الجزيرة:
2025-03-18@01:06:27 GMT

كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟

موسكو- عاد الحديث عن الأزمة الديموغرافية مجددًا إلى التداول على المستويات الرسمية والأكاديمية والشعبية في روسيا، وسط دعوات بضرورة الإسراع في اتخاذ إجراءات طارئة لمواجهة هذا التحدي الخطير والأزمة الممتدة لأكثر من قرن.

وتعرّف الأزمة الديموغرافية في روسيا بأنها "الانخفاض في تكاثر السكان وما يترتب عليه من عواقب متوقعة" وتتمحور ملامحها الرئيسية حول الحجم الكبير للانخفاض السكاني نتيجة ارتفاع عدد الوفيات وانخفاض معدل المواليد، وانتشار ظاهرة أسرة الطفل الواحد التي تمنع تكاثر السكان.

وبمقدار التباعد الروسي عن مبادئ الليبرالية الغربية، تعالت الأصوات لجهة إيجاد حلول "محلية" للوضع الصعب فيما يتعلق بمعدل الولادات، ووضع إستراتيجية "روسية خالصة" لكن الصوت الطاغي في البلاد يطالب باستخدام التوجهات الغربية كأساس للسياسة الديموغرافية.

أرقام تحذيرية

وفقًا لهيئة الإحصاءات الروسية، بلغ عدد سكان روسيا اعتبارًا من بداية العام الجاري نحو 146.15 مليونًا، في حين بلغ الرقم 146.44 مطلع يناير/كانون الثاني 2023.

وكانت روسيا قد فقدت عام 2022 وحده نحو 600 ألف شخص، وفي ذروة وباء كورونا فقدت أيضا أكثر من مليون نسمة، ويحذر خبراء من أنه في حال لم يتم اتخاذ تدابير فعالة لزيادة معدل المواليد، فمن المتوقع أن ينخفض ​سكان البلاد بحلول عام 2035 بمقدار 8 ملايين شخص آخر.

وبحسب توقعات الأمم المتحدة، إذا استمرت هذه الوتيرة على حالها، سينخفض ​​عدد الروس إلى 112.2 مليون شخص بحلول عام 2100. أما السلطات فترجح أن يستمر عدد الولادات في الانخفاض الفترة ما بين عامي 2023 و2026، بينما يرى مختصون إن هذه الأرقام تمثل صدى للفجوة الديموغرافية التي حدثت في التسعينيات.

وتشير حسابات هيئة الاحصاءات الروسية أنه بحلول الأول من يناير/كانون ثاني 2046 سيبلغ عدد السكان 138.8 مليون نسمة، وسيقل إجمالي انخفاضها السنوي بأكثر من النصف، أي من حوالي 370 ألف شخص عام 2023 إلى نحو 180 ألفًا عام 2045، كما تقدر الهيئة أن معدل المواليد سينخفض ​​من عام 2023 إلى 2027، لكنه سيبدأ في الزيادة اعتبارًا من 2028.

تكريس القيم الأسرية وتحسين الظروف الاقتصادية يحل المشكلة السكانية وفق محللين (شترستوك) حلول هجينة

ووفقًا لما يقوله الباحث في الدراسات الاجتماعية فلاديمير كوشول، يجب على الدولة وبشكل عاجل زيادة معدل المواليد بين السكان الأصليين، ووقف تدفقهم إلى الخارج، وتشكيل رؤية مشتركة للمستقبل لكل من السكان الأساسيين والمهاجرين.

ويقول للجزيرة نت إنه يمكن مضاعفة معدل المواليد من خلال الجمع بين الدعم المالي وتوجيه الأسر الشابة نحو قيم إنجاب الأطفال، مذكرا بضرورة الاهتمام بتكريس القيم الأسرية وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وصياغة فكرة وطنية موحدة تعيد توجيه الأسر الشابة نحو إنجاب الأطفال وتحفيزها بامتيازات اقتصادية، كالمساعدة في حل قضايا الإسكان وزيادة المدفوعات لكل طفل لاحق.

ويعتبر الباحث أن الحفاظ على نفس المستوى السكاني الموجود حاليًا يتطلب الوصول لمعدل خصوبة إجمالي يبلغ حوالي 2.1 مولود لكل امرأة، لكنه يوضح أن معدل المواليد حاليا لا يصل إلى هذا المستوى.

وتعترف إيلينا خيفيتس، نائبة رئيس قسم الاقتصاد والتنمية الاجتماعية في "مركز البحوث الإستراتيجية"، بوجود انخفاض في عدد السكان مع انخفاض معتدل نسبيًا في معدل المواليد. ووفقا لها، فإن التدابير المقترحة -وخاصة للعائلات الكبيرة- تأتي في الوقت المناسب، ومن شأنها مواجهة التحديات الديموغرافية.

وترى أن التركيز على هذه الفئة خطوة في الاتجاه الصحيح، لأن "خطر الفقر بالنسبة للأسر التي لديها أطفال يتجاوز بشكل كبير خطر تلك التي ليس لديها أطفال، وأكثر من 90% من إجمالي السكان الفقراء يعيشون مع أطفال قاصرين".

خلال الفترة بين 2007 و2016 زادت نسبة إنجاب الطفل الثاني والأول بسبب التسهيلات الحكومية (شترستوك) العودة إلى القيم

من جانبه يرى الخبير في قضايا الديموغرافيا ألكسي شيرباكوف أهمية استعادة مؤسسة الأسرة، مشيرًا إلى أن الأزواج الشباب يتمتعون بمستوى عالٍ من الحافز لإنجاب الأطفال بالسنوات الأولى من الزواج، لكن خلال هذه الفترة نفسها غالبًا ما يواجهون الاختيار بين المهنة والدخل من ناحية، والرغبة في إنجاب الأطفال من ناحية أخرى.

وفي الوقت نفسه، يعتبر هذا الخبير أن السلوك الزوجي والإنجابي يعتمد على عدة عوامل، كالتوجه القيمي نحو الأسرة وإنجاب الأطفال، وصحة الوالدين، والظروف الاجتماعية والاقتصادية.

ويوضح أنه مع وجود سياسة ديموغرافية مختصة يصبح من الممكن "إعادة إنتاج السكان" أي الحفاظ على حجمهم الحالي، لأن ضمان التكاثر البسيط للسكان لا يمكن تحقيقه إلا مع زيادة كبيرة في عدد الأسر الكبيرة، حسب قوله.

ويشير في حديثه إلى الأسباب الأكثر شيوعا لرفض إنجاب الأطفال في الأسر الكبيرة، كالمعيشة الضيقة وانخفاض الدخل، وزيادة التكاليف عند اتخاذ قرار بإنجاب كل طفل لاحق.

ويوضح الخبير أنه في الفترة ما بين عامي 2007 و2016 تم تعديل "رأسمال الأمومة" في حال إنجاب طفلين أو أكثر، مع وضع تسهيلات لمعالجة مشكلة السكن، حيث حدثت زيادة كبيرة خلال هذه الفترة في حالات ولادة الطفل الثاني والأول.

ويسمّى "رأسمال الأمومة" أحيانًا "رأسمال الأسرة" وهو مقياس دعم الدولة للعائلات التي تربي أطفالا. ويقدم هذا الدعم عند ولادة أو تبني طفل يحمل الجنسية الروسية، وهو برنامج حكومي تم إطلاقه عام 2007 لزيادة معدل المواليد.

ويذكر الخبير ألكسي شيرباكوف أنه -عام 2019- تم اعتماد قانون لدعم الدولة للأسر في سداد التزامات الرهن العقاري، الأمر الذي كان له تأثير جيد على ولادة الطفل الثالث.

لكنه يشير إلى أن دعم الدولة بشكله الحالي ينتهي تأثيره عند الطفل الثالث، ومن الواضح أن الدعم غير كافٍ لولادة الطفل الرابع وما بعده، وهو دعم شبه غائب تقريبًا في كثير من الأقاليم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات معدل الموالید إنجاب الأطفال

إقرأ أيضاً:

انتظار يائس للطعام أمام الجمعيات الخيرية في غزة.. الحصار الإسرائيلي يفاقم معاناة السكان

وسط حصار خانق يدخل أسبوعه الثاني، يكافح الفلسطينيون في قطاع غزة من أجل البقاء، بينما تتحول أبسط احتياجات الحياة إلى معركة يومية.

اعلان

في ظل نفاد المؤن وتصاعد حدة الجوع، يجد الأهالي أنفسهم أمام خيارات قاسية، حيث لم يعد تأمين لقمة العيش لأطفالهم أمراً بديهياً، بل تحول إلى صراع يومي ضد واقع يزداد قسوة.

وتحت وطأة الحصار، تمتد طوابير طويلة أمام الجمعيات الخيرية، في مشهد يجسد معاناة شعب بأكمله يبحث عن بصيص أمل وسط الركام والجوع.

وفي هذا السياق، أطلقت إحدى الجمعيات الخيرية في شمال غزة مبادرة لتوزيع وجبات ساخنة خلال شهر رمضان، في محاولة لتخفيف معاناة الأسر التي تواجه نقصا حادا في الغذاء والمياه.

وقال حسن رضوان، أحد سكان مخيم جباليا للاجئين، إن السكان يعيشون في ظروف قاسية. وأضاف: "نعاني من نقص في المياه، ونقص في الغذاء، ونقص في كل شيء. اضطررنا للجوء إلى الجمعية الخيرية بسبب ندرة المواد الأساسية".

وأدت الحرب الدامية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة والتي استمرت لأكثر من 15 شهرا إلى جعل غالبية سكان غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الدولية. 

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني حيز التنفيذ، دخلت حوالي 600 شاحنة محملة بالمساعدات يوميًا إلى القطاع، قبل أن يأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوعين بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة.

Relatedحماس: "إسرائيل تستخدم الحصار الإنساني على غزة كسلاح" ومنظمة أطباء بلا حدود تصفه بـ"العقاب الجماعي"رغم الصعوبات وانقطاع الكهرباء.. أطفال غزة يطلبون العلم ولو في مدارس مدمّرةالمفوض العام للأونروا: إسرائيل تستخدم قطع المساعدات الإنسانية عن غزة كـ"سلاح"

 ومع ذلك، أعربت منظمات الإغاثة عن قلقها من أن المكاسب التي تحققت خلال وقف إطلاق النار، الذي استمر ستة أسابيع، قد تتبخر مع استمرار الحصار وتقييد تدفق المساعدات.

ومن جانبها، وصفت نورا مليحة، فلسطينية من جباليا، الوضع بأنه "معاناة قاسية للغاية"، قائلة: "لا يوجد عمل، ولا سكن ولا رعاية، ولا طعام، ولا متطلبات الحياة. حتى أبسط الأشياء كالخضراوات والفواكه لم تعد متوفرة".

وانتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قبل أسبوعين، لكن وقف القتال لا يزال صامدا، وإن كان هشا. 

وقد شهدت المرحلة الأولى إطلاق سراح 25 رهينة على قيد الحياة ورفات ثمانية آخرين، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني. كما انسحبت القوات الإسرائيلية إلى مناطق عازلة داخل غزة، وعاد مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مسيرة عيد المساخر في القدس: احتفال ممزوج بالدعوات للتضامن مع الرهائن في غزة أرقام صادمة.. 30 ألف يتيم على الأقل في غزة فأي مصير ينتظر هؤلاء؟ خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام "العنف الجنسي والمنهجي" في غزة صوم شهر رمضانحركة حماسغزةمجاعةإسرائيلالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext ردًا على ضربات ترامب.. الحوثيون يستهدفون حاملة الطائرات "هاري ترومان" للمرة الثانية خلال 24 ساعة يعرض الآنNext من درعا "مهد الثورة السورية".. أهالي المفقودين يطالبون بالكشف عن مصير ذويهم وتحقيق العدالة يعرض الآنNext الفاتيكان ينشر أول صورة للبابا فرنسيس أثناء فترة علاجه في المستشفى يعرض الآنNext رئيس الوزراء الإسباني: على أوروبا زيادة إنفاقها الدفاعي لحماية نفسها يعرض الآنNext ويتكوف يهدّد حماس: استخلصوا العبر مما فعلناه بالحوثيين أمس واتّخذوا قرارًا أكثر عقلانية اعلانالاكثر قراءة بعد معارك عنيفة.. أوكرانيا تؤكد انسحاب قواتها من سودجا الروسية مركبة سبيس إكس تصل محطة الفضاء الدولية وعلى متنها 4 رواد فضاء سيحلون محل الرائديْن العالقين منذ أشهر وزير الداخلية الفرنسي يلوّح بالاستقالة إذا تراجعت باريس عن موقفها بشأن المهاجرين الجزائريين مقدونيا الشمالية: حريق مروع في ملهى ليلي بكوتشاني يودي بحياة 59 شخصاً بعد خسارة بلدة سودجا.. لم تعد أوكرانيا تسيطر إلا على 10% من الأراضي الروسية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبالحوثيونقطاع غزةسوريافلاديمير بوتينالصحةاليمنبنيامين نتنياهوضحاياإيرانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • إزعاج السكان.. قرار عاجل من النيابة بشأن قائد سيارة في الرحاب
  • اليابان تشجع السكان على مغادرة العاصمة طوكيو والرحيل إلى الريف
  • انتظار يائس للطعام أمام الجمعيات الخيرية في غزة.. الحصار الإسرائيلي يفاقم معاناة السكان
  • حواجز وبوابات الاحتلال بالضفة تمنع حركة السكان وتقطعهم عن التعليم والصحة
  • استقرار التضخم عند 2 %
  • بلدية غزة: المدينة تواجه أزمة “عطش شديد” بسبب قطع إمدادات الطاقة والمياه
  • حسام موافي يكشف أسباب الإسهال المزمن
  • احتفالًا باليوم العالمي للكلى.. الصحة تضيء مبانيها باللونين الأزرق والأحمر.. أطباء يوضحون آليات عمل المرض المزمن ويحذرون من تناول أدويته دون روشتة
  • برنامج الأغذية العالمي: غلق المعابر يفاقم من النقص الحاد للطعام بغزة
  • انتقادات لـمشاريع السوداني في سنجار: لا تعالج الضرر والأفضل تعويض السكان