الثورة نت:
2024-11-22@15:55:10 GMT

تشكُّل الدول بين إرادة الشعوب وأمزجة الحكام

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

في لقاء مع قناة أثير المغاربية قالت الباحثة والكاتبة والمؤرخة الأكاديمية في تاريخ إسبانيا والأندلس: – أديبة روميرو سانشيز- المولودة في غرناطة عام 1984 والتي هاجرت مع والديها إلى مكة وهي في سن الخامسة وأقاموا بها عشر سنوات واستخدمت كما قالت ثلاثة أسماء هي: (آدا) اسمها الإسباني الأصلي، وفي مكة درست في المدرسة الابتدائية والإعدادية للبنات وكانوا يدعونها (عايدة) أما في البيت فإسمها (أديبة).


وذكرت أن إسبانيا بنيت على إبادة شعبها مؤكدة انحدارها من عائلة إسبانية الأصل مسلمة الديانة ، وأنها من العائلات المورسكية المسلمة من قرية شرق إسبانيا وأن السلطات الأسبانية حاولت بقوة بناء تاريخ إسبانيا الحديث على التزوير وإكراه المسلمين على اعتناق الديانة المسيحية بحجة أنهم من الغزاة العرب والمسلمين، وهذا السلوك كما يبدو بُني على ما ترسب في الوعي الجمعي المسيحي ناتج عن ممارسات بحق أجدادهم ، وهذه مسألة تاريخية قامت على روايات متضاربة بحاجة إلى تحري مصداقيتها لأن التاريخ لكي يكون علماً يستحق الاحترام لا بد أن يُبنى على أسس وقواعد علمية موثقة ومصادر موثوقة لأن محاولة تزوير التاريخ يبدو عملاً ممنهجاً تمارسه سلطات استولت على الحكم بالقوة في العديد من البلدان وحولت الحكم إلى استعباد للشعوب بدعاوى مختلفة .
كان لإقامة أديبة بمكة ثم عودتها إلى إسبانيا أثر واضح على شخصيتها فتكونت لديها انطباعات قوية عن أهم مناطق الشرق العربي والإسلامي وعن إسبانيا والثقافة الغربية والعلاقة بين الثقافتين ، ساعدها إتقان اللغة الإسبانية والانجليزية والفرنسية إلى جانب اللغة العربية بطلاقة وهذه الميزة بالإضافة إلى لون بشرتها وشعرها الأسود وأسلوب حديثها تجعلك غير قادر على التصديق بأنها إسبانية ، وأظهرت في اللقاء درجة من الحياد في بحث قضية من أكثر القضايا أهمية في تأريخ البلدان والشعوب التي تلاقت وتلاقحت وتحاورت أعراقها وحضاراتها وثقافاتها تارة بالحوار السلمي وأخرى بالمغالبة واستخدام العنف ، وفي اعتقادي أن(اسبانيا) هذا البلد الجميل والعريق الذي عُرف عند العرب والمسلمين في القرن الثامن الميلادي بالأندلس حين ظهر الاسم منقوشاً على عملة الحكام الأمويين في شبه جزيرة (أيبيريا) حوالي عام 715م، وبحكم موقعها الحساس كانت وما تزال من البلدان التي أثرت فيها عوامل الشد والجذب وتنازعتها أسماء لدول مختلفة ، ومن أكثرها تعرضاً للحروب والنزاعات والتطهير العرقي المتبادل الذي تحتاج دراسته إلى موضوعية وحياد هدفهما استئصال ثقافة الكراهية المتوارثة والتسلط .
بعد عودة أديبة إلى اسبانيا وإكمال دراستها الثانوية التحقت بجامعة غرناطة قسم الدراسات الشرقية وفقه اللغة العربية وحصلت على الماجستير في الثقافتين العربية والعبرية ودرست تاريخ الأندلس وإسبانيا المعاصرة والعالم العربي في 2019 وسجلت لدراسة الدكتوراة في اللغة والنصوص والسياقات في جامعة غرناطة عام 2003، وعملت كذلك في مسح مجموعات المخطوطات المختلفة مثل (fondo Kati) في تمبكتو، ولها مشاركات في العديد من الكتب والدراسات والمقالات للمجلس الوطني للبحوث الإسبانية ، وعبرت عن تفاؤلها ببدء تحول أكيد في السياسة الإسبانية يتسم بالتسامح الديني الذي يؤدي إلى إنهاء حالة التعصب والكراهية .
وأوردت واقعة لطيفة في أول محاضرة لها في جامعة غرناطة المعروفة بعراقتها على مستوى الجامعات العالمية، قالت: إن المحاضرة كانت لأستاذ اللغة العربية المستشرق مانويل سيمون الذي كان يتحدث بعدائية تحريضية واضحة ضد العرب والمسلمين مستنكراً كيف قفزوا بتلك السرعة من صحراء جزيرة العرب البدوية حسب قوله ليحتلوا إسبانيا ، وأن طردهم كان ضرورة لتصحيح التاريخ معبراً عن فخره بأنه حفيد من طردوا المسلمين والعرب الذين استمر احتلالهم لإسبانيا ثمانمائة عام ثم قال: هيا من يقرأ القرآن ، وأشار إلى أديبة فقلت له هل تريد مني أن أقرأ أم أرتل؟ فاستغرب وقال: ترتلين هيا رتلي، ففتحت المصحف ورتلت آية (الله نور السماوات والأرض) كاملة ، وبعد أن أكملت التلاوة نظر إليها وسألها : من أنتِ ؟! فقالت له: أنا أديبة حفيدة من لم يطردهم أجدادك !؛ عاشت أديبة حياة اجتماعية وفكرية تعكس حالة من التضارب بين الهُويتين الوطنية الجامعة، والدينية التي يُفترض قيامها في الدول الحديثة على حرية العقيدة كحق لكل مواطن وما يجمع الهُويتين هوعدم جواز فرضهما أو سحبهما بالقوة بعد انتهاء هيمنة الحكم المستبد ولو نظرياً وبروز الدولة الحديثة (دولة المواطنة المتساوية) التي تقوم على العقد الاجتماعي بين الشعوب والحكام والتي لا بد أن تتطور وتعم العالم ولكي يعم السلام في العالم لا بد من رفض حكم الفرد وإدانة تكوين الدول بالاعتماد على سفك الدماء ولم يعد لمقولة : (الناس على دين ملوكهم) التي تجسد عبودية الشعوب للحكام في العالم أي شرعية أو مشروعية .
من دم الشعب تزهر الأرض
والشمس تشرق من راحتيه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"أبوظبي للغة العربية" يدعم ناشرات إماراتيات في "العين للكتاب"

يدعم مهرجان العين للكتاب مساهمة المرأة الإماراتية في صناعة النشر، عبر مبادرة "الناشرات الإماراتيات"، التي استقطبت نحو 20 ناشرة تميزت إصداراتهن بالإبداع والتنوّع.

ويستضيف المهرجان هذا العام 4 دور نشر إماراتية نسائية الإدارة تشارك للمرة الأولى، فاتحاً المجال أمام عشّاق القراءة للاطلاع على تجاربها النوعية الرائدة، وما تقدمه من إصدارات في مجالات ثقافية، وفكرية مختلفة.
ومن دور النشر هذه دار "عالمكم للنشر والتوزيع"، لمؤسِستِها حمدة البلوشي، التي عبّرت عن اعتزازها بالمشاركة، خاصة أنها ابنة مدينة العين، مؤكدة أن المهرجان، وبعد 15 عاماً من العطاء والإبداع رسّخ مكانته منبراً مهماً تجاوز حضوره مفهوم بيع الكتب، وأصبح فضاءً نابضاً يدعم الإبداع المحلي.
وأوضحت إن الدار تقدم قصصاً مبتكرة للأطفال تُشجعهم على القراءة بالعربية، ما يسهم في ترسيخ حب اللغة الأم، وربطها بالمناهج التعليمية، وصولاً إلى تعزيز الهوية الثقافية للأجيال القادمة.
وتشارك "آرام للنشر" للمرة الأولى في المهرجان؛ حيث أكدت مديرتها مريم القاسمي أنها نقلة نوعية في مسيرة الدار، موضحة أن "آرام" تركز على تقديم إصدارات ثنائية اللغة للأطفال، تعزز فهمهم للغات المختلفة، وتفتح لهم آفاقاً جديدة نحو المعرفة.
وذكرت إن المهرجان فرصة مثالية للتفاعل مع القراء من مختلف الأعمار، ومنصة مهمّة لدعم مواهب أدب الطفل محلياً، مؤكدة التزام الدار بتقديم محتوى ثقافي متنوع ومُلهم.

وذكرت الدكتورة فاطمة بنعمر، صاحبة دار المسار لنشر الكتب، أن مهرجان العين للكتاب يشكل جسراً ثقافياً يربط بين الكُتّاب والقُرّاء، موضحة أن الدار تسعى لإحياء جماليات الكتاب التقليدي من خلال تقديم محتوى معرفي يجمع بين التعليم والترفيه، وكشفت عن مجموعة من القصص الحصرية التي تُعرض للمرة الأولى في الحدث، منها "القوة الخارقة" (قصة مترجمة من اللغة التركية)، و"الطوق الذهبي"، و"أسماء لا أحبها"، و"رسالة لطيفة من الملكة عفيفة".
وعبّرت إليازية النيادي، مديرة دار "متعة القراءة لبيع الكتب" عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المميز، مؤكدة أن مهرجان العين للكتاب منصة لتبادل الأفكار مع نخبة من دور النشر والكُتّاب العرب، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثقافي والإبداعي، وأوضحت أن الدار حريصة على تقديم قصص تعليمية مصمّمة بأسلوب بسيط وجذاب يُسّهل على الأطفال استيعاب المعلومات.
وتهدف المبادرة، التي أطلقها مركز اللغة العربية، إلى استقطاب الناشرات الإماراتيات ممن لديهن محتوى جاد وهادف للمشاركة في مهرجان العين للكتاب، ويذلل أمامهن أي صعوبات قد تعرقلها، تمهيدا لمشاركتهن في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025.

مقالات مشابهة

  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
  • اختتام المؤتمر العلمي حول دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية بالقنيطرة ‏
  • "أبوظبي للغة العربية" يدعم ناشرات إماراتيات في "العين للكتاب"
  • "خيول القراءة" تعزز اللغة العربية تحت راية المتنبي
  • حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: نشيد ونشكر دولة روسيا الاتحادية ودبلوماسيتها على وقفتها مع الشعب السوداني
  • بعد أن حاولت إخفاء الحقيقة عن أبناء الشعوب العربية والإسلامية .. السعودية تكشف المستور وهذا ماظهر
  • جامعة زايد تطلق منصة "زاي" لتطوير تعليم اللغة العربية
  • صورة نادرة لمركز SAMHA لتعليم اللغة العربية للأجانب قبل 69 عام
  • 400 عنوان يقدمها «أبوظبي للغة العربية» في معرض الكويت للكتاب
  • 400 عنوان يقدمها أبوظبي للغة العربية في الكويت الدولي للكتاب 2024