????د. مزمل أبو القاسم: يسكتون عن البشر ويتباكون على البقر!
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
???? من المثير للسخرية، بل والتقزز أن تغض تنسيقية (تقدم) نظرها عن #الجرائم المروعة والانتهاكات التاريخية التي ارتكبها تتار العصر الحديث في كل الولايات التي دخلوها بسنابك خيولهم المجرمة، وفعلوا بأهلها ومؤسساتها الأفاعيل، لتتحدث عن قصف الجيش للإبل والبقر في دارفور!
???? دارفور التي أصدرت (تقدم) بياناً تستنكر فيه قتل بهائمها شهدت #جرائم_حرب مروعة وتطهيراً عرقياً غير مسبوق و #جرائم_ضد_الإنسانية، وارتُكبت فيها عشرات الآلاف من جرائم الاغتصاب و #العنف_الجنسي وسبي #النساء وبيعهن في سوق (خور جهنم) كالجواري والسبايا، بعد اغتصابهن وإذلالهن بمنتهى القسوة والخسة!
???? دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها شهدت قتل أكثر من خمسة عشر ألف مواطن بريء أعزل من أبناء قبيلة المساليت في #الجنينة وأردمتا وغالب مناطق ولاية غرب دارفور بمذابح مروعة، وثقتها منظمات دولية وإقليمية ووسائل إعلام عالمية، مثل وكالة رويترز للأنباء و #BBC البريطانية، و #CNN الأمريكية ولومند الفرنسية، علاوةً على تقارير أممية ودولية صدرت عن منظمة العفو الدولية، وقدم بها كريم خان (مدعي محكمة الجنايات الدولية) إحاطةً موسعة لمجلس الأمن الدولي، أزاح بها النقاب عن #جرائم_الجنجويد وتوعد فيها قادتهم بالملاحقة والمحاكمة، كما أثبتتها وزارة الخارجية الأمريكية والبرلمان الأوروبي على المليشيات.
???? في دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها أقدم أوغاد آل دقلو والمليشيات المتحالفة معهم على حرق مئات المدن والقرى وقتل أهلها وتشريدهم وتحويل مئات الآلاف منهم إلى لاجئين ونازحين ومشردين، كما شهدت نهب وتدمير كل مؤسسات الدولة وسرقة أموال وممتلكات المواطنين وقتلهم على أساس عرقي، بقسوة لم يشهد لها تاريخ السودان والمنطقة كلها مثيلاً!
???? في دارفور التي تستنكر (#تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها أقدم تتار الدعم السريع على إعدام الوالي المغدور خميس أبكر وحراسه ومرافقيه بمنتهى الوضاعة، ومثلوا بجثامينهم، ودهسوها بالسيارات، وعلقوها في الأشجار، قبل أن يجروها في الشوارع ويحرضوا نساءهم وأطفالهم المجردين من الإنسانية على التمثيل بها ورجمها بالحجارة، بمشهد تقشعر له الأبدان رعباً وتقززاً!
???? حدث ذلك لخميس أبكر رحمة الله عليه مع أنه كان حليفاً للجنجويد وجناحهم السياسي (الحرية والتغيير المجلس المركزي) بتوقيعه على الاتفاق الإطاري!
???? في #دارفور التي تستنكر (تقدم) اعتداء الجيش على بهائمها تم دفن الآلاف من أبناء قبيلة #المساليت أحياء، فلم يفتح الله على (#قحت) وتوابعها وإمعاتها ببيان استنكار أو كلمة رثاء أو عزاء لهم!
???? صمتوا عن قتل آلاف البشر، والآن يتباكون بدموع التماسيح على الإبل والبقر.. فأي خِسّة تلك وأي وضاعة وأي خيانة؟
???? من يزعمون أنهم يرفضون الحرب ويسعون إلى وقفها ويستهدفون بلابستها (كما يسمونهم) مارسوا صمت القبور على جريمة إمداد المليشيات بالأسلحة والعتاد الحربي بواسطة عدة دول، على رأسها الإمارات.. حيث لم ينبسوا ببنت شفة عن الجسر الجوي الضخم الذي يتم به نقل أحدث أنواع الأسلحة إلى الجنجويد عبر مطار مدينة أم جرس التشادية!
???? ألا يُعدُّ تزويد الجنجويد بالتاتشرات و #المُسيرات والمدافع الثنائية والرباعية المضادة للطائرات والمدافع الحديثة المضادة للدروع والعربات المدرعة (#صرصر) والصواريخ المضادة للطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الحديثة تسعيراً للحرب؟
???? ألا يتسبب ذلك في إطالة أمد الحرب وتضخيم خسائرها ومضاعفة أعداد ضحاياها.. فلماذا لا يتحدثون عنه؟
???? لماذا لا يهاجمون من يدعمون الجنجويد مثلما يهاجمون من يدعمون جيشهم ويدافعون عن بلادهم وأهلهم؟
???? هل قرأتم لهم أي بيان يستنكر تفويج الآلاف من المرتزقة الأجانب وإغراءهم بالمال وحشدهم من #تشاد و #ليبيا و #النيجر و #إفريقيا_الوسطى و #اليمن و #إثيوبيا و #جنوب_السودان وغيرها للقتال مع الجنجويد؟
???? ألا يعلمون بوجودهم وتورطهم في الحرب مع #الجنجويد؟
???? ألم يشاهدوا الفيديوهات التي وثق بها المرتزقة مشاركتهم في الحرب مع أوغاد آل دقلو، فما الذي يمنعهم من إدانتهم وإدانة من يحشدونهم لتسعير الحرب في #السودان؟
???? لماذا لا يطالبون بحظر طائرات الجسر الجوي الذي يتم به توريد أدوات قتل السودانيين عبر #مطار_أم_جرس التشادي.. مثلما يطالبون بحظر طيران #الجيش لمنعه من قصف الجنجويد ومرتزقتهم؟
???? هل سمعتم لهم كلمة انتقاد واحدة لتورط الإمارات وتشاد وليبيا (#حفتر) ودول أخرى في الحرب التي شنتها مليشيات آل دقلو على الشعب السوداني المنكوب؟
???? هل قرأتم أي بيان يستنكر تدخل تلك الدول في #الحرب؟
???? هل قرأتم لهم بياناً عن السجون السرية للمليشيات، بعد أن قدرت وكالة رويترز للأنباء عدد المحتجزين فيها بخمسة آلاف، من بينهم شيوخ ونساء وأطفال، وقدرت جهات أخرى عددهم بخمسين ألفاً، تم اختطافهم وتعذيبهم وحجزهم في ظروف اعتقال مهينة فلقي الآلاف منهم حتفهم!
???? لم ولن يفعلوا، لأن أفواههم القذرة ممتلئة بالمياه الآسنة، ولأن جيوبهم الواسعة تزخر بالمال الحرام ودولارات العمالة والخيانة بعد أن باعوا الوطن في أقذر وأحطّ أسواق النخاسة!
د. مزمل أبو القاسم
(صحيفة الكرامة)
الاثنين 29 أبريل 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الآلاف من
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م