التغيير القادم في العراق ليس سياسياً ..بل يتعدى ذلك !
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :
نعم واكررها نعم .هناك تغيير سياسي قادم في العراق ومهما صنع الإسلام السياسي الراديكالي وعشاق السلطة والسلطة الدينية الداعمة لهم من مصدات وحيل وفتن وفوضى. وكذلك مهما اعطو من تنازلات لأمريكا والغرب والناتو فالتغيير قادم لا محال . والتغيير المرتقب ليس لسواد عيون العراقيين. بل أصبح التغيير ضرورة ومصلحة أميركية وبريطانية وغربية.
ثانيا :-
لقد اصبح العراق ساحة لحلف الناتو في الفترة الاخيرة سرا (وصمت مطبق من لجنتي الامن الدفاع والعلاقات الخارجية )وهو احدى التنازلات السرية والكارثية من قوى الاطار التنسيقي للولايات المتحدة من وراء ظهر الشعب .فالعراق اصبح ( ساحة لحلف الناتو ) فالعراق ذاهب ليكون اوكرانيا الثانية وهذه ورطة مستقبلية واحتلال جديد حيث زيادة قوات حلف الناتو في العراق بلعبة ( أميركية غربية قذرة ) وبعلم قوى عراقية مهيمنة على السلطة ومن خلال مسرحية عنوانها ( تعلن واشنطن تغيير الطابع العسكري في العراق وذلك لخداع الشعب العراقي. ومن تحت الطاولة امتلاء العراق بقوات حلف الناتو !) .. وهي حيلة باتت تمارس على الشعب العراقي. ولا تختلف عن حيلة الحكومة عندما اتت بالإماراتيين لمشروع ( التنمية العراقي ) واعطاء الإمارات تأهيل الموانىء العراقية والحقيقة هي واجهة إسرائيل في الصفقة . لا سيما وان الإمارات لا تجتمع ولا تثق بدولة قطر وبالعكس في اي مشروع وشراكة !. فالحكومة العراقية وجماعة التنسيقي يتعاملون مع الشعب العراقي على انه شعب جاهل ومعزول ولا يعرف الحقائق .وهذا غباء منهم وليس من الشعب ! ثالثا :-
فالإسلام السياسي الراديكالي باتَ منبوذاً في العراق والمنطقة. والأحزاب والحركات الإسلامية في العراق باتت تشكل عبء على العراق والعراقيين .وباتت تشكل عبء على المنطقة وحتى على الولايات المتحدة فأصبحت الأخيرة مضطرة لإنهاء شهر العسل معها والشروع باسقاط رموزها من خلال ( ملفات الفساد ، وملفات انتهاك حقوق الإنسان ، ملفات الفضائح وهواتف نساء السليكون وگحابشينستات ، وتمويل الارهاب ، وملفات المخدرات والجريمة المنظمة ، وتهريب الاموال وغسيلها … الخ ) . ولهذا سارع السيد مقتدى الصدر لتغيير اسم التيار الصدري إلى ( التيار الوطني الشيعي ) لكي لا يُشمل بالتغيير خصوصا وانه قد نبذهم جميعا وابتعد عنهم بوقت مبكر ولم يشاركهم وأطلق عليهم تسمية ( بني العباس) .وبالتالي ان انهيار منظومة الحكم في العراق والذي صنعته الثنائية الاستبدادية ( السياسية والدينية ) مسألة وقت ليس إلا وسوف يكون يوم انهيارها عيداً وطنيا ً !
الانهيار الديني !١- بعد الانهيار السياسي المرتقب للنظام السياسي الأعوج والمنحرف في العراق والذي أسسته القوى السياسية والقوى الدينية فلن يقتصر الانهيار والتغيير على السياسة والتيارات الإسلامية والسياسية الفاشلة والفاسدة فقط بل سوف يذهب إلى عناوين دينية مهمة سوف تجد نفسها امام المد الجماهيري التغييري الذي سئم من تدخل وهيمنة رجال الدين في صنع العراق وفي ادارة الدولة !
٢- ولهذا سيشمل التغيير المرجعيات والتيارات الدينية التي دعمت تأسيس هذا النظام الفاشل، ودعمت احزاب وحركات الفاسدين والمتاجرين بالدين، ودعمت قائمتي الخراب 555، 169 واللتان أساس النظام السياسي الفاشل . وبالتالي فالشعب العراقي وخصوصا ( الشباب والنخب والمعارضة ) لن تقبل بتغيير سياسي فقط بل ستطالب بتغيير في الرموز والعناوين الدينية وعلى الاقل من خلال مشروع ( تأميمها عراقيا ) وتخليصها من التبعية ومن الهيمنة على القرار السياسي في العراق . فالعراقيين يطلبون تلك المرجعيات الدينية ثأراً عندما دعمت المحتل واحتلال العراق ،ودعمت المشروع الطائفي، ودعمت القوى والأحزاب الفاسدة ، وسكتت عن مشروع تدمير العراق والمجتمع العراقي وسكتت عن تدمير جميع الميادين في العراق من الصحة والتعليم والزراعة والصناعة والكهرباء والخدمات ونشرت المخدرات والبطالة والجهل والخرافة وتدمير قيم المجتمع .. الخ
٣- لا تغيير حقيقي ولا خلاص حقيقي في العراق إذا لم يُحظر تقرّب رجال الدين ومرجعياتهم الدينية من السياسة ومن صنع القرار في العراق . يجب تطبيق حظر صارم ليكون هناك رجال دولة يأخذون على عاتقهم انتشال العراق واعادة الحياة إلى العراق وفي جميع الميادين وبعيدا عن تأثير رجال الدين ومرجعياتهم !
سمير عبيد
٢٩ نيسان ٢٠٢٤
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الشعب العراقی فی العراق
إقرأ أيضاً:
خبير مصرفي: الاقتصاد العراقي ضعيف بظل استمرار الاستيرادات
الاقتصاد نيوز - بغداد
اعتبر الخبير المصرفي، محمود داغر، اليوم الثلاثاء، الاقتصاد العراقي "ضعيفا" بظل استمرار الاستيرادات التي تبلغ قيمتها 75 مليار دولار سنويا.
وقال داغر، في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إنه "لاكثر من عقدين لم نستوعب لعبة الأمم، والدور الاقتصادي في تدعيم السيادة وما زال سياسيّو العراق غارقين بالسياسة والأيديولوجيا والدين المنفصل عن مضمونه الاقتصادي بل واصبح حديثهم غير واقعي". وأضاف، أن "العراق ضعيف اقتصاديا من حيث الادارة ويزداد ضعفا، فلا نستطيع الاستمرار لأسبوع دون استيرادات، ولا نقوى على ايقاف الدولار من حساباتنا لثلاث ايام"، مستردكا بالقول: "غادرنا الصناعة والزراعة والسياحة وانشغلنا بالتوظيف العام وتوليد جيل من البطالة المقنعة المغرقة بشهادات لا مضمون علمي لها". وتابع داغر، أن "الشعبوية أخذتنا إلى قرارات اقتصادية غاية في الإسراف الانفاقي بلا عائد ، حيث أصبح كل شيء مسخر للانتخاب والسلطة". وبين الخبير المصرفي: "نحن امام مرحلة جديدة لوابد من ان نقرر بها كيف نخلق قيمة مضافة وكيف نتخلص من موازنات تشغيلية عقيمة"، لافتا الى أن "حجم الاستيراد السنوي يبلغ 75 مليار دولار، والدين الخارجي 20 مليار دولار، اما الدين الداخلي فيبلغ 81 ترليون دينار". وأكد، ان "مساهمة نسبية للصناعة والزراعة بالناتج المحلي الاجمالي لا تتجاوز 8 % ، بالوقت الذي تتجاوز اعداد اللذين يتقاضون اجرا شهريا من موظفين ومتقاعدين ورعاية اجتماعية بلغ ٩ مليون فرد يستحقون 91 ترليون دينار سنويا" ختم حديثه متسائلا: "اي مرونة تركنا لإصلاح اقتصادي مطلوب؟".