ذكر الله.. اعرف فضل وفوائد أيسر العبادات
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
ورد عن فضل ذكر الله، أنه من أيسر العبادات، وأفضلها، وأسماها، وبه تطمئن القلوب، ويرضى علام الغيوب؛ فقد قال سيدنا رسول الله عن فضل ذكر الله: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا لِدَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا رِقَابَهُمْ وَيَضْرِبُونَ رِقَابَكُمْ؟ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».
قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الذكر يغسل الإنسان من أدرانه، فالذكر هو أول الطريق إلى الله تعالى، فإن الطريق في الحقيقة مقيد بالذكر والفكر {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
وتابع علي جمعة، في منشور له: ففي بداية الطريق لابد من الذكر ومن الفكر، والذكر قد يكون باللسان وقد يكون بالجنان -القلب-، وقد يكون بهما، إذن فعندنا في الشريعة برنامج كامل يستطيع المسلم أن يتبعه وأن يقوم به، وأن يسير عليه، برنامج كامل ليس فيه توهيمات، بل فيه تكليفات، أوامر ونواهي، ولكن أيضًا عندنا تفاصيل فعندما يأمرنا رسول الله أن نستغفر الله، وهو يقول بأنه يستغفر الله في اليوم مئة مرة، عندما نصلي على النبي ويقول: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله بها عليه عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله بها عليه مئة، ومن صلى عليَّ مئة صلى الله بها عليه ألف».
وأشار إلى أن هذه الأحاديث تبين فضل صلاة المؤمن على رسول الله {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
أفضل أنواع ذكر اللهوكشف علي جمعة، عن أفضل أنواع ذكر الله، فقال: عندنا ذكر معروف التسبيح (سبحان الله) والتحميد (الحمد لله) والتكبير (الله أكبر) والتهليل (لا إله إلا الله)، ومعروف الاستغفار،... إلى آخره، برنامج يستطيع المؤمن أن يجعل لنفسه وردًا يوميًّا من الذكر.
وهذا الذكر كما يكون باللسان وله ثواب، فإنه يكون أقوى إذا كان بالقلب مع اللسان، واستحضار القلب لذكر الله سبحانه وتعالى وذكر عظمته، إذا بدأنا بالذكر والفكر فإننا نكون قد بدأنا بالنور؛ ولذلك تحدث أنوار، أنوار في القلوب، وأنوار في العقول وتتفتح هذه العقول للهداية.
فوائد ذكر اللهويعتبر ذكر الله تعالى هو أزكى الأَعمَالِ، وخيرُ الخصالِ، وأحبُّها إلى اللهِ ذي الجلالِ؛ ولقد تضافرتْ نصوصُ الوحيين واستفاضتْ في بيانِ فضل الذكر، وما يترتبُ عليهِ مِنْ عظيمِ الثوابِ والأجرِ، وما أعِدَّ لأهلِهِ مِنَ العواقبِ الحميدةِ، والدرجاتِ الرفيعةِ، في الدنيا وفي الآخرةِ، قالَ تعالى: «وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا».
كما أن ذكر الله تعالى يُرضِي الرّحمَنَ، وَيَزِيدُ الإِيمَانَ، ويَطرُدُ الشَّيطَانَ، وَيجتثُّ الهمومَ والأحزانَ، وَيَملَأُ النفسَ بِالسُّرُورِ وَالرّضوَانِ، فَيَحيَى القَلبُ مِنْ مَوَاتِهِ، ويحولُ بينَ الإنسانِ وبينِ فواتِهِ، وَيُفِيقُ مِنْ سُبَاتِهِ، فيكونُ سَبَباً لِنَشَاطِ البدن وَقُوَّتِهِ، وَنضارة الوَجهِ وَهَيبَتِهِ، والذكرُ يُوصلُ الذاكرَ إلى المذكورِ، حتى يصبحَ الذاكرُ مذكورًا، قالَ جلَّ ذكرُهُ: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونَ» [البقرة: 152]، ولو لم يكنْ في فضلِ الذكرِ إلا هذهِ وحدهَا لكفَى بهِ فضلاً وشرفاً، وإنَّ ذكرَ اللهِ أكبرُ مِنْ كلِّ شيءٍ، وقدْ أمرَ ربُّنا جلَّ وعلا بالإكثارِ منْ ذكرِهِ، ولقدْ توعَّدَ اللهُ بالخسـرانِ مَنْ غَفلَ عنْ ذكرِهِ.
كما أن العباداتِ لم تُشـرعْ إلا لإقامةِ ذكرِ اللهِ تعالى، قالَ جلَّ وعلا: «وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي»، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إِنَّمَا جُعِلَ رَمْيُ الجِمَارِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ»، وجعلَ اللهُ الذكرَ خاتمةً للأعمالِ الصالحةِ، فخَتَمَ بِهِ الصلاةَ عامةً في قولِهِ: «فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ»، وخَتَمَ بِهِ صلاةَ الجمعةِ خاصةً في قولِهِ: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وخَتَمَ بِهِ الصيامَ في قولِهِ: «ولِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، وخَتَمَ بِهِ الحجَّ في قولِهِ: «فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكَمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكَمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل ذكر الله ذكر الله أيسر العبادات فوائد ذكر الله فضل ذکر الله ر وا الله فی قول ه ر الله ى الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يحذر من 6 أمور تؤثر على القلب.. وهذا حلها
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الإمام الشافعي رحمه الله: قال «ما حلفت بالله تعالى لا صادقًا ولا كاذبًا قط»، فانظر إلى حرمته وتوقيره لله تعالى، ودلالة ذلك على علمه بجلال الله سبحانه، وسُئل الشافعي رضي الله عنه عن مسألةٍ فسكت، فقيل له: ألا تُجيب رحمك الله؟ فقال: «حتى أدري الفضل في سكوتي أو في جوابي». يفكر هل يتكلم أم لا .
وكان يقول رحمه الله : الكلمة تملكها حتى تنطق بها فهي تملكك.
فانظر في مراقبته للسانه مع أنه أشد الأعضاء تسلطًا على الفقهاء، وأعصاها عن الضبط والقهر، وبه يستبين أنه كان لا يتكلم، ولا يسكت إلا لنيل الفضل، وطلب الثواب.
وقال: أحمد بن يحيى بن الوزير خرج الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يومًا من سوق القناديل فتبعناه فإذا رجلٌ يسفه على رجلٍ من أهل العلم؛ فالتفت الشافعي إلينا وقال: «نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به ؛ فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه لينظر إلى أخبث شيءٍ في إنائه فيحرص أن يُفرغه في أوعيتكم، ولو رُدت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها».
وهنا كان ينبهنا مشايخنا رحمهم الله تعالى قبل أن ينفرط العقد، وينهار الحال الذي نحن فيه إلى أن الاستماع إلى الغيبة، والنميمة، والكذب، والبهتان، والضجيج، واللغو يؤثر تأثيرًا قويًا في القلب، وأن من تأثيره أن يهون المنكر علينا، يعني نرى المنكر وكأنه شيء عادي، وقد كان -يعني هؤلاء الناس- لم يستمعوا، وأصبحنا الآن بين ضرورات؛ فإذا انعزلنا بالكلية عن المجتمع فيكون هذا هروب من مواطن المسئولية، وإذا بقينا وصبرنا على أذية الناس، وغيبتهم، ونميمتهم، وبهتانهم، وكذا إلى آخره فإن هذا يؤثر في القلب، والمخرج من هذا هو ذكر الله؛، فإن نور الذكر يحمي من طَمْس الخنا ،فالذكر هو واجب الوقت فـ {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} لأن الذكر لا يحتاج إلى مؤنة، ولا يحتاج إلى وقت.