سيناريو ينتظر حزب الله والجماعة الإسلامية.. التصادم وارد!
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
"السنوات المقبلة ستكون مختلفة جداً".. الجملةُ هذه مثّلت عنواناً لفيديو أظهر عناصر مثلمين من "قوات الفجر" - الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، وذلك خلال "استعراض عسكري" أقيم أول من أمس في ببنين - عكار، خلال تشييع قياديين إثنين من الجماعة إغتالتهما إسرائيل في بلدة ميدون هما مصعب وبلال خلف.
الجملةُ هذه تحمل معانٍ كثيرة من الناحية السياسية والعسكرية، علماً أنّ "توسع الجماعة" على الصعيد الداخلي قد لا يلقى تأييداً كبيراً نظراً لعدم قبولها كـ"حالة سُنية" تعوّض إنكفاء "تيار المستقبل".
ما يجري الآن هو أن الجماعة الإسلامية قررت تعويض خسائرها السياسية التي تلقتها في أكثر من منطقة من خلال العمل العسكري المرتبط بمواجهة إسرائيل. المسألة هذه باتت محسوبة، فيما يساهم هذا الأمر بطرح تساؤلات عما تخطط له الجماعة مُستقبلياً على صعيد سلاحها ونفوذها العسكري في جنوب لبنان.
"تصادم ميداني"؟
تقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكرية أنّ حالة "قوات الفجر" كانت وليدة الإحتلال الإسرائيلي عام 1982، لكنها انكفأت بشكل كبير عقب بروز نجم "حزب الله" طوال السنوات التي سبقت جنوب لبنان عام 2000، وتضيف: "في العام 2006، اختارت قوات الفجر أن تتبنى عمليات ضد إسرائيل في جنوب لبنان، فيما كانت المعركة الحالية بوابة عبور لها مجدداً لإثبات وجودها".
المفارقة، بحسب المصادر، هو أن الجماعة لم تذهب بعد حرب تمّوز لتبني خطابٍ "يثبت وجودها السياسي والعسكري"، علماً أن آفاق المرحلة المقبلة على هذا الصعيد باتت تُدرس جدياً الآن في أروقة التنظيم السني، لاسيما أنه بات له شهداءٌ "على طريق الجنوب" سيمثلون بطاقة عبوره نحو تثبيت وجوده أكثر وترسيخ ما يريده سياسياً بالدرجة الأولى.
وفي حال كانت الجماعة الإسلامية راغبة في تكريس "قوات الفجر" كحركة مقاومة فعلية مستمرة ودائمة ضد إسرائيل، فإن ذلك سيعني بالدرجة الأولى دخول "شريك جديد" مع "حزب الله" على أرض الجنوب، وذلك بمعزلٍ عن نطاق انتشار الأخير توازياً مع أي تسوية مقبلة يتم العمل عليها لإنهاء التوتر الحدوديّ مع إسرائيل.
المصادر تلفت إلى أن هذا الأمر المطروح سيعني أن الحزب لن يبقى وحيداً على الجبهة، في حين أن أطرافاً أخرى قد "تزداد شهيتها" للدخول إلى الميدان الجنوبيّ، ما يساهم بدرجة كبيرة في تحويل الأمور إلى "صراع خفي" في أماكن مختلفة خصوصاً إن وجد كل طرف أن الآخر سيؤثر عليه استخباراتياً وعسكرياً.
السيناريو هذا مطروح، وتقول المصادر عينها إنّ التصادم الميداني قائم وبشدة، ما سيجعل إمكانية اندلاع مواجهة ضمنية بين الأطراف المختلفة واردة إلى حد كبير، والسبب هو أنّ الجماعة الإسلامية لا تتفق عقائدياً مع "حزب الله"، في حين أن الإلتقاء الميداني لا يعني إندماجاً سياسياً في ظل الإفتراق الإستراتيجيّ إن كان على صعيد الحرب السورية وغيرها.
إمتدادٌ حقيقي لـ"حماس"
ما سيحصل مع حالة الجماعة الإسلامية هو أنّ وجودها لن يكون مقتصراً على ذاتها فقط، بل ستكون حركة "حماس" الداعم الأبرز لها خلال المرحلة المقبلة وذلك في إطار تعزيز "التحالف" والإمتداد القائم بين الطرفين.
الأمرُ هذا قد يشكل إحراجاً لـ"حزب الله" من ناحية أو بأخرى، ففي حال وافق ضمنياً على هذه الآفاق الخاصة بالجماعة و "حماس"، فإنه بذلك سيكون قد أقرّ فعلياً بنفوذ فلسطيني جديد داخل لبنان من بوابة الجنوب، الأرض التي تعتبر معقلاً أساسياً له.
كل ذلك سيتعارض مع ما يمكن أن تقدمه التسويات المقبلة، لهذا السبب تلفت المصادر إلى أنّ المطلوب هو مقاربة واقعية لنفوذ كل طرفٍ وجد نفسه معنياً بالصراع القائم، وذلك على قاعدة "ترتيب الوجود".
الشارع.. هل سيقبل بـ"إمتداد الجماعة"؟
ضمنياً، تعتبر الجماعة حزباً فاعلاً من الناحية التنظيمية والسياسية والإجتماعية، لكن المؤيدين لها ينحصرون في جبهة المناصرين والمحازبين. كذلك، فإن "العراضات" التي حصلت مؤخراً أدت إلى إهتزاز صورتها بشكل كبيرٍ، لاسيما أن المشاهد التي جرى رصدها غير مُطمئنة.
مصدرٌ سياسي في حزب لبناني بارز يقول إن "الجماعة مقبولة لدى الأطراف المحسوبة عليها، لكن قد لا تلقى قبولاً موسعاً لدى البيئة السنيّة ككل"، ويتابع: "الجماعة تعتبر امتداداً للإخوان المسلمين في مصر، وبروزها في لبنان سيكون إحياء لنفوذ الإخوان بشكل أو بآخر، وقد يكون ذلك بمثابة انتصار لهذا المعسكر. لذلك، قد لا يحوز هذا الأمر على قبول لبناني، ولهذا السبب قد لا يكون امتداد وتوسع الجماعة أمراً قائماً بشكله الفعلي".
على أساس ذلك، يرى المصدر أنّ الساحة السنيّة هي التي ستُحدّد كل ما يتعلق بهذا النفوذ، مشيرة إلى أن الإنتخابات البلدية التي تم تأجيلها مدة سنة كاملة، كادت أن تكون إمتحاناً واختباراً لنفوذ الجماعة في المناطق السنيّة المختلفة بعد الحرب، لكن هذا الأمر تم إرجاؤه حالياً وبالتالي لا أداة شعبية بيد التنظيم المذكور لفحص قاعدته الشعبية أولاً والقواعد الأخرى ضمن البيئة التي ينتمي إليها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجماعة الإسلامیة قوات الفجر هذا الأمر حزب الله
إقرأ أيضاً:
حكم التصوير أثناء مناسك الحج و العمرة .. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
مع اقتراب موسم الحج وتأهب العديد من المسلمين لأداء الفريضة ، يبدأ البعض في البحث عن بعض الفتاوى التي تخص أداء المناسك خوفا من ضياع ثواب الفريضة ومن بين هذه الأسئلة التي يبحث عنها الكثير “ ما تلقته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي سؤال لشخص يقول فيه : “ ما حكم التصوير في مناسك الحج والعمرة ” ، هل جائز أم حرام ؟ .
قالت دار الإفتاء أن التصوير أثناء مناسك الحج جائز شرعا بشرط ألا يؤدي إلى تعطيل الحجاج الآخرين، والتصوير المبالغ فيه قد يوقعهم مع الحرج، خاصة في وجود كبار السن وأصحاب الحالات الخاصة الذين يتأخرون بسبب التقاط الكثير من الصور التذكارية.
وأضافت ، في فتوى لها عبر موقعها الإلكتروني، حول حكم التصوير أثناء الحج والعمرة وانشغال بعض الناس بالتصوير،
وأكدت أن الواجب على المرء المحرم وغير المحرم أن يلتزم الأدب والوقار أثناء وجوده في الأماكن المقدسة كالبيت الحرام؛ حيث أمر المولى سبحانه وتعالى بأن نعظم هذا البيت ونحترم قدسيته، كما أن اللائق بالحاج أن يكون منشغلا بالخشوع في أداء المناسك، حتى يكافئه المولى سبحانه وتعالى بالأجر والثواب، فيكون حجه مبرورا مقبولا.
حكم التصوير أثناء الحج والعمرة
أكدت الدار فيما يخص حكم التصوير أثناء الحج والعمرة أن الالتزام بالوقار في الوجود الأماكن المقدسة من تعظيم شعائر الله تعالى، الذي يشمل إبراز معاني التوقير والإجلال والاحترام لها، وامتثال الأمر بإقامتها والتعبد لله بها؛ فإن تعظيمها من تعظيمه سبحانه وتعالى؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير قول الله تعالى: ﴿ما لكم لا ترجون لله وقارا﴾.
وأشارت الإفتاء فيما يخص حكم التصوير أثناء الحج والعمرة إلى أن الحج شعيرة من شعائر الله؛ اقتضى ذلك تعظيمه بإبراز أقصى معاني الاحترام والإجلال، بالتأدب وحفظ الوقار أثناء القيام بالمناسك، سواء كان ذلك أثناء الطواف حول البيت الحرام، أو في السعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وعند رمي الجمار، وهذا الاحترام لا يتأتى في حال كون الإنسان منشغلا بالتصوير في كل مكان من أماكن المشاعر المقدسة بشكل مبالغ فيه.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بأن المبالغة في التصوير أثناء مناسك الحج فيها نوع من الإيذاء وعدم مراعاة أحوال الآخرين، قد يوقعهم في الحرج المنهي عنه شرعا؛ بل إنه يعد من الأفعال المنافية للحال التي ينبغي أن يكون عليها من يزور بيت الله الحرام، سواء كان محرما بالحج أو غير محرم؛ لذا فلا يليق أن ينشغل المحرم بالحج عن أداء المناسك بأي أمر آخر من أمور الدنيا.