بلاها فراخ.. من المستفيد من حملات مقاطعة الدواجن والأسماك في مصر؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
تشهد مصر في الآونة الأخيرة موجة من حملات مقاطعة الأسماك والدواجن، تحت شعارات مثل "خليها تعفن" و"بلاها فراخ". وتثير هذه الحملات تساؤلات حول تأثيرها على الأسعار، ومن يدعمها، ومن المستفيد منها، وإمكانات استمرارها.
وانتشرت حملة مقاطعة الأسماك، من محافظة بورسعيد، إحدى مدن القنال (خليج قناة السويس) وانتقلت إلى العديد من المحافظات، وفي الوقت نفسه تفاوتت درجة المقاطعة من كاملة إلى جزئية، كما تباينت درجة الانخفاضات في الأسعار.
وشهدت أسعار الأسماك ارتفاعا كبيرا على غرار اللحوم الحمراء والدواجن والبيض والألبان، ولم تعد بدائل غذائية أرخص سعرا بما فيها أسماك المزارع والمجمدة التي كانت عادة توفر وجبات أقل تكلفة للأسر المصرية طوال أيام السنة.
وتراوحت الزيادة في أسعار جميع أنواع السمك ما بين 30% و60% منذ نيسان/ أبريل الماضي متأثرة بارتفاع سعر الدولار والسولار وارتفاع تكاليف الصيد والتخزين والنقل والأيدي العاملة وزيادة الإقبال عليها بسبب غلاء البروتين.
من المسؤول عن زيادة الأسعار؟
دفع الريس متولي حمدان، بأحد موانئ السويس للصيد البحري، تهمة رفع الأسعار عن الصيادين، وقال لـ"عربي21": "مراكب صيد الأسماك في البحر غير مسؤولة عن ارتفاع الأسعار التي تشهدها الأسواق لأنها لا تملك تخزينها وتبيعها فور وصولها للموانئ".
ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "ارتفاع تكلفة عملية الصيد بعد زيادة أسعار السولار والنقل وما تبعها من تكاليف جعلت بعض المراكب لا تستطيع تغطية تكاليف الرحلة، وكل عمليات البيع تتم من خلال عطاءات على ظهر المركب، ولا دخل لأصحابها بها".
وأوضح حمدان أن "تأثير المقاطعة يضر بالتجار والبائعين الذين يقومون بشراء الأسماك وتوزيعها وبيعها في الأسواق للمواطنين".
وتساءل: "إذا قاطعنا الأسماك واللحوم وغيرها من اللحوم ماذا يأكل المواطنون.. هذه الحملات تضر التجار والمواطنين على حد سواء".
التأثير على الأسعار
على المدى القصير، قد تؤدي حملات المقاطعة إلى انخفاض أسعار الأسماك والدواجن، فمع تراجع الطلب، يضطر أصحاب المزارع والتجار والبائعين إلى خفض الأسعار لجذب المشترين؛ وذلك قد يُفيد المستهلكين على المدى القصير.
ومع ذلك، على المدى الطويل، قد تؤدي حملات المقاطعة إلى ارتفاع الأسعار، فمع انخفاض الإنتاج، يضطر أصحاب المزارع إلى رفع الأسعار لتعويض خسائرهم أو خروج بعضهم من السوق؛ وذلك قد يُضر بالمستهلكين على المدى الطويل.
في هذا السياق، يقول إسماعيل وشهرته "السماك" بسوق السمك في مدينة السويس: "هذه الحملة ضد الأشخاص الخطأ، نحن نقوم بشراء السمك إما بشكل مباشر من المراكب أو التجار لأننا لا نستطيع شراء كميات كبيرة من كل نوع حتى لا تفسد، والناس تفضل الأسماك الطازجة".
ويضيف لـ"عربي21": "بالتالي ليس من مصلحة التجار تخزين السمك في ثلاجات أو برادات كبيرة لأنها لن تكون طازجة، وسوف ينزل سعرها إلى النصف في حال أراد تخزينها، كما أن السوق عرض وطلب ومواسم صيد ومواسم ترقب".
وبشان تأثير المقاطعة على الأسعار، أوضح أن "الأسعار تراجعت في الأيام الأولى من المقاطعة ولكنها عادت للارتفاع لأنها لا تزال أرخص من اللحوم، إلى جانب أنها وجبات مفضلة لدى قطاع واسع وعريض وفي متناول الأيدي، وخلال الأيام الثلاثة للمقاطعة تراجع الإقبال ولكنه لم ينقطع و قمنا بتخزينه في ثلاجات السمك وتراجعت الأسعار بنسب طفيفة".
من يدعمها؟
تتنوع الجهات الداعمة لحملات مقاطعة الأسماك والدواجن، ويُشارك العديد من المواطنين في هذه الحملات تعبيرا عن غضبهم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تُواجهها مصر منذ أكثر من سنتين.
كما تستخدم بعض الجهات السياسية والإعلامية هذه الحملات كأداة للدفاع عن الحكومة وجهودها في خفض الأسعار وإعادة الانضباط إلى الأسواق، ومواجهة جشع التجار، وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في نشر هذه الحملات وتوسيع نطاقها.
من المستفيد منها؟
يُعد المستهلك هو المستفيد الأول من حملات مقاطعة الأسماك والدواجن على المدى القصير، حيث تؤدي إلى انخفاض الأسعار وذلك قد يُساعد في تخفيف الأعباء المالية على المواطنين، خاصة من محدودي الدخل.
لكن تحرص بعض الجهات السياسية والإعلامية المؤيدة للدولة في استغلال حملات المقاطعة وتأييدها من أجل خفض الأسعار وتقليل حدة الانتقاد الموجه إلى الدولة.
مقاطعة بعيدة عن أرض الواقع
وإذا كانت مقاطعة الأسماك وزيادة الإقبال على الدواجن أدت إلى ارتفاع أسعارها، قال رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، محمود العناني، إن "أسعار الدواجن البيضاء وبيض المائدة انخفضت بنحو 25% خلال الفترة الماضية، وهي أكثر من النسبة التي طلبتها الحكومة بسبب توافر الأعلاف بعد الإفراج الجمركي عن كميات كبيرة من الأعلاف من الموانئ".
وأكد لـ"عربي21": "أن هناك اتجاه نزولي في الأسعار لأن الخامات أصبحت متوفر وأسعارها انخفضت، واستطاعت الحكومة تدبير الدولار للمستوردين"، مشيرا إلى أن "سياسة المقاطعة لا تحل أزمات؛ لأن الأمر برمته هو عرض وطلب، فإذا قل العرض لن تنخفض الأسعار حتى لو أن هناك حملة مقاطعة والعكس صحيح".
وأعرب العناني عن شكوكه في قدرة المقاطعة على خفض الأسعار، وقال: "لا يمكن قياس تأثير المقاطعة على مستوى مدينة صغيرة مثل مدينة بورسعيد، ما يهمنا هو خفضها في جميع المدن، ولكن الأخذ بكلام وسائل التواصل الاجتماعي لا يعتد به، السوق على أرض الواقع هو من يقول كلمته".
بالمجمل، تثير حملات مقاطعة الأسماك والدواجن في مصر العديد من الأسئلة والتحديات، وتتطلب إدارة مناسبة وموازنة بين مصالح المستهلكين والقطاع الزراعي والاقتصادي لضمان تحقيق الفوائد المرجوة دون الإضرار بالاقتصاد والمزارعين المحليين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر مقاطعة الأسماك السويس مصر مقاطعة القاهرة السويس الأسماك المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الحملات خفض الأسعار على المدى
إقرأ أيضاً:
أسعار الأسماك في الشرقية.. غلاء الصافي وتباين أسعار الهامور والكنعد
تفاوتت أسعار الأسماك في أسواق الشرقية بين الأسماك المستوردة والأسماك المحلية البلدية، وتذبذبت أسعار سمك الهامور والكنعد جراء ذلك، وفي ذات الوقت حلقت أسعار سمك الصافي في العلالي بسبب قلة تواجده في السوق رغم أننا نعيش موسم سمك الصافي وورديته.
من جانبه أوضح بائع الأسماك عبدالله حسين المحيشي في سوق السمك المركزي بالقطيف، في هذه الأيام تتفاوت أسعار الأسماك، ويختلف السعر بين الأسماك المحلية والمستوردة، فيتعجب من السعر، والزبون قد لا يفرق حينما يشتري الأسماك، موضحًا يكون سعر الأسماك المستوردة أقل سعرًا من الأسماك المحلية الطازجة فيختلف السعر والجودة إن كانت محلية أو مستوردة.بائع الأسماك عبدالله المحيشيالمحيشي
أخبار متعلقة مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يحقق حلم عشريني في تطويل القامة 8 سم خلال 3 أشهرأمطار وصواعق رعدية.. الأرصاد يكشف عن تفاصيل طقس الشرقيةانخفاض سعر الهامور
وبيّن أن سمك الهامور انخفضت أسعاره وخاصة المستورد حيث يتراوح السعر بين 25 إلى 40 ريالًا للكيلو الواحد، أما سمك الهامور البلدي طبعا يكون سعره أعلى من المستورد، فتتراوح سعر سمك الهامور الكبير بين 40 ريال 50 ريالًا، ويكون سمك الهامور الصغير أغلى من الهامور الكبير، فالهامور الصغير يصل سعره 70 ريالًا.
وأكد المحيشي، على الرغم أننا نعيش وردية الصافي، إلا أن سعره مرتفع ومحلق في العلالي، حيث يبلغ السعر لوزن 2 كيلو وونصف أو 3 كيلوات بسعر 100 ريال، وسعر سمك الشعري والفسكر والعندق من 25 سنة 35 ريالًا، وسعر سمك الكنعد لا يزال سعره مرتفع وشحيح والطلب عليه مرتفع لذلك سعره أصبح مرتفع، فسعره بين 45 ريال إلى 75 ريالًا للكيلو الواحد فقط.
شح المعروض من "الصافي"
وأشار زائر السوق أيمن مكي الملاحي: "جئت إلى سوق السمك بالقطيف لشراء سمك الصافي، وجدت أن السوق تتواجد فيهأيمن الملاحي أحد المشترين بالسوقأيمن الملاحيكميات قليلة من سمك الصافي، يتواجد سمك الصافي البلدي، وللأسف كان سعره مرتفع للغاية، فقد اشتريت 2 كيلو ونصف الكيلو بسعر 100 ريال، وهذا سمك صافي محلي بلدي".
وأكمل: "نعيش موسم ووردية سمك الصافي ألا أن سعره مرتفع للغاية للأسف وعند جميع باعة السمك بالمفرق بسوق السمك بالقطيف".
وأكد الملاحي "أن سعره سمك الصافي لم ينخفض من بعد شهر رمضان المبارك وبقي مرتفع حتى هذا الوقت، فهذا أمر غريب".
ولفت الزبون وزائر سوق السمك المركزي بالقطيف فواز الخالدي: "جئت إلى سوق السمك لشراء سمك الصافي، ولكن للأسففواز الخالدي أحد المشترين بالسوقالخالديوجدت الأسعار مرتفعة جدًا، حيث يبلغ سعر 2 كيلو إلى 3 كيلوات بسعر 100 ريال، وهذا أمر غريب، ففي شهر رمضان المبارك كان أرخص حيث وصل سعر 4 كيلو و5 كيلو حتى 7 كيلو بسعر 100 ريال، أما اليوم مرتفع للغاية وقيل سوف يرتفع أكثر لندرة تواجده في السوق المركزي".
السمك المستورد
وأكد بائع الأسماك في السوق المركزي القطيف عبدالله محمد المحروس: "يتواجد جميع الأسماك في السوق ولكن هناك أسماك قليلة تواجدها، فلو أخذنا سمك السمان يبلغ سعره من 30 إلى 40 ريالاً، وسعر سمك الهامور البلدي في شهر رمضان من 35 إلى 45ريالًا، أما الآن الهامور البلدي من 50 إلى 55 ريالًا".بائع الأسماك عبدالله المحروسالمحروس
وأضاف: "يتواجد بديل الهامور وهو سمك الهامور المستورد الذي يأتي من دبي سعر الكيلو الواحد 35 ريالا، وكذلك سمك الكنعد المستورد القادم من دبي بسعر 35 ريالا، والبلدي بسعر 50 و55 ريالا، وسمك الشعري الوسط من 40 إلى 35 ريالا، وسمك الشعري البلدي الكبير من 20 إلى 25 ريالا، وسمك العندق مرتفع سعره فتواجد بكميات قليلة بين 35 و40 ريالا، وسمك الشخل بين 25 و30 ريالا للكيلو. وشعر الفسكر الكيلو 10 ريالات، وحتى 12 ريالا للكيلو".
وأوضح المحروس، إن أسعار سمك الصافي مرتفعة للغاية رغم أننا نعيش موسم سمك الصافي، والسبب أن تواجده في البحر في منطقة الأسياف ويمنع الصيد في هذه الأماكن لذلك قليل التواجد في الأسواق فارتفع سعره، فأصبح 2 كيلو ونصف، أو 3 كيلو بسعر 100 ريال، وسعر الصافي الذي تم اصطياده بالشباك هي الأفضل من صافي القراقير في الحودة .