فريق الإصلاحات الاقتصادية يُطلق مبادرة لحل مشاكل النقل في اليمن
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
الجديد برس:
أطلق فريق الإصلاحات الاقتصادية (ERT) وهو مبادرة طوعية تضم رجال وسيدات أعمال وخبراء اقتصاديين، مبادرة لمعالجة مشاكل النقل في اليمن، طالب خلالها بفتح جميع المطارات والموانئ اليمنية، ومعالجة مشكلة قطاع النقل البري من خلال فتح الطرق بين المدن وإلغاء القيود والجبايات في مداخل المدن.
واستعرضت المبادرة، التي نشرها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، يوم الإثنين، في حسابه على “فيسبوك”، حجم الخسائر التي لحقت بقطاع النقل خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن إجمالي طول شبكة الطرق البرية في اليمن بحوالي 58,200 كيلومتر، 70% منها غير معبدة، ورغم ذلك تعرضت الطرق البرية والجسور للدمار، حيث أشارت التقديرات الرسمية في يونيو 2019 إلى أن أكثر من 6 آلاف كيلومتر من الطرق المعبدة في المناطق الحضرية، والرابطة بين المحافظات وأكثر من 100 جسر تدمرت بسبب الحرب فضلاً عن إغلاق الطرق الرئيسية بين المدن التي تمثل الشريان الرئيسي لنقل البضائع والسلع والأفراد، على سبيل المثال: طريق عدن – الضالع – صنعاء، وطريق تعز – إب – صنعاء، وطريق صنعاء – مأرب.
وأشارت المبادرة إلى أن المواطنين والتجار لجأوا إلى استخدام طرق فرعية بديلة غير معبدة مثلت أحد عوامل الاستنزاف اليومي للأرواح والموارد وساهمت في زيادة كلفة السلع.
وقدم فريق الإصلاحات الاقتصادية عدداً من المقترحات لمعالجة مشكلات النقل، طالب خلالها بفتح جميع الطرق الرئيسية والفرعية بين المدن اليمنية لتسهيل حركة نقل البضائع والسلع بين المدن وسرعة إعادة تأهيل تلك الطرق التي تضررت بفعل الحرب والتدمير.
كما طالب بفتح جميع المطارات والموانئ اليمنية والسماح باستيراد السلع والبضائع وفقاً للقوانين والتشريعات المعمول بها في اليمن قبل الحرب.
ودعا الفريق إلى إلغاء جميع القيود المفروضة في مداخل المدن والرسوم الجمركية المزدوجة وعدم السماح بالابتزاز وأخذ الجبايات وتقييد حركة المسافرين وإعاقة تدفق السلع والخدمات بين المحافظات.
كما تضمنت المقترحات استعادة الأمن والثقة ويتمثل في استعادة ثقة الناقلين البحريين الدوليين في موانئ اليمن وبخاصة ميناء عدن وميناء الحديدة من خلال أحكام صريحة يتم تضمينها في أي تفاهمات أو اتفاقيات سلام، والامتثال للمدونة الدولية لأمن السفن والمرافق البحرية والطرقات والمنافذ الدولية ISPS.
وطالب الفريق جميع الأطراف بالتعامل مع ملف النقل ومشكلاته وتداعياته بشكل كامل ومتزامن وغير مجزأ بكل قطاعاته- البحري والجوي والبري- وهو ما يمكن أن يفضي إلى إنهاء جزء كبير من معاناة المجتمع، والقطاع التجاري ويساهم في تدفق السلع والخدمات وحركة المسافرين بشكل سلسل وسهل.
ودعا فريق الإصلاحات إلى إيقاف ما أسماه “حرب الإجراءات” فحين خفتت أصوات الرصاص تعالت أصوات الإجراءات والتضييق على القطاع التجاري وعلى حركة وتدفق السلع بين المحافظات والمدن.
واختتم فريق الإصلاحات الاقتصادية مقترحات بالمطالبة السماح لكل البنوك العاملة في اليمن بإصدار الضمانات الجمركية والشيكات المصرفية حسب ما هو متعارف عليه وعدم حصرها في بنوك محددة مما يعقد من إجراءات التخليص الجمركي وفرض غرامات على التجار والسلع المستوردة.
يشار إلى أن سلطات صنعاء وجّهت خلال مارس الماضي ببدء الترتيبات اللازمة لفتح طريقي (صنعاء – صرواح – مأرب) و (البيضاء – مراد- مأرب) بالإضافة إلى فتح طريق يربط بين محافظتي الضالع وعدن، جنوب اليمن، وذلك في منطقة دمت، إلا أن اللجنتين العسكرية والرئاسية المعنية بفتح الطرقات تعرضت إلى إطلاق نار فور وصولها إلى الطريق المراد فتحها.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة (سبأ) التابعة لحكومة صنعاء، قيام اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المعنية بفتح الطرقات، مع حشد جماهيري كبير، بإزالة الحواجز الترابية والأحجار المنتشرة في الطريق، لكن اللجان وجموع المواطنين تعرضت لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة اثنين، وفق ما أكده تسجيل مرئي وتصريحات مسؤولين في اللجنتين الرئاسية والعسكرية.
واعترفت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بإطلاقها النار على اللجنتين الرئاسية والعسكرية المعنيتين بفتح طريق الضالع عدن، والتابعتين لحكومة صنعاء، خلال إجراءات فتح الطريق.
https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/03/الاعتداء-على-الوساطة-خلال-فتح-طرق-صنعاء-عدن.mp4 https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/03/ssstwitter.com_1710269873197.mp4المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: بین المدن فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عملية اليمن.. ثلاثة عناصر تجعلها مختلفة وإعجازية
في الساعات الأولى من صباح الخميس تم تنفيذ عمليتين عسكريتين متقابلتين بين صنعاء وكيان العدو “الإسرائيلي”، الأولى بوصول صاروخين باليستيين يمنيين إلى عمق الكيان الصهيوني، استهدفا هدفين عسكريين، والثانية عدوان “إسرائيلي” على أهداف البنية التحتية المدنية، خاصة محطات كهرباء صنعاء وموانئ الحديدة.
تبدو عملية القوات المسلحة التي وضعها العميد يحيى سريع، في بيانه التوضيحي، في إطار إسناد غزة ودعم مقاومتها كما هي العادة، أيضاً لا تزال في مستوى المرحلة الخامسة للعمليات اليمنية لهذا الإسناد، ولكنها مختلفة لعدة اعتبارات.
الأول، وهو الأمر الجديد في عملية اليوم والمتمثل بكونها ضربة استباقية، حيث وصل الصاروخ الثاني إلى قلب الكيان في أثناء تحرك طائرات العدو، لشن عدوانها على صنعاء والحديدة، الأمر الذي أعاق تنفيذ العملية وأربكها، كما أكد على ذلك السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله-، بما يحمله هذا من تأكيد على أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك قدرة استخباراتية لمعرفة تحركات العدو بتوقيتها الدقيق، وهذا له قيمة كبيرة في المعركة مع هذا العدو بالتحديد.
هذه الميزة التي استعرضتها القوات المسلحة يقابلها ضعف استخباري للعدو، وقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” مقالاً لمعلق الشؤون العسكرية رون بن يشاي، أكد أن الكيان ليست لديه معلومات استخباراتية عن اليمن، وكذلك الحال بالنسبة للأمريكي حسب “يشاي” الذي استنتج في مقاله، أن ذلك إلى جانب المسافة يجعل من الضروري التغلب عليها، وهي أسباب لعدم وجود الردع في المعادلة بين اليمن والكيان، ويقر الكاتب في ذات السياق، بأن جمع المعلومات الاستخبارية في ظل هذه المسافات يتطلب جهدًا كبيرًا، و حسب “بن يشاي” أيضًا، يبدو أن الأمريكيين لا يرغبون في القيام به، فيما لدى “إسرائيل” موارد محدودة.
إلا أن الحقيقة هي أن أمريكا فقدت قدراتها الاستخباراتية في اليمن، بعمليات أمنية يمنية متوالية كُشف عنها في أوقات سابقة.
وكعملية استباقية، فهي المرة الثانية التي تنفذ القوات المسلحة اليمنية عملية استباقية، “لينكولن” كانت الأولى ضد حاملة الطائرات الأمريكية “لينكولن” عندما حاولت الاقتراب من خليج عدن، ونتج عنها انسحاب مذل إلى غير رجعة.
الاعتبار الثاني، هو أن العملية تمت بعد ادعاء واشنطن أن غارتها العدوانية الأخيرة على مقر وزارة الدفاع في مجمع العرضي في صنعاء، قضت على غرفة عمليات تدير الضربات اليمنية مثل عمليات البحر الأحمر، وتأتي عملية اليوم لتنفي تلك المزاعم، وترسخ حالة الفشل التي تعيشها البحرية الأمريكية والبريطانية طوال عام، وصفها قائد قوات الأسطول الخامس الأمريكي الأدميرال “داريل كوديل”، بأنها (ليست في وضع جيد)، ويزداد هذا الفشل في الرصد والتنبؤ والاعتراض أيضاً، إذا أخذنا بعين الاعتبار وصول رابع حاملة طائرات أمريكية إلى البحر الأحمر، بعد فرار ثلاث قبلها، هي “آيزنهاور”، و”روزفيلت”، و”إبراهام لينكولن”، والرابعة التي لن تكون أحسن حظاً، الحاملة “هاري ترومان”.
ثالثاً، أن العملية استهدفت مقر وزارة الحرب الصهيونية، كأنها ترد على استهداف وزارة الدفاع اليمنية، في مجمع العرضي، بالإضافة إلى ما تعنيه من حيث اختيار أهداف أكثر حساسية، وكذلك فقد جاءت في ظل أجواء الترقب والتصريحات العنترية من واشنطن و”تل أبيب”، بالاستعداد لضربة كبيرة، ترجمتها بعض وسائل الإعلام بالقاضية، واستبشر بها تحالف العدوان ومرتزقته لتغيير سلبي عسكري في اليمن. بالتأكيد فقد أصيبت تلك “البروبغندا” بحالة من اليأس العميق والمتراكم، حيث تمخضت تلك الحملة الإعلامية عن أكبر فضيحة لجميع الأعداء، رغم تنفيذها بعشرات الطائرات الحربية، والاستعدادات لتنفيذها على مدى أسابيع مضت.
تحت هذا العنوان، يبرز فشل تلك الدعاية في خلق حالة من القلق والرعب لوقف إسناد غزة، وانعكاسها في حالة من الإرادة والتصميم والإعجاز، مجتمعة معاً، وفاء وإنسانية وإيماناً بمظلومية الشعب الفلسطيني ووحشية العدو الصهيوني المجرم المدعوم بشكل كامل من الغرب بقيادة واشنطن.
هنا، يجب الإشارة إلى أن هذه العملية كانت من أهم العمليات ضد العدو “الإسرائيلي” للاعتبارات المذكورة سابقاً، وأيضًا هي تحمل رسالة للأمة، داعمة لرسالة المقاومة في غزة التي أطلقتها حماس للأمة الإسلامية بضرورة إنشاء جبهة إسناد واسعة لغزة لإنقاذ أهلها ونسائها وأطفالها، من وحشية العدو المجرم الذي يتنافس قادته ووحدات جيشه على ارتكاب المجازر والمذابح بصلاحية واسعة لا سقف لها، في ظل حالة التخاذل الرهيبة من الأمة، فهل آن للأمة أن تصحو؟!.