مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
تقدَّم فضيلة الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بخالص التهنئة إلى جميع عمَّال مصر بعيدهم الذي يوافق الأول من مايو من كل عام، مؤكدًا أنه عيد لكل المصريين، وأنَّ عمال مصر يمثلون أهم قلاع البناء والتنمية والتعمير التي يعتمد عليها الوطن خاصة في هذه المرحلة الهامة من تاريخه لتحقيق التنمية والرخاء.
وقال مفتي الجمهورية في رسالته التي وجَّهها إلى عمَّال مصر: إنَّ عمال مصر يمثلون أهم قلاع البناء والتنمية التي يعتمد عليها الوطن، خاصة في هذه المرحلة من تاريخه، وهي مرحلة البناء والتنمية في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ووجَّه لهم التهنئة بمناسبة عيدهم، داعيًا الله تعالى لهم بالعون والمزيد من النجاح في خدمة الوطن.
وحثَّ مفتي الجمهورية عمَّال مصر في عيدهم على بذل المزيد من الجهد والعمل من أجل النهوض بمصر وتنميتها وتنشيط اقتصادها، والإبداع والتطوير كل في مجال عمله؛ لأن قيمة المرء بما يحسنه من عمل، وألا يلتفتوا إلى أصحاب ثقافة الهدم والتخريب.
وأضاف المفتي: "إنَّ بلادنا اليوم تسعى بكل قوة إلى العمل والنهوض والبناء وجذب الاستثمار وإقامة المشروعات وغيرها من سبل التنمية، وخاصة في ظلِّ الظروف الراهنة وما يعانيه العالم أجمع من ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة، مما يجعلنا جميعًا أمام مسؤولية كبيرة ومهمة عظيمة وغاية نبيلة، فيجب أن نجتهد حتى نؤدي تلك الأمانة التي تحملناها على وجهها الأكمل".
وأوضح مفتي الجمهورية أنَّ الإسلام يعظِّم من شأن العمل، بل إنَّ أنبياء الله تعالى قد عملوا في مختلف المجالات، فأبو البشر نبي الله آدم -عليه السلام- كان زارعًا، وداود -عليه السلام- كان حدادًا، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم عمل بالرعي والتجارة.
وأشار المفتي إلى أنَّ النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم حثَّ على العمل والاجتهاد فيه وإتقانه، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه).
وأوضح مفتي الجمهورية أنَّ الشريعة الإسلامية تحثُّ على العمل والإنتاج، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى العمل ورغَّب فيه بقوله: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «منْ باتَ كالًّا منْ طلبِ الحلالِ باتَ مغفورًا لهُ»، وهو حث على الكسب الحلال، والعمل والإنتاج، وأداء الأمانة في العمل والإخلاص فيه فهذا كسب حلال.
واستدلَّ مفتي الجمهورية أيضًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، وهو ما يدعونا إلى العمل والإنتاج وتحقيق النفع للبشرية حتى في آخر لحظات الحياة.
وأضاف مفتى الجمهورية: بسواعدكم نبني بلادنا ونحقق التنمية المنشودة، وبإخلاصكم وتفانيكم في العمل تنهض الأمم والشعوب، ودعا فضيلتُه الجميعَ إلى وَحدة الصف وبذل الجهد والعرق لبناء بلدنا الحبيبة مصر وتحقيق نهضتها وريادتها.
ودعا مفتي الجمهورية جميعَ العمال والمواطنين إلى جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن يخلص كلٌّ منا في عمله وموقعه ومجاله حتى تنهض مصرنا الحبيبة ويتحقق الرخاء والتنمية والاستقرار للبلاد والعباد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
عمـال النظـافة والمحـاجر فى قبضة السماسرة
رئيس هيئة النظافة السابق: أبطال خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع وسلامة البيئة بلا حقوق
فى قلب القاهرة، تحت أشعة الشمس الحارقة، وبين أزقة المحاجر وطرقات المدينة المزدحمة، يقف الآلاف من العمال، مشحونين بالإرادة ولكنهم محاصرون بالظروف. هؤلاء الذين يعانون يومياً فى سبيل لقمة العيش، هم صورة حية للكدح والصبر، ومع ذلك، يواجهون حياة من التهميش، يتجرعون الفقر، ويعيشون تحت ضغط الديون والأمل الضئيل فى التغيير. لا تأمين صحى يحميهم من المخاطر، ولا أجر يكفى لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا ضمانات تضمن لهم مستقبلاً أفضل. هم العمود الفقرى للمدينة، لكنهم فى نظر الكثيرين مجرد أرقام تُستغل ولا تُقدّر. ومع كل خطوة يخطونها نحو العمل، تتزايد تحدياتهم وتغيب أبسط حقوقهم. هذه هى معاناة أبطال الحياة اليومية الذين يستحقون أن يُسمع صوتهم وتُعاد لهم كرامتهم.
فى الجولة الميدانية التى قام بها محرر ∩الوفد∪ لسماع صرخات عمال اليومية ورصد حياتهم الشاقة، تمكنا من ملاحظة العديد من المعاناة والآلام التى يعانون منها، بالإضافة إلى مطالبهم التى تحتاج إلى اهتمام من المسؤولين الحكوميين لتنفيذها، لضمان حياة كريمة لهم.
قال اللواء إيهاب الشرشابى، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة السابق، إن عمال النظافة هم خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع وسلامة بيئته، ومع ذلك يتركون فى مواجهة الظلم والقهر، بين تأخير الرواتب وضعف الأجور التى لا تكفى معيشة فرد واحد على مدار الشهر، فى مشهد يفتقر إلى أبسط قواعد الإنسانية والعدالة الوظيفية، وطرح سؤال ∩كيف يمكن لمجتمع أن ينمو ويتقدم بينما تهدر حقوق من يحافظون على صورته؟∪.
وأضاف ∩الشرشابى∪: كنت أحرص شخصياً، أثناء رئاستى لهيئة النظافة، على النزول إلى كافة الفروع بنفسى، ليس استعراضاً، بل التزاماً بمسؤولية لا تقبل التهاون، كنت استمع إلى العامل البسيط مباشرة، أتعرف على معاناته، وأتخذ قرارات فورية لحل مشكلاته، لأن صوت هذا العامل أمانة فى عنق كل مسؤول شريف، وكنت أتصدى بكل حزم لكل من تجرأ على استغلال هؤلاء العمال أو سرقة حقوقهم.
ووجه رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة السابق، رسالة واضحة: ∩عمال النظافة ليسوا مجرد أرقام فى كشوف الرواتب، بل هم أبطال نعيش على جهودهم، من يتهاون فى حقوقهم أو يتأخر عن إنصافهم، لا يستحق مكانه كمسؤول، حان الوقت لنضع حداً لهذا الاستغلال الممنهج، ونرد لهؤلاء العمال الجميل الذى يستحقونه∪.
⊇الحياة شاقة والآمال ضائعة
قال أحمد أبوعامر، أحد عمال المحاجر، بنبرة حزينة ∩أنا فى الخمسين من عمرى، وأعمل فى المحجر منذ أكثر من عشرين سنة، رغم أننى تقدمت فى السن وأصبحت قوتى قليلة، لكن ما عنديش خيار تانى، لازم أستمر فى العمل عشان أقدر أعيش وأوفر لقمة عيشى∪، أحمد يروى معاناته اليومية، حيث يحصل على 100 جنيه فقط فى اليوم، وهو أجر لا يكفى حتى لتلبية احتياجاته الأساسية، ∩بعد خصم المواصلات وشراء بعض الطعام، ما بيبقاش فيه حاجة تكفى غير أنى أعيش كل يوم على أمل، وده بيخلى الحياة صعبة جداً∪.
وأضاف أحمد: ∩يومنا يبدأ الساعة 6 الصبح، نشتغل طول اليوم فى المحجر تحت الشمس الحارقة، نكسر فى الصخور والأحجار، وكل ده عشان نقدر نجيب فلوس نعيش بيها، وخصوصًا إننا مفيش تأمين صحى، لو أصبت فى الشغل، مفيش حد هيدفع لى أو يهتم بيا∪، وعندما يسأله أحدهم عن وضعه فى العمل، يجيب قائلاً: ∩ده شغل صعب، وكنت أتمنى أكون لقيت حل، لكن خلاص أصبحنا نعيش بهذه الطريقة، وما عنديش غير أمل ضعيف أن الوضع يتحسن∪.
وعن حياته اليومية، قال أحمد: ∩كل يوم بعد ما نخلص شغل، بنروح نشترى فول وطعمية عشان نقدر ناكل، وما فيش غيرهم لأن ده اللى بنقدر عليه، مش قادرين نشترى حاجة تانية، وكل واحد فينا عنده أسرة وأطفال، لكن فى النهاية بنعيش على الفتات∪، وأضاف: ∩أنت لما تبقى فى العمر ده، مش هتقدر تشتغل فى حاجة تانية، وإذا اتسرحت من المحجر، إزاى هعيش؟ أنا مش لاقى فرصة تانية ولا عندى مصدر رزق غير ده∪، قائلاً ∩احنا مش طالبين الكثير، بس نحتاج حياة كريمة، نحتاج تأمينات صحية وضمانات للعمال، شوية أمل كده، مش عايزين غير الحقوق اللى حقناها على مدار السنين∪.
⊇عقود الاستعانة .. خطر وقلق مستمر
يعيش موظفو عقود الاستعانة فى حالة من الخوف المستمر بسبب الأوضاع الصعبة التى يواجهونها فى عملهم اليومى، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل دائم، ظروف العمل غير الآمنة التى تتمثل فى قلة التأمينات الاجتماعية والصحية، والتجديد السنوى للعقود، تجعلهم عرضة للطرد فى أى لحظة، خاصة فى ظل عملهم فى بيئات غير مؤمنة تؤثر على صحتهم وسلامتهم، من الضرورى أن تتخذ الهيئة خطوات عاجلة لتوفير بيئة عمل آمنة تضمن حقوق هؤلاء الموظفين، سواء من حيث التأمين الصحى أو الاجتماعى، أو توفير رواتب تتواكب مع تغيرات الأسعار التى تحدث فى الأسواق، وكذلك ضمان استقرار وظائفهم بما يتيح لهم عيش حياة كريمة دون خوف من فقدان مصدر رزقهم الوحيد.
بنبرة حزينة قال أ.ع، موظف بهيئة النظافة، إنه موقع عقد استعانة، ∩نعيش فى حالة من القلق المستمر، لا نعلم ماذا سيحدث فى العقد القادم أو الأيام القادمة، لا يوجد ضمانات بالنسبة لنا كمجموعة من الموظفين بعقود استعانة، وقد أمضينا سنوات طويلة فى العمل فى الهيئة، لكن ما زلنا نواجه ظروفا قاسية، ∩أنا شخصيًا حاصل على بكالوريوس تجارة، وأعمل فى الأعمال الإدارية، ورغم ذلك فإن الراتب الذى أتقاضاه بعد الخصومات لا يتجاوز 2634 جنيهًا فقط∪.
وأضاف أ.ع، أن المشكلة ليست فقط فى الراتب المنخفض، بل فى أن العقود تتجدد كل 11 شهرًا، وهذا يجعلنا فى حالة خوف دائم من التسريح، سمعنا أن التجديد القادم قد يتضمن تسريح جميع العقود المؤقتة، وهذا يعنى أننا أمام مستقبل غير واضح، رغم ضعف الرواتب، ونحن نعمل فى الهيئة منذ أكثر من خمس سنوات، لكننا نعامل كأننا مجرد أدوات قابلة للاستبدال فى أى لحظة.
وأوضح أ.ع: نحن لا نطالب بالكثير، فقط حقوقنا الأساسية، رغم أننى أعمل منذ سنوات، لا نحصل على أى ضمانات اجتماعية أو تأمين صحى إلا بالتجديد الشخصى كل 11 شهرا، وفى الفترة الحالية لم يتم التأمين على صحتى، إذا أصبنا أثناء العمل، لا يوجد أى تعويض أو رعاية صحية، وهذا يعرضنا لمخاطر كبيرة، خاصة وأننا نعمل فى بيئة غير آمنة، حيث نقوم بأعمال إدارية وفنية فى أماكن متعددة، بعض الزملاء تعرضوا لحوادث مميتة مؤخرًا أثناء العمل، ورغم ذلك لا نجد أى دعم من الهيئة.
⊇استغلال يومى وأجور لا تكفى للحياة
⊇كشف ∩ع.م∪، مشرف نظافة فى هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، عن أوضاع مأساوية يعيشها عمال النظافة بسبب استغلال موردى العمالة الذين يجلبونهم من المحافظات البعيدة للعمل فى القاهرة، موضحاً أن الشركات المسؤولة عن جمع العمال من خلال الموردين تحصل على مبلغ 185 جنيهًا تقرياً يوميًا مقابل كل عامل، بينما لا يتجاوز ما يحصل عليه العامل نفسه 40 جنيهًا يوميًا، ويزيد هذا المبلغ قليلًا ليصل إلى 50 جنيهًا فقط للعامل الأكثر كفاءة أو معرفة شخصية.
وأضاف ∩ع.م∪، أن العمال يتم نقلهم يوميًا عبر حافلات خاصة بسماسرة العمال من المحافظات النائية للعمل فى مناطق مثل طرة والبساتين والمعادى، فى ظروف قاسية وغير إنسانية، وأشار إلى أن الأجر الشهرى للعامل حاليًا يبلغ حوالى 1200 جنيه فقط إذا حصل العامل على 40 جنيها، بدون أى إجازات على مدار الشهر، مما يجعلهم غير قادرين على توفير أدنى متطلبات الحياة.
وأوضح ∩ع.م∪ أن عمال النظافة يواجهون استغلالًا شديدًا من قبل سماسرة العمالة الذين يجنون أرباحًا كبيرة على حساب العمال، حيث يتقاضون مبالغ كبيرة من الشركات بينما يبقى العامل تحت رحمة أجر يومى زهيد لا يكفى لتغطية احتياجاته الأساسية، مؤكداً أن الظروف الحالية تدفع العمال إلى القبول بأى أجر مهما كان ضئيلًا، خوفًا من فقدان مصدر رزقهم الوحيد، وأضاف أن الوضع يزداد صعوبة مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية من الغذاء، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لهم.
وطالب المشرف، المسؤولين بضرورة التدخل الفورى لإعادة هيكلة أجور عمال النظافة وتحسين أوضاعهم المعيشية، ودعا إلى وضع حد لاستغلال الموردين والسماسرة وفرض رقابة مشددة على الشركات التى تعمل فى هذا المجال، لضمان حصول العمال على حقوقهم المشروعة والقانونية، وأكد أهمية منح العمال إجازات مدفوعة الأجر لتحسين ظروفهم النفسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن استمرارهم فى العمل تحت هذه الظروف القاسية يؤثر سلبًا على كفاءتهم وإنتاجيتهم، وشدد على ضرورة توفير سكن لائق للعمال الذين يأتون من محافظات بعيدة، بدلًا من تركهم يواجهون معاناة التنقل اليومى لمسافات طويلة.
وأضاف ع.م، أن تحسين أوضاع عمال النظافة لا يصب فقط فى مصلحة العمال أنفسهم، بل ينعكس إيجابيًا على المجتمع بأسره، حيث يؤدى إلى رفع مستوى النظافة فى الشوارع والأحياء، ويعزز من الصورة الحضارية للمدينة، مناشداً الجهات المعنية بضرورة التحرك السريع لحل هذه الأزمة، مؤكدًا أن عمال النظافة هم العمود الفقرى للحفاظ على مظهر المدينة، ويستحقون حياة كريمة تكافئ جهودهم وتضحياتهم اليومية.
⊇معاناة يومية وغياب للحقوق
اشتكى ∩ط. أ∪، عامل نظافة بالمنطقة الجنوبية بالقاهرة، عن معاناة مريرة يعيشها هو وزملاؤه بسبب الظروف غير الإنسانية التى يتعرضون لها فى عملهم فى تنظيف شوارع القاهرة، وأوضح أنه لم يتقاض راتبه من شركة توريد العمالة منذ شهر أكتوبر 2024 وحتى شهر يناير 2025، مضيفًا أن اليومية تحسب لهم بمبلغ 70 جنيهًا فقط مقابل العمل من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، دون توفير بدل انتقالات، قائلاً ∩إن طبيعة العمل تعرضهم لمخاطر كبيرة، حيث يعملون فى الشوارع الرئيسية وعلى المحاور السريعة∪، مشيرًا إلى أن العديد من زملائه تعرضوا لحوادث مميتة فى الفترة الأخيرة، ورغم تلك المخاطر، يظل جميع العمال بلا تأمينات اجتماعية، مما يجعلهم بدون أى حماية فى حال تعرضهم لأى إصابة أثناء العمل.
وأشار ∩ط. أ∪ إلى أن سماسرة العمال يتعاملون معهم بطريقة مهينة وغير مفهومة، قائلاً: ∩على سبيل المثال، إذا طالب أحد العمال براتبه أو الذهاب إلى هيئة النظافة لعرض شكوى، يتم تسريحه فوراً، وكأننا مجرد أدوات قابلة للاستبدال∪، وأضاف بحسرة: ∩أنا لدى خمسة أطفال وزوجة، من أين أُطعمهم وأوفر لهم احتياجاتهم؟ أعيش على مساعدات أهل الخير، وأضطر لتسول الطعام من المارة والسيارات، أما زوجتى، فتقوم بكتابة طلبات إعانة فى المساجد على أمل أن نحصل على بعض المساعدات مثل الملابس أو الأرز أو الزيت.
وأوضح ∩ط. أ∪ أن العمال يخشون الحديث أو الاعتراض على سلوك السماسرة خوفًا من الفصل التعسفى، والعديد من زملائه اضطروا لترك منازلهم بسبب عجزهم عن دفع الإيجار، قائلاً: ∩كيف يمكننا دفع ألف جنيه إيجار أوضه على السطح فى ظل هذه الظروف؟ تكاليف الحياة أصبحت باهظة، والمواصلات وحدها تستهلك 40 جنيهًا يوميًا، وأنا أعيش فى التبين، إذا لم أحصل على أى مساعدة أو إحسان، أضطر للنوم فى الشارع لأنى لا أملك المال للعودة إلى أطفالى وزوجتى∪.
وأضاف ∩ط. أ∪ أن راتبه الشهرى يبلغ 2100 جنيه فقط، دون أى إجازات أسبوعية، بينما تصل تكلفة المواصلات الشهرية إلى 1200 جنيه، قائلاً: ∩كيف يمكننى أن أُطعم سبعة أفراد وأغطى احتياجاتهم بألف جنيه فقط فى الشهر؟ نعيش فى ظروف قاسية، ونلجأ إلى أهل الخير لتوفير الطعام والاحتياجات الأساسية∪.
وأشار ∩ط.ا∪ إلى أن السماسرة يؤجلون صرف الرواتب بشكل مستمر، مما يضع العمال فى مأزق حقيقى، قائلا: ∩العمال الذين يتعرضون للإصابة أثناء العمل لا يحصلون على أى تعويض أو رعاية، وأحيانًا يجبرون على ترك العمل تمامًا∪، وأكد أن الأوضاع الحالية لا تليق بكرامة الإنسان، مطالبًا بتحسين أوضاع عمال النظافة وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية والمالية.
وطالب ∩ط. أ∪ عامل النظافة بالمنطقة الجنوبية ∩نريد أن نعيش حياة كريمة تليق بإنسانيتنا، نحن نعمل بجد ونضحى بصحتنا، ولكننا لا نحصل حتى على الحد الأدنى من حقوقنا، على المسؤولين أن يتحركوا فورًا لإنقاذنا من هذه المعاناة المستمرة وتوفير تأمين اجتماعى وصحى شامل لعمال النظافة، يضمن حمايتهم من المخاطر التى يتعرضون لها يوميًا أثناء العمل، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الأجور لتتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، بما يكفل لهم حياة كريمة ويعزز من قدرتهم على الاستمرار فى أداء دورهم الحيوى بكفاءة ودون معاناة∪.