أحكام الحج وشروط يجب توافرها لإتمامه
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
شروط الحج.. يُعرَّف الشرط في اللغة بأنّه: العلامة، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فهو: وصف يتوقف عليه وجود الحكم، ولا يتحقق الحكم بصورته الشرعية إلا بوجود الشرط الذي وضعه الشارع له، وهو خارج عن حقيقة الحكم، وليس جزءاً منه، ومثال ذلك: شرط الوضوءُ لصحة الصلاة، وحقيقة الشّرط أنّ عدم وجوده يستلزم عدم الحُكم، ولكن لا يلزمُ من وجوده وجود حكم ولا انعدامه.
وللحجّ شروطٌ لا يتحقّق إلّا بها، وهي فيما يأتي: ركن الإسلام: فلا يجب الحجّ إلّا على المسلم؛ ودليل ذلك قَوْله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هـذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ حَكيمٌ)، ومن السنّة النبويّة ما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ). العاقل، فلا يجب الحجّ على المجنون؛ لأنّه فاقدٌ للعقل الذي يُعَدّ مناط التكليف؛ استدلالاً بقَوْل الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (رُفِعَ القلَمُ عن ثَلاثٍ، عنِ النَّائمِ حتَّى يستَيقظَ، وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يَكْبرَ، وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقلَ أو يُفيقَ). البلوغ والحُرّية، فلا يُطالَب الصبي بالحج، ولا يجب عليه إلا بعد بلوغه، وإن أدّى الحج صحّ منه، ويجب عليه حجّ الفرض بعد بلوغه؛ يدلّ على ذلك قَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (أيما صبيٍّ حجَّ، ثم بلغ الحِنْثَ، فعليه أن يحجَّ حجَّةً أخرى، وأيما أعرابيٍّ حجَّ ثم هاجر فعليه أن يحجَّ حجةً أخرى، وأيما عبدٍ حجَّ ثم أُعتِقَ، فعليه أن يحُجَّ حجَّةً أُخرى)
ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى العبد. الاستطاعة والقدرة، وقد فسَّر العلماء الاستطاعة الواردة في قَول الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، بأنّها: امتلاك الزاد أي أكل الحاج وشربه، والراحلة وهي آلة الركوب، وشرط الراحلة يتوجّب في حَقّ مَن يسكن بعيداً عن مكّة، أمّا من يستطيع الوصول إليها ماشياً، فلا تُشترَط في حقّه الراحلة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحاجّ إمّا أن يكون قادراً بنفسه على أداء الحجّ؛ فحينئذٍ يجب في حقّه، وإمّا أن يكون عاجزاً عن أداء المناسك بنفسه، ولا يخلو عَجزه من حالتَين؛ فقد يكون العَجز مُؤقَّتاً، كأن يعتريه مرضٌ طارئ يَمنعه من أداء مناسك الحجّ مع رجاء الشفاء منه، ففي هذه الحالة يُؤجّل الحجّ إلى أن يَبرأ من مرضه. وإن أدركه الموت قبل توفُّر القدرة، فإنّه لا يُؤثَم بذلك، ويحجّ عنه غيره من ماله الذي تركه، وقد يعجز المسلم عن أداء المناسك عَجزاً دائماً؛ بسبب المرض المُزمن الذي لا يُرجى الشفاء منه، أو عدم قدرته على الركوب، فحينئذٍ لا يجب عليه أداء المناسك بنفسه، ويجوز له أن يُوكّل غيره لأدائها.
وممّا يدلّ على ذلك ما ورد في السنّة النبويّة من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ امرأةً من خَثْعَمَ استفتتْ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في حجَّةِ الوداعِ، والفضلُ بنُ عباسٍ رديفُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ فريضةَ اللهِ في الحجِّ أدركتْ أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيعُ أن يستوي على الراحلةِ؛ فهل يَقْضِي عنهُ أن أَحُجَّ عنهُ فقال لها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: نعم). وأخيراً وجود الزوج أو المَحْرَم للمرأة، فلا يجب الحجّ ولا يجوز للمرأة إلّا بتوفُّر مَحْرَم لها، فإن أدّت الحجّ أو العُمرة دون مَحْرَم، صحّ ذلك منها، وسقطت عنها الفريضة، مع ترتُّب الإثم عليها؛ لمُخالفتها نصوص الشريعة التي تنهى عن سفر المرأة دون زوجٍ، أو مُحرمٍ؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ تُسافِرَ مَسِيرَةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ ليسَ معها حُرْمَةٌ).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مناسك الحج أحكام الحج شروط الحج حقيقة الحكم الحج لا یجب
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يفتتح» مؤتمر ومعرض الحج 2025»
البلاد – جدة
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة” مؤتمر ومعرض الحج 2025″ في نسخته الرابعة تحت شعار” طريق إلى النسك”، الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة، بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن- أحد برامج رؤية المملكة 2030.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر، تجول سموه في المعرض المقام، واطلع على أحدث التقنيات والخدمات التي تثري تجربة الحج، وتحسّن من الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وقد رحب سموه بالحضور في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، وقال: يشرفني أن أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- راعي مؤتمر ومعرض الحج والعمرة في نسخته الرابعة للعام 2025، وقد شرفني- أيده الله- لإلقاء كلمة مقامه الكريم في هذا المؤتمر:
” تفخر المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، بأن شرفها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية بقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، والسهر على أمنهم وسلامتهم، وتقديم كل ما من شأنه تيسير أدائهم للمناسك، وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم.
إن ما يشهده الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من مشروعات تطويرية، يأتي في إطار حرص المملكة على بذل جميع الجهود وتسخير الإمكانات لتحسين خدمات الحج والعمرة، كما أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 أولت خدمة ضيوف الرحمن اهتمامًا بالغًا منذ قدومهم حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين، وستواصل المملكة- بحول الله تعالى وتوفيقه- أداء هذه المهمة الجليلة، مستشعرة في ذلك عظم المسؤولية وشرف الخدمة، وختامًا نثمن لكم حضوركم ومشاركتكم، وندعو الله- عز وجل- أن يوفقنا في هذا المؤتمر لخدمة ضيوف الرحمن من جميع بقاع الأرض”.
وقد دشن الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز في مؤتمر ومعرض الحج 2025 خدمة” أجرة مكة”، وتعد أول ترخيص بنظام امتياز عقود التشغيل يصدر في مكة المكرمة، وأوّل مدينة في المملكة تعمل بهذا النظام. وسلّم معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر رخصة تشغيل” أجرة مكة” إلى الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، على منصة تدشين الخدمات في المؤتمر.