الجزيرة:
2024-09-30@17:35:05 GMT

سيما.. نموذج ذكاء اصطناعي يصل إلى ألعاب الفيديو

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

سيما.. نموذج ذكاء اصطناعي يصل إلى ألعاب الفيديو

الشخصيات في ألعاب الفيديو التي يتحكم فيها بواسطة الحاسوب ليست شيئا جديدا. فالشخصيات التي يتحكم بها الحاسوب هي من العناصر الأساسية في عالم الألعاب منذ فترة طويلة. ولكن اليوم ظهر نموذج مميز وجديد في مجال الألعاب ذات التحكم الذاتي بواسطة الحاسوب والذي سيغير عالم الألعاب.

سيما (SIMA) هو نموذج مطور في عالم ألعاب الفيديو والمعروف بالوكيل المتعدد المهام والقابل للتعلم والتوجيه والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي للقيام بأمور لم نعهدها في الألعاب المنتشرة في الوقت الحالي.

ما هو سيما؟

يصف مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي غوغل ديب مايند نموذج سيما بأنه "وكيل ذكاء اصطناعي"، والذي يختلف عن النماذج الأخرى مثل شات جي بي تي وجيميني، يُدرب وكلاء الذكاء الاصطناعي على مجموعة كبيرة من البيانات، كما يمكنهم معالجة البيانات واتخاذ الإجراءات بأنفسهم.

سيما سيكون قادر على أداء أنواع مختلفة من المهام، إنه كصديق افتراضي يمكنه فهم التعليمات واتباعها في جميع أنواع البيئات الافتراضية من استكشاف الزنزانات الغامضة إلى بناء القلاع الفخمة، يمكنه إتمام المهام أو حل التحديات المسندة إليه.

وعلى عكس الشخصيات غير القابلة للعب، فإن سيما الذي يتحكم فيه الذكاء الاصطناعي غير مبرمج في لعبة معينة للتصرف بطريقة ما أو الاستجابة لبعض الإجراءات التي يقدمها البشر. بل تُعرفه غوغل بأنه وكيل ذكاء اصطناعي عام للبيئات الافتراضية الثلاثية الأبعاد.

كيف يعمل؟

لا يمتلك سيما أي نوع من الوصول إلى خوارزميات اللعبة أو القواعد الداخلية، وبدلا من ذلك، يدرب ساعات عديدة من خلال مقاطع الفيديو التي تعرض أسلوب لعب اللاعبين العاديين. ومن هذه البيانات والشروح المقدمة، فهو يتعلم ربط تمثيلات مرئية معينة للقيام بالإجراءات والعمليات والتفاعلات. كما يتعلم من مقاطع فيديو للاعبين وهم يوجهون بعضهم البعض للقيام بأشياء خاصة في اللعبة.

على سبيل المثال، قد يتعلم الوكيل سيما من كيفية تحرك وحدات البيكسل في نمط معين على الشاشة أن هذا الإجراء يسمى "التحرك للأمام"، أو عندما تقترب الشخصية من شيء يشبه الباب ويستخدم شيئا يشبه مقبض الباب، فهذا يعني "فتح باب". أمور بسيطة مثل هذه، مهام أو أحداث تأخذ بضع ثوان ولكنها أكثر من مجرد الضغط على مفتاح أو تحديد شيء ما.

يلعب سيما جنبا إلى جنب مع اللاعبين فهو يتصرف على شاكلة اللاعب البشري من خلال اتباع أوامر لفظية، فهو مصمم ليكون مساعدا للاعب وليس خصما له.

تقول غوغل: "سيما ليس مدربا على الفوز في لعبة، بل هو مجهز للعمل جنبا إلى جنب مع اللاعب وتنفيذ الإجراءات بناء على تعليمات اللغة الطبيعية". كما أوضحت أن سيما يعمل كلاعب زميل يحاول إنجاز كل ما يطلبه منه اللاعب البشري.

وأضافت غوغل أن سيما يحتاج فقط إلى الصور التي توفرها البيئة ثلاثية الأبعاد وتعليمات اللغة التي يقدمها المستخدم. ومع إخراجات الفأرة ولوحة المفاتيح، يتم تقييمها عبر 600 مهارة، تشمل مجالات كالتنقل وتفاعل الكائنات وغيرها، فيفهم الجمل مثل "انعطف لليسار" أو "اقطع الشجرة" وينفذها.

محرك سيما اختبر على 9 ألعاب منها "نو مانز سكاي" ولعبة "إيكو" و "تيرداون" و "جوت سيميليتور" وغيرها (موقع غوغل ديب مايند) كيف يفهم سيما ألعاب الفيديو

وفق تقرير غوغل، فإن النموذج الذي تدرب على العديد من الألعاب كان أفضل من النموذج الذي تعلم كيفية اللعب في لعبة واحدة فقط. فقد تفوقت نماذج سيما التي تم تدريبها على مجموعة من الألعاب الثلاثية الأبعاد بشكل ملحوظ على جميع النماذج المتخصصة والتي تدربت على لعبة واحدة فقط.

وقعت هذه الاختبارات على 9 ألعاب منها "نو مانز سكاي" ولعبة "إيكو" و "تيرداون" و "جوت سيميليتور" وغيرها. ومن خلال التجارب على هذه الألعاب، فإن الوكيل الذي تدرب في كل الألعاب ما عدا واحدة كان بنفس الأداء الجيد في تلك اللعبة التي لم يتدرب عليها مسبقا.

وتبرز هذه التحديات على العمل في بيئات جديدة قدرة سيما على تعميم المهارات المكتسبة خارج نطاق التدريب. وتعتبر هذه نتيجة أولية واعدة، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حتى يتمكن هذا المساعد من تقديم أداء قريب من المستوى البشري في كل من الألعاب المرئية وغير المرئية.

ميزات سيما

يشتمل نموذج غوغل لألعاب الفيديو "سيما" على ميزات متطورة تمكنه من التفاعل ضمن بيئات محاكاة ثلاثية الأبعاد مختلفة. تعد هذه الميزات جزءا لا يتجزأ من تصميمه، مما يسمح له بفهم وتنفيذ تعليمات اللغة الطبيعية وتنفيذ العديد من الإجراءات. وأبرز هذه الميزات:

– نقل المعرفة إلى بيئة متعددة: من السمات الرئيسية لسيما أنه يستطيع استخدام المعرفة والمهارات التي اكتسبتها في بيئة ما لتحقيق أداء جيد في بيئة أخرى دون البدء من الصفر في كل مرة. تعد هذه القدرة على التنقل بين البيئات مهمة جدا لمرونة النموذج وكفاءته. فهذا يتيح له استخدام ما تعلمه في مجموعة واسعة من المواقف بدلا من موقف واحد فقط.

على سبيل المثال، إذا تعلم النموذج مفهوم "فتح الباب" في إحدى الألعاب، فيمكنه تطبيق هذه المعرفة عند مواجهة باب في لعبة أخرى غير ذات صلة. تعمل أنظمة الإدراك والعمل المتطورة للوكيل على تسهيل رسم خرائط المفاهيم المشتركة من خلال استخلاص أوجه التشابه الأساسية في التفاعلات عبر البيئات وتسريع تكيفها.

– يفهم تعليمات اللغة الطبيعية: صمم سيما لفهم مجموعة واسعة من التعليمات اللغوية، وتفسيرها في سياق بيئتها وأهدافها الحالية. يمتد هذا الفهم إلى الأوامر المعقدة وتسلسلات التعليمات، مما يمكّنه من الانخراط في التفاعلات المتطورة وإكمال المهام المعقدة وفقا لمدخلات اللغة الشبيهة بالإنسان.

– ينفذ أكثر من 600 إجراء: نظرا لتنوع بيئات التدريب وصعوبة المهام التي يمكنه التعامل معها، يمكن لنموذج سيما تنفيذ أكثر من 600 إجراء مختلف، وذلك بفضل مخزونه الكبير من الحركة، حيث يمكنه الاستجابة بشكل صحيح لمختلف المواقف والتعليمات.

سيما قادر على أداء أنواع مختلفة من المهام؛ فهو كصديق افتراضي يمكنه فهم التعليمات واتباعها في جميع أنواع البيئات الافتراضية (غيتي إيميجز) تحديات تطوير سيما

واجه فريق أبحاث ديب مايند العديد من المشكلات الصعبة عند تطوير سيما. تنشأ هذه المشاكل عند تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في بيئات ثلاثية الأبعاد مختلفة ومتغيرة، وسنذكر أبرز التحديات التي واجهها المطورون:

– بيئات الوقت الحقيقي غير مصممة لنماذج مثل سيما: تدرب سيما في بيئات الوقت الحقيقي التي تعتمد على الوقت الفعلي، خاصة ألعاب الفيديو التجارية، وهذه البيئات غير متوقعة بطبيعتها وليست مصممة لوكلاء الذكاء الاصطناعي مثل سيما. تصممت هذه البيئات للاعبين البشر وتحتوي على تفاصيل دقيقة وديناميات يمكن أن تكون تحديا للذكاء الاصطناعي للتنقل والفهم.

– معلومات محدودة: يعني تقييم أداء سيما دون وصول إلى واجهة برمجة التطبيقات أن الوكيل لا يمكن أن يعتمد على حالات بيئية صريحة أو آليات اللعبة الأساسية التي عادة ما تكون متاحة للمطورين. هذا القيد يستدعي الاعتماد على إشارات بصرية ونصية فقط، مما يعكس تجربة لعب الإنسان ولكن يثير تحديات كبيرة في تفسير البيئة بدقة وإعطاء رد مناسب.

– دقة التقدير: نقص الوصول المباشر إلى حالة البيئة يعقد عملية التقييم، مما يجعل من الصعب التأكد مما إذا كان الذكاء الاصطناعي قد فهم ونفذ مهمة معينة بنجاح، خاصة في حالات معقدة أو غامضة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الذکاء الاصطناعی ألعاب الفیدیو من خلال فی لعبة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله

ما إن أكد حزب الله مقتل زعيمه حسن نصر الله حتى ضجت الضاحية الجنوبية في بيروت بالصرخات المتألمة ورشقات الرصاص المليئة بالغضب. حالة الذهول لم تكن فقط في لبنان، بل أيضا في معظم البلدان المجاورة التي طالما شاهدت العدو الأبرز لإسرائيل وهو يخطب عبر الشاشة المتلفزة رمز الاحتياط الأمني الشديد.

شكّل مقتل الأمين العام لحزب الله صدمة لمؤيديه ومتابعيه وحتى المراقبين، نظرا لأنه اعتبر طوال الوقت "محصنا" ولا يمكن الوصول إليه أو المساس بأمنه قياسا إلى الحراسة الأمنية المشددة التي ترافقه وتحيط به.

ستبقى واقعة الاغتيال محل تساؤل كبير، وفي محاولة لفهم ما جرى تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وطرحنا مجموعة من الأسئلة على برنامج "شات جي بي تي" (chatgpt) لفهم كيف استطاعت إسرائيل اختراق الحزب وقتل حسن نصر الله، خصوصا أن الاغتيال جاء في غضون أسبوعين ناريين عمدت فيهما تل أبيب إلى هز الحزب بعنف عبر اختراق شبكات الاتصال لديه وقتل قادته العسكريين والميدانيين بشكل سريع ومتتابع.

تاليا الحوار مع "شات جي بي تي"، ونؤكد أن إجابات هذا التطبيق التقني تبقى نسبية وآلية اصطناعية، وهي تحتمل أن تحوي ما يسميها التقنيون "الهلوسات" التي تصدر أحيانا عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

كيف استطاعت إسرائيل اختراق حزب الله وقتل حسن نصر الله؟

إسرائيل استطاعت اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، بعد عملية استخباراتية معقدة وتنسيق عسكري متقدم. تفاصيل العملية لا تزال غير واضحة تمامًا، لكن هناك مؤشرات على أن الاختراق كان نتاجًا لعدة عوامل:
اختراق استخباراتي متقدم: وفقًا لعدة تقارير، يبدو أن إسرائيل قد طوّرت قدرة على اختراق الشبكات الأمنية لحزب الله. قد يكون هذا عبر استخدام أدوات استخباراتية متقدمة مثل التجسس الإلكتروني، أو حتى الحصول على معلومات من مصادر بشرية داخل الحزب. هذه القدرات مكّنت إسرائيل من تحديد مكان نصر الله بدقة، وهو أمر كان يعدّ صعبًا نظرا لاحتياطاته الأمنية العالية.

استخدام الطائرات المسيرة وتقنية المراقبة الجوية جزء من منظومة الاستخبارات الإسرائيلية (غيتي)

التكنولوجيا المتقدمة: الهجوم الذي استهدف نصر الله كان شديد الدقة، مما يدل على استخدام تكنولوجيا متطورة مثل الطائرات من دون طيار أو الصواريخ الموجهة بدقة. الهجمات على ضاحية بيروت الجنوبية أظهرت أن إسرائيل كانت قادرة على تنفيذ ضربات مركزة استهدفت مواقع محددة بدقة عالية، مما يدل على تخطيط محكم وتنفيذ تقني متطور​.

العمليات السيبرانية: بعض المحللين يشيرون إلى احتمال أن تكون إسرائيل قد نفذت هجمات سيبرانية على أنظمة الاتصالات داخل حزب الله، مما سمح لها بتحديد تحركات نصر الله والتوقيت المناسب للهجوم​.

هذه العوامل مجتمعة أدت إلى واحدة من أعقد العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، مما أحدث صدمة كبيرة في المنطقة وأثار ردود فعل واسعة، خصوصًا من إيران وحلفائها الذين اعتبروا هذا الاختراق تهديدًا كبيرًا لمستقبل المقاومة.

لنفرض أن جاسوسا زوّد إسرائيل بالمعلومات، فمن هو؟ وفي أي مستوى يجب أن يكون؟

إذا كان اغتيال حسن نصر الله ناتجًا عن معلومات زود بها جاسوس إسرائيل، فمن المرجح أن يكون هذا الشخص في مستوى قيادي أو قريب من الدائرة الضيقة التي تحيط بنصر الله. حزب الله يعتمد على هيكل أمني محكم للغاية، مما يعني أن الشخص الذي يوفر معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله يجب أن يكون في موقع قريب ومطلع على تفاصيل حياته اليومية.

هناك عدة احتمالات حول مستوى هذا الجاسوس:

المستوى الأمني: قد يكون الجاسوس أحد الأفراد في الدائرة الأمنية المحيطة بنصر الله. هذه الدائرة تتضمن أفرادًا مسؤولين عن تأمين تحركاته ومواقع إقامته. قد يكون الجاسوس مسؤولاً عن نقل المعلومات الحساسة المتعلقة بالتحركات أو اللقاءات الأمنية السرية.

المستوى السياسي: من الممكن أن يكون الجاسوس في مستوى سياسي كأحد القادة أو المستشارين داخل الحزب. هؤلاء الأفراد لديهم وصول إلى خطط الحزب الإستراتيجية وتحركات القادة.

المستوى الاستخباراتي أو اللوجستي: حزب الله يعتمد على جهاز استخبارات داخلي، وقد يكون الجاسوس جزءًا من هذا الجهاز، مما يتيح له الوصول إلى معلومات حساسة حول تحركات نصر الله والعمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل.

السيناريو الأكثر احتمالا هو أن الجاسوس يتمتع بمكانة كبيرة داخل الحزب، حيث تتطلب مثل هذه العمليات الثقة والقدرة على الوصول إلى معلومات عالية السرية، مثل توقيتات الاجتماعات أو الأماكن السرية التي يوجد فيها نصر الله.

اعتاد الأمين العام لحزب الله أن يخطب عبر الشاشة المتلفزة (غيتي) لنعد إلى فرضية الاختراق التقني والسيبراني، كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى مكان نصر الله وتحركاته من خلال التكنولوجيا؟

في حالة فرضية الاختراق التقني والسيبراني، يمكن لإسرائيل أن تصل إلى موقع حسن نصر الله وتحركاته عبر عدة وسائل تكنولوجية متقدمة، بالاعتماد على مجموعة من الأدوات الاستخباراتية التي تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

إليك بعض الطرق التي قد تكون استخدمتها إسرائيل في هذا السياق:

التنصت على الاتصالات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات تجسس سيبرانية متقدمة لاختراق أنظمة الاتصالات الخاصة بحزب الله. قد يشمل ذلك اعتراض المكالمات الهاتفية المشفرة أو التنصت على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها نصر الله أو حراسه.

برامج التجسس المتطورة مثل "بيغاسوس" (Pegasus)، التي طورتها شركات إسرائيلية مثل "مجموعة إن إس أو" (NSO Group)، تُعرف بقدرتها على اختراق الهواتف المحمولة وجمع بيانات دقيقة عن موقع الشخص وتحركاته.

الهجمات السيبرانية: من خلال اختراق أنظمة الحاسوب الخاصة بحزب الله، يمكن لإسرائيل الحصول على معلومات حساسة عن تحركات نصر الله، وتوقيتات اجتماعاته، أو حتى رسائل البريد الإلكتروني السرية التي يستخدمها الحزب لتنظيم أنشطته. هذا النوع من الاختراق قد يتم عبر استهداف البنية التحتية الرقمية لحزب الله أو أجهزته المركزية.

استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) وتقنية المراقبة الجوية: الطائرات الإسرائيلية من دون طيار تراقب المناطق التي يعتقد أن نصر الله يتحرك فيها، خصوصًا الضاحية الجنوبية من بيروت. الطائرات المسيرة يمكنها جمع معلومات استخباراتية حية وتحديد التحركات، وذلك باستخدام تقنيات مثل الكاميرات الحرارية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء، مما يتيح تتبع الأشخاص حتى في الليل أو في المناطق المغلقة.

تقنيات تحديد الموقع الجغرافي "جي بي إس" (GPS) عبر اختراق الأجهزة الشخصية: في حال استخدام نصر الله أو فريقه أجهزة محمولة أو تكنولوجيا تعتمد على "جي بي إس"، يمكن لإسرائيل استغلال ذلك لاختراق تلك الأجهزة وتحديد موقعه بدقة. حتى لو كانت تلك الأجهزة مؤمنة بشدة، يمكن للتقنيات الإسرائيلية المتقدمة تجاوز مستويات الحماية وجمع البيانات حول مواقع الأهداف.

استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات التي يتم جمعها من مختلف المصادر، مثل المكالمات، والاتصالات الإلكترونية، وتحركات المركبات. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكشف عن أنماط سلوك أو تحركات غير عادية تدل على وجود نصر الله في مكان معين.

الشبكات الاجتماعية وتحليل البيانات المفتوحة: رغم السرية التي يحيط بها حزب الله قيادته، قد تتمكن إسرائيل من تتبع معلومات حساسة عن طريق التحليل السيبراني للمصادر المفتوحة، بما في ذلك مراقبة الأشخاص المقربين من نصر الله أو المناطق التي يتردد عليها. استخدام البيانات المفتوحة يمكن أن يكشف أحيانًا عن معلومات حساسة بطريقة غير مباشرة.

عبر دمج هذه التقنيات، تستطيع إسرائيل تكوين صورة دقيقة عن تحركات نصر الله، مما مكنها من تنفيذ عملية استهداف دقيقة للغاية. عمليات مشابهة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة تعتبر محورًا في النزاعات الحديثة، خاصة ضد قادة ذوي حماية عالية مثل نصر الله.

حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفتها إسرائيل لاغتيال قيادات حزب الله (وكالة الأناضول) هل يمكن أن تكتفي إسرائيل فقط بالاختراق التقني والسيبراني لتنفيذ عملية اختراق الحزب وقتل نصر الله دون الحاجة إلى وجود جاسوس بشري؟

رغم أن الاختراقات التقنية والسيبرانية تعد أداة قوية وفعالة، فإنه من غير المرجح أن تعتمد إسرائيل بشكل كامل على هذه الوسائل دون وجود عنصر بشري (جاسوس) في تنفيذ عملية اغتيال حساسة ومعقدة مثل تلك التي تستهدف حسن نصر الله.

إليك الأسباب التي تجعل من الضروري دمج الاختراقات التقنية والسيبرانية مع العنصر البشري:

الدقة في تحديد الموقع والتحركات الفعلية: رغم أن إسرائيل قد تعتمد على تقنيات متطورة مثل التنصت على الهواتف، والطائرات من دون طيار، والأدوات السيبرانية، فإن هناك قيودًا على مدى دقة هذه الوسائل في بعض الأحيان. مثلاً، نصر الله يتخذ إجراءات أمنية صارمة لتجنب التعقب التكنولوجي، مثل عدم استخدام الهواتف أو التنقل في قوافل مزيفة. العنصر البشري يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في توفير معلومات دقيقة وفورية حول تحركات نصر الله، مثل التوقيتات والأماكن غير المتوقعة التي قد لا يمكن رصدها من خلال التكنولوجيا فقط.

الحصول على معلومات داخلية: حتى مع استخدام الاختراق السيبراني، تحتاج إسرائيل إلى معلومات داخلية حول نشاطات نصر الله، مثل جدول لقاءاته وأماكن وجوده الآمنة. هذه المعلومات قد لا تكون متاحة عبر الأجهزة الإلكترونية فقط، حيث قد يتم التواصل بطرق غير تقليدية. هنا يأتي دور الجواسيس الذين يستطيعون الوصول إلى هذه المعلومات من داخل حزب الله نفسه.

التكامل بين المصادر المختلفة: تعتمد العمليات الاستخباراتية الحديثة على تكامل المعلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك التقنيات السيبرانية والمصادر البشرية. على سبيل المثال، قد تحتاج إسرائيل إلى تأكيد المعلومات التي تم جمعها عبر تقنيات الاختراق باستخدام الجواسيس للتأكد من دقتها.

التكيف مع إجراءات الحماية: قادة مثل حسن نصر الله يتخذون إجراءات أمنية مشددة تهدف إلى منع الاختراق التقني، مثل استخدام طرق غير تقليدية للتنقل أو التواصل. وجود عنصر بشري (جاسوس) داخل التنظيم أو بالقرب منه يمكن أن يوفر معلومات حول كيفية تجاوزه لهذه الإجراءات، مما يزيد من فاعلية الضربات التقنية.

التخطيط والتنفيذ على الأرض: حتى في حال توفر جميع المعلومات التكنولوجية، تحتاج أي عملية اغتيال إلى التخطيط الدقيق والتنفيذ على الأرض، وقد يتطلب ذلك وجود مصادر بشرية لتنسيق التوقيت والمكان المناسبين للهجوم، بالإضافة إلى تجنب الكشف عن العملية في اللحظات الأخيرة.

الخلاصة: بينما يمكن للاختراقات التقنية والسيبرانية أن توفر معلومات قيمة حول تحركات نصر الله، فإن الاعتماد على عنصر بشري لا يزال ضروريًا لتوفير دقة ومرونة في المعلومات وضمان نجاح العملية. الجمع بين التقنيات المتطورة والجاسوسية البشرية هو ما يزيد من فرص نجاح العمليات المعقدة مثل اغتيال قادة محميين بشدة.

حفرة عميقة أحدثتها الطائرات الإسرائيلية في مكان اغتيال الأمين العام لحزب الله (مواقع التواصل) وضّح كيف أن استخدام البيانات المفتوحة يكشف المعلومات الحساسة؟

استخدام البيانات المفتوحة (Open Source Intelligence – OSINT) هو تقنية متقدمة تعتمد على جمع وتحليل المعلومات المتاحة بشكل علني من مصادر مثل الإنترنت، والشبكات الاجتماعية، والصحافة، والمنصات العامة. حتى في حالة الأفراد أو المنظمات ذات الحماية العالية مثل حزب الله، يمكن لاستخدام البيانات المفتوحة أن يكشف معلومات حساسة بشكل غير مباشر من خلال تتبع النشاطات الرقمية للأشخاص المحيطين أو الأحداث ذات الصلة. هنا توضيح لكيفية استخدام البيانات المفتوحة لكشف معلومات حساسة:

مراقبة الشبكات الاجتماعية حتى في حالة عدم وجود نصر الله أو القادة المستهدفين على الشبكات الاجتماعية بشكل مباشر، قد يستخدم مساعدوه أو أفراد من عائلته هذه المنصات. يمكن تحليل المنشورات والصور أو المواقع التي يزورونها للحصول على معلومات غير مباشرة عن أنشطته. على سبيل المثال، إذا نشر أحدهم صورة أو تعليقا حول حدث معين أو مكان ما، يمكن أن يكشف توقيت أو موقع تحركاته أو تحركات القادة المحيطين به.

مثال: إذا قام أحد أفراد حاشية نصر الله بنشر صورة أو مشاركة في منطقة معينة، يمكن للمخابرات الإسرائيلية ربط هذه المعلومات مع مواقع أخرى أو أحداث متزامنة لتحديد مكانه المحتمل.

تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي يتم مشاركتها على الإنترنت حتى من قبل أفراد عاديين، والتي قد تحتوي على "البيانات الوصفية" (metadata) مثل الموقع الجغرافي (Geo-Tagging) أو وقت التقاط الصورة. من خلال تحليل هذه البيانات، يمكن معرفة مكان وزمان الصورة، مما قد يسهل تتبع تحركات الهدف.

مثال: صورة لحدث أو لقاء، حتى لو لم يظهر فيها نصر الله، قد تكشف عن حضوره إذا تم تحليل تفاصيل الصورة مثل الخلفية أو الأشخاص الموجودين فيها.

الربط بين المعلومات المختلفة البيانات المفتوحة تشمل مصادر مثل الصحافة والمواقع الحكومية والتقارير والمدونات. من خلال الربط بين المعلومات المتاحة في أماكن متعددة، يمكن استخلاص معلومات حساسة حول التحركات والأنشطة. إذا نشرت صحيفة محلية خبرًا عن اجتماع غير معلن أو وجود أمني مكثف في منطقة معينة، يمكن استنتاج وجود قادة الحزب أو تجمعات مهمة.

مثال: تقرير إخباري عن حركة مرورية غير عادية أو إغلاق طرق في منطقة معينة قد يشير إلى وجود شخصية رفيعة المستوى مثل نصر الله في هذه المنطقة.

تحليل الحضور العام والنشاطات: رغم أن حزب الله يتخذ تدابير أمنية عالية، فإن النشاطات العامة كالمناسبات الدينية أو الاجتماعية قد تتضمن تحركات قيادية يمكن تتبعها. تحليل تواريخ وأماكن الأحداث العامة التي يحضرها مسؤولون مرتبطون بنصر الله قد يكشف عن وجودهم في منطقة محددة.

مثال: إذا تم رصد مسؤول كبير في حزب الله في حدث معين، وتم تحليل تواريخه ومواقع الأحداث السابقة، يمكن استنتاج أن نصر الله قد يكون قريبًا أو على تواصل مباشر معه.

تعليقات الجمهور والتسريبات غير المقصودة: أحيانًا يقوم أفراد الجمهور أو أشخاص أقل اطلاعًا بتسريب معلومات عن غير قصد على المنصات المفتوحة، مثل التعليقات على الأخبار أو الملاحظات العفوية على الشبكات الاجتماعية. هذه المعلومات قد تتضمن تفاصيل دقيقة يمكن استغلالها.

مثال: شخص يذكر في تعليق على خبر محلي أنه شاهد وجودًا أمنيا مكثفًا أو قافلة سيارات غير عادية، وهذا قد يشير إلى وجود شخصية مهمة في المكان.

التتبع الجغرافي والزمني: جمع بيانات عن التحركات السابقة للأهداف عبر المعلومات المتاحة في المصادر المفتوحة يمكن أن يساعد في التنبؤ بتحركاتهم المستقبلية. الأنماط الجغرافية والزمانية تكشف عن جدول أعمال أو خط سير معين.

مثال: إذا كان نصر الله أو حزبه قد أقاموا اجتماعات في تواريخ معينة في أماكن محددة سابقًا، قد يمكن استنتاج الأنماط المستقبلية.

الخلاصة: من خلال تحليل هذه البيانات وربطها ببعضها بعضا يمكن للمخابرات الإسرائيلية أو أي جهة أخرى جمع معلومات كافية لتحديد مكان وزمان وجود قادة مثل حسن نصر الله. استخدام البيانات المفتوحة يُعد جزءًا أساسيا من عمليات الاستخبارات الحديثة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والمعلومات المتاحة علنًا.

مقالات مشابهة

  • فيم يختلف نموذج أو 1 عن نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى؟
  • الذكاء الاصطناعي: هكذا اغتالت إسرائيل حسن نصر الله
  • غوغل تضيف ميزات جديدة لأداة الذكاء الاصطناعي نوتبوك إل.إم
  • وايدبوت تطلق AQL-7B نموذج لغوي عربي يعتمد على الذكاء الاصطناعي
  • منصة ذكاء اصطناعي جديدة تستخدم الذكريات لتقديم إجابات فيها نوع من الذكاء العاطفي
  • منصة ذكاء اصطناعي جديدة تستخدم الذكريات لتقديم إجابات أدق لأسئلة المستخدم
  • سامسونج تطلق أقوى حواسيب جالاكسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي (فيديو)
  • غوغل تعزز أدواتها للذكاء الاصطناعي بخصائص جديدة
  • أداة ذكاء اصطناعي تختصر 81 عامًا من العمل البوليسي إلى 30 ساعة فقط
  • الألعاب الإلكترونية في الإمارات..صناعة واعدة تستشرف العالمية