“تلقيح السحب” وعلاقته الجدلية بغزارة هطول الأمطار
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
#سواليف
تستخدم دول كثيرة حول العالم تقنية ” #تلقيح_السحب ” لتحفيز #هطول_الأمطار، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا، وكذلك الإمارات التي شهدت هطول كميات أمطار كبيرة خلال الأيام الماضية.
وقد يربط البعض بين التقنية المثيرة للجدل والفيضانات المفاجئة، إلا أن الخبراء يقولون إنه لا يوجد فعليا علاقة بين الحدثين.
ولكن تقنية “تلقيح السحب”، التي طُوّرت منذ أكثر من 80 عاما، لا تخلو من المخاطر المحتملة، وقد تؤدي إلى “تأثيرات كارثية” وفقا للخبراء.
مقالات ذات صلةما هو “تلقيح السحب”؟
اكتشف الباحثون العاملون في شركة “جنرال إلكتريك” تأثيرا غريبا عند إجراء تجارب حول كيفية تشكل السحب في المختبر. ووجدوا أنه عندما يصبح بخار الماء شديد البرودة، بين -10 درجة مئوية و-5 درجة مئوية، فإنه لن يشكل بالضرورة بلورات ثلجية.
ولكن، عندما أضاف الباحثون مسحوقا ناعما من “يوديد الفضة”(مادة كيميائية تستخدم في التصوير الفوتوغرافي)، اندهشوا بتجمد الماء على الفور.
ويرجع السبب إلى أن بخار الماء لا يمكنه تكوين بلورات بمفرده، بل يحتاج إلى شيء ما ليشكل “نواة” ليتكاثف حولها. وفي السحب الطبيعية، قد يتم توفير “نواة تكثيف السحب” هذه بواسطة البكتيريا أو جزيئات الغبار الصغيرة، لكن الباحثين وجدوا الآن طريقة لتكوينها بشكل صناعي.
وتعمل تقنية “تلقيح السحب” من خلال تطبيقها على السحب الطبيعية، حيث يتم حقن “يوديد الفضة” أو ملح الطعام في السحب، ما يتسبب في تكوين بلورات الجليد بسرعة، التي تتساقط في نهاية المطاف على شكل ثلج أو مطر تبعا للحالة الجوية.
وقال يوهان جاك، كبير خبراء الأرصاد الجوية في KISTERS: “يتم “تلقيح السحب” إما عن طريق إطلاق المواد الكيميائية من الأرض، أو حقنها مباشرة من الطائرات، أو إطلاقها في السحب باستخدام الصواريخ”.
أين تستخدم تقنية “تلقيح السحب”؟
استخدمت هذه التقنية في زهاء 50 دولة مختلفة، من بينها دولة الإمارات التي تدير برنامجا متطورا لتلقيح السحب منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث يتم تنفيذ نحو 1000 ساعة من مهمات “تلقيح السحب” سنويا.
ويوجد لدى الولايات المتحدة تاريخا طويل جدا من مهمات “تلقيح السحب”، بدءا من عام 1947 بعملية “سيروس”، حيث ألقى الجيش الأمريكي حوالي 90 كغ من الجليد الجاف في إعصار قبالة ساحل فلوريدا.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن المهمة كان لها أي تأثير، فقد هدد البعض برفع دعاوى قضائية ضد الدولة بعد أن غير الإعصار مساراته بشكل غير متوقع.
وفي عام 2018، أبرمت ولايات وايومنغ ويوتا وكولورادو اتفاقية لتقاسم التكاليف لتمويل مهام “تلقيح السحب”.
وفي أستراليا، بدأت تجارب “تلقيح السحب” في عام 1947، واستمرت حتى يومنا هذا.
وتعد الصين الداعم الأكثر إنتاجية لتكنولوجيا تعديل الطقس. ولسنوات عديدة، استخدم مكتب تعديل الطقس تقنية “تلقيح السحب” لإنهاء حالات الجفاف ومكافحة حرائق الغابات وتجنب هطول الأمطار أثناء العروض العسكرية.
ولا تستخدم هذه التقنية لزيادة هطول الأمطار فحسب، حيث تستخدم في دول، مثل إسبانيا وفرنسا وألمانيا بشكل أساسي لمنع هطول البَرَد.
لماذا “تلقيح السحب” مثير للجدل؟
قد لا يتفق الكثيرون مع تطبيق تقنية “تلقيح السحب”، بسبب القلق من الفيضانات المفاجئة.
ولكن الدكتورة فريدريك أوتو، الخبيرة البارزة في الطقس من جامعة إمبريال كوليدج لندن، قال موضحا: “لا يمكن لـ”تلقيح السحب” أن ينتج كميات غزيرة من الأمطار. التقنية تعدل سحابة موجودة فعلا، ولا يمكن تحويل سحابة ركامية صغيرة إلى عاصفة رعدية فقط من خلال تلقيح السحب”.
وأضافت أوتو أن القلق الأكبر يتمثل في أن “تلقيح السحب” يستخدم كبديل للعمل الفعال بشأن تغير المناخ، وهو السبب الحقيقي وراء زيادة هطول الأمطار.
وتابعت: “إن تلقيح السحب هو استراتيجية أخرى واضحة لتجنب المطالبات بوقف حرق الوقود الأحفوري. إذا استمر البشر في حرق النفط والغاز والفحم، فسيستمر تغير المناخ وهطول الأمطار بغزارة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف تلقيح السحب هطول الأمطار هطول الأمطار تلقیح السحب
إقرأ أيضاً:
موجة قطبية “قوية” مصحوبة بالأمطار والثلوج تبدأ الخميس
#سواليف
يتوقع أن تتأثر المملكة وحوض #شرق_المتوسط بموجة #قطبية جديدة وقوية تستمر لأيام طويلة، تؤدي لدرجات #حرارة منخفضة جدا ودون #الصفر_المئوي في الجبال والسهول، وكميات كبيرة من #الأمطار وتساقط #الثلوج في الجبال، وتتزامن مع #الرياح القوية.
هذه #الموجة_القطبية يتوقع أن تبدأ الخميس وتستمر “طويلا” بعدة ذروات متعاقبة، وتصنف “بالموجة القطبية القوية”، ونتيجة لتزامنها مع ظروف جوية حادة، يتوقع أن تؤثر كثيرا على البنى التحتية وستزيد الضغط على القطاع الكهربائي خلال فترة تأثيرها.
ونتيجة لتساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال الأيام الأخيرة وتوقعات بكميات كبيرة جدا خلال الموجة القطبية، يتوقع أن يرفع ذلك كثيرا من فرصة السيول وفيضان الأودية والسدود والضغط الكبير على البنى التحتية.
مقالات ذات صلة بالشماغ الأردني .. كتائب عز الدين القسام توجه رسالة شكر للأردن / فيديو 2025/02/15اضطرابات جوية من السبت وحتى الإثنين|
ويتوقع تأثر المملكة باضطرابات جوية من السبت وحتى الإثنين ينتج عنها تجدد الأمطار الرعدية والممزوجة مع زخات الثلج على قمم الجبال العالية شرق المملكة وذلك على فترات متباعدة.
وينصح بالانتباه من الأمطار خلال الفترة المقبلة، فالكميات الكبيرة الأخيرة عملت على تشبع التربة بالمياه، مما يؤدي لسهولة تشكل السيول والسيول المنقولة أو حصول الانهيارات الصخرية في سفوح المنحدرات، لذا ينصح دائما باتباع ارشادات الدفاع المدني والأمن العام.
الموجة القطبية “القوية” تبدأ الخميس|
وتبدأ الموجة القطبية القوية يوم الخميس وتستمر “طويلا” وتشتد خلال الأسبوع الأخير من الشهر، ويتوقع أن ينتج عنها كميات كبيرة من الأمطار وتساقط الثلوج على المناطق الجبلية.
هذه الموجة القطبية يتوقع أن تندفع من منطقة القطب الشمالي وعبر الأراضي السيبيرية ثم تركيا ووصولا إلى شرق البحر المتوسط، ويراقب مركز وسم الإقليمي احتمال مرتفع لاشتداد هذه الموجة القطبية خلال تأثيرها وسيتم إصدار التفاصيل تباعا.
ولا تظهر أي مؤشرات على أي فترة مستقرة متوقعة حتى بعد تأثير الموجة القطبية، حيث يحتمل استمرار تعاقب واستمرارية للحالات الجوية نحو المنطقة، وهناك احتمال مرتفع أن تحقق العديد من المناطق موسمها المطري كاملا وبشكل مبكر خلال تأثير الموجة القطبية القوية بسبب تزامنها مع كميات أمطار كبيرة جدا وتساقط للثلوج على الجبال.
اشتداد الظاهرة المناخية ” الانتقال الموسمي ” |
ويطلق على هذه الظاهرة “بالانتقال الموسمي” أو Seasonal Shifting وهي تعود إلى تغيرات مناخية تؤثر على المنطقة، تسببت في اشتداد هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة، حيث وجد أن مجموع أكثر من 75% من الأمطار خلال السنوات الأخيرة أصبح يتأخر إلى النصف الثاني من الموسم المطري مقارنة مع 46% قبل التغيرات المناخية.
وتسببت هذه الظاهرة أيضا إلى زيادة معدلات الأمطار وارتفاع معدل تطرف العواصف الشتوية أو الثلجية، وارتفاع فرصة تساقط كميات المطر الكبيرة جدا في فترات زمنية أقصر، وكانت هذه الظاهرة واضحة جدا في موسم 2022-2023 ، حيث تساقط ما يزيد عن 90% من الموسم المطري في بعض المناطق خلال النصف الثاني من ذلك الموسم واستمرت الأمطار حتى منتصف شهر 6 – يونيو- وسجلت زيادة موسمية بحدود 40-70% في معظم المناطق.
ولا تعاني الأردن خلال السنوات الأخيرة من أي نقص في كميات الأمطار، بل تغيرات في طبيعة المواسم المطرية واشتدادها وزيادة معدلات الأمطار إلى أكثر من 60%.