عربي21:
2025-03-20@02:04:32 GMT

الممر البحري الأمريكي و٧ مخاوف مشروعة

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

ماذا يعني إعلان الولايات المتحدة أنها تقترب من إنشاء الممر البحري على سواحل قطاع غزة، وماذا يعني إعلان بريطانيا أنها ستنشر جنودًا في غزة للمساعدة في تأمين توزيع المساعدات الإنسانية التي ستدخل القطاع؟!

‎قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال فإن الولايات المتحدة أعلنت قبل أكثر من شهر عن نيتها إنشاء ممر بحري على سواحل قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ ٧ أكتوبر الماضي.



‎أمريكا أعلنت أنها لن تنشر قوات أمريكية في القطاع، وأن جنودها لن يدخلوا القطاع.

‎تفاصيل الخبر كما نشره موقع البي بي سي فإن لندن تدرس تكليف قوات بريطانية للمساعدة في توصيل المساعدات عبر الطريق البحري الجديد الذي تنوي أمريكا إنشاءه قريبا، خصوصا أن الولايات المتحدة تقول إنها لا تنوي إطلاقا إرسال جنود أمريكيين على أرض غزة.

‎الدور البريطاني المحتمل حسب وصف المخططين العسكريين يحمل اسم «الأحذية الرطبة» ويتمثل في دفع الشاحنات من سفن الإنزال إلى الممر المؤقت وتسليم المساعدات إلى منطقة توزيع آمنة على الشاطئ.

‎هذا هو الجزء العلني والمعلن من الخطة التي قالت إسرائيل إنها سوف توفر لها المساعدة والتأمين الكاملين.

‎كثير من المراقبين استغربوا من الإعلان الأمريكي عن إنشاء هذا الممر أو الميناء البحري. وجهة نظرهم تقول إنه إذا كانت واشنطن تريد فعلا تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، فكان يمكنها أولا أن تطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار، ‎أو إقناع إسرائيل بعدم عرقلة دخول المساعدات عبر معبر رفح المصري،‎ أو توقف الجسر الجوي العسكري والمالي المتدفق منها لإسرائيل. أو تطلب من إسرائيل فتح المعابر الستة الموجودة بينها وبين قطاع غزة لإدخال المساعدات، وبالتالي فحينما لا تفعل أمريكا أيا من الخطوات السابقة وتكتفي ببعض عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، ثم تعلن عن إنشاء ميناء بحرى، فإن الأمر يدعو للتساؤل والدهشة والريبة.

‎المندهشون من الخطط الأمريكية البريطانية الإسرائيلية يخشون أن يكون الممر البحري مجرد ستار لسيناريو أكثر خطورة يقود إلى ترتيب أوضاع تعيد تشكيل كامل المشهد ليس فقط في قطاع غزة ولكن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكامل منطقة شرق المتوسط!

‎أولا: هذا الأمر يتطلب وجودا وتموضعا وقواعد عسكرية أمريكية بريطانية ثابتة ولن يكون هناك أفضل من المساعدات الإنسانية كستار لهذا الأمر.

‎وثانيا: قد يعني التخطيط لهذا الأمر أن العدوان الإسرائيلي مستمر إلى أجل غير مسمى أو حتى تحقيق القضاء على كامل مظاهر المقاومة الفلسطينية وليس فقط حركة حماس.

‎وثالثا: أن نجاح هذا المخطط يتطلب عدم وجود أي حركات مقاومة، لأن وجودها يعني شن عمليات فدائية ضد هذا الوجود الأجنبي سواء على أرض قطاع غزة أو المياه الإقليمية الفلسطينية.

‎رابعا: ربما تكون الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو تفكر في وجود عسكري دائم في هذه المنطقة لمنع أي تمركز إيراني أو عربي في قطاع غزة، وبالتالي ضمان عدم وجود قوى مناوئة في هذا الشريط الضيق الذي يسبب الصداع الدائم لإسرائيل منذ زرعها في المنطقة عام ١٩٤٨.

‎خامسا: هناك أيضا رغبة أمريكية أطلسية في التواجد في منطقة شرق المتوسط لضمان أولا القضاء على أي دور روسي أو صيني في المنطقة خصوصا في ظل الصراع التركي مع اليونان وقبرص، ومحاولات التمدد الروسي في سوريا وليبيا.

‎سادسا: هناك تقارير متواترة تقول إن واشنطن ولندن وتل أبيب لديهم معلومات عن احتياطات ضخمة من البترول والغاز مقابل سواحل غزة، وهم لا يريدون أن يتسلمها الفلسطينيون تحت أي ظرف من الظروف.

‎سابعا: إضافة لكل ما سبق فهناك مخاوف حقيقية أن تكون السفن الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي ستنقل مساعدات إنسانية عبر الممر البحري الجديد ستعود بآلاف الفلسطينيين الراغبين في الفرار من الهولوكست الإسرائيلي في قطاع غزة.

‎هذه المخاوف تستند على أن إسرائيل نجحت إلى حد كبير في تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش بعد أن هدمت معظم المباني والمنشآت والبنية التحتية ووصل إجرامها إلى هدم غالبية المستشفيات على رؤوس المرضى والمدنيين، بحيث صار هناك أكثر من ١٫٢ مليون فلسطيني نازح في شوارع وطرق غزة، بعض هؤلاء قد يجد نفسه مضطرا لركوب هذه السفن للمحافظة على حياته في ظل سياسة التهجير المستمرة التي تتبعها إسرائيل.

‎أرجو أن يكون الفلسطينيون والمصريون والعرب وكل الشرفاء في العالم منتبهين لكل الأفكار والمخططات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.







المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة بريطانيا بريطانيا امريكا غزة الميناء العائم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة الولایات المتحدة الممر البحری قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بعد استئناف الحرب..غوتيريش يعبر عن "صدمته" من الضربات الإسرائيلية على غزة

شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على "صدمته" بعد تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة داعياً إلى احترام وقف إطلاق النار، حسب متحدث باسم الأمم المتحدة.

وقال المتحدث رولاندو غوميز، في مؤتمر صحافي في جنيف إن "الأمين العام يشعر بالصدمة من الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، ويناشد بقوة احترام وقف إطلاق النار وإعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية دون عراقيل وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط".

The Secretary-General @antonioguterres is shocked by the Israeli airstrikes in Gaza, in which a meaningful number of civilians have been killed.

He strongly appeals for the ceasefire to be respected.

Full statement: https://t.co/1x03YvPUdy

— UN Spokesperson (@UN_Spokesperson) March 18, 2025

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، في مداخلة بالفيديو أمام مجلس الأمن الدولي: "الليلة الماضية، تحقق أسوأ مخاوفنا. استؤنفت الضربات الجوية في أنحاء قطاع غزة، مع تقارير غير مؤكدة عن مئات القتلى... يعيش سكان غزة مرة أخرى في خوف مروع".

وشدد فليتشر على أن "الحصار التام على المساعدات التي ستنقذ أرواحاً والسلع الأساسية والتجارية ستكون له تداعيات مدمرة على سكان غزة الذين يعتمدون على تدفق المساعدات بشكل مستقر".

وأضاف "مع عزل غزة مرة أخرى، تقلصت قدرتنا على تقديم المساعدات والخدمات الأساسية "مشيراً إلى أن القوافل عند معبر كرم أبو سالم لا يمكنها العبور و"يصبح الطعام فاسداً وتنتهي صلاحية الأدوية".

وأضاف أنه خلال 42 يوماً من وقف إطلاق النار، قبل الحصار الجديد "أثبتنا أنه بوجود تفويض، يمكننا تقديم المساعدة بالحجم اللازم". وحذر فليتشر قائلاً: "لا يمكن الإبقاء على هذا الوضع لفترة أطول إذا لم يعاد فتح نقاط العبور أمام المساعدات". وتابع "لا يمكننا وعلينا ألا نعود إلى الوضع قبل وقف إطلاق النار".

وقالت وزارة صحة حماس، الثلاثاء، إن حصيلة القتلى الفلسطينيين بلغت 413، "غالبيتهم من الأطفال والنساء"، مشيرة إلى "مئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة" بعدالغارات الج وية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة الليلة الماضية.

وبدوره، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني أن استئناف الحرب سيؤجج "جحيماً على الأرض". وقال عبر إكس، إن "تأجيج الجحيم على الأرض عبر استئناف الحرب لن يؤدي إلا إلى مفاقمة اليأس والمعاناة. يجب العودة إلى وقف إطلاق النار". وشدّد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على أنّ "الحرب يجب أن تنتهي. نحث جميع الأطراف المؤثرين على بذل كل ما في وسعهم لتحقيق السلام ومنع مزيد من معاناة المدنيين".

وتوعدت إسرائيل الثلاثاء بمواصلة الهجوم على قطاع غزة حتى عودة جميع الرهائن، بعدما نفذت خلال الليل الغارات الأعنف منذ بداية الهدنة بينها وبين حركة حماس في القطاع.

مقالات مشابهة

  • الفيدرالي الأمريكي يبقي على سعر الفائدة دون تغيير وسط مخاوف من التضخم
  • قطاع غزة يدخل رسمياً أولى مراحل المجاعة
  • بريطانيا تطالب بضرورة السماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة .. والأزمة الإنسانية تتفاقم
  • بعد استئناف الحرب..غوتيريش يعبر عن "صدمته" من الضربات الإسرائيلية على غزة
  • منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين يهاجم الحكومة: لقد تحقق أعظم مخاوف
  • أحمد عيد عبد الملك: طلبات الأهلي مشروعة
  • الأونروا: إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات إلى غزة منذ أسبوعين
  • الأخضر: العمل جارٍ بمشروع الممر الكهربائي بين ليبيا والجزائر وتونس