أشار محللون إلى تراجع نفوذ الولايات المتحدة في إفريقيا مقابل تعزيز روسيا مواقعها في القارة السمراء لمستوى غير مسبوق، مستندين بوضوح إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها النيجر وتشاد.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا بو غروسكاب في لقاء مع وكالة أنباء "نوفوستي": "هذا التطور في الأحداث أصبح متاحا إلى حد كبير بفضل الدفء الملحوظ في العلاقات بين الدول الإفريقية وروسيا الاتحادية خلال السنوات الأخيرة".

إقرأ المزيد مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الشرق الأوسط من نفوذ الأمريكان

"الميول" تجنح إلى روسيا

وبحسب المحلل، فإن هذا العامل سمح للسلطات التشادية "بالشعور بالثقة" وتقديم طلب إلى الولايات المتحدة من أجل سحب قواتها من أراضي البلاد.

وأشار غروسكاب إلى أن هذا "حدث لأن الحنو يجنح باتجاه روسيا"، وأضاف أن موسكو "تعزز موقفها بشكل كبير" في القارة الإفريقية، وتحقق نفوذا "لم تحظى به منذ انهيار الاتحاد السوفيتي".

تجدر الإشارة إلى أنه في منتصف مارس الماضي، أعلنت سلطات النيجر أن اتفاقية التعاون العسكري كانت مفروضة من واشنطن وأعلنت بطلانها.

وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الأمريكية أن ممثلي البلدين شرعوا بمناقشة شروط انسحاب القوات الأمريكية من أراضي البلاد.

وعلى التوازي مع ذلك، شككت حكومة تشاد المجاورة في الاتفاقية الأمنية التي تحدد شروط تواجد عسكريين أمريكيين في البلاد. وأوضحت واشنطن أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد بشأن انسحاب القوات الأمريكية من النيجر وتشاد، وأن الطرفين يعتزمان مواصلة الحوار حول هذا الموضوع.

إيجابيات تقليص التواجد الأمريكي في القارة

كما أيد وجهة نظر غروسكاب، رئيس تحرير مجلة "كوفرت أكشن" والخبير العسكري جيريمي كوزماروف، مشيرا إلى أن مطالب تشاد والنيجر تعكس معارضة متزايدة من الدول الإفريقية للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

إقرأ المزيد الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون سياسة روسيا

وقال لـ"نوفوستي": "بشكل عام، يمكن للأحداث في تشاد والنيجر وأماكن أخرى أن تحاكي تأثير الدومينو وتشجع الدول الأخرى على الضغط من أجل إغلاق القواعد العسكرية الأمريكية على أراضي تلك الدول".

وفي الوقت نفسه، حذر من أن الولايات المتحدة تحتفظ بوجود عسكري قوي في المنطقة، وهو "لا يمكن التخلص منه بين ليلة وضحاها".

ومع ذلك، فإن تقليص هذا التواجد الأمريكي سيكون ذو عواقب إيجابية على القارة، بحسب المحلل، لأن واشنطن "تعمل إلى حد كبير على تغذية عدم الاستقرار والإرهاب هناك".

دور روسي أكثر فائدة لإفريقيا من الدور الأمريكي

وفي حديثه عن الحرب ضد الإرهاب، أعرب إيفان إيلاند، مدير "المركز التحليلي المستقل للسلام والحرية" عن ثقته في أن روسيا يمكن أن تلعب دورا أكثر فائدة لإفريقيا من منافسها الجيوسياسي.

وتساءل إيلاند "لماذا لا نسمح لروسيا بمساعدة هذه الدول في محاربة الإسلاميين المتطرفين؟".

وبحسب وجهة نظره، فإن الساسة الأمريكيين مهووسون بفكرة أن واشنطن بحاجة إلى التنافس مع موسكو في جميع أنحاء العالم، ولكن "مثل هذا الافتراض الذي عفا عليه الزمن وغير السليم هو من تركة حقبة الحرب الباردة".

وخلص المحلل: "حان الوقت كي تدرك حكومة الولايات المتحدة أن روسيا نجحت في محاربة التطرف الإسلامي لفترة طويلة، وألا تتدخل في نفوذها المستقر في المنطقة الإفريقية".

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إفريقيا الإرهاب الجيش الأمريكي الجيش الروسي الحرب الباردة القواعد العسكرية الأمريكية موسكو واشنطن الثقافة الروسية الكرملين نيامي وزارة الخارجية الروسية وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة فی القارة

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام: واشنطن تحاول إيجاد بديل عن النيجر

أفاد موقع "AES INFO" الإخباري بأن الولايات المتحدة وبعد قرار سحب قواتها من النيجر قد تنشئ قواعد عسكرية جديدة في بنين أو كوت ديفوار أو غانا، في محاولة منها لإيجاد بديل مناسب بسرعة.

وأشار الموقع إلى أن "زيارة رئيس الأركان المشتركة الأمريكية تشارلز براون، إلى إفريقيا مؤخرا كانت بغرض إيجاد بديل للنيجر التي قررت مؤخرا اللجوء إلى روسيا للمساعدة على تنفيذ مشروع عسكري كبير، وهو ما يعني انتكاسة كبيرة للولايات المتحدة".

إقرأ المزيد "إزفيستيا": النيجر مهتمة بنشر قاعدة عسكرية روسية في أراضيها

وبحسب الموقع قال براون للصحفيين المرافقين له في الزيارة: "هناك دول في غرب إفريقيا نعمل معها أصلا"، ولم يفصح عن الدول التي كان يتحدث عنها، لكن مسؤولا كبيرا آخر أوضح أن من بين هذه الدول بنين وكوت ديفوار (ساحل العاج) وغانا، والتي أجرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات أولية معها.

ووفقا لتقييم الموقع، لن يكون البنتاغون قادرا على إيجاد بديل للنيجر يكون مناسباً بسرعة، ولا يتوقع الأمريكيون بناء قاعدة عسكرية كبيرة أو نشر فرقة كبيرة من القوات في إفريقيا في المستقبل القريب.

وبدأت الولايات المتحدة في 8 يونيو الجاري سحب قواتها من النيجر، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأمريكية منها في منتصف مايو الماضي.

إقرأ المزيد "فشل جديد لبايدن".. شيوخ من الكونغرس يطالبون بمنع وصول الجيش الروسي للأسلحة الأمريكية في النيجر

ويفترض أن تغادر الوحدة البلاد بحلول 15 سبتمبر من هذا العام.

وفي مارس، أنهت النيجر اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة، تم بموجبها إنشاء قاعدة أمريكية للطائرات المسيرة في شمال الدولة الإفريقية.

وأشارت السلطات النيجرية إلى أن الاتفاق كان مفروضا فرضا على السلطات ولم يكن يلبي مصالح الشعب.

وأعلن رئيس الوزراء النيجري علي محمد الأمين زين في مقابلة سابقة مع صحيفة "واشنطن بوست"، أن بلاده قررت وقف تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة في مارس بسبب "تهديدات" وجهها مسؤولون أمريكيون.

إقرأ المزيد وزير الدفاع الإيطالي يحذر من استيلاء روسيا والصين على إفريقيا بالكامل

وفي 12 أبريل، كما أفادت وكالة "نوفوستي"، وصل خبراء روس إلى النيجر لتدريب القوات المحلية على مكافحة الإرهاب.

واعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من النيجر يعد بمثابة نصر استراتيجي جديد لروسيا.

المصدر: تاس+RT

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي يؤكد أهمية جيبوتي لإرساء السلام في القرن الأفريقي
  • 6.5 مليار دولار قيمة الأسلحة الأمريكية المقدمة لاسرائيل
  • واشنطن تفرض عقوبات على شبكة ظل تنقل المليارات لصالح الجيش الإيراني
  • بعد تهديد موسكو بالانتقام.. وزير الدفاع الأمريكي يهاتف نظيره الروسي
  • أسانغ يصل الأراضي الأمريكية ويمثل أمام القضاء لإغلاق ملف محاكمته
  • أسانغ يصل الأراضي الأمريكية للمثول أمام القضاء لإغلاق ملف محاكمته
  • مؤتمر وزراء الدفاع في أفريقيا.. تحرك أميركي حثيث لتدارك النفوذ
  • "الخارجية الأمريكية": جمدنا شحنة واحدة لأسلحة ثقيلة إلى إسرائيل
  • روسيا تتوعد بالانتقام من أمريكا بسبب ضربة أوكرانية في القرم
  • وسائل إعلام: واشنطن تحاول إيجاد بديل عن النيجر