافي فيها.
ومن الأمثلة على البيئة القهرية الطاردة تطرق نسيبة الخبير في القانون الدولي إلى أن التضييقات التي تمارس على المقدسيين تهدف لإفقادهم القدرة على السكن بالقدس والحصول على حق الإقامة فيها لأن الاحتلال يعاملهم كمقيمين لا مواطنين، وهذه الإقامة هشّة قد يفقدها الشخص في أي لحظة.
وتضيق فسحة العيش أكثر وفقا لنسيبة إذا اختار المقدسيون شريك حياتهم من حاملي هوية الضفة الغربية الفلسطينية الخضراء، وهو ما يجعل إمكانية عيش الزوجين تحت سقف واحد في القدس أمرا مستحيلا إلا بعد الحصول على موافقة "لم الشمل" وهي نادرة.
وأكد الحقوقي نسيبة على أهمية الحديث دائما عن أزمة السكن في القدس وتداعياته الخطيرة قائلا إنه عندما يعمل الاحتلال على التخطيط الحضري للمدينة فإنه يرسمه بشكل يمنع ترخيص مباني جديدة للفلسطينيين.
"وبالتالي يضطر المقدسيون لبناء منازلهم دون الحصول على تراخيص لأن الحصول عليها أمر نادر، وهذا يعرض منازلهم للهدم ويضطر بعضهم للخروج من القدس بحثا عن سكن مناسب لأسرهم".
إجراءات الاحتلال العسكرية في القدس جعلت من المدينة بيئة طاردة (وكالة الأناضول)
عسكرة المدينة بطريقة مبالغ فيها تخلق بيئة طاردة أيضا وفقا لنسيبة، فمثلا تفتقر البلدة القديمة لحركة المارة والمتسوقين والسياح وهي شبه فارغة بسبب سياسة التفتيش المبالغ فيها والإهانة التي يتعرض لها أهالي المدينة الأمر الذي يدفع ببعضهم لتجنب الوصول إليها.
سبب طارد آخر هو سلب ممتلكات الفلسطينيين بالقدس عبر منظومة قوانين متكاملة، "ورأينا طرد مقدسيين من منازلهم بعد استيلاء الجمعيات الاستيطانية عليها خاصة مع بدء العمل بمشروع تسوية وتسجيل الأراضي في السجل العقاري الإسرائيلي (الطابو) ومع مرور الوقت ستسلب المزيد من العقارات وسنشهد خطرا أكبر بسبب هذا المشروع".
هذه السياسات هي جزء من المنظومة القانونية والقضائية والإدارية الإسرائيلية التي تطبق في القدس الشرقية منذ 57 عاما بعد ضمها وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها رغم أن القانون الدولي يقر بأنها أرض محتلة ويعتبر أن تطبيق القانون الإسرائيلي عليها خطوة غير شرعية.