الممر البحري الأمريكي و٧ مخاوف مشروعة
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
ماذا يعني إعلان الولايات المتحدة أنها تقترب من إنشاء الممر البحري على سواحل قطاع غزة، وماذا يعني إعلان بريطانيا أنها ستنشر جنودًا في غزة للمساعدة في تأمين توزيع المساعدات الإنسانية التي ستدخل القطاع؟!
قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال فإن الولايات المتحدة أعلنت قبل أكثر من شهر عن نيتها إنشاء ممر بحري على سواحل قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ ٧ أكتوبر الماضي.
أمريكا أعلنت أنها لن تنشر قوات أمريكية في القطاع، وأن جنودها لن يدخلوا القطاع.
تفاصيل الخبر كما نشره موقع البي بي سي فإن لندن تدرس تكليف قوات بريطانية للمساعدة في توصيل المساعدات عبر الطريق البحري الجديد الذي تنوي أمريكا إنشاءه قريبا، خصوصا أن الولايات المتحدة تقول إنها لا تنوي إطلاقا إرسال جنود أمريكيين على أرض غزة.
الدور البريطاني المحتمل حسب وصف المخططين العسكريين يحمل اسم «الأحذية الرطبة» ويتمثل في دفع الشاحنات من سفن الإنزال إلى الممر المؤقت وتسليم المساعدات إلى منطقة توزيع آمنة على الشاطئ.
هذا هو الجزء العلني والمعلن من الخطة التي قالت إسرائيل إنها سوف توفر لها المساعدة والتأمين الكاملين.
كثير من المراقبين استغربوا من الإعلان الأمريكي عن إنشاء هذا الممر أو الميناء البحري. وجهة نظرهم تقول إنه إذا كانت واشنطن تريد فعلا تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، فكان يمكنها أولا أن تطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار، أو إقناع إسرائيل بعدم عرقلة دخول المساعدات عبر معبر رفح المصري، أو توقف الجسر الجوي العسكري والمالي المتدفق منها لإسرائيل. أو تطلب من إسرائيل فتح المعابر الستة الموجودة بينها وبين قطاع غزة لإدخال المساعدات، وبالتالي فحينما لا تفعل أمريكا أيا من الخطوات السابقة وتكتفي ببعض عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، ثم تعلن عن إنشاء ميناء بحرى، فإن الأمر يدعو للتساؤل والدهشة والريبة.
المندهشون من الخطط الأمريكية البريطانية الإسرائيلية يخشون أن يكون الممر البحري مجرد ستار لسيناريو أكثر خطورة يقود إلى ترتيب أوضاع تعيد تشكيل كامل المشهد ليس فقط في قطاع غزة ولكن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكامل منطقة شرق المتوسط!
أولا: هذا الأمر يتطلب وجودا وتموضعا وقواعد عسكرية أمريكية بريطانية ثابتة ولن يكون هناك أفضل من المساعدات الإنسانية كستار لهذا الأمر.
وثانيا: قد يعني التخطيط لهذا الأمر أن العدوان الإسرائيلي مستمر إلى أجل غير مسمى أو حتى تحقيق القضاء على كامل مظاهر المقاومة الفلسطينية وليس فقط حركة حماس.
وثالثا: أن نجاح هذا المخطط يتطلب عدم وجود أي حركات مقاومة، لأن وجودها يعني شن عمليات فدائية ضد هذا الوجود الأجنبي سواء على أرض قطاع غزة أو المياه الإقليمية الفلسطينية.
رابعا: ربما تكون الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو تفكر في وجود عسكري دائم في هذه المنطقة لمنع أي تمركز إيراني أو عربي في قطاع غزة، وبالتالي ضمان عدم وجود قوى مناوئة في هذا الشريط الضيق الذي يسبب الصداع الدائم لإسرائيل منذ زرعها في المنطقة عام ١٩٤٨.
خامسا: هناك أيضا رغبة أمريكية أطلسية في التواجد في منطقة شرق المتوسط لضمان أولا القضاء على أي دور روسي أو صيني في المنطقة خصوصا في ظل الصراع التركي مع اليونان وقبرص، ومحاولات التمدد الروسي في سوريا وليبيا.
سادسا: هناك تقارير متواترة تقول إن واشنطن ولندن وتل أبيب لديهم معلومات عن احتياطات ضخمة من البترول والغاز مقابل سواحل غزة، وهم لا يريدون أن يتسلمها الفلسطينيون تحت أي ظرف من الظروف.
سابعا: إضافة لكل ما سبق فهناك مخاوف حقيقية أن تكون السفن الأمريكية والبريطانية والأوروبية التي ستنقل مساعدات إنسانية عبر الممر البحري الجديد ستعود بآلاف الفلسطينيين الراغبين في الفرار من الهولوكست الإسرائيلي في قطاع غزة.
هذه المخاوف تستند على أن إسرائيل نجحت إلى حد كبير في تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش بعد أن هدمت معظم المباني والمنشآت والبنية التحتية ووصل إجرامها إلى هدم غالبية المستشفيات على رؤوس المرضى والمدنيين، بحيث صار هناك أكثر من ١٫٢ مليون فلسطيني نازح في شوارع وطرق غزة، بعض هؤلاء قد يجد نفسه مضطرا لركوب هذه السفن للمحافظة على حياته في ظل سياسة التهجير المستمرة التي تتبعها إسرائيل.
أرجو أن يكون الفلسطينيون والمصريون والعرب وكل الشرفاء في العالم منتبهين لكل الأفكار والمخططات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة بريطانيا بريطانيا امريكا غزة الميناء العائم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة الولایات المتحدة الممر البحری قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية الاحتلال: حظر اليمنيين لسفننا يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل
الثورة / متابعات
أقرّ وزير خارجية الكيان الصهيوني جدعون ساعر، أن قرار صنعاء استئناف الحصار البحري على الملاحة الإسرائيلية يشكل خطراً على الكيان .
وقال وزير خارجية الاحتلال خلال استقبال وزير الخارجية الإثيوبي: إن “اليمنيين” يهددون الآن بمنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر، وهذا يشكل خطرا علينا”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت الثلاثاء الماضي استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وخليج عدن، حتى يرفع الكيان الصهيوني حصاره على غزة ويفتح المعابر ويسمح بدخول المساعدات.
وفي سياق متصل، أشارت مجلة “نيوزويك” إلى أن “تهديدات اليمن باستئناف الهجمات ضد الكيان في حال انهيار الهدنة الحالية في غزة، أمر مقلق للغاية، وستكون حركة الملاحة في البحر الأحمر في حالة تأهب”.
وأضافت أن اليمن تسببت بحالة اضطراب كبيرة في حركة الملاحة العالمية في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم، ما أدى إلى ارتفاع باهظ للتكاليف وإجبار السفن على اتخاذ مسارات أطول”.
من جهة أخرى ركزت صحف ومواقع عالمية في تغطيتها لأحداث العالم على تداعيات الحصار الذي يفرضه الكيان على قطاع غزة والضفة الغربية على حياة الفلسطينيين، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وفي هذا السياق، طالبت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرة أن حكومة الكيان تستخدم المساعدات كأداة حرب.
وأضافت الافتتاحية أن “على ترامب إجبار نتنياهو على إنهاء الحصار عن غزة ودعم جهود الوسطاء لإعادة اتفاق وقف إطلاق النار إلى مساره الصحيح”.
ووفق الصحيفة، فقد صادرت الشرطة الكتب بناء على غلافها، مركزة على تلك التي تحمل علم فلسطين أو كلمة فلسطين في العنوان، باستخدام خدمة ترجمة غوغل قبل إرسال صورها إلى المسؤولين.